Archive
Bahrain Freedom Movement
حركة أحرار البحرين الإسلامية – 08/12/2006 – 22:24 | مرات القراءة: 930 |
وانجلت الغبرة والعتمة بعد شهور من الفوضى السياسية والمهاترات غير المجدية، فاذا بالبحرين مجددا تقف على طريق النضال الذي بدأه الآباء والاجداد ضد هذه الطغمة الباغية التي تحكم بلادنا بالحديد والنار. النضال حركة شعبية متواصلة سجلت لمن مارسها مجدا وخلودا وشموخا، ولم تتوقف أبدا ما دام هنالك حكم ظالم يسرق خيرات البلاد، ويسعى لادخالها في الفتن السياسية والطائفية بمشاريعه التخريبية، وفي مقدمتها التجنيس السياسي الهادف للاخلال بالتوازن السكاني.
الانتخابات الصورية التي انتهت لم تؤثر على المسيرة الواعية على طريق الكرامة، ولن يستطيع احد ان يطفيء شعلة المقاومة الشعبية الشاملة لهذه العائلة الباغية التي صادرت الاراضي والسواحل، ومساحات واسعة من البحر، وما تزال تسرق اكثر من 60 بالمائة من العائدات النفطية بلا ذمة او ضمير. ليس غريبا على اهل البحرين ان يمارسوا حقهم في الدفاع المشروع عن انفسهم وحقوقهم واراضيهم ونفطهم وتاريخهم وثقافتهم وهويتهم. لكن الغريب ان يكون الصمت سيد الموقف لدى البعض، في مقابل الأبواق الخليفية التي لا تتوقف عن اتهام المناضلين وسجنهم وتعذيبهم، وحرمان اهل البحرين من ابسط حقوقهم في الوظيفة والمسكن، فضلا عن حقوقهم الانسانية والسياسية. الغريب ان تقابل جرائم الشيخ حمد وعصابته بتعظيمه واطلاق اوصاف لا تليق الا بالله وحده، التخلي حتى عن المقاطعة القلبية لنظامه الذي يعترف الجميع بانه تجاوز في جرائمه ما ارتكبه اسلافه. من المسؤول عن هذا التخدير والتثبيط واجبار الناس على مسايرة المنكر، والكف عن الجهر بقول كلمة الحق والرد على الظالم، والانتصار للمظلوم. كيف يكون الصمت سيد الموقف وشباب البلاد مرتهنون في القيود الخليفية، يقاسون العذاب في زنزانات التعذيب، ويقضون لياليهم وراء جدران السجن بأمر من الطاغية؟ كيف يموت الضمير امام اغراءات الحكم والسلطة والمنصب والجاه والمال؟ وأين توجيهات الاسلام لأتباعه وعلمائه بان ” لا يقاروا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم؟
مهما قيل عن ملابسات المشاركة والمقاطعة في الفترة الماضية، فان مشروع النضال الوطني يجب ان لا يتوقف يوما، وان لا تعطى العائلة الخليفية الحاقدة فرصة ضرب المشروع الوطني ومصادرته بمشاريعها التخريبية المدعومة من واشنطن على وجه الخصوص. ولقد شاهدنا قوة الموقف الاسلامي والانساني المبدئي وأثره في التغيير السياسي، وآخر هذه المشاهد ما يحدث في لبنان هذه الايام. فلقد تعلمنا من الاسلام مواقف البطولة والصمود امام زحف الظالمين والطغاة، والسعي لتغيير المنكر باليد او اللسان او القلب. ومع تداعي الموقف النفسي لدى البعض، فأن أقل ما يبريء الذمة الانكار القلبي للظالمين وسياساتهم، وذلك يقتضي مقاطعتهم وتعميق المسافات بين الناس وبينهم. ومن الخطأ الكبير هدم الحواجز التي تمنعهم من اختراق مواقع المواطنين ومنازلهم. وقد شاهدنا في الاسابيع الا خيرة كيف استطاع النظام الظالم، في لحظة غفلة او جهل من بعضنا، النفاذ الى عدد من المواقع الشعبية، بعد ان سعى البعض لازالة الحواجز النفسية والمادية التي كانت عازلا حقيقيا بين المواطنين والعائلة الخليفية الظالمة. نهيب بمن يهمهم امر الوطن والدين وحقوق الناس، ان يعيدوا النظر في أساليب التطبيع مع نظام يقوم على اساس محاربة الشعب في ارضه وماله وتاريخه وثقافته وهويته، ليكتشفوا خطأ تلك الاساليب، وان النظام هو الذي سيحصد ثمارها نظرا لما يمتلكه من اساليب الجذب والترغيب والوجاهات والمناصب وكافة اشكال العطاء. على مدى العقود الثمانية الماضية، كانت الحواجز النفسية بين الطرفين واحدا من اسباب فشل العائلة الخليفية في القضاء على الصف الوطني او اختراقه، اذ وفرت حماية للنشء عن الولوج الى عالم مليء بالفساد والرياء والنفاق، فهل يجدي كسر تلك الحواجز وتطبيع العلاقات مع نظام فاسد يعرف الجميع انه امريكي الى النخاع، في اجهزة امنه وعسكره وعلاقاته، وحتى مشروعه السياسي الذي مزق أوصال المعارضة بشكل لم يحدث من قبل. انه نظام يوطد علاقاته علنا مع “اسرائيل” في غياب الاصوات المنكرة لتلك العلاقات، وارتفاع الاصوات الداعية للتصالح مع العائةل المعادية للشعب، والتطبيع معها ومسايرتها. ان شعبا قدم شبابا مثل محمد جمعة الشاخوري على طريق دعم فلسطين ومواجهة المخططات الامريكية لا يمكن ان يشارك في مشروع امريكي يفرض خارج ارادته. وان شعبا زف شبابه الى القبور، مثل هاني خميس وهاني الوسطي لن ينسى ذكراهم، بل سيحيي عيد الشهداء في السابع عشر من ديسمبر بما يليق بتلك الزهور التي قطفتها العائلة الخليفية الحاقدة. فلا مصالحة مع هذه العائلة الا بعد ان يتم القصاص العادل من القتلة والسفاحين الذين ارتكبوا بحق أهلنا أبشع الجرائم وحصدوا ارواح شبابه، وبعد ان تجري مصالحة وطنية شاملة تلغي الدستور الخليفي البغيض، وقوانينهم الارهابية وفي مقدمتها قانون الارهاب وقانون حماية المعذبين وقانون التجمعات. ولن يقبل مواطن شريف ان يمد يده الى الايدي الملطخة بدماء الشهداء، ولن يسكت على احتلال ارضه وسرقة أراضيه وسواحله وثرواته، بل سيظل صامدا في موقع المقاومة لكل ذلك، وسيطوف كافة ارجاء الدنيا للاستنصار ضد هذه الفئة الباغية التي أعلنت الحرب ضد شعب البحرين باستقدامها الغرباء وتجنيسهم بلا مبرر او ضرورة، وفتحت بوابات السجون لأبناء البحرين، وفي مقدمتهم الدكتور محمد سعيد السهلاوي وحسين عبد العزيز الحبشي، الأسيرين لدى المحتلين.ونحن نعيش شهر ديسمبر، شهر النضال الذي عبر اهل البحرين فيه على مدى اكثر من ربع قرن، عن تمسكهم بالعزة والكرامة، ورفضهم مسايرة الاحتلال الخليفي، نسترجع ذكريات ذلك النضال والصمود وتحدي ارادة القتلة والسفاحين والمعذبين، لنقف امام التاريخ معلنين استمرار حركة شعبنا المقدام، بلا تراجع او تهاون، نمسح على رؤوس اليتامي وا لثاكلات، ونتضامن مع المحرومين من الوظيفة والمسكن والدخل، وندافع عن المظلومين في غرف التعذيب الخليفية، ومطالبين بالتحقيق في جرائم القتل التي ترتكبها فرق الموت التابعة لقصر الحكم الخليفي، وآخرها القتل العمد لمهدي عبد الرحمن في المحرق، ومعاهدين الله على انتهاج درب الاحرار المناضلين، الذين كتبوا تاريخ هذه البلاد بدمائهم الزاكية، وسطروا بذلك ملاحم البطولة، وقدموا بذلك شهادات حية على الارهاب الخليفي الذي يساوم اهلنا على وجودهم بعد ان سلب حقوقهم. نهيب باهلنا احياء ذكريات الشهداء بما يليق بهم، ومواساة أهاليهم، ورفع الصوت للمطالبة بالقصاص العادل من جلاديهم ومعذبيهم، فانها مسؤولية انسانية واسلامية، يجدر بنا جميعا القيام بها لكي تعمنا آثام الصمت ومسايرة الظالمين.اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
8 ديسمبر 2006