Archive

حركة أحرار البحرين

في وقت مبكر من الجمعة الماضي، أصبح البحرينيون على وقع خبر مفجع مفاده إصابة الشاب عباس علي سلمان (27 سنة) من قرية الشاخورة (5 كلم غرب العاصمة المنامة) برصاصة من “مجهول”، تخترق رأسه من الجهة اليمنى لتستقر في الجهة اليسرى وترديه صريعاً يخر بدمائه. وكان المواطن الشاب- متزوج منذ ديسمبر 2006 – ينتظر أن يستلم راتبه كحارس أمن لأحد الفنادق التي تحوي الملاهي الليلية، وهي المهنة الثانية له حيث يعمل في النهار سائق في أحد شركات الإنشاء. وقد بائت كل محاولات أطباء قسم الطوارئ في مستشفى السلمانية الطبي من إنقاذه، حيث أتلفت الرصاصة المستقرة في رأسه خلايا الدماغ، وأصبح بذلك متوفي سريرياً أو اكلينيكياً، منذ تلك اللحظة ولحد كتابة هذه السطور، حيث يرقد في أحد أجنحة المستشفى، فيما تستمر المحاولات لتوفير علاج له خارج البحرين. وتشير الأخبار والتقارير أن “الجاني المجهول” قد أطلق الرصاصة من مكان مرتفع من المبنى المجاور للفندق الذي يعمل فيه الشاب، ولم توجه التهمة لأحد، لحد الآن، فيما تم إشاعة ونشر خبر تورط أحد الجاليات الأجنبية في البحرين، الأمر الذي نفته سفارة تلك الدولة لاحقاً.

تجدر الإشارة الى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها الرصاص الحي تجاه المواطنين بدم بارد ودون اعتبار لأي حق في الوجود والبقاء، آخرها ما جرى للشاب عبدالرحمن مهدي من مدينة المحرق الذي قتل الصيف الماضي بدم بارد وأمام الناس دون مراعاة أو أدنى خشية من تبعة إزهاق أرواحهم، في بلد تتشدق العائلة الخليفية فيه بالأمن والأمان، أين ما حلو وأقاموا. إن  العائلة الخليفية –وعلى رأسها الشيخ حمد – تتحمل المسئولية الكاملة لماحدث للشاب عباس علي سلمان الذي غدر به وهو في مكان عمله ومحل رزقه الذي اضطر إليه بسب سياسات التفقير والحرمان وبرامج الفساد- بكل أنواعه- التي تروج لها العائلة وتدعمها، على حساب مصلحة الوطن والمواطن. 

إن ما جرى يعمل على تعويد المواطنين على قيام البعض “المجهول” بتصفية من يقع عليه الإختيار، ومن ثم ارجاع ذلك الى البحث عن الجاني والدليل، كما باقي المسرحيات الأمنية التي عودتنا الأجهزة الأمنية منذ أيام امن الدولة التي لم تتغير رجالاتها وأدواتها. ويمهد هذا التوجه لنشر فرق الموت التي تستهدف تصفية النشطاء والمعارضين- بشكل محدد- والعمل على إزهاق أرواحهم بوسائل مختلفة، بما فيه استخدام الذخيرة الحية او السلاح الأبيض. فمن الذي يملك السلاح في البحرين، ومن الذي تدلل الشواهد على إستعماله للسلاح أمام الملأ، دون رقيب أو حسيب- في الماضي والحاضر؟ ومن سعى لجلب المرتزقة من مختلف أنحاء العالم، ومكنهم في البلاد، وإذا بهم ويل على أهلها وطلابها، ونسائها، عبر مجموعات البلطجة وعصابات الارهاب والمافيا في المدن والمدارس؟

إننا نحمل العائلة الخليفية كامل المسئولية التاريخية لسلامة المواطنين والنشطاء وأصحاب الفكر المعارض لها، من أي عملية تصفية جسدية، ولا يهم بأي إخراج أو سيناريو تخرجها، ونطالبها بتجريد السلاح من أفرادها، والعمل على رقابة أفراد قواتها- وفداويتها- وكذلك المرتزقة الذين جلبتهم البلاد، نكاية بأهلها وتذويباً لهويتهم التاريخية والثقافية. ان العائلة الخليفية تتحمل المسئولية الكاملة تجاه أي عملية استهداف لأي من المعارضين أو النشطاء، ويلحق ذلك من تبعات أمنية أو ردات فعل، لا يعلم مداها إلا الله.

من جانب آخر، فإن فرق الموت الخليفية لم تمنع شباب ورجال ونساء كرزكان الأبطال من الخروج مساء ذلك اليوم في مسيرة جابوا فيها شوارع القرية ونددوا بخطط التآمر على البحرين وشعبها التي يقودها مجلس الدفاع الأعلى الذي يرأسه الشيخ حمد وبقية رموز عائلته، وينفذها الديوان الملكي الذي يتحكم في مفاصل الدولة ويقرر سياساتها عبر وزيره- الشيخ خالد بن أحمد- الذي يعتبر رئيس الوزراء الفعلي، حيث يستلم الوزراء وباقي الدوائر الحكومية الأوامر منه. تجدر الإشارة الى أن المخططات التي كشفها تقريري البندر الأول والثاني كلها تدلل على الدور القبيح الذي يقوم به الديوان الملكي ووزيره- خالد بن أحمد، تنفيذاً لسياسات العائلة الخليفية.

ولم تخف فرق الموت الخليفية المناضلين والنشطاء من إحياء السبت الأسود (أول سبت في أبريل) في بني جمرة، من خلال المشاركة في مسيرة شعبية جابت شوارع وأزقة بني جمرة، وجددت الولاء لشهداء ذلك اليوم الذي نالت فيه مرتزقة العائلة من صدور وأرجل وأجساد شهداء ذلك اليوم ولكنها لم تنل من أرواحهم التي بقت أبية رافضة للظلم والطغيان والإضطهاد. وقد انتهت المسيرة في مقبرة بني جمرة التي ضمت رفات الأب والقائد الوطني الشيخ عبدالأمير الجمري-طاب ثراه- والثلة المؤمنة التي سقطت دفاعاً عنه في الحصار الذي تم لتلك القرية قبل اعتقال الشيخ في ذلك اليوم.

ولم تؤثر أخبار فرق الموت الخليفية من مواصلة الاحتجاجات الرافضة لاستمرار الاعتقالات في صفوف المواطنين وآخرها الشابين محمود حسن صالح من قرية الديه، وقد اعتقل عند مدخل القرية مساء الخميس الماضي الموافق 29 مارس، وعلي أحمد سليم من سكنة قرية حلة عبد الصالح (19سنة) والذي اعتقل صباح الاثنين الماضي (2 أبريل) من مكان عمله. تأتي سلسلة الاعتقالات، في ظل مسلسل اعتصامات احتجاجية على محاكمة ومواصلة حبس المواطنين الشباب الذين كان كل ذنبهم أن شاركوا، أو كانوا قريبين من أنشطة احتجاجية. وقد حكم قاضي المحكمة الخليفية يوم أمس بتأجيل محاكمة شباب كرباباد (صادق جعفر كاظم، محمود علي مهدي، سيد علي سيد أكبر) واستمرار حبسهم ليوم الاثنين القادم الموافق 9 أبريل، فيما اعتصم مجموعة من المواطنين عصر أمس بالقرب من الدوار الرابع في مدينة حمد احتجاجاً على استمرار حبس الشاب جاسم جعفر مدن جعفر فردان سلمان يوسف  من قرية كرانة و رضي علي رضي  من قرية أبو صيبع الذي اعتقلوا منذ الأسبوع الرابع من فبراير الماضي، وقد قدموا للمحاكمة بتهمة التجمهر، وأجلت محاكمتهم ليوم الأحد الموافق 15 أبريل الحالي، بعد ظهور دلائل على تعرضهم للتعذيب الشديد في محاولة لإرغامهم على تسجيل اعترافات تدينهم.

ولم تمنع فرق الموت من تفعيل تصميم وإرادة اللجان الشعبية التي دعت لماراثون “الحقوق الإقتصادية” للتعبير عن معاناة الشعب وتعرضه للإفقار والتفقير بشتى الطرق والوسائل في ظل سرقة المال العام المقنن على يد ثلة متنفذة تراعاها وتحميها سياسات العائلة الخليفية التي تستحوذ على أكثر من ثلثي ريع النفط – دون وجه حق. تأتي هذه الفعالية المتحضرة، لتعكس عقلية البحرينين وتعاطيهم مع القضايا المطلبية- حقوقية كانت أم سياسية- في قبال التعاطي الأمني لأجهزة العائلة الخليفية الذي يتصف بالعنف والقسوة واستعمال القوة لإلغاء الآخر. إن شعب البحرين يعبر عن مدى تحضره وسلميته في الوسائل التي يعبر فيها من خلال هذه الفعاليات عن مطالبه المشروعة في حياة كريمة.

ولم تفت فرق الموت في عضد الداعين لمسيرة مناهضة “مشاريع التوطين والاستيطان” التي دعت لها ثلة بطلة من رموز وشخصيات وطنية أعلنت رفضها لكل مشاريع التآمر على شعب البحرين، ودعته للخروج في مسيرة جماهيرية عصر الجمعة القادم الموافق 13 أبريل لإيصال صوته المجلجل للعالم. إن هذه المسيرة تعبير حي وصادق لرفض مشروع الشيخ حمد الذي يهدف لاستبدال شعب البحرين بشعب آخر، عبر برامج احلال وترانسفير – مستفيداً من تجربة الكيان الصهيوني في تعامله مع الشعب الفلسطيني الأعزل. إن المشاركة في هذه المسيرة هو أقل ما يمكن تقديمه لقول “لا” لبرامج محو الهوية البحرينية الأصيلة، ومشاريع تضييع تاريخ شعب البحرين الأصيل- بشيعته وسنته. ولهذا نهيب بجميع أفراد الشعب – صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءاً- الحضور والمشاركة في هذه المسيرة التاريخية ودعمها من أجل أن تنجح في إيصال صوت الرفض الشعبي إلى العائلة الخليفية، ومطالبته إياها بالتوقف عن برامج التآمر عليه.

وتواصل العائلة الخليفية من جهة أخرى برامج تأميم المؤسسات الأهلية ومن ضمنها الصناديق الخيرية التي سترت عورة النظام طوال السنين الماضية، وغطت التزاماته المالية تجاه فقراء ومحرومي الشعب البحريني. وقد بدأت مشاريع الاحتواء لهذه المؤسسات التي أوجدها المواطنون لرعاية فقراءهم ومحتاجيهم، وبدأت مراحل تنفيذ خطوات التأهيل التي تم ذكرها في تقرير البندر الثاني، من خلال إرغام هذه الصناديق في التحول لجمعيات، بعد تجميد أرصدتها، في سابقة تعيد للذكرى ما قامت به العائلة عندما دشنت مشروع تأميم الجمعيات السياسية عبر قانونها السيئ الذكر، وعملت على مصادرة العمل السياسي المعارض في هذه الجمعيات من محتواه.

اللهم ارحم شهدائنا الأبرار وفك قيد أسرانا يا رب العالمين.

حركة أحرار البحرين الإسلامية
6 أبريل 2007م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق