Archive
حركة أحرار البحرين
حسين رمضان – 01/11/2007 – 1:07 | مرات القراءة: 156 |
انه عام مر علينا من فقدنا للوالد العزيز، والد الشعب الحنون الشيخ المجاهد عبد الأمير الجمري رحمة الله عليه في العام الماضي، ذلك اليوم البارد الذي أخرج البحرين عن بكرة أبيها للتشيع وتحمل مشقة البرد القارس من اجل إيصال ذلك الجسد المنهك بالمرض وثقل المسئولية لمثواه الأخير.
كانت العيون تدمع وهي تلبي وتقول مع السلامة يا شيخ البحرين وحبيب الجميع يا من جمع الجميع وكانت البحرين في عهد قيادته للساحة تعيش هم الوطن، كان رحيل الشيخ مؤثرا في الجميع وقد أصاب البحرين في مقتل فهذا الرجل قدر له ان يعاني الأمرين من الوطن ومن الحكومة التي فعلت به الكثير من العجائب فقط لأنه أراد لشعب البحرين الحياة الكريمة، ففرقت أبنائه عنه وأذاقته مرارة سجون أمن ا لدولة وعندما أفرجت عنه فرضت عليه أقامة جبرية قاسية قطعت عنه التواصل مع أبناء الشعب بل ومارست معه في بداية استلام الشيخ حمد لمنصب الأمير أقسى مسرحية كان يراد منها طعن الشيخ في صورته الشعبية، مسرحية الاعتذار التي دمعت لها عيون محبي الشيخ وهم يرون الأب الحبيب وهو يعاني الإذلال على يد زعماء الوطن. الشيخ الجمري لم يكن ليخاف من تسلط القوة الأمنية في عنفوان أيام أمن الدولة تجرأ عليه رجال الشغب في 5-1-1996 بالضرب على ظهره في عقب الهجوم على الحفل الديني في النعيم، وكان قائد الاعتداء الملازم آنذاك عيسى القطان حيث تحاور معه الشيخ الجمري وحمله الشيخ مسئولية ما حدث، وكان هناك شباب تم اعتقالهم أضطر الملازم للتراجع عن الاعتقال من بعد فترة من المناوشات الكلامية بين الملازم وسماحة الشيخ رحمة الله عليه، ورغم أن الأفق في هذه ا لفترة كان يسوده الغيم على ارض البحرين من بعد التراجع وعودة الاعتقالات والمداهمات والتضييق على المساجد والصلاة والكلمات النارية لقادة المبادرة ورغم ان الشيخ كان تحت الحصار إلى أنه كان جبلا ثابتا لا يتنازل عن الحقوق المعلنة للشعب، لم يكن الشيخ ليتراجع عن مطالب الشعب ولذا أحبه الشعب كل الشعب وهنا الكلام عن كان ضميرهم حي وسيبقى ضميرهم حي. الشيخ الجمري كان يقول ويكرر في أكثر من موقع، عليكم تقيموا الأشخاص من خلال انسجامهم مع الحق وقربهم أو بعدهم عنه، لا من خلال مظاهر أو أسماء أو دعاوى، وكم كان التزام الشعب عظيما بالمبادرة فعاد الهدوء للوطن وكان قمة التعاون مع قادة المبادرة والامتثال لأمرهم وعاد الهدوء للوطن، وشاءت الحكومة من جديد من خلال النهج الأمني في حل القضايا على إثارة الوضع من خلال الاعتقالات وعودة الشيخ للمعتقل كانت النقطة التي بدأت فيها الجولة الثانية من عهد الاضطرابات في البحرين، والباقي يعرفه الكثير منكم. عام ونحن نعاني التمزق على الصعيد الوطني، ضياع للبوصلة السياسية ومخططات تلو المخططات من قبل الحكومة لضرب الوحدة الوطنية واللحمة بين أبناء الشعب، بل ان تقرير البندر قد فتح لنا العين على واقع لربما يكون أسوأ بكثير من دارفور أذا كتب له النجاح في البحرين، ولغاية كتابة هذه السطور فان الحكومة ماضية في مخططها وناجحة في فصول فرض السيطرة على كافة المفاصل السياسية في البلد، عام على رحيل الرجل الذي كان يريد الخير ليعم الوطن بدون اللجوء للعنف بل كان يتحمل من جلاوزة أمن الدولة الكثير من العنف من اجل الثبات على مبدأ المطالبة بالحقوق، في هذا العام بالذات 2007 رأينا بأن العنف قد عاد للسطح بمنتهى الوحشية من قبل قوات رجال وزارة الداخلية أو حفظ النظام سمها ما شئت، لذا نذكر أيام مواجهة الشيخ عبد الأمير الجمري إلى لغة العنف في أكثر من محفل وتذكير الحكومة بأن العنف لن يغير قوة المطالبة لدى الشعب بإحقاق الحق. في 17-12-1994 أصابتني رصاصة في خاصرتي في مواجهات السنابس، وبعد العملية الجراحية كان الشيخ الوالد عبد الأمير الجمري هو أول من وقعت عيني عليه من خارج العائلة، وكانت هذه الزيارة من الشيخ بمثابة الماء البارد على صدري في ظل العطش، كان يواسيني ومن كان معي في مستشفى البحرين الدولي وهون يقول إنكم قدمت تضحية من اجل الوطن وحقوق الشعب وإعلاء كلمة الحق وما أصابكم بعين الله، هذه ا لكلمات رفعت من روح الشباب في كذا محفل وموقع، رحيل الشيخ وجع مقيم في ضمير الشعب وكلنا نتذكر اليوم البارد القارس الذي ودعت فيه البحرين فارس بطل غادر الدنيا والكل يتذكر (( الله الشاهد إني اشتقت لكم اشتياق يعقوب إلى يوسف)) هذه العبارة التي قاله الشيخ وستبقى تبين مدى ارتباطه بهموم هذه الأمة وتطلعات هذه الأمة نحو الخلاص من الظلم والتسلط الحكومي في مختلف المجالات. سلام الله عليك يا والدنا وأنت في علياء السماء وتغمد الله روحك في جنته، رحلت عنا ونحن في أمس الحاجة لحكمتك ونظرتك وتعاملك الأبوي الفذ في التعامل مع الأمور بدون استعلاء، غادرت وأنت تقول لنا قبل يوم من رحيلك منعونا من أحياء عيد الشهداء وتوافق يوم رحيلكم مع عيد شهداء البحرين في السابع عشر من ديسمبر. إلى جنان الخلد يا والدنا..فقدك افجعنا .. وسنبقى بعون الله اوفياء لنهج الرفض واللأصرار على المطالبة بالحقوق..أنت من علمتنا هذا النهج ولذا نحن معك ولن نتركك على مدى الأزمان.