الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

في خضم الهرج والمرج السياسي وما بين زوايا الوطن المحتل يعيش الكثير من أبناء الوطن ممن ما زالوا يعانون، هم ضحايا النظام وضحايا العنف الغير مبرر وضحايا حقبة يريد الكل ان يتوقف الكتابة عنها ويريد الكل ان يرميها من وراء ظهر الوطن، هم ضحايا حقبة أمن الدولة وهم موزعين بين المتهمين بدون أدنى جرم وبين شباب أفنى أحلى سنين عمره من اجل ان نخرج في نهاية الأمر بهذا البرلمان المعوق الأعرج القبيح، من بينهم أمهات يتجدد نار الحزن في قلوبهم في كل يوم خميس على شواهد القبور وهم يبكون الشهداء من أبنائهم وفي قضية نادرة الحدوث تبكي الأمهات باللوعة عقيل الصفار رضيع شهداء البحرين، من بينهم مصابين بالرصاص الحي والرصاص المطاطي والرصاص الانشطاري، من بينهم تشوهات في الأجساد والأقدام والأعين والوجوه، مع اقتراب اليوم العالمي لمناصرة ضحايا التعذيب وهو 26 من شهر يونيو في كل عام لابد ان نقف مع هؤلاء الأبطال الذين ارجعوا لنا بفضل الله وضغط تضحياتهم المبعدين وأفرجوا عن المعتقلين. في هذه الوقفة معهم نقول ليسقط المرسوم بقانون 56 وهو اكبر معوق لنجاح ما يسمى بالمرحلة الانتقالية فهذا القانون يعد إخفاق كبير في التحقيق في المصائب التي جرت علينا من تعذيب وانتهاك لكل حقوق الإنسان بدون خوف أو وجل من الملاحقة القضائية من بعد هذا المرسوم، بل أن القانون البحريني المتخلف لا يحمل تعريفا للكلمة التي يعرف معناها الكثير من أبناء البحرين وهي كلمة التعذيب، حيث كان من ضمن توصيات لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة ان يكون  ((ان تتبنى تعريفا للتعذيب في قوانينها الجزائية المحلية بمصطلحات تتوافق مع المادة (1) من الاتفاقية ان تحترم المضمون الكامل للمادة 3 من المعاهدة في كل الظروف، وأن يتم تضمينها بشكل كامل في القوانين المحلية)) والتعريف المطلوب كما أوصت به اللجنة هو ((تعرف المادة الأولى من الاتفاقية “التعذيب” بأنه أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا، يلحق عمدا بشخص ما يقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث، أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أيا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية. ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبة أو الذي يكون نتيجة عرضية لها)) ولو راجعنا التعريف لعلمنا ان هناك الكثير من الديون المستحقة على الحكومة دفعها معنويا لمن تعرض لكل الأعمال القذرة للسلطات الأمنية في فترة أمن الدولة وحتى الآن في فترة العهد الجديد والإصلاح كما يشاع.
أن الضحايا لهم رب يحميهم في الدنيا ولسوف ينصفهم في الآخرة، أما ان توقع البحرين على كل المعاهدات الدولية بخصوص احترام حقوق الإنسان فهذا لن يسقط عنها السمعة السيئة التي نالتها وما زالت تحاول العودة الآن ولو بصورة خجولة وقانونية لتلك السمعة، كل هذه الاتفاقيات تعتبر حبر على ورق بالنسبة للحكومة في البحرين وبالذات إذا أرادت التعامل  مع مسيرة أو تجمع أو معارضين لها في أسلوب العمل السياسي.

نقول للضحايا في انتم ضمير الوطن وانتم الحياة لهذه الأرض الطيبة، ولن ينسى الوطن مهما حاول الجميع طمس معالم الظلم لن ينسى الوطن التضحيات من العمر والدم التي كانت شرف لهذا الوطن، انتم يا من عانيتم بصمت وعندما لاحت بوادر الإنصاف لكم خرج من ينعق وينادي بتعويض المباني المحترقة والإشارات الضوئية المؤمنة، انتم من يحق للوطن ان يفتخر بما قدم لكم واذا كان هناك كلام عن عدالة انتقالية فلابد من دفن قانون 56 في مزبلة التاريخ حتى نتكلم عن محاسبة للمجرمين والمعذبين ممن اتاح لهم القانون الفرعوني في الماضي اللعب بأجساد المواطنين، لابد من تغيير لعقلية ادارة الصراع وبالذات الأمني بين الحكومة والمواطنين، فالعنف لا يولد العنف ومن يزرع الظلم والقهر والتعذيب لن يجني الورود والرياحين وأن كانت تنثر في طريقه نفاقا عند زيارته لأي مكان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق