Archive
Bahrain Freedom Movement
السبت المقبل هو يوم السباق على الدنيا، فتسابق مع اخوتك الصامدين الابطال لنيل ما عند الله. لا تدل بصوتك ذلك اليوم في الاستفتاء على الدستور الخليفي الجائر، فان تغيبك عن المشاركة يعني رفضك ذلك الدستور.
لا تبايع الحاكم الظالم بمشاركتك في المهرجان الفارغ، فمقاطعتك له حرمان له من “البيعة” التي سيقدمها المشاركون لهذا الطاغية. واذا رأيت السباق محتدما لاقتسام الغنائم، فاصمد في موقعك على الجبل، وأدخل الخوف في قلوب أعداء الله ورسوله وأهل بيته. اقض يومك متعبدا لربك، مهتما بشؤون الناس، ناشطا ضد الظالمين، متشبثا بموقف الكرامة والإباء، لا يهزك الأقاويل التي تطلق هنا وهناك للنيل من مواقف الأحرار الذين استعملت كافة الوسائل لثنيهم عنها، فلم تنجح. هؤلاء لا يرغبون في شيء من حطام الدنيا، ولا يبحثون عن “مناصب” تكتسب شرعيتها من مسايرة الظالمين، ولا عن “وجاهات” تكتسب من المشاركة في نظام حكمهم الاستبدادي. يكفي الواحد منهم انه يسير على خطى العظماء الذين شبعت السياط من جلودهم ولحومهم، ورويت الارض من دمائهم. فكل منهم طود يبقى مدى الدهر. اما من ساير الظالمين وشاركهم في غيهم وضلالهم وظلمهم، فلا ذكر له ولا شأن. التاريخ يحدثنا عن أبي ذر لانه وقف بوجه الظالمين ونجى بدينه منهم. ويسطر ملاحم البطولات للأئمة الاطهار عليهم السلام، سواء الذين استشهدوا في ميدان القتال، ام الذين كانوا “ضيوفا” على الحكم في سجونه، ام الذين ردوا على دعوة الطاغية لزيارتهم قائلا: “تزورنا فتنصحنا”. فجاء الجواب التاريخي: “من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك”.
لا تكن شاهد زور… لانك ان شاركتهم في بهرجتهم فستكون قد: أقررت دستورا ظالما فرضه المحتلون على شعب البحرين، و “بايعت” الحاكم الذي اقتاد أكبر عالم في البلاد قبل سبعة اعوام برغم ارادته الى قصره وأهانه بشكل لم يكن له نظير، ووفرت للعائلة الظالمة دعاية امام العالم بـ “ديمقراطيتها”، ووقفت مع الطاغية وهو يعذب اخوة لك اختطفتهم “فرق الموت” التابعة له من الشارع العالم، وهم يتعرضون لأبشع اشكال التنكيل والتعذيب، وتنكرت لدماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا في معركة الدفاع عن الكرامة والحقوق والوجود، وأعطيت صكا مفتوحا للحاكم للتصرف مستقبلا كما تصرف ماضيا، وأقررت سياساته في التمييز والتجنيس السياسي وسرقة الأراض والاموال، وساهمت في تأصيل المشروع السياسي الامريكي الذي يعتبر الاساس لمشروع الشيخ حمد برمته، وغضت الطرف عن الجريمة الكبرى التي مارستها العصابة التي كشف عنها تقرير البندر، والتي أسسها الحكم ودعمها بكل ما تحتاجه.
في الاسابيع الاخيرة روج البعض لمقولات بعيدة عن الحقيقة، بان هناك فتاوى تحرم المقاطعة، واتضح الآن عدم وجود فتوى واحدة بذلك المعنى. وقال البعض ان العلماء أفتوا بوجوب المشاركة، واتضح كذلك عدم وجود فتوى بذلك، وان ما هو موجود لا يتعدى مواقف شخصية لبعض العلماء تفضل المشاركة، وانها مواقف، من الناحية الشرعية، غير ملزمة. هذا ما فهمناه من متابعة التوجهات والتصريحات. وفي هذه الاجواء فمن غير المقبول ان يتم التحشيد للمشاركة واعتبار ذلك “واجبا”، خصوصا مع ملاحظة وجود آراء لعلماء آخرين تعتبر المشاركة خطأ سياسيا ينبغي لنا منع حدوثه لانه يكرس نمطا استبداديا لدى الحكم، وبدلا من معاقبة من يسعى لتجاوز مبدأ “سيادة الشعب” فانه يكرمه ويكافئه بالاذعان لأوامره. الواضح اليوم، من خلال ما طرحته بعض الاستطلاعات، عزوف الاغلبية عن المشاركة، وذلك لعدم اقتناعها بمنطق مسايرة الظلم وغض الطرف عن جرائمه. وهذا أمر ايجابي لانه سوف يحرم النظام من الشرعية التي يبحث عنها، ويؤسس لمستقبل واعد لحركة المعارضة والمقاومة المدنية.
البعض يسعى للتشويش على الموقف وذلك باظهار الدعوة للمقاطعة وكأنها موقف ضد الاخوة الذين قرروا مسايرة النظام. ونؤكد مجددا على حقيقة أساسية وهي ان الدعوة للمقاطعة انما هي موجهة للحكم، وعلى وجه الخصوص، مشروع الشيخ حمد السياسي. انه مشروع ظالم لا ينسجم مع منطق العدالة ولا يرقى الى مطالب الناس. انه مشروع يهدف للاخلال بالتوازن السكاني في البلاد، ويمارس التمييز كسياسة ثابتة لضمان هيمنته على البلاد والعباد، ويعتمد اساليب النهب والسلب للثروات واستغلالها لشراء المواقف، ومعاقبة المعارضين، ويرفض الاعتراف بوجود الشعب كشريك في الممارسة السياسية. انه مشروع كارثي ان سمح له بالنجاح. ولذلك انطلقت الدعوة لمقاطعته والسعي بشكل متواصل لاجهاضه، وهو امر لا يمكن ان يتحقق بالانخراط ضمن أطره وتشكيلاته.
ايها المواطن الأبي: تقف على مفترق طرق، ومعك الوطن والشعب حائران تحت وطأة الظلم والجهل. فليكن يوم السبت المقبل يوم تقرب الى الله وابتعاد عن الشياطين والظالمين. تذكر اخوتك الذين يرزحون في الاغلال الخليفية، وشاطرهم في محنتهم، استمع لصرخاتهم وهم يتعرضون للتعذيب الخليفي الرهيب، وعبر لأهاليهم عن وقوفك معهم عند المحنة، ولا تضع وقتك في ما لا طائل فيه من ألاعيب سياسية لن تفيدك شيئا في دنياك او آخرتك.
ليكن شعارك، وانت معتكف في المسجد، او منهمك في عملك، او جالس مع اهلك واصدقائك: – أرفض ان أكون خليفيا- أرفض ان أكون أمريكيا- أرفض أن أقر مشروع الشيخ حمد التخريبي- أرفض ان أن أصوت للدستور الخليفي- أرفض أن أبايع الحاكم الطاغية- أرفض ان اكون سلعة تباع وتشترى
– وأصر على ان اكون وجودا فاعلا ضد الظلم والاستبداد، أدعم الضعيف وأقف بوجه الظالم.
وفقك الله لذلك الموقف، وهدانا الله جميعا للابتعاد عن الظالمين والطغاة، فتلك النعمة التي نبتغيها لنكون حقا من جند الله، فيخلص إيماننا، ويستقيم دربنا ويستنير طريقنا ببصيرة ووعي بعيدا عن اغراءات الدنيا وشهواتها.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
24 نوفمبر 2006