Archive

حركة أحرار البحرين

نطرح هذا العنوان في هذا الشهر المبارك على امل تحقيق عدد من الاهداف: اولها البدء بصياغة المشتركات بين ابناء هذا الشعب، وثانيها: تعميق الشعور بالانتماء لهوية وطنية واحدة بين كافة ابناء المواطن الاصليين (سنة وشيعة)، ثالثها: وقف مسلسل التراجع في المواقف السياسية والفكرية نتيجة الشعور باليأس او التعب، رابعها: تعميق الشعور بامكان التغيير منطلقا من وحدة الموقف القائم على قدر من توحد الاهداف، خامسها: التأصيل لمشروع وطني واسع بالاستفادة من تجارب النضال الطويلة، وسادسها: قطع الطريق على اساليب التمزيق والتفتيت والتشويش والتشطير التي تمارسها العائلة الوطنية لاضعاف المعارضة ضد نظام حكمها الاستبدادي. نطرح ذلك على امل ان يتم التعاطي معه بروح راغبة في التغيير والاصلاح والتوافق والوئام، بعيدا عن الشحناء والتراشق.

أطروحة “الوعي الوطني البحراني” لمواجهة مشاريع الخلايا البندرية

يحل الشهر الكريم ضيفا على المسلمين، يطرق الابواب على النائمين ليوقظهم، وعلى الغافلين فيوعيهم، وعلى الخاملين عن العبادة فيبعث فيهم الرغبة في التواصل مع الله سبحانه وتعالى. فرصة أخرى لتقويم المسار الشخصي والاجتماعي، وتحريك القلوب والضمائر باتجاه الفقراء والمحتاجين، وفتح النفس على القرآن العظيم ليكون ربيعا لها ومؤنسا لوحشتها، وموجها لحركتها. وفوق ذلك كله، يطل شهر رمضان المبارك ليعمق الشعور العميق بالحرية في نفس من كان يخشى الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. ان الصوم تمرد على نمط الحياة الراكد، وتحريك للعبادة نحو الفعل، بعيدا عن الطقسنة والرهبنة والاحتراف والامتهان. انه إيقاظ للقلوب التي تقتلها أدرانها، فلا تشعر بالقدرة على التحرر من العبودية لغير الله، بل تستمرئها وتتعايش معها، وتقتل بذلك روح الرفض التي تستبطنها شهادة “لا إله الا الله”. فلا إله سواه، ولا رب غيره. يصوم المؤمن فتصوم جوارحه، ويعلن ارتباطه بالملكوت الاعلى، بعيدا عن شهوات النفس وملذات الدنيا، ووسوسة شياطين الجن والانس. انه تمرد ضد الظلم والاستبداد المرتبطين بعالم الشيطان وكل ما هو غير إلهي نقي طاهر. خطوة اخرى على طريق التحرر من الشيطان ووساوسه وألاعيبه واغراءاته، وتوجيه الصائم نحو المطلق، ليكتمل دينه وايمانه، ويكون عنصرا حرا يصلح الارض ويقاوم الفساد، ويتصدى للظلم والقهر والاستعباد، لان الله وحده هو الاله والرب والمعبود والمطاع، ولا أحد سواه. نبارك لأهلنا في البحرين حلول هذا الشهر العظيم، وندعو الله سبحانه ان يكون محطة اخرى للتزود الروحي والايماني على طريق مقاومة الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد، فهو قاصم الجبارين، مبير الظالمين، وهو القاهر فوق عباده، وهو اللطيف الخبير.

الصوم فرصة لاستعادة الذات ووعي الوجود، واستيعاب حقيقة الايمان والعبادة والطاعة، والترفع على كل ما سوى الله. وهو بالتالي فرصة للحفاظ على الهوية ان وجدت، او تشكيلها ان غابت. وما أحوجنا اليوم للتدبر في هذه الهوية التي تتعرض للتدمير على ايدي اعداء الشعب ومغتصبي اراضيه وثرواته. انها الوجه الآخر للحرب الشاملة التي يشنها الحكم ضد البلد وأهله، تكمل بفصولها سياساتها الاخرى التي تهدف لتكريس الاستعباد عن طريق القمع والإفقار ومحاربة الناس في ارزاقهم وحرمانهم حقوقهم في المأوى والعيش الكريم، وحرية الاختيار، وفوق ذلك، ان يعيشوا احرارا. ففي نظام المكرمات والمنن لا مجال للشعور بالانسانية والكرامة والحرية. من هنا نطرح عنوانا لتحول فكري ونفسي مطلوب كمظلة للنضال الذي نأمل ان يتواصل حتى القضاء على عقلية الاقصاء والاستبداد والنهب. هذا العنوان نختصره بمفردتين مرتبطتين بالتاريخ والجغرافيا السياسية لهذا الوطن، وهو “الوعي الوطني البحراني”. انه وعي قائم على الشعور العميق بالانتماء لهذا الوطن، مع التشبث بخصوصياته الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية. وهو وعي بوحدة أبناء هذا الشعب، سنته وشيعته على اختلاف ايديولوجياتهم السياسية، فهو قادر على استيعاب كل ذلك. وهو منطلق للنضال لمواجهة المشروع التخريبي الذي تفرضه العائلة الخليفية على الشعب، من خلال سياسات “الخلفنة” و “التمييز” و “الطائفية” و “التجنيس” و “الاستبداد” و “المكرمات” و “التجويع”. وهو، فوق ذلك، شعار لهوية تتعرض للتهديم المتواصل ضمن الأجندة السرية التي تطبق الحكومة بعض فصولها علنا، وتمثل التشكيلات السرية التابعة للقصر الملكي، بقيادة الطائفي المقيت، خالد بن أحمد آل خليفة، التي اصطلح على تسميتها “الخلايا البندرية” الأذرعة السرية لتنفيذ بقية الفصول. وما لم يكن هناك وعي بحراني شامل، ينطلق على الأسس التي توافقت عليها القوى المعارضة الشريفة منذ العشرينات من القرن الماضي، فستظل المواقف شخصية تارة، وفئوية أخرى، ومضطربة ثالثة، ازاءها، الامر الذي يقوي شوكة البندريين وأسيادهم.

مطلوب من النشطاء وذوي الفكر التنظير لمعالم الوعي البحراني، ودفعه كإطار شامل للنضال، يشترك فيه المواطنون، ايا كان موقعهم، ضمن اطر المقاومة المدنية المشروعة، وضمن خطوط التوافق لدعاة الاصلاح السياسي في البلاد. فاذا تعمق التأصيل لهذا المفهوم، أمكن رسم خريطة الطريق المؤدية الى التحرر من هذا الكابوس الجاثم على صدور المواطنين بدون حق او شرعية، وبدون مرجعية دستورية متوافق عليها. وثمة معالم لهذا الوعي، فهو وطني شامل، لا يحابي فئة على أخرى، ويسعى لاقامة حكم القانون وفق دستور توافقي يكتبه البحرانيون بأيديهم، ولا يفرض عليهم كالدستور السيء الصيت الذي فرضه الشيخ حمد بالقوة قبل خمسة اعوام. انه يهدف لبلورة موقف سياسي عام يجمع الفرقاء، ويترك لهم أساليب تنفيذه، بشرط ان تكون الوسائل غير خاضعة لاملاءات النظام، ولا تقوي وجوده او تشرعنه. ويقوم على اساس اعادة الحراك لحوار وطني عام، يؤسس لمفاصلة تدريجية مع نظام الحكم الحالي الذي بدأ هو بالمفاصلة مع شعب البحرين باجراءين هما الأخطر في تاريخ العلاقة بين الطرفين: الغاء الدستور الذي نظم العلاقة بين الطرفين، وسياسة التجنيس التي تؤكد رغبة العائلة الحاكمة في استبدال شعب البحرين بآخرين.

نطرح هذا العنوان في هذا الشهر المبارك على امل تحقيق عدد من الاهداف: اولها البدء بصياغة المشتركات بين ابناء هذا الشعب، وثانيها: تعميق الشعور بالانتماء لهوية وطنية واحدة بين كافة ابناء المواطن الاصليين (سنة وشيعة)، ثالثها: وقف مسلسل التراجع في المواقف السياسية والفكرية نتيجة الشعور باليأس او التعب، رابعها: تعميق الشعور بامكان التغيير منطلقا من وحدة الموقف القائم على قدر من توحد الاهداف، خامسها: التأصيل لمشروع وطني واسع بالاستفادة من تجارب النضال الطويلة، وسادسها: قطع الطريق على اساليب التمزيق والتفتيت والتشويش والتشطير التي تمارسها العائلة الوطنية لاضعاف المعارضة ضد نظام حكمها الاستبدادي. نطرح ذلك على امل ان يتم التعاطي معه بروح راغبة في التغيير والاصلاح والتوافق والوئام، بعيدا عن الشحناء والتراشق.

وكلمة وفاء لا بد من تسجيلها لكل المناضلين الشرفاء، ونخص بالذكر المرحوم الاستاذ عبد الأمير العرب، الذي اختاره الله الى جواره في حادث سير مؤلم. لقد سجل هذا المواطن القيادي تاريخا حافلا بالنضال والصلابة الايمانية، وبقي وفيا لمبادئه وقيمه حتى وفاته، وسطر اسمه في سجل المجاهدين الاوفياء. نحتسبه عند الله أخا مجاهدا كريما، صدق مع نفسه ومع الناس، فاختاره الله الى جواره راضيا مرضيا، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه، وان لله وان اليه راجعون، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان الا  على الظالمين.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك

حركة احرار البحرين الاسلامية

14 سبتمبر 2007

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق