Archive

حركة أحرار البحرين

ديسمبر 1996 -نوفمبر1997 ثلاثة أعوام كاملة هي عمر الانتفاضة الشعبية المباركة في البحرين، وهي اعوام حافلة بالعطاءات الشعبية والتفاعل الدولي والقمع الحكومي، ومصدر غني لمن يريد قراءة التطورات السياسية في المنطقة ودور الوعي الشعبي فيه.

فمنذ ان انطلقت الشرارة  الاولى لتلك الانتفاضة في الخامس من ديسمبر 1994 باعتقال المجاهد الشيخ علي سلمان بدأ في البلاد عهد جديد من أهم  مميزاته الحضور الشعبي في الساحة السياسية.وعلىمدى الاعوام الثلاثة اللاحقة شهدت البحرين مواجهات سياسية لم تشهد مثلها من قبل، بل لم تشهد اية دولة  خليجية تجربة مشابهة في تاريخها المعاصر. ومع تعمق الفجوة بين الشعب والعائلة الخليفية الحاكمة ازدادت المواجهات حدة، خصوصا بعد ان قرر رئيس الوزراء استقدام عشران الالاف من المرتزقة الاجانب لعمع حركة الشعب.وحدثفي هذه الفترة من الفظاعات ما لم يكن متوقعا حدوثه في بلد عربي مسلم. فقد انتهكت حرمات المواطنين واعراضهم واعتدى على بيوت العبادة بشكل متكرر خصوصا المساجد والمآتم، واصبحت صلاة الجمعة والجماعة عرضة لاعتداءات المرتزقة الاجانب، وتكرست ظاهرة القتل السياسي تحت التعذيب والاعتقالات الجماعةي واستباحة المناطق المأهولة بالسكان. وعلى صعيد الخارج فقد كان لرموز المعارضة المنفيين دور كبير في تحريك القضية دوليا حتى وصلت الى المنابر الدولية ومؤسسات الامم المتحدة وبرلمانات الدول الديمقراطية. ادى ذلك الى ازدياد القمع الحكومي في الداخل، بينما اصبحت المعارضة تمثل صخرة تحطمت عليها سياسات الحكومة، ولم يعد هناك التباس لدى الاطراف الدولية في الطبيعة القمعية والتخلف الساسي للنظام الذي يحكم البحرين  بالحديد والنار.

تميز العام الثالث من الانتفاضة المباركة بعدد من المعطيات منها الداخلي ومنها الخارجي. فقد استهل امير البلاد العام باعلانه عن تشكيل “الحرس الوطني” بقيادة احد ابنائه، الشيخ محمد بن عيسى ال خليفة. وعرف الجميع ان تشكيل هذه الفوة يهدف الى ارهاب المواطنين من جهة والى تعزيز موقع  ولي العهد في المجال الامني من جهة اخرى. كما فهم من ذلك  القرار تصاعد حدة المنافسة داخل العائلة الحاكمة. وابتدأت المواجهات مجددا بين المواطنين وقوات الشغب في العاشر من يناير عندما فتحت القوات الاجنبية نيرانها على المصلين عندما كانوا خارجين من احد مساجد العاصمة في الاول من رمضان وحدثت اعتقالات كثيرة في اثر ذلك. واستمر التوتر في تصاعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق