الأرشيف

ميدل إيست أونلاين \\ روسيا والصين تدخلان على الخط: مصير العرب حكاما وشعوبا بين المنجل والمطرقة والماكدونالد – حركة أحرار البحرين

09/10/2011م – 3:57 م | عدد القراء: 62

الاستعمار متسلط على العرب منذ سنوات. لم تستطع كل الدول العربية ان تستقل بصفة تامة عن مستعمريها أن اقتصاديا أو ثقافيا او لغويا. مازال يجثم على صدور شعوبها الى الان، وقد ظهر ذلك من خلال ثورات العرب والذي صار جليا أنها لن تنتهي كلها بخير.

إذا كانت ليبيا على شفى الفوضى العارمة حتى ألان، إذ لم يستطع ما يسمى بالثوار من إنهاء حكم الزعيم، فان تونس تعيش على أمل انتخابات، لن تفرز أكثر مما كان رغم تكاثر الأحزاب كالفطر.

وفي أم الدنيا مازال الثوار ينزلون إلى ساحة التغيير. لعل أن يتغير شيء ما ولكن لاشيء يظهر انه سيتغير، مادام المشير يشير بأوامر العسكر. ويبقى عصام شرف مشرفا على تنفيذ ما يمكن أن تخرجه وصفة العسكر.

وفي سوريا يشتد الجدب والقتل والبطش والهدم. وفي محاولة يائسة، من طرف فرنسا والبرتغال وانجلترا والولايات المتحدة، لم تستطع هذه الدول مجتمعة من فرض قرار في مجلس الأمن لإيقاف هذا المسلسل الرهيب من العنف والتدمير لشعب اعزل.

المستعمرون القدامى راحوا يبدلون مساعيهم الحثيثة لإنقاذ شعوبهم السابقة من العرب من حكامهم الطغاة.

والواقع أن الثورات العربية البائسة، لم تستطع المقاومة ضد الأنظمة، لولا تدخل الأنظمة الغربية، في ليبيا حيث العقيد عقد مهمته منذ زمان، لما كان يحظى بسطوة السلطة والمال. كان يكابد ويجاهد للاستمرار في الحكم، أو تمكين ابنه سيف الذي لا يمكن أن يقال في حقه إلا ما يقوله المثل العربي ضيعت الصيفا اللبن.

ما حدث في ليبيا كان متفقا عليه بإجماع العرب والعجم، ومرده إلى مزاج العقيد وطريقته البدائية في الحكم. لهذا كان مستهدفا من كل الإطراف بما فيه الإخوة العرب.

أما بالمقارنة مع ما يجري في اليمن وسوريا والبحرين، فلا علاقة. إذ أن النظام ألبعثي بعث من تحت فيتو موسكو المعد للقتل، وفيتو الصين الخاص بالدفن.

في حين يضل نظام علي صالح بعيدا عن مناقشة مجلس الأمن، وجامعة العرب، لا لشيء مدعم من دول الخليج الجارة، ومن الولايات المتحدة الحليف القوي لمحاربة الإرهاب. ولعل الهدية التي قدمها النظام لأميركا بقتل العولقي الأميركي الجنسية، من غير المستبعد أن تطيل نظام علي عبدالله صالح لأشهر أخرى.

اما في مملكة البحرين، فان الامر يتداخل فيه الديني بالسياسي. فايران لها اجندتها الخاصة تجاه دول الخليج عامة، والبحرين خاصة. كما ان الاسطول الاميركي يرابط بالمكان، وغير بعيد عن ايران.

الوزير الأول الروسي السابق وان تحدث لقناة الجزيرة بصفته الشخصية عن الفيتو الروسي فقد وضع النقاط على الحروف، والدواء الشيوعي على الجرح العربي السوري خاصة والجرح العربي عامة، عندما أكد انه يود من القادة الروس الاستمرار في إخضاع كل قرار يخص سوريا للفيتو الروسي. كما جزم بريماكوف، هذا السياسي المحنك، ان باقي الدول العربية لن تشهد ما شهدته مصر وتونس واشار الى تدخل السعودية في البحرين عندما صرح ان الكل سكت ولا احد استنكر هذا التدخل إلا ايران.

إذن الموقف الروسي نهائي ومستمر تجاه جرائم النظام السوري المستمرة. وقد يشجع هذان الاعتراضان النظام السوري على المزيد من الثقة في النفس، وكسب المزيد من الوقت والمزيد من التقتيل والهدم.

الدول الكبرى اذن هي المتحكمة الفعلية، في كل انتفاضة او ثورة، او سمها ما شئت. لا شيء فيها للشعوب العربية، فالدب الروسي استيقظ على تهديد مصالحه، فبعد تعثره في ليبيا استنهض همته وتدارك امره بالنسبة لنظام الاسد، كونه يبقى المرتع الاخير لاتباعه من العرب، قبل ظهور ثورات بالجزائر اخر الانظمة العربية التي تدور في فلك موسكو.

اما التنين الصيني فمواجهة الولايات المتحدة اقتصاديا وفي جميع انحاء العالم تبقى مبررا للدفاع عن مصالحها، وتكوين حلف مع روسيا في مواجهة الغرب واميركا، حتى وان لم نسمع رأي المسئولين في موضوع تعرضهم على مطلب مجلس الامن.

فموقف النظامين “الشيوعيين” موقف مبدأ، فهم ربطوا علاقات تاريخية طويلة مع اغلب الدول العربية ومنها مصر والتي لو ما زالت تسبح بحمد المطرقة والمنجل لما ظهر الرئيس مبارك بتلك الصورة المؤسفة، والتي لا تسر لا الصديق ولا العدو. لو كان مبارك مع الروس لنجح في اخماد الثورة او على الاقل لخرج بكرامته. ولكن لا ثقة في الغرب والولايات المتحدة

فالفيتو الروسي والصيني لصالح نظام بشار رسالة سياسية للزعماء العرب وللشعوب العربية على حد سواء.

لا شيء للعرب الا الخنوع والتقبل بما اتاهم اسيادهم، سواء أكانوا زعماء او شعوب، اذ لا نستغرب هذه الاعتراضات فقد تصدر اميركا كما صدرت من قبل لصالح اسرائيل ومن فرنسا ومن بريطانيا ومن كل اعضاء مجلس الامن كلما كانت مصالحهم مهددة.

لا غرابة في اعتراض روسيا والصين مادام الامر يتعلق بجلب المصلحة وان كان يبقي على المفسدة فلا مجال للحديث هنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق