Archive
Bahrain Freedom Movement
06/07/2008 – 17:13 | مرات القراءة: 509 |
هذه بعض المقترحات أطرحها إحساسا مني بالمسؤولية, واعتقادا مني بأن الكلمة لابد وأن تُلقى. وأسأل الله(سبحانه وتعالى) أن يكون صدورُ هذه الكلمات ـ مني ومن غيري ـ من أجل الصالح العام؛ ومن أجل خدمة المؤمنين، ومن أجل صلاح هذا الوضع المتأزم، ولذلك فالكلمة ـ إذا كانت بفضل الله (سبحانه وتعالى) قد أريد منها الصلاح والإصلاح ـ فلابد أن تلقى صدى ولابد أن تؤثر في يوم من الأيام, وإذا لم تؤثر في هذا اليوم فسوف تؤثر في الغد أو فيما بعده.
مقترحات بين يدي الأزمة
لسماحة الشيخ
عبد الجليل المقداد(حفظه الله تعالى)
بالبلاد القديم (مسجد الرفيع = جمّالة)
بتاريخ 1رجب 1429هـ
الموافق لـ: 5/7/2008م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين, واللعنة الدائمة المؤبدة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
القسم الثاني(1):مقترحات بين يدي الأزمة:
الكلمة رسالة ومسؤولية:
هذه بعض المقترحات أطرحها إحساسا مني بالمسؤولية, واعتقادا مني بأن الكلمة لابد وأن تُلقى. وأسأل الله(سبحانه وتعالى) أن يكون صدورُ هذه الكلمات ـ مني ومن غيري ـ من أجل الصالح العام؛ ومن أجل خدمة المؤمنين، ومن أجل صلاح هذا الوضع المتأزم، ولذلك فالكلمة ـ إذا كانت بفضل الله (سبحانه وتعالى) قد أريد منها الصلاح والإصلاح ـ فلابد أن تلقى صدى ولابد أن تؤثر في يوم من الأيام, وإذا لم تؤثر في هذا اليوم فسوف تؤثر في الغد أو فيما بعده.
وسوف نبقى نصرُّ على هذه الكلمات إلى أن نجد أذناً صاغية, أو نيأس من استماع الآخرين, وإلا فما دمنا نحتمل أن تلقى هذه الكلمات أذناً صاغية, ممن يُفتَرَض أنهم يَسْمَعون هذه الكلمات، فسنبقى نتكلم إلى أن نيأس, وبذلك نكون قد ألقينا الحجة.
هذا منهاج عمل، وهذه بعض نقاط ومقترحات تُطرح من أجل التداول وليست وحياً مُنزلاً؛ فإنها قابلة للنقيصة أو الزيادة, وقابلة للأخذ والرد, لكنها ـ في الجملة وفي بعض مضامينها ـ حق فيما أحسب. منهاج العمل الذي أقترحه من أجل المطالبة بالحق, ومن أجل الوقوف في وجه الظلم هو ما يلي:
أولا: أول خطوة لمعالجة الأخطاء هي الإعتراف بالأخطاء:
وفيما أرى أن هذه النقطة هي بيتُ القصيد, وهي محطُّ الرحال, وهي أن نعترف بالخطأ في تعاطينا في المسألة السياسية ومطالبتنا بالحقوق, وقد بدا الخطأ ـ فيما أرى ـ واضحاً بيِّنا وصار وضوحه بمكان بحيث لا ينكره إلا متعصِّب. ويمكن للإنسان يبيِّن ذلك للمعنيين – وليس هذا المقام مقام سرد الأخطاء والمواقع التي حصل فيها الخطأ- فيمكن أن تبيَّن موارد الخطأ البيِّن الواضح لمن يريد أن يستمع.
ولا نريد ـ هنا ـ أن نُحمِّل الخطأ أحداً؛ فلنقل أننا جميعاً في تعاطينا مع المسألة السياسية، قد أخطأنا, ولا نريد من أحد أن يعتذر, ولا نريد أن نُلصق بأحدٍ الخطأ والنقيصة؛ وإنما نريد أن نقول تعالوا جميعاً ولنقل أننا في تعاطينا مع المسألة السياسية، وفي مطالبتنا بحقوقنا حصلت منا أخطاء.
الإعتراف بالخطأ فضيلة:
والاعتراف بالخطأ فضيلة. وهذه خصلة يدعو لها الدين, فليس فينا من هو معصوم، فما المانع من ذلك؟!
وأعتقد أنه يكفي للإنسان أن يراجع ذاته, ويلاحظ هذه المسيرة (المسماة بالعهد الإصلاحي والمشروع الإصلاحي) من بدايتها إلى يومنا هذا, وأعتقد إنه إذا كان صادقا مع نفسه, فإنه سوف يصل إلى نتيجة واضحة بوجود أخطاء تم ارتكابها، وليس من المناسب أن يعتمد الإنسان دائما أسلوب التبرير فيبرِّر ويبرِّر.
هناك ـ وللأسف ـ مَنْ يبرِّر لنفسه، وهناك أناس يشتغلون بالتبرير للآخرين ولو كان ذلك على حساب الدين وتعاليمه, فيبقى يبرر لهذا ولذاك والنتيجة ماذا؟ مَن سينتصر بسبب التبرير؟ أنت أم صاحبك؟ إنَّ هذه الطريقة الخاطئة سوف تصبُّ في خدمة الآخرين. التبرير لا يعطي نتيجة. واللهِ لا يعطي نتيجة. إلى متى ـ يا أخي ـ نبقى نبرِّر ونبرِّر ونبرِّر؟!
هل سيحقق لنا التبرير نصراً؟ وهل سيرتجع لنا حقاً؟ هل سيقربنا إلى الأمام؟ وهل أنَّ التبرير قيمةٌ من قيمِنا الدينية التي دعا لها الدين؟!
كلا، ولا نفهم هذا من دين الله, الأولى للإنسان إذا رأى خطأً أن يُشير ويقول: هذا خطأ. التستُّر عليه وتبريره للناس لماذا؟! ولماذا الخطاب الذي يتستر على الأخطاء؟ هل سيوصلنا إلى شيء؟! أيهما أفضل هذا- يعني التبرير والتكتم على الأخطاء- أم يأتي الإنسان ويتواضع لله (سبحانه وتعالى) ويعترف بخطئه ليفتح الباب لإصلاح هذا الخطأ؟
ثانيا: تصوُّر عظم المأساة التي نعيشها:
أن نتصور عظم المأساة. أحياناً لا يصدِّق الإنسانُ ببعض القضايا لا لشيء؛ إلا لأنه لا يملك التصوُّر الواضح للمسألة, فلو كان يتصوُّر المسألةَ كما هي لكان يصدق بها. ينبغي أن نتصوّر عمق المأساة, وعمق المأساة يكمن في جهتين:
الجهة الأولى: عظم الاستهداف:
وهذه المؤامرات الخطيرة التي بدت تُحاك, وإذا كان الذي يحيك المؤامرات يتستر بها سابقاً؛ فهو الآن يجهر بها بلا استحياء, علناً علناً. والعجيب أن البعض يقول أنكم تزايدون في المسألة! وهذه مشكلة!
التمييز قائم، البطالة قائمة على قدمٍ وساق والطائفية كذلك, ويأتي البعضُ ليقول: أنتم تضخَّمون القضايا! الطائفة مهدَّدة بخطرٍ عظيم, ومشكلة بعض الناس أنه لا يتصوَّر هذا الأمر, وهذا ـ بلا إشكال ـ لن يصل إلى مرحلة التصديق بضرورة التصدِّي الجاد؛ فلابد من تصوُّر عمق المأساة بسبب هذا الاستهداف الخطير.
الجهة الثانية: تمزُّق الطائفة:
هذا التمزق وهذا الضياع, ألا يستحق من الإنسان أن يعيد النظر تجاهه؟ أما واللهِ إنه ليستحق, ويستحق كثيراً, إذا وصل الإنسان إلى مستوى- وأعوذ بالله من ذلك- بحيث أن هذا الاختلاف وهذا الشقاق لا يؤثر في نفسه! واقعاً أقول أعوذ بالله من أن يصل الإنسان إلى هذا المستوى, فإذن لابد من تصوُّر عمق المأساة بكلا وجهيها.
ثالثا: الإيمان بضرورة التغيير:
وذلك لأننا إذا أدركنا المأساة وعمق المأساة وهذا الاستهداف الخطير, وأن الآخرين يتربّصون بنا الدوائر ويحيكون ضدنا المؤامرات, نصل إلى هذه النتيجة وهي: لابدِّية التغيير أولاً، والاعتقاد بالقدرة التغيير ثانياً.
ربما يقول البعض: فلتبقَ الأوضاع على ما هي عليه! هذا نكله إلى الله (سبحانه وتعالى). أما مَن يقول لنا أننا لا قدرة لنا على التغيير, نقول له: أيها المحترم, من أين جاءت لك هذه القناعة؟ هلا تفضّلت علينا ببرهان؟ ببينة؟ بدليل يسعفك على هذه المقولة؟
أنظمة أشدُّ من هذا النظام بطشاً وقوة وعتاداً قد أرغِمَتْ. نحن لنا القدرة على التغيير, ولا زالت لنا القدرة على ذلك, ولكن نحن سوّفنا. من أين جاءت هذه المقولة؟- عدم القدرة على التغيير- هل هي وحي مُنزل؟ هل عُرضت هذه المسألة على طاولة بحث مع ذوي الخبرة والشأن ومَن مرّوا بتجارب؟ كيف حصلت لك هذه القناعة؟ إذا كانت قناعة ذاتية لا تستند إلى أسس موضوعية فهي لك، ولا تكون حجة عليَّ. وما أكثر القناعات التي هي قناعات ذاتية تنطلق من مواصفات ذاتية, ليست قناعات موضوعية تعتمد على الحوار وتعتمد على الدراسة, وعلى تقليب الأمور, ومناقشة الأمور.
هذه قضايا تعتمد على خبرة ميدانية, تناقش مع ذوي الكفاءة والقدرة والإيمان, وذوي الشجاعة, في هذه القضايا لا ينبغي أن تناقش فيها جباناً, أو تشاور جباناً.
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول لمالك الأشتر: “لا تشاور جباناً“. لو أردتَ أن تحرِّك قشّة من على الأرض سيقول لك الجبان: هذا أمر خطير! لعله، ولعله، ولعله، ولعله!
هذه القضايا ينبغي أن يتم النقاش الموضوعي فيها, وأن تكون هناك ورش للعمل وللمناقشات, تناقش مع أهل الكفاءة والخبرة الميدانية وأهل الدين وأهل التقوى والشجعان مثل هذه القضايا؛ فإذن لابد من التغيير, ولابد ـ أيضاً ـ أن تحصل لنا قناعة بأن لنا القوة على التغيير, ولابد لنا ـ أيضا ـ أن نعتقد أنه في ظل الاختلاف لا يمكن لنا العمل, في ظل هذا الاختلاف وهذا التمزُّق, لا يمكن لنا أن نُحقق شيئاً أو نصل إلى نتيجة.
رابعا: ضرورة تشكيل لجنة لوضع البرنامج العملي:
أن نعمد إلى تشكيل لجنة تضع لنا البرنامج العملي، فيما يرتبط بالأساليب السلمية التي يمكن أن نمارسها من أجل الضغط على هذا النظام. لجنة تقدِّم لنا دراسة، ترفع لنا تقريراً، ما شئت فقل, تقوم بدراسة الأساليب والطرق والآليات التي يمكن أن نستفيد منها من أجل الضغط على هؤلاء, من أجل استرجاع الحق.
قد يكون هناك طرح آخر ـ وهناك طروحات أخرى ـ لا يحق للإنسان رفضها؟
بعنوان الشرعية ترفض؟! أي شيء من هذه النقاط خلاف دين الله؟ هل هذه بدعة؟!
أن يقول الإنسان أنه مظلوم حرام؟! أن أفكِّر من أجل أن أرفع الظلم عني هذا حرام؟! أن يفكر الإنسان في أساليب سلمية هذا خلاف شرع الله سبحانه وتعالى؟! أي هذه النقاط حرام؟!
أنا ـ يا أخي ـ ولو من باب إرشاد الجاهل, أرشدني يا أخي أين مركز الإشكال؟ أين الحرمة وأين خلاف الشرع؟ إرشاد الجاهل واجب, أوقفونا على المخالفات الشرعية فيما نقول.
ليست دعوانا ـ يا أخي ـ هي الإفساد في الأرض، وليست هي مواجهة نظام بسلاح، ولا قلب نظام حكم، ولا أي شيء آخر, وإنما هي دعوى أن المظلوم يقول: أنا مظلوم, ارفع سوطك عني.
أختم كلامي بكلمة لأمير المؤمنين (عليه السلام): ” أعظم الخيانة خيانة الأمة“.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ـــــــــــ
(1) كان القسم الأول من الحديث حديثاً أخلاقياً.