Archive

حركة أحرار البحرين

قرأتم في الصحف المبادرة التي جاءت على لسان البعض وقد أسماها بمبادرة الحوار والمصارحة فيما يرتبط بتقرير البندر. كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع هذه الدعوة لــ”الحوار والمصارحة”؟ أولاً: لا شك أن على الإنسان أن يسعى إلى ما فيه خير هذه البلد، وأمن هذا البلد، وهذا أمر مفروغ عنه، إلا أنه وبحكم التجارب السابقة التي مررنا بها والتي لم نحسن التصرف معها، يلزمنا- ونحن نريد أن نُقْدِم ونشارك في هذا الحوار وفي جلسات المصارحة- يلزمنا وعلى أساس أن العاقل يستفيد من التجارب ومن جرّب المجرب حلت به الندامة ـ فيلزمنا أن نلتزم الحذر في التعامل مع هذه الدعوات .

كيف نتعاطى مع “دعوة الحوار والمصارحة”
حول قضية تقرير البندر
(القسم الثاني)(1)

قرأتم في الصحف المبادرة التي جاءت على لسان البعض وقد أسماها بمبادرة الحوار والمصارحة فيما يرتبط بتقرير البندر.
كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع هذه الدعوة لــ”الحوار والمصارحة”؟
أولاً: لا شك أن على الإنسان أن يسعى إلى ما فيه خير هذه البلد، وأمن هذا البلد، وهذا أمر مفروغ عنه، إلا أنه وبحكم التجارب السابقة التي مررنا بها والتي لم نحسن التصرف معها، يلزمنا- ونحن نريد أن نُقْدِم ونشارك في هذا الحوار وفي جلسات المصارحة- يلزمنا وعلى أساس أن العاقل يستفيد من التجارب ومن جرّب المجرب حلت به الندامة ـ فيلزمنا أن نلتزم الحذر في التعامل مع هذه الدعوات .
وذلك لأن التجارب السابقة قد أثبتت أن كثيراً من القضايا تطرح من أجل الإلتفاف عليها ومن أجل تقديم الفتات ومن أجل أن يصل القوم إلى ما يريدون من أقرب المسافات وبأقل التبعات والخسارات.
فتنهي هذا الملف بطريقة سهلة ولا تبذل من نفسك شيئاً كعادتهم يأخذون ولا يعطون فينبغي الحذر في التعامل مع هذه الدعوات.
ثانياً: هذه المسألة تتعلق بعموم الناس لأن التآمر وذلك المخطط لم يستهدف فئة وجماعة بل استهدف عموم الوطن، من خلال استهداف فئة بأكملها. فالمسألة لها شمولية وتتصف بالعمومية وبالتالي فلا بد من المشورة فيها. والإستبداد والتفرُّد في مثل هذه القضايا بلا مشورة الآخرين والوقوف على ما عندهم من أفكار ومن تصوّرات قبيح جداً لأن الأمر لا يتصل بك أنت أو بزيد من الناس وإنما هو أمر يتصل بالجميع ويتعلق بالجميع فينبغي المشورة حتى تأتي الفكرة والموقف ناشئاً من رويّة ودقةٍ وبعيداً عن العجلة وبعيداً عن الإغترار بآراء الذات وتصوّرات الإنسان، فلتكن المسألة مورداً للمشورة.
ثالثاً: ينبغي عدم المساومة في هذه الملف. فالمساومة والرضا بالقليل، أو بلا شيء وتبرير ذلك بأن المصلحة قد تقتضي ذلك، أو أن الوضع يفرض ذلك وما إلى ذلك من عناوين مختلفة كالمصلحة العامة والوحدة الوطنية وما شابه ذلك، فينبغي أن لا يقع هذا الأمر وأن لا يُساوم فيه، بل ينبغي للإنسان أن يكون أميناً، خصوصاً وأنت تتكلم عن أمر يرتبط بالجميع لا يحق لك أن تُساوم، أو أن تتنازل، أو أن تقبل باليسير فهذا أمر مرفوض.
وأيّ إنسان يجد من ذاته أنه لا يحمل النفَس ولا النفس الصلبة القوية المدافعة التي لا تساوم فالأولى له أن يبتعد وأن يقدِّم آخرين، أو ـ على الأقل ـ أن يكون معه آخرون يدعمون موقفه، ويشدّون على يده.
رابعاً: ينبغي أن يكون الحوار جريئاً، وإشراك العناصر الجريئة القوية في البلد والتي ينبغي الإستفادة منها في مثل هذه الحوارات والجلسات.
خامساً: علينا ـ ونحن نحاور ونتابع هذا الملف ـ أن نسعى لأن نصل إلى الدوائر الضيقة التي تقف وراء هذا المخطط، وأنا لا أشكّ أن هناك دوائر ضيقة وأن هذا العمل التآمري والمخطط لا يمكن أن يقوم به رجل واحد وإنما يحتاج إلى فريق وصف يقف معه ويمدّه بالمال، ويسعفه بالموقف، وبالقرارات حتي يستطيع أن يقدم على مثل هذه المؤامرة فلابد من العمل على كشف تلك الدوائر الضيّقة والعمل على الولوج إلى الزوايا المخفية من أجل معرفة من يقف وراء هذا التخطيط والتآمر.
سادساً: لابد من إطلاع الناس على مجريات الأمور، وهذه سلبية ليتنا نلتفت إليها، فنحن نعيش عزلة وانفصالاً عن الناس، وسيرتنا العملية تقوم على أن على الناس أن يتبعونا في المواقف ويدعموننا، ومتى ما أردنا منهم النزول، وأردنا منهم المشاركة، وما شابه ذلك طلبنا منهم، وإلا ففي كثير من الأحيان نحن في معزل عن الناس!
لا نوقفهم على كثير من الأمور وهي تعنيهم وأمور مرتبطة بهم، ولهم الحق في معرفتها، فلابد من إطلاع الناس على مجريات تلك الحوار وتلك الجلسات بالمقدار الممكن.
إنَّ من الصفات التي تميّز بها السيد الإمام (رحمة الله عليه) وأبدع فيها أنه كان يراهن على الناس ثقة منه بهم، كان يراهن على الناس وعلى مواقفهم وعلى بصيرتهم وعلى فهمهم في درأ كثير من الأخطار. وكان دائماً يأمر الناس بأن يتواجدوا عند الأحداث وأن يتواجدوا في الساحة حتى يكونوا على مقربة ومراقبة عن كثب للأحداث ويكون لهم منها موقف.
سابعاً وأخيراً: لابد من أن يغلق هذا الملف بمحاسبة المتورِّطين فيه، ولابد من تقديمهم إلى محاكمة عادلة مستوفية للشرائط المعتبرة في مثل هذه المحاكمات.
أما التمسّك بمثل قاعدة “عفى الله عما سلف” ـ فلا يصح في مثل هذه الموارد الخطيرة.
على أننا نرى أن المسألة من وجهة نظر هؤلاء لم تصل إلى درجة “عفى الله عما سلف” لأنهم أساساً لا يرون أنفسهم مخطئين حتى تأتي هذه القاعدة، فالأمر المطمئن به أن المسألة لم تصل إلى هذا المستوى عند هؤلاء وإنما طرحوا هذا الملف من أجل الإلتفاف، وربما يكون إغلاق هذا الملف مقدمة لأمر آخر يعلم به الله (سبحانه وتعالى). والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
ـــــــــــــ

(1) كلمة يوم السبت بعد صلاة الظهرين بمسجد الرفيع بالبلاد القديم بتاريخ 29شوال1428هـ الموافق10-11-2007م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق