Archive

Bahrain Freedom Movement

ما هذا الصمت؟ وما هذا السبات؟ وكيف تكلست القلوب فلم تعد تخفق لصراخ سجناء الرأي والسياط تكوي ظهورهم؟ وما هذه الميوعة السياسية التي تجعل المواقف، مهما بدت معارضة، تصب في خانة نظام القهر والاستعباد والاحتلال؟ ما هذه الردة على القيم النضالية والمواقف البطولية التي سطرها شهداؤنا الابطال؟ هل قررنا ان نفرغ ذكرياتهم من محتواها كما فعلنا مع قضية استشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام؟ لقد حولناه الى مأساة شخصية وابتعدنا عن رسالته ومضامينها، فلم نعد نتحدث عن “ثورة” مقدسة ضد الظلم والاستبداد والحكم الأموي التوارثي البغيض، بل ذهب البعض الى القول بان الحسين قاتل مضطرا، ولم يكن يرغب في النزال! شهداؤنا ايضا تحولوا الى اوراق للمزايدة، حتى أصبح “عيد الشهداء” مرفوضا لانه يتعارض مع مناسبة مرتبطة بالعائلة الخليفية الظالمة، وهي مناسبة لا تهم اهل البحرين من قريب او بعيد.

 فمتى اصبح يوم جلوس أي من هؤلاء اليزيديين “عيدا” لدى الأحرار السائرين على درب الحسين عليه السلام؟ ومن الذي اتخذ قرار التطبيع مع نظام رفض الاعتراف بوجود شعب البحرين كشريك دستوري وسياسي، ويعمل ليلا ونهارا لاستبداله بآخرين ما فتيء يأتي بهم من كافة اصقاع الارض، ويعتقل الاطفال والشباب ويعتدي على النساء في الشوارع بدون حياء او خجل، ويواصل سلب اموال البلاد واراضيها؟ اذا كان هناك قرار من هذا النوع، فانه قرار من طرف واحد، لان الطرف الآخر يفعل كما فعل معاوية مع الامام الحسن عليه السلام، فما ان ضمن التصويت على الميثاق، حتى مزق “الاتفاق” وقال: أضعه تحت قدمي، فألغى الدستور بعد ان وقع وثائق باحترامه وتحكيمه، وبسط يده على الناس مستبدا لا يجرؤ أحد على مساءلته او مناقشته.

ما الموقف؟ وكيف تصنع  البطولات والانتصارات؟ هاهي زنزانات التعذيب تستقبل قوافل الابرياء الاحرار من كافة مناطق البلاد، فلا يرتفع صوت مستنكرا ذلك الاجرام، بل ان البعض ما يزال يجر الشعب لمد يد الاستعطاف، بدلا من تقنين الحقوق وكافة مستلزمات الحرية. بالامس حاصر جيش جرار منزل السيد عقيل الساري لاعتقال طفله، جهاد، الذي لم يبلغ العاشرة من العمر، فما ذرفت عين من اجله الا نزرا. وتواترت الانباء عن الاعتداء المخزي على عقيلة الشيخ علي بن أحمد الجدحفص، وهي جريمة يهتز لها عرش الرحمن، فما كان لقلب ان يخفق ألما لذلك المصاب. ولذلك تتواصل الاعتقالات ومعها جرائم التعذيب، فمن أمن العقوبة أساء الأدب. فما دام النظام لا يواجه أية عقوبة، سياسية او اجتماعية من المواطنين (بالتظاهر والاحتجاج والمقاطعة الشاملة ولو بالقلب) فما الذي يحمله  على التوقف عن هذا الاجرام؟ وتأتي انباء المزيد من الاعتقالات من منطقة السهلة: السيد شبر السيد خلف وزكريا احمد الملا وحسين العريبي ويوسف جعفر  والسيد علي فردان  وجاسم محمد وابراهيم جعفر حبيب، ويجرون أسرى الى سجون الطغاة والظلمة، فلا تمثل تلك الجريمة حافزا لمقاطعة مجالس الشيخ حمد التي اصبحت مجالس سوء لتقنين ظلم أهل البحرين وتشريع الانتقام ممن يعارض نظام الاحتلال الخليفي منهم. لقد كانت العائلة الخليفية تمارس كافة اشكال الظلم والعدوان بحق الاحرار بقرارات خاصة منها، طالما اعتبرت “جائرة” و “غير قانونية”. اما اليوم فهي تمارس كل ذلك ولكن بغطاء قانوني وإقرار “برلماني”. ان الشكوى لله وحده، ولا أحد سواه، لما يحل بهذا الشعب من كوارث على أيدي هذه الطغمة الشريرة.

ويتوالى تشريع الظلم بدون توقف في مجالس السوء التابعة للعائلة الخليفية بدون حياء او خجل من قبلها، وبدون احتجاج او رفض عملي ممن هم في موقع المسؤولية على مستوى الشعب. فبعد قانون “الارهاب” و “قانون الصحافة” و “قانون التجمعات” و “قانون الجمعيات” جاء ما يسمى “قانون المولوتوف” الذي سوف يستخدم قريبا لتجريم المظلومين المدافعين عن أنفسهم ووطنهم وأرضهم السليبة. وأخيرا يأتي قانون “الغازات المسيلة للدموع”، ليجيز استخدامها بحق اهل البحرين، ويمنع استعمالها في الحروب! فما أتفه هذا التشريع، وما أبعده عن العدالة! فما أكثر الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لهذه الغازات السامة في العقود الاخيرة. لقد حدث كل ذلك خارج اطار القانون، ام اليوم فان الاعتداءات المتصاعدة على اهل البحرين تتم وفق “قوانين ديمقراطية” صادرة عن مجلس الشيخ حمد التي تم تشكيلها لتقنين الظلم والاستبداد، وليس لحماية اهل البحرين من ظلم العائلة الخليفية وأزلامها. ولذلك لم يكن امرا غريبا ان يظهر المجرم أحمد عطية الله آل خليفة منتصرا بعد الاستجواب الهش الذي وجه اليه، فأصبح “سيد الموقف” يستقبل بالتقدير وتبويس الانوف، برغم ارتكابه جرائم ضد الانسانية من بينها الابادة وتهديد السلم الاجتماعي، واثارة النعرات الطائفية، وتشجيعها بتمويل المحرضين عليها في الاعلام المحلي، حسب ما جاء في تقرير البندر. كيف يخرج هذا المجرم منتصرا؟ أليس حريا به ان يرزح وراء القضبان، يواجه العدالة، ويحاسب قانونيا على ما ارتكبه من جرائم بحق أهل البحرين؟

وما أوسع المفارقة بين وضعنا في البحرين التي تسودها حالة من الخنوع والاستسلام للشر والظلم والاستبداد، واوضاع المجاهدين في لبنان، الذين لم تتشوش حقيقة الوضع في اذهانهم يوما، وما يجب ان يفعلوه. فكانت النتيجة تحقيق الانتصارات، الواحد تلو الآخر. فلقد هزموا المحتلين الصهاينة، وأتبعوا ذلك بهزيمة أذنابهم في لبنان. لقد كان قرار أبطال لبنان حكيما عندما قرروا التمرد ضد النظام الجائر، وواجهوه برباطة جأش، متوكلين على الله الذي لا يخذل عباده اذا أخلصوا النية له وساروا على طريق مقاومة الظلم والاستبداد متوكلين عليه سبحانه، غير خائفين من شياطين الانس وطغاة الزمان “انا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا”، “ومن يتق الله يجعل له مخرجا”، “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”. فأية قوة تستطيع منع انتصار الحق والايمان؟ فعندما لم يتردد الاخوة في لبنان في مواجهة  الانحراف والظلم والعمالة والاستسلام، زادهم الله هدى وآتاهم تقواهم “وكا حقا علينا نصر المؤمنين”. ان للنصر شروطه، فمن يتردد في الموقف ويبقى مشوش الفكر والموقف وغير واضح في مدى الالتزام بـ “التكليف الشرعي” المنصوص عليه قرآنيا وفي السنة النبوية الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، لا يستطيع ان يحقق نصرا له او لأمته. فالنصر معقود بالثبات على الموقف والتمسك بالايمان، والطاعة المطلقة لله وحده، فذلك مصدر الثقة بالنفس والاستعلاء على القوى الشيطانية وطواغيت الزمان. هذا ما تعلمناه في حياتنا وشاهدنها في مناطق عديدة، وما قرأناه في قرآننا الكريم، واستوعبناه من حياة أئمة المسلمين عليهم السلام. نبارك لاخوتنا الصامدين في لبنان انتصارهم العظيم الثاني، وندعو الله ان يثبت أهلنا على القول الثابت في الحياة الدنيا، فذلك هو الطريق الى النصر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close