Archive
حركة أحرار البحرين
المقابلة التي قرأتموها وقرأها الكثيرون وهي التي نُقلت في الوسط وذُكر فيها ما ذُكر وقد جَلبْتُ منها قُصاصةً للتعليق على بعض ما جاء فيها من قضايا: في هذه المقابلة هناك تجنٍّ وتزويرٌ واضح لا يخفى على أحد، وكان المُفترض – وبدل هذا الاعتزاز بالجرائم التي حدثت في التسعينات – تقديم العذر لهذا الشعب المضطهد على ما قاساه من جرائم ولكن بدل الاعتذار وطلب الاعتذار يأتي الاعتزاز! ففي المقابلة يقول: (( وقد تعاملتُ معها (أحداث التسعينيات)
كلمة سماحة العلامة
الشيخ عبد الجليل المقداد حفظه الله (تعالى)
بمسجد الرفيع (جمّالة) بعد صلاة الظهرين بيوم السبت
بتاريخ: 27ذو القعدة1428هـ الموافق لـ 8-12-2007م.
(القسم الأول: الأخلاقي)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
النفس حجة الله البالغة على الإنسان:
أنزل الله (سبحانه وتعالى) كتابه على هذه الأمة من أجل أن يكون مرجعاً وهادياً وحكماً. وجعل تفسيره وبيانَ المرادِ منه بيد مَنْ اجتباهم واصطفاهم وهم محمد وأهل بيته (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) لأن الكتاب الكريم ـ وكما قال أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) حمّال ذو وجوه حيث أنه – عندما أرسل ابن عباس من أجل أن يتكلم مع الخوارج ومن أجل أن يرجعهم عن غيهم وضلالهم – قال له:
(( لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمَّال ذو وجوه تقول ويقولون، ولكن حاججهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا )) (1). فالسنة هي التي تحدِّد المراد من البيان القرآني حيث أنه صامت وإنما يتحدَّث عنه ويبيِّن المراد منه الرجال.
وقد ورد أيضاً: (( إنما يفهم القرآن من خوطب به). ففي الموارد التي يشكُل علينا تحديد المراد منها في القرآن، أو في الموارد التي بيّن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) المراد من الكتاب، يكون المرجع لهذه الأمة هو كلماتُ أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
جاءت الأمة واختلفت، وحرفت ما أرادته السماء والنهج الذي اختطته السماء، وأبعدت أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عن مقامهم، وقالوا حسبنا كتاب الله، فبقيت هذه الأمة – من شقائها – هي والكتاب تأوِّله كيفما شاءت، وتحرِّف معناه كيفما شاءت تنزيلا على ما تريد وتثبيتاً لمقاصدها، فأصبح كل طرف يُنزل الكتاب على ما يشاء وعلى ما يهوى، لأن المفسِّر الحقيقي والشارح الحقيقي أبعدته الأمة.
إذن كان يمكن لهذه الأمة أن تعيش حياة هانئة تحت ظل هذا الكتاب لو أنها رجعت إلى من أعطاه الله (سبحانه وتعالى) حق تفسيره، وحق بيان المراد منه، فضاع الكتاب وضاع مَنْ يفسِّر الكتاب وأُبعد عن مكانته التي وضعه الله (سبحانه وتعالى) فيها، فوصل الحال بالأمة أنَّ كُلاً يُنزل الكتاب على وفق ما يريد ووفق ما يشتهي وأُبعد المفسر الحقيقي لهذا الكتاب.
وقد عُطِّل الكتاب عن فاعليته في حل النزاعات والخصومات واختلاف وجهات النظر وقد كان المفترض أن يكون الكتاب هو المرجع في كل ذلك ولكنه قد عُطِّل. وكذلك الحال في أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حيث قد أبعدوا هم أيضاً.
وهنا تبقى لله على الناس حجة باطنة وهي العقل فهو الذي يرشد الإنسان ويبصره مواضع الخطأ من الصواب إذا استفاد منه، ولكن العقل أيضاً إنما يتعامل مع البراهين والتي قد يتطرق مجال للمغالطة فيها، أو يدخلها التحريف والتزوير أيضاً، إما من خلال مادة البرهان أو صورته(2).
وهنا يطرح هذا السؤال: ماذا بقي للإنسان؟
الجواب: هناك حجة على الإنسان لا يستطيع أن يتصرَّف فيها أصلاً وهي حجة الله البالغة – إضافة للحجج الأخرى والتي يمكن أن تتلاعب فيها الأهواء – إلا أن هذه الحجة لا يمكن للإنسان أن يتصرّف فيها بتلاعب وتزوير وما شابه وهي نفس الإنسان، فمهما حاول الإنسان أن يزوِّر ومهما حاول الإنسان أن يشكِّك فأنه يبقى يعلم بما في دخيلة نفسه فهو إذا غالط يعلم أنه يغالط حين يرجع إلى نفسه ويحتكم إليها.
إنَّ الإنسان عندما يغالط ويزور تبقى نفسه مطلعة على ما في دخيلة نفسه قال تعالى: (( بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ))(القيامة/14).
يمكن أن يزور الإنسان الظاهر القرآني، ويمكن أن يُبعد أهل البيت (عليهم السلام) عن مكانتهم، ويمكن أن يأتي إلى العقل ويُشكك في مادةٍ أو صورةٍ برهانيةٍ قطعيةٍ ولكن لا يمكن للإنسان – بحال من الأحوال – أن تخفى عليه نفسه وتصرفاتها ومغالطاتها وتلبيساتها.
وذلك لأنه لا يتعامل – هنا – مع موادٍ وصورٍ بل إنه في حالةِ حضورٍ وانكشاف تام لا مجال للمغالطة تجاهها؛ فالمغالط والمحرِّف والمزوِّر والمفتري يعلم بحقيقة الأمر وما تنطوي عليه نفسه.
فيمكن – مثلاً- أن أذكر لك براهين عدّة من أجل أن أجعلك تصدِّق بقضية، وأنت أيضاً إذا نظرتَ إليها تقول بأنها صحيحة وقد أُقنِعُك بصحة أمر باطل نتيجة ما أأتي به من براهين وأدلة على ما أقول، ولكن هذه الأدلة والبراهين التي حشرتُها لا تجعلني ـ بيني وبين نفسي ـ مقتنعاً بالأمر الباطل.
ولذلك فالنفس تشكِّل حجة قوية بالغة لله (تعالى) على الإنسان، فيمكن من خلال الرجوع إلى باطن النفس أن يكتشف الإنسان الحقيقة مهما كانت محاولات تزييفها.
ولذلك يُطلب أن يرجع الإنسان إلى نفسه دائماً ويدقِّق فيما هو موجود في داخله وفي أعماق نفسه من أجل يعرف الحق من الباطل، والرشاد من الغي وهذه هي الحجة البالغة التي لا مجال للتحريف والتأويل والتزوير فيها(3).
(القسم الثاني: السياسي الوطني)
تصريحات رئيس الوزراء والواقع الخطير:
المقابلة التي قرأتموها وقرأها الكثيرون وهي التي نُقلت في الوسط وذُكر فيها ما ذُكر وقد جَلبْتُ منها قُصاصةً للتعليق على بعض ما جاء فيها من قضايا:
في هذه المقابلة هناك تجنٍّ وتزويرٌ واضح لا يخفى على أحد، وكان المُفترض – وبدل هذا الاعتزاز بالجرائم التي حدثت في التسعينات – تقديم العذر لهذا الشعب المضطهد على ما قاساه من جرائم ولكن بدل الاعتذار وطلب الاعتذار يأتي الاعتزاز! ففي المقابلة يقول:
(( وقد تعاملتُ معها (أحداث التسعينيات) من دون توتر وخوف، ويعلم الله أنني في كل إجراء كنت مرتاحاً. وكنت مسؤولا عن الأمور في تلك الآونة…)).
ما أدري على ماذا كان الرجل مرتاحاً؟ على الدماء البريئة التي أريقت بغير حق؟
أم على الحرمات والمقدسات التي هُتكت بغير وجه حق؟
على أي شيء يُبدي هذا الرجل ارتياحه؟!!!
غريب أن الإنسان – وفي حقبة زمنية مورس فيها الظلم والإضطهاد – يأتي وبكل اعتزاز ويدَّعي أنه مرتاح لما حصل في تلك الفترة!!
ويقول أيضاً: (( لم ننصب المشانق وندبِّر حملة الاغتيالات لأحد من أولئك…)).
بوش أيضاً لم ينصب المشانق في أفغانستان، ولم ينصب المشانق في العراق أيضاً، وهذا ليس محل اعتزاز وفخر، فما عندكم من أساليبِ قمعٍ واضطهادٍ وظلمٍ يغنيكم عن نصب المشانق، وربما يكون من الغباء بالنسبة لمن يمتلك هذه ا لآليات الحديثة، ومن يمتلك الذخيرة الحيّة والأسلحة الفتّاكة أن يستعين بالمشانق خصوصاً إذا أراد أن يقبض بقبضة حديدية. فما استعملتموه وما مارستموه يغنيكم عن نصب المشانق.
وهنا يأتي هذا السؤال: لماذا وصل بنا الأمر إلى هذا المستوى؟
من العجيب حقاً أن بعض الشخصيات التي كانت معزولة، والتي كانت منزوية تعود ثانيةً لتعتزّ بما قامت به من جرائم أيام الحقبة الماضية، وتتهم الطائفة بأكملها بإثارة الشغب والفتنة وبالإرتباط بالخارج، تتهم الجميع لأن تلك الحقبة قد شارك فيها الجميع من علماء ومن غيرهم من المؤمنين إلا ما ستثني – حتى صاحب هذه الصحيفة التي وضعت هذه المقابلة لمشاركته في تلك الفترة – فالجميع معني بالوقوف وباتخاذ موقف تجاه هذه التصريحات وبرد اعتباره.
لماذا هذه الشخصيات التي كانت منزوية والتي أجبرها الواقع على الإنزواء تعود بهذه القوة والصراحة فيصدر منها الإعتزاز في موضوع كان عليها أن تقدِّم فيه الإعتذار؟
هذا سؤال ينبغي علينا أن نجيب عليه بكل موضوعية وصراحة. والجواب واضحٌ ولا يحتاج إلى تأويل فالذي أطمع هؤلاء الأشخاص في أن يعودوا وأن يصرِّحوا بارتياحهم تجاه تلك الممارسات العداونية والإضطهاد والظلم هو موقفُنا المتخاذل، وموقفنا الضعيف فهذه نتائج المواقف المتخاذلة والمواقف الضعيفة.
وذلك يبيِّنُ لنا أننا أن الكثير من التحليلات التي أعطيناها للممارسات التي قمنا بها إنما كانت تحليلات خاطئة، ولا أريد أن أدخل في تعداد تلك التحليلات التي أثبت الواقع خطأها، سواء اعترف البعض بالخطأ، أو أصرّ ولم يعترف فهذا شأنه.
وهذا واحد من تلك المواقف والتحليلات التي أثبت الواقع خطأها، فعوض أن يقال ـ مثلاً وعلى الأقل ـ بأن تلك حقبة زمنية قد مرّت ونحن الآن في وضع جديد، لماذا يلتجأ الرجل إلى تلك التصريحات؟!
وأعتقد بأن هذه التصريحات سوف تعقبها ممارسات وها هو قانون أمن الدولة يعود وبصورة مختلفة، فهذه التصريحات ستكون بعدها مواقف وإجراءات.
أما آن الآوان ـ أيها الاخوة ـ أن نمتلك هذه الفضيلة الإسلامية والإنسانية ونقول بأننا في كثير من تحليلاتنا قد أخطأنا؟
إنَّ دور الإنعقاد الأول من المجلس النيابي قد ذهب وهو بشهادة الجميع أن الأداء فيه هو صفر. هذا ليس كلامي وليس كلام زيد من الناس بل هو كلام نفس من يمارس العمل وإن كانت العبارات مختلفة فيصرِّحون بهذا المعنى أو بنحو قريب منه على أن دور الإنعقاد الأول كانت النتيجة فيه والأداء صفر.
فيما أرى – وأتمنى أن أكون مخطئاً – أن المرحلة الآتية لن تختلف كثيراً عن سابقتها والنتيجة هي مزيد من الإقصاء، ومزيد من ضياع الحقوق، ومزيد التهميش.
ومن أجل ماذا؟
ذهب النزاع في مسألة المشاركة ومسألة المقاطعة، وإنْ كان الحق والإنصاف – وإن كان بنحو الترديد – أن الواقع أثبت أنه إما قرار المشاركة كان خاطئاً، وإذا كان قرار المشاركة صائباً ولم يكن خاطئاً فالأداء وطريقة المشاركة خاطئة.
دعونا نتأمل أين موضع الخطأ؟
هل هو في أصل المشاركة؟ أو في كيفية المشاركة؟
إننا تجاوزنا الآن جدل المشاركة والقاطعة بعد المشاركة العملية ولنتكلم في تقييم المشاركة فأقول:
إن الأداء فيه خلل وضعف قطعاً. فلماذا لا يحاول الأخوة أن يقفوا وقفة صادقة مع أنفسهم من أجل إصلاح هذا الخلل؟
إنَّ إصلاح هذا الخلل – وهو أن الأداء ضعيف ولا يمكن تحقيق شيء – إما بأن يرتقوا بمستوى أدائهم، وعندما نقول ” يرتقوا بمستوى أدائهم” يعني أن لا يعتمدوا على مثل هذه القنوات والآليات الموجودة والمتاحة التي تثبت عدم جدوائيتها وعليهم أن يفعلوا كل ما بوسعهم فإن كان هذا يمكن أن يوصل إلى نتيجة وإلا فعليهم موقف آخر لا بديل عنه وهو الإنسحاب من هذا المجلس.
لأنه وبكلمة واضحة – أيها الأخوة – نحن بمشاركتنا أعطينا هذا النظام الكثير الكثير الكثير. وهذا التزمُّت والاعتزاز بما سبق من جرائم وهذه الممارسات العدوانية والقبضة الحديدية كلها من نتائج المشاركة التي أعقبها هذا الأداء المتخلِّف.
إما أن نرتقي بمستوى أدائنا إلى الأفضل – وإن كنت أرى عدم وجود علامات تبشر بهذا المعنى – أو أننا مسؤولون أمام الله (تعالى) أن لا نبقى نزيِّن ونلمع من وجه هذا النظام وعلينا أن نقف موقف شرف وأن ننسحب من هذا المجلس الكسيح المشلول الذي لا يمكن أن يوصل إلى نتيجة، لكن هذا يحتاج إلى جرأة وقوة.
والآن نحن مبتلون في إيماننا وفي تقوانا، فهل نراجع مواقفنا وننفتح على بعضنا ونستفيد من إخواننا أو أن تأخذنا العزة ونبقى نصرّ على مواقفنا حتى لا يقال بخطأ تحليلاتنا، وفي ذلك من العواقب الوخيمة التي تهدِّد الإنسان في دينه وفي تقواه الكثير.
علينا أن نقف موقفاً مشرفاً وأن نعيد الحسابات.
وقد قلتُ – ولا زلتُ أقول – : لا أفهم معنى أن يصرّ الإنسان على تفرُّده بالرأي، وعلى استبداده بالرأي، وعلى إعجابه برأيه، ونحتاج لأن يفهمنا الآخرون معنى ذلك كله!
فهل بلغ الآخرون من النقص، والضعف، وسوء التدبير مبلغاً لا تحتاج – بسببه – أن تنسق معهم ؟!
ولا تحتاج إلى موقفهم ولا تحتاج إلى نصحهم ، إلى تسديدهم؟
إذا كان البعض لا يرى الجلوس مع “حركة حق” مثلا فهذا حقه في أن لا يجلس. وإذا كان لا يريد أن يجلس إلى زيد من الناس فهذا حقه، وليجلس مع طرف آخر من الأطراف الأخرى التي يختلف معها من أجل التباحث وتقليب الأمور ولا يصح الإكتفاء بالرأي وإدارة الظهر للجميع وعدم الأخذ بمبدأ المشاورة.
وأنا شخصياً – أيها الاخوة – أنقل لكم هذا الموقف الذي حدث في مرة أو مرتين، الموقف الأول – والذي أجزم به – قد حدث في “البلاد القديم” والموقف الثاني – والذي أظنه ولا أجزم به – وقع في “كرانة”.
وهو أنني وفي موقف جمعني مع الشيخ الجمري (رحمة الله عليه) قلت له بما معناه:
” شيخنا اجلسوا أنتم الكبار وأنا وأمثالي سنكون لكم خطاً وصفاً ثانياً نؤازركم، نرفع وجهات نظركم إلى أبناء هذا الشعب، ونرفع مقترحاتهم إليكم، نقوي من الإنشداد الجماهيري إليكم.”.
أنا بالنسبة لي قد فرغت من هذه المسألة وصرّحتُ بها لبعضهم وهو أنني عندما أتكلم لا أريد أن أكون أحد مَنْ يجلس ولا أسعى لأن أكون في مقدمة الركب، وأنا أعرف وزني ومقدار حجمي، وحينما أتكلم فإنما لحرقةٍ على هذه الطائفة، ولا أستطيع إلا أن أتكلم؛ لأن الأمر جدُّ خطير، وإذا ما تدورك هذا اليوم فيصعب أو قد لا يمكن تدراكه فيما بعد.
ـــــــــــــــ
الهوامش:
(1) نهج البلاغة، خطب الإمام علي (ع): 3/ 136.
(2) البرهان يتكون من مادة وصورة والمادة هي نفس المعلومات التي تدخل في تشكيل البرهان والقياس، والصورة هي شكل وكيفية صياغة البرهان. ويمكن أن يحصل الخطأ أو المغالطة في النتيجة من خلال المادة (المعلومات) أو الصورة (شكل البرهان وطريقة تشكيله) ويمكن أن يكون الخلل في كليهما.
(3) وهذا ما ترشد إليه الكثير من الروايات نحو ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: “استفتِ نفسك وإن أفتاك المفتون”. وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله): ” البر ما سكنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئن إليه القلب، وإن أفتاك المفتون”. وعنه (صلى الله عليه وآله): ” استفت قلبك، استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك “. وعنه ( صلى الله عليه وآله ): ” ما أنكر قلبك فدعه” . وغيرها من روايات قريبة من هذا المفاد الذي يحيل تشخيص الأمور وتمييز الحق من الباطل إلى نفس الإنسان. ميزان الحكمة، محمد الريشهري: 4 / 3511.