Archive

Bahrain Freedom Movement

يوم أمس وعند منتصف الليل دقت ساعه بيغ بن وهي رنة موبايلي ليس أيذاناً بأنتهاء السحر كما حدث في أسطورة البنت الحسناء سندريلا ولكن لتنبيهي بأستلام رساله, الرساله كانت من أحدهم يطلب مني مشاهدة اخبار الساعه الثانيه عشر على تلفزيون البحرين,

أعتدلت في جلستي وبحثت عن الريموت كنترول الذي كانت بطارياته تعاني من الضعف ولايمكنها العمل إلا بعد ان أعضها مره او مرتين, وبعد مشوراي الطويل في البحث عن قناة تلفزيون البحرين بين القنوات الصالحة والطالحة وجدتها وعلى الرغم من ان التلفزيون كان حديث الطراز إلا أني أحسست نفسي أشاهد فلم من العصر الفيكتوري في تلفزيون ابو مكينة بسبب الألوان الباهتة لقناتنا المخضرمة . كان حسين سعيد المذيع نويدري الأصل والذي هو وسيد توفيق الوداعي البقية الباقية من المذيعين البحارنه المنقرضين في هيئة وأذاعة تلفزيون البحرين يذيع اخبار الساعه الثانية عشر وعلى الرغم من تحفظي على طريقة نسفه لغترته وقناعتي المطلقة بأن الغترة ونسفها هي من ثقافة البدو والأعراب لايزاحمهم فيها أحد, إلا أني استمريت في متابعة النشرة المملة,, وكان الخبر المهم او المضحك في تلك النشرة هو أنعام اي تفضل الملك حمد على أبنه وعميه بلقب صاحب السمو الملكي الأمير؟؟!! وحقيقة لقد رأفت بالمذيع وهو يتبلعم أكثر من مره في نطق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة

نرجع لعام 1995 وقتها كنت ادرس في احدى المدارس الأبتدائية وكان مساعد المدير استاذ عبدعلي أسمر عظيم المنكبين أبلج الحاجبين في يده اليمني خاتمين ضخمين احدهم اخضر والاخر احمر وكان في اطراف كشمته اي نظارته خيط اسود يتدلى ليحيط بعنقه,, وكان المسمى الوظيفي للاستاذ عبدعلي هو مساعد مدير إلا ان كل المدرسه بأساتذتها وادارييها وطلبتها وفراشيها يعلمون ان استاذ عبدعلي هو من يحل ويربط ويامر وينهي ويدير وماكان المدير استاذ راشد حليق الذقن واللحية وناعم الحديث والحركات والذي لم تأتي به الكفاءة والخبرة بقدر ما جائت به الطائفيه إلا مدير صوري وتشريفي للمدرسة,, كان استاذ عبدعلي يدير المدرسة من الألف للياء فمن الطابور الصباحي الى تفتيش اظافر الطلبة إلى توسيع المساحات الخضراء بالمدرسه والاعتناء بالزراعه ومراقبة المقصف المدرسي وتوزيع معونات الشتاء الى حل مشاكل الطلبة وفض النزاعات بين الطلبة والاساتذه وتنظيم الرحلات والدورات الرياضية وعمل يوم المفتوح المشؤوم,, وكان استاذ عبدعلي او كما نسميه ابو جعفر على رغم قسوته على الطلبة أحيانا إلا انه كان محبوب حتي من قبل الطلبة الذين تعرضوا للضرب بهوزه الاسود,,

ومدرستنا الأبتدائيه كما كل المدراس في تلك الحقبة التسعينية كانت تخرج فيها المسيرات بهدف تعطيل الدراسة أكثر من اي هدف اخر, إلا أن حنكة وحكمة استاذ عبدعلي كانت تتدخل لتنهي معظم المسيرات والمظاهرات بطريقة حضاريه وسلميه ليستمر بعدها الدوام الدراسي وكأن شيئأ لم يكن,, وأذكر فيما أذكر أنه لما بلغ الأمر حد الخطر وهددت قوات الشرطة بدخول المدرسه في حال تكرر المسيرات والشعارات المنددة بالحكومة, أجتمع استاذ عبدعلي في الفسحة بالطلبة قادة التحرك بالمدرسة وتمخض الاجتماع على انه سيتم جمع تواقيع جميع الطلبة بالمدرسة ليرفعها أستاذ عبدعلي للجهات المسؤولة بالدولة!!! كعريضه من طلبة المدرسه؟؟!!! في المقابل على الطلبة وقف جميع مظاهر الاحتجاج والغياب عن المدرسة وكان للأستاذ عبدعلي ما أراد,, الجدير بالذكر أن بعض الطلبة كعادتهم في تفتيش القمامة و الاوراق التي تخرج من غرف الاساتذه ومكتب المدير ومساعده شاهدوا من ظمنها العريضه الطلابية إلا ان الوقت حينها كان قد فات للتعبير عن الغضب فالامتحانات النهائيه قد بدأت وما باليد حيله,, استاذ عبدعلي بحكمته هذه وادارته للمدرسه ساعد كثير من الطلبة في مواصله دراستهم وترك الأثر الكبير في نفوس مئات الطلبة الذين عاصروه وتأثرو به,, والصورة التي اذكرها عندما يذكر استاذ عبدعلي هي منظره بعد الفسحة الطلابيه وقد تمدد ليأخذ غفوة على الكنبة في مكتبه بفانيلته الداخلية وصراوله الابيض وقد علق ثوبه جانبا ولسان الحال يقول عدلت فأمنت فنمت..

نرجع لصاحب الجلالة او العظمة الملك حمد والذي جلعنا أضحوكة للشعوب الخليجية والعربية عندما اعلن البحرين مملكة قبل ثمان سنوات حتي ان بعض الصحف والمحطات الفضائيه تناولت الخبر بتهكم مما أضطر الملك حمد للتنازل عن العظمة ويقبل بالجلالة فقط,, فالبحرين التي تبلغ مساحتها مساحة مدينة في مصر او محافظة بالاردن او سوريا او مزرعة أمير بالمملكة العربية السعودية,, ودخلها القومي لخمس سنوات لايتعدى ما صرفة شاه ايران رضا بهلوي على مراسيم تنصيبه شاه لأيران,, وعدد شعبها الاصلي لا يتعدى ال600ألف نسمه, يريد جلالة ملكها ان يضع لها موطئ قدم بالعالم لا بالتقدم العلمي او رفع المستوى المعيشي ولا بمحو الأمية او حرية الصحافة, وانما بالتفخيمات والعبارات التي لاتغني ولاتسمن من جوع,, ففي البحرين التي يحكمها ملك وبها ثلاثة أمراء الأن هناك كثير من البيوت والعوائل دخلها السنوي لايتعدي ال9000دولار,, وفي بلد خليجي كالبحرين هناك نساء بحرينيات يبيعون علب المحارم في الشوارع وفي البحرين رجال كبار بالسن يتعدي عمرهم ال60عام يعملون في الاسواق حملة للبضائع والمشتريات مقابل 3دولارات وغيرهم الكثير,, وفي البحرين الخليجية عندما تذهب للمستشفي او المركز الصحي الحكومي لايصرف لك المضاد الحيوي وانما عليك شراءه من الصيدلية, وفي البحرين ألوف العوائل تعيش في بيوت متهالكة غير صالحة للسكن او كما يسميها سمو الامير ولي العهد آيلة للسقوط,, والسؤال هنا هل نحن بحاجة لملوك وأمراء في البحرين الفقيرة؟؟ وهل نحن بحاجة لأكثر من عشرين وزير وهل نحن بحاجة لكل هذا الكم من المؤسسات الحكومية؟؟

ختاما اقول ان البحرين بمساحتها الصغيرة وبمواردها القليله وبشعبها الفقير ليست بحاجة لملك او امراء او حتي وزراء وانما مساعد مدير مثل استاذ عبدعلي يكفي لان يسير شؤونها ويديرها على احسن وجه..

ملاحظة: الاسماء التي استخدمتها لمساعد المدير ومدير المدرسة غير حقيقية..

.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close