Archive

حركة أحرار البحرين

لسنا من هواة المشاغبة، كما اننا لا نتقن المسايرة، فنحن ابناء شعب نهل من معين النضال والجهاد، حتى الثمالة، فاستحال على الغزاة قمعه او النيل من شكيمته. يسطر التاريخ ما فعله الأجداد عندما صمدوا بوجه الاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر وقتلوا قائده مسجلين موقفا بطوليا نادرا، ومؤكدين للعالم رفضهم المطلق للاحتلال. ولا يغيب عن ذهننا مواقف أسلافنا في القرن الماضي عندما صمدوا بوجه الاحتلال الخليفي ببطولات رائعة، وسجلوا على مدى اكثر من ثمانين عاما ملاحم بطولية حرمت العائلة الخليفية مما تريده من شرعية لحكمها البائس. لم يعترفوا يوما بهذا النظام الا عندما اذعن لارادة الشعب واعترف بمبدأ الشراكة السياسية في الحكم. ويسجل التاريخ ايضا كيف ان احرار البحرين في الخمسينات رفضوا الاعتراف بالمحاكم الخليفية  الظالمة، ورفضوا في ديسمبر 1956 النطق بكلمة واحدة في المحاكمة الصورية التي ترأسها احد افراد العائلة المحتلة. وقف “المتهمون” في تلك المحكمة، وهم خمسة من ابناء البحرين البررة ( عبد الرحمن الباكر وعبد علي العليوات وعبد العزيز الشملان وابراهيم  فخرو وابراهيم موسى) رافضين النطق بكلمة امام القاضي الخليفي الذي جلس بجانبه المستشار، تشارلز بلجريف، ولسان حالهم يخاطب فرعون: فاقض ما انت قاض، انما تقضي هذه الحياة الدنيا.

واليوم يعيد التاريخ نفسه، فتنتفخ اوداج فرعون غضبا لان ابناء البحرين يرفضون الاعتراف له بالربوبية، ويتحدون سلطته المتداعية، ويواجهون استبداده بشموخهم وابائهم، فيومي الى عبيده بالانتقام من اولئك الاحرار، ويطالبهم بالمثول امام الجلادين ليحاكموهم على اقوالهم التي ترفض الاستبداد والاحتلال الخليفيين. عجبا من هذه العصابة الباغية التي احتلت الارض واستضعفت اهلها وسحقت كرامة شعبها، وسرقت اموالها ونهبت اراضيها في البر والبحر، عجبا كيف تجرؤ على محاكمة الاحرار والشرفاء. فالمجرمون في ارض اوال هم فرعون وملأه وجنوده وجلاوزته وسفاحوه، اولئك احرى بالمحاكمة والمثول امام القضاء لما ارتكبوه من جرائم قتل عمد، وتعذيب وحشي، واعتقال تعسفي، وانتهاك للحرمات، ونهب للاموال، واحتلال للارض، ونهب للمتلكات العامة، وتسخير للناس باستعباد لا مثيل له. اولئك هم المجرمون حقا، وهم أولى بالمثول امام محكمة الشعب. وهيهات ان ينالوا بتلك الاساليب الرخيصة من عزائم الابطال الذين كثر تردادهم على زنزانات التعذيب، حتى كلت سواعد الجلادين والمرتزقة، فاذا كان الشيخ حمد ومن حوله ممن باع ضميره وشرفه وكرامته بالمال والجاه والمنصب، فليسألوا القتلة الذين يتمتعون بحماية مناقضة للقانون، عن الاجساد التي مزقوها بالتعذيب، ليسألوا عبد العزيز عطية الله، وعادل فليفل وخالد الوزان، وخالد المعاودة، وعدنان الظاعن وعلى رأسهم جميعا ايان هندرسون، عن الجرائم التي ارتكبوها بحق ابناء البحرين، فله حققوا شيئا من كل ذلك؟ هل استطاعوا كسر شوكة هؤلاء الاحرار يوما؟ وهل انتهى الغضب الشعبي وانحنى الاحرار للقتلة والسفاحين؟ لقد باءوا جميعا بالفشل، وها هو رئيس الوزراء يقضي ايام شيخوخته مهزوما بدون شرف او  كرامة بعد ان عاث في الارض فسادا وقتلا ونهبا واستبدادا. وسوف يلحقه من يسير على دربه، بعون الله.

هذه العائلة المارقة التي ابتليت بالبحرين بها تسوم المواطنين سوء العذاب، وتعتقد ان بامكانها اخضاع الاحرار بالتنكيل والتعسف والاقصاء. ولا يمكن فهم التنيكل المتواصل للنشطاء والرموز الوطنية المناضلة، كالاستاذين حسن مشيمع وعبد الهادي الخواجة، الا انها تعبير عن فشل السياسات الخليفية في اسكات شعب البحرين عن المطالبة بحقوقه المشروعة ومقاومة الاحتلال الخليفي البغيض. وكما فشلوا في الماضي، فسوف يفشلون هذه المرة بعون الله، لان الاحرار لا يهزمون، وان الاشرار والمستبدين لا ينتصرون، وان لله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. فصبرا ايها المناضلون الاحرار على هذا الابتلاء، فما زلنا نعيش عصر الظلام، وان غدا لناظره قريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق