Archive
Bahrain Freedom Movement
حركة أحرار البحرين الإسلامية – 28/12/2006 – 7:20 | مرات القراءة: 897 |
معا نصنع النصر ونتبرأ من الظالمين والمحتلين قلوبنا مع حجاج بيت الله الحرام، الذين توافدوا من كل فج عميق على المشاعر المقدسة ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات. نشاطرهم المشاعر الايمانية، وتختلج قلوبنا بالدعاء لهم بقبول الاعمال والعودة الى الاوطان بلا ضرر او عاهة، وان يجنبهم الله الحوادث المؤلمة التي ما برحت تقلق حجاج بيت الله الحرام وذويهم. نعيش معهم فترة روحية متميزة، آملين ان تتجلى معاني الحج في أجلى صورها، ممارسة ومعنى وأهدافا في حياة المسلمين. ومن ذلك ان يتعمق الايمان بان الله وحده هو الأله والرب، ولا سواه، فهو خالق الخلائق ومدبر شؤونها، وان يستشعر الحاج بان ايمانه لا يخالطه شرك أبدا، ومن مظاهر الشرك هنا ان يخالج الانسان شعور بان الحاكم الطاغية قادر على ان يفعل ما يشاء، او ان يراود المؤمن احساس بعدم القدرة على التغيير لان الطاغية مهيمن على الامور، او يتعمق في نفس الانسان الرسالي شعور باليأس من جدوى العمل ومقارعة الظلم والظالمين. الحج ممارسة روحية سياسية، تمتزج فيها قيم الدين والعبادة بمفاهيم التغيير على اساس الطاعة المطلقة لله الواحد القهار، فاذا بالطغاة والجبابرة لا يعادلون شيئا في منظور المؤمن الواعي المستعد للتضحية والفداء. نشاطر الحجاج وهم يقدمون الاضاحي الشعور بان طاعة الله سبحانه تقتضي التضحية احيانا، وان هذه التضحية انما هي بعين الله، وان عود الدين لا يستوي بدونها، وان إقامة الدين لا تتحقق بدونها “وأن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه”. عيد الاضحى يمثل ذروة الحج، وهو اليوم الذي يحل فيه الحجاج احرامهم بعد ان يقدموا الضحية، وبعد ان يتحركوا افرادا وجماعات في طاعة مطلقة لله وحده دون سواه. هناك يتساوى الجميع، الابيض والاسود، المرأة والرجل، الحاكم والمحكوم. الظلم والبطش هما اللذان يوفران للطاغية الشعور بالاستعلاء والقدرة على استعباد الناس، اما الحج فمن أهدافه اعادة تربية من يمارسه وفق قيم التوحيد الذي لا يخالطه شرك او شك في عظمة الله وقدرته.
نعيش اجواء الحج، بعد ان عشنا اياما عصيبة تجسدت فيها معاني التضحية والعطاء والاباء. فمن جهة فقدنا الرمز السياسي الديني الابرز في التاريخ المعاصر للحركة السياسية في البحرين، بعد صراع طويل مع المرض. لقد رحل القائد الكبير، الشيخ عبد الأمير الجمري، رحمه الله، عن الدنيا وهو على موقفه الرافض للاستبداد الخليفي، ولو كان حيا لأنكر على رئيس الوزراء قوله المجافي للحقيقة والتاريخ، الذي ادعى فيه انه كان صديقا للشيخ الجمري. فأية صداقة هذه التي تدفع صاحبها لسجن صديقه وتعذيبه والتنكيل به وبعائلته؟ وكيف يمر هذا التصريح الكاذب بدون تفنيد من أحد؟ ولماذا هذا الصمت المطبق الذي اصبح يحول بين الناس وقول الحقيقة؟ ولماذا مسايرة هذا المعذب واللص والطاغية، حتى عندما ينطق كذبا صراحا؟ لماذا يسمح للروح الايمانية بالتطبع على التعايش مع المنكر وعدم القطيعة معه ولو بالقلب؟ لم ينكل بعالم دين في تاريخ البحرين كما نكل بالشيخ أبي جميل، الذي اعتقل مرارا، ومعه ابناؤه وبناته وذووه، واستبيح حرمه، وبعد ان دارت الدوائر على الطغاة، ساقوه أسيرا في مجلس يزيد وأمعنوا في اهانته. أبعد هذا كله يسمح لمهندس التعذيب في البحرين بذرف دموع التماسيح على البطل العملاق؟ ولكننا نعيش رجبا لنرى العجب بلا حدود. نعيش أياما حذرنا أئمتنا العظام منها: فكيف بكم اذا رأيتم المنكر لا يعمل به والمنكر لا يتناهي عنه؟ نعيش حقبة حالكة من تاريخ بلدنا وشعبنا، وهو يطالب بالابتسام بوجه جلاديه ومعذبيه وسارقيه، بدلا من التقطيب بوجوههم والثورة عليهم. أرأيتم أمة من الناس حققت مطالبها بدون التضحية والفداء؟ لقد اصبح ديننا مهددا في بلدنا، على ايدي الطغاة المدعومين من امريكا، وتحولت القضية من ازمة حقوق الى مشكلة وجود. ومع ذلك تسود حالة التخدير، حتى اصبحنا نخشى ان نكون كالذين وصفهم القرآن الكريم في سورة النساء 77: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا).
عاش شعبنا كذلك ذكرى عيد الشهداء في 17 ديسمبر، فكان له موقف مشرف في هذه المناسبة، اذ خرج في مسيراته و احتجاجاته برغم الارهاب الخليفي الذي لم يعرف حدودا. فقد طارد المواطنين الاحرار في منطقة رأس رمان، ثم في السنابس وكرزكان وسترة، لمنعهم من احياء ذكرى شهدائهم الذين مزقت أجسادهم أيدي التعذيب الخليفي الحاقدة، والذين تسعى العائلة الجائرة لمحو ذكراهم من ضمير الوطن. ولكن هؤلاء الظلمة مخطئون. ويؤكد التاريخ ان الطغاة هم الذين يسقطون ويزولون، اما الذين ضحوا من اجل دينهم وقضاياهم العادلة فهم خالدون عند الله وعند الناس. ونكرر هنا ان الحكم الخليفي ليس قدرا مقدورا على اهل البحرين، وانه لن يكون أوفر حظا من انظمة الحكم التوارثية التي طغت في البلاد واكثرت فيها الفساد، وبالتالي فهو محكوم بالقانون الالهي نفسه الذي أسقط تلك الانظمة. النظام الخليفي يمثل أسوأ نظام عرفته البلاد والمنطقة، فهي نظام احتلال اغتصب الارض بالقوة ونكل بأهلها ومارس أبشع الفساد والظلم على مدى عقود. وعندما لم يتحقق له ما يريد من اخضاع الناس، سعى لاستبدالهم بغيرهم، وجاء بأقوام أجانب ليوطنهم ظلما وعدوانا، تماما كما فعلت قوات الاحتلال الصهيونية. شعبنا يدرك انه يواجه نظاما لا يقل حقدا عن النظام الاسرائيلي الذي احتل فلسطين واستبدل أهلها بأقوام جاء بهم من أقاصي الدنيا، ولكن صمود الشعب الفلسطيني أفشل خطته، وحال دون انتهاء القضية وحرم الاحتلال من النصر الذي كان يبحث عنه. وفي بلدنا، ما يزال هناك ضمير يتحرك لدى الكثيرين، يأبى الاستسلام للاحتلال الخليفي، ودخل في عهد مع الله ان لا يسلم الارض بأيدي المحتلين مهما كان الثمن. هذا الجيل الذي يزيد احتقانا برغم اساليب التطويع المتواصلة وسياسات التخدير وقتل الضمير وشراء المواقف، يزداد وعيا بشكل مضطرد، ولا تنال من عزمه اساليب الارجاف والتخويف والتثبيط، فهو متوكل على الله، معتمد على نفسه، منطلق في موقف القطيعة الكاملة مع نظام الاحتلال على اسس دينية وانسانية راسخة، ولن يحيد عن ذلك الموقف أبدا، لعلمه ان ذلك هو اقصر الطرق الى الفناء والذل.
نشد على ايدي الشرفاء من اهلنا الذين أحيوا عيد الشهداء بما استطاعوا، ووفوا للقائد الجمري بما يليق به من تكريم واجلال، وأصروا على مواجهة طريق الانبياء والائمة والصالحين وعظماء الرجال الذين رفضوا الاستسلام للظلم والطغيان، وواصلوا درب الكفاح والنضال، حتى تحقق لهم ما ارادوه لأممهم وشعوبهم. فهذا هو طريق النصر بعون الله تعالى. نبارك لهم هذا الانجاز العظيم، ونبارك لهم ولكافة ابناء الشعب عيد الاضحى المبارك، داعين الله ان يجعله مناسبة لشحذ الهمم، واستيعاب مفاهيم التضحية والفداء، وان يعيده على الجميع بهزيمة الطغاة والظالمين وانتصار المظلومين والمستضعفين.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا، يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
28 ديسمبر 2006