الأرشيف
Bahrain Freedom Movement
افرجت سلطات القمع أمس الأحد عن معتقلي الرأي الدكتور محمد سعيدوزميله حسين الحبشي, ورغم الفرحة التي عمت كل من كان يتوق لرؤية الاخوين البطلين وعودتهما بين اهليهم , الا أن هناك ثمة أمور يجب أن تأخذ في الحسبان , قد يكون أولها الشجاعة التي تحلى بها الاخوين في الدفاع عن حقهما في ممارسة مبدئ حرية الرأي وعدم الاستهانة به كركيزة رئيسة لحقوق الانسان , وليس أوضح من ذلك تصريح الدكتور محمد سعيد حال خروجه من المعتقل بتأكيده على ذلك الحق الاصيل والابتعاد عن لهجة قانون أمن الدول وقمع الناس لثنيهم عن ممارسة هذا الحق , كما لا ينسى وقفة أبناء الشعب وكل شرفاء الوطن في المساهمة في عودتهم الى بيوتهم والدفاع عن مبادئ الحرية والكرامة , على الجانب الآخر لا يمكن أن يغفل دور المنظمات الدولية والتي بادرت ومنذ اللحظه الاولى , بموجة من الشجب والاستنكار لإعتقال الاخوين لمجرد ممارستهما حقهما في التعبير عن رأيهما في قضية تمس الحياة السياسية ومعارضة اساليب الخداع والتلاعب السياسي التي يمارسها الحكم في البحرين , حيث حاول هذا النظام التعسفي خداع حتى المنظمات الدولية بتوقيعه على المعاهدات المناهضة لحرية الرأي والتعبير والقمع ومعاهدات مناهضة التعذيب . ورغم أن السلطة إستخدمت كعادتها أسلوب العفو والمكرمة , نظرا العقلية القبلية التى تعشعش في عقول العائلة الخليفية , إلا أن ذلك يأتي ضمن برنامجها للخروج من المآزق الدائمة التي تجعلها محور شجب وإستنكار المنظمات الدولية , وإنسجاما مع سياسة التخدير التي إنتهجتها منذ البدء بالمشروع التخريبي .
إن شعب البحرين اليوم يقف أمام محطة جديدة من محطات النضال الحقيقي في الدفاع عن حقوقه السياسية والاجتماعة والاقتصادية المسلوبة . فالوضع السياسي المتدهور بسبب تصلب الحكم في مواصلة مشاريعه التي يرمي من خلالها تغيير التركيبة السكانية , واللعب على الوتر الطائفي , والتضييق المعيشي , والإقصاء السياسي للإنفراد والاستأثار بثروات البلد . إلا إن ما فعله البطلين وما قام به أبناء الشعب وكل الشرفاء لهو مصدر فخر وإعتزاز كل الاحرار في العالم , ودليل على حيوية ويقظة أهل هذا البلد الطيب في الوقوف ضد المشارع الزائفة . فتحية تقدير وإكبار لهذا الشعب ومرحبا بعودة البطبين بين أهلهم والاحبة .