Archive

حركة أحرار البحرين

كما ننصح بأن لا يتهم فصيلٌ فصيلاً آخر بفقد الشرعية والغطاء الشرعي، فهذا الاتهام يعني تفسيق المؤمنين، وهو عين الإثم والمعصية، وكيف يجوز لكم اتهام المؤمنين بارتكاب إثم العمل من دون غطاء شرعي، وبأي علم غيب علمتم بذلك؟ إذا خرجت عريضة دستورية حاربوها بعدم الغطاء الشرعي، وإذا خرجت عريضة شعبية أخرى مطالِبة بأمور أخرى مشروعة وهي من صميم الحقوق السياسية لكل مواطن، اتهموها بعدم الغطاء الشرعي أو بأننا لا ننصح بها، وهل الغطاء الشرعي منحة ربانية حصرية لكم أنتم فقط؟خطبة الجمعة – الثانيةلسماحة آية الله الشيخ حسين النجاتييوم الجمعة الثاني من محرم الحرام لعام 1429هـبسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي يخلق ولم يُخلَق، ويرزق ولا يُرزَق، ويُطعِم ولا يُطعَم، ويميت الأحياء، ويحيي الموتى، وهو حيٌ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير. وأستعينه، وأؤمن به، وأتوكّل عليه وكفى بالله وكيلاً، وأُفوِّض أمري إلى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد من دونه ولياً مرشداً. ونشكره شكراً كثيراً، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وحصائد ألسنتنا، وزلات أقلامنا وأقدامنا. وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا, وحبيب قلوبنا, وطبيب نفوسنا, وشفيع ذنوبنا محمد, وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله الأطيبين الأطهرين. الموضوعات • الوصية بالتقوى • قضايا الوطن والغطاء الشرعي.

1- الوصية بالتقوى:

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى.

2- قضايا الوطن والغطاء الشرعي:

في هذه الخطبة الثانية نريد أن نذكر نقطتين:النقطة الأولى: لقد شهد الوطن في الأسابيع القليلة الماضية أحداثاً خطيرة ومأساوية على مستوى تعدّي السلطة السياسية والأجهزة الأمنية على حقوق الناس وحرياتهم وكرامتهم وأمنهم، ما نتج عنه أن نفتقد ابناً بارا للوطن، ومدافعاً صادقاً عن العزة والكرامة وهو المجاهد السعيد (علي جاسم مكّي) رحمه الله تعالى.الأمر الذي حصل على أثر مشاركته في المسيرة الاحتجاجية ضدّ تصرفات الحكومة، وإلى الآن لم تتمكن أجهزة الأمن أن تثبت براءة نفسها من تهمة قتله، فهي متهمةٌ بذلك، ولم تقدّم أدلة تثبت البراءة، ومن المؤسف جداً – بحسب ما اطّلعت عليه – أنّ وزارة الداخلية لم تتصل بعائلته أصلا، مع أنها متهمةٌ بقتله، وهي الجهة المسؤولة عن الموضوع. فإذا كانت بريئةً فلِمَ لم تلتقِ بهم في جلسةٍ أو جلسات لتتحدث معهم وتوضح لهم براءتها عن الموضوع؟!ومن ناحية أخرى أيضا في الأسابيع الماضية لقد تمّ اعتقال العشرات من أبناء الوطن وزُجّ بهم في المعتقلات من غير وجه حق، لماذا يُعتقل هؤلاء وتوجّه إليهم تُهمٌ لا أساس لها من الصحة ولا دليل عليها ولا شاهد سوى الاعتراف الذي قد يؤخذ من بعضهم تحت التعذيب بالكهرباء، فهذه أنحاء التعذيب التي أشيرَ إليها هي حقائق تأكدَ منها عوائل المعتقلين والتي نقلوها لي مباشرة وأخذوها من أبنائهم وأزواجهم مباشرة، التعذيب في الكهرباء. سوى الاعتراف الذي قد يؤخذ من بعضهم تحت التعذيب بالكهرباء والضرب المبرّح وإلقائهم بلا ملابس كافية في البرد الشديد ورشهم بالماء البارد ومنعهم من النوم والجلوس، وتعصيب أعينهم لأيام طوال بشكل مستمر، وإهانة عوائلهم أمامهم وتحقيرهم بجمل نظير (أنت شيعي نجس) وغير ذلك من أساليب التعذيب التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وإن وقعت في نظام يدّعي بغير حق أنه ديمقراطي، فأية ديمقراطية هذه التي تعذّب أبناء وطنها بهذا الشكل الفادح؟ لا لشيء سوى الاحتجاج على تصرفات الحكومة وهدرها لحقوقهم، وإعمال التمييز الطائفي الصارخ بين أبناء الوطن في كل حقول الحياة؟ وأية ديمقراطية هذه التي تضرب النساء وعوائل المعتقلين؟ لا لشيء سوى إصرارهم على الالتقاء بأبنائهم وأزواجهم؟ الأمر الذي يأنفه كلُّ شريف، ويتعارض مع قيم جميع الأديان السماوية وقيم جميع التشريعات الدولية في مجال حقوق الإنسان، والتي وقّعت عليها مملكة البحرين، وأية ديمقراطية هذه التي تمنع المعتقلين المعذبين من عرضهم على الطبيب الشرعي؟ لو لم تكن هناك جرائم تعذيب فلماذا تمنعون من عرضهم على طبيب شرعي؟ إذ العرض في مثل هذه الحالة لصالحكم باعتبار أنه يثبت براءتكم.وأية ديمقراطية هذه التي تهجم بقوات الأمن على مساجدنا – وأعني بذلك مسجد الإمام الصادق (عليه السلام) في القفول -، وتهتك حرمة مساجدنا ومقدساتنا وبيوت عبادتنا؟ هل هذا ما أمر الله به، وهل هذا ما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حفظ حرمة المساجد وقداستها؟ أم هذا ماتأمر به الديمقراطية وحقوق الإنسان؟إننا نوجه هنا خطابنا إلى الرئيس الأمريكي السيد جورج بوش الذي يزور حالياً المنطقة وسيزور المملكة ونقول له: (نحن نتمنى لك زيارةً ناجحةً وموفقة، تخدم العلاقات الطيبة بين الدولتين وتدعيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، لكننا نقول: إن الديمقراطية التي تدعمها في البحرين هذه فِعالها، تهتك حرمات مساجدنا، وتضرب نساءنا، وتعذب أبناءنا، وتمنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية البديهية من خلال القوانين الظالمة التي لا تمتلك شرعيةً حقوقية، كقانون الجمعيات السياسية وإن وافقت عليه جمعياتٌ خطأً بحجة عدم الحيلة. وكقانون التجمعات والمسيرات، وكقانون الإرهاب وكلها قوانين ظالمة وتعسفية ومتناقضة مع التشريعات الدولية في مجال حقوق الإنسان. تمنع هذه الديمقراطية أبناءنا من ممارسة حقوقهم السياسية من خلال هذه القوانين ومن خلال الأجهزة القمعية والمليشيات المسلحة التي لاتتقيد بالضوابط الدولية في التعاطي والتعامل مع المتظاهرين. وإلى الآن أبناؤنا في السجون، أبناؤنا في السجون قابعون، يرزحون تحت التعذيب القاسي، إن لم يكن هذا واقعاً فلم لا يأذنون لجمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان بالالتقاء بهم؟!ومع كل ما تقدم فإن أملنا هو أن يتقدم عاهل البلاد (حفظه الله) لفتح صفحة جديدة يُنسي الناس آلامهم وينعش آمالهم، ويثلج قلوبهم، ويشرح صدورهم، فذلك من خلال خطواتٍ تصحيحيةٍ جادة في مجال الدستور وعدالة الدوائر الانتخابية، ورفع التمييز الطائفي، ومحاكمة رجالات تقرير البندر الذين ظلموا الوطن وأبناء الشعب، ومنع التجنيس السياسي الطائفي، والإفراج السريع والفوري عن المعتقلين، ومحاكمة الجلادين والمعذبين والمعتدين على نسائنا ومساجدنا ومقدساتنا، واحترام كلمات علماء الدين والرموز الوطنية الشريفة، والانفتاح على حرصهم على مصالح الوطن وأبنائه، هذا كله، رغم أننا لا ننكر أن عاهل البلاد حقق خطواتٍ إصلاحية فيما مضى، لكنها وللأسف توقّفت بل تراجعت في قضايا كثيرة.النقطة الثانية: إن المعارضة السياسية في البلد متكوّنة من فصائل متنوعة دينية وغيرها، وكل فصيلٍ يمارس المعارضة ومحاولة الإصلاح وفق المنهج الذي يؤمن به ونحن نتمنى للجميع التوفيق لخدمة الوطن والمواطنين، ولدفع العملية الإصلاحية إلى الأمام. وننصح الجميع بالابتعاد عن الأساليب العنفية، وعدم تجاوز الخطوات السلمية التي سقفها كل ماهو حقّ طبيعي أقرته الشرائع والقوانين الدولية.

كما ننصح بأن لا يتهم فصيلٌ فصيلاً آخر بفقد الشرعية والغطاء الشرعي، فهذا الاتهام يعني تفسيق المؤمنين، وهو عين الإثم والمعصية، وكيف يجوز لكم اتهام المؤمنين بارتكاب إثم العمل من دون غطاء شرعي، وبأي علم غيب علمتم بذلك؟ إذا خرجت عريضة دستورية حاربوها بعدم الغطاء الشرعي، وإذا خرجت عريضة شعبية أخرى مطالِبة بأمور أخرى مشروعة وهي من صميم الحقوق السياسية لكل مواطن، اتهموها بعدم الغطاء الشرعي أو بأننا لا ننصح بها، وهل الغطاء الشرعي منحة ربانية حصرية لكم أنتم فقط؟! اتقوا الله تعالى وأنتم من الأحبة المتقين، وارجعوا إلى أنفسكم، وانظروا ماذا تقولون؟ وماذا تفعلون؟ هل ترضون لأنفسكم أن تكونوا رمحاً للطعن بدل أن تكونوا سندا؟

إن المطالبةَ بالتغيير والإصلاح من خلال العرائض الشعبية حقٌ أصيلٌ من الحقوق السياسية. وهو متطابق مع الضوابط الشرعية، ويمتلك الغطاء الشرعي التام، فلا يحقُّ لأحدٍ الطعن والقدح في ذلك، واتهام المؤمنين بعدم الشرعية.كونوا جميعاً على ما بينكم من الخلافات أخوةً متحابين متعاونين على البر والتقوى والصلاح والإصلاح، وليكن كلُّ واحدٍ منكم سنداً وظهرا للآخر، وليس سلاحاً ضده، يهدف نسفه وتسقيطه.وفقّكم الله تعالى لكل خير، وهذا ما أتمناه لكم جميعا، وأدعو الله تعالى أن يوفقكم له جميعا.عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ).ثم أفضل الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله وأمينه وصفيه وحبيبه محمد، وعلى أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، علي بن أبي طالب، وعلى الصديقة الطاهرة الشهيدة، سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء، اللهم وصلِّ على سبطي الرحمة، وإمامي الهدى، سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين. وصلّ على أئمة المسلمين: علي بن الحسين السجاد، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي الزكي العسكري، وعلى الحجة بن الحسن القائم المهدي. اللهم عجّل له الفرج، وسهِّل له المخرج، واجعلنا من أنصاره وأعوانه، ومن المستشهدين بين يديه. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات, تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات, إنّك مجيب الدعوات. اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا، واجعل غدنا خيراً من يومنا، وأحسن عقوبة أمورنا كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أصلح ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، اللهم حبذ لنا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. اللهم اعلُ بنا كلمة الإسلام، وارفع بنا راية القرآن، وانصرنا على أعدائك أعداء الدين، اللهم اشفِ مرضى المؤمنين والمؤمنات في كل مكان، واجعل عواقب أمورنا خيرا، آمين رب العالمين.عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق