Archive

Bahrain Freedom Movement

وعد فصدق، وذلك شأن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. الاحتلال شر مطلق، خصوصا اذا أصر على تغيير هوية البلد وأققصى أهلها وجاء بالأغراب ليمنحهم الجنسية وكأنها ملك له. عندها يتحول الاحرار الى أسرى بأيدي الطغاة والمحتلين، ويصبح أهل الأرض “متآمرين”، وتصدر القوانين الجائرة لسجنهم والتنكيل بهم. أمر واحد آمن به قائد المقاومة في لبنان، وكرره في كلمته التاريخية في استقبال الاسرى المحررين من أيدي المحتلين:

 خيارنا المقاومة، وهو خيار الأحرار الشرفاء، فلا مجاملة للمحتل ولا تطبيع معه، ولا اعتراف به. المقاومة هو عنوان النصر، وبدونها يتحول النصر الى حلم عابث لا يتحقق. فكيف ينتصر من يغمد السيف، بينما العدو شاهر اعتى الاسلحة بوجهه؟ وأية مقاومة يمكن ان تتجذر اذا تم تعظيم الطغاة وتجليلهم وتفخيمهم، وهم الذين ما فتئوا يتآمرون على الناس ويخططون للقضاء على هويتهم وتاريخهم وارضهم؟ العدو هو العدو، ما دام لا يعترف بوجود الشعب بل يسعى لاستبداله بآخرين. جاء الصهاينة بالمستوطنين من كل مكان، ومنحوهم جنسية الكيان الغاصب، ودفعوا اهل الارض لبيعها في بداية الامر، واحتلوا ما بقي منها بالقوة. ذلك هو شأن المحتلين اينما حلوا. وما لم تكن هناك مقاومة باسلة لهم ورفض مطلق لنظامهم فان الاحتلال سيبقى مهيمنا على البلاد والعباد. السيد حسن نصر الله كان رجل المرحلة، احتضن المقاومة، وسار على نهج سلفه، وآمن بالله وحده، ولا أحد سواه. كانت المصلحة في قاموسه تنفيذ مشروع المقاومة ايمانا منه بان الهدف الكبير لا يتحقق الا بالتضحيات والدماء, ومن قال بان الاهداف الكبرى تتحقق بدون التضحيات الجسام؟ وعندما عمد حزب الله لاختطاف الجنديين الاسرائيليين قبل عامين، كان يدرك ان ذلك هو الطريق الوحيد لتحرير الاسرى المحتجزين بأيدي الصهاينة. لم يكن ينطلق من الايمان بحسن نوايا الطرف الآخر او انتظر مكرماته، أو التوسل اليه، فتلك وسائل الضعفاء. اما الابطال فيعلمون ان الحق يؤخد ولا يعطي، وان الظالمين لا أيمان لهم ولا عهد ولا ذمة، لقد فشلت الانظمة العربية في كل حرب خاضوها ضد الصهاينة، ولم ينجحوا في اطلاق سجين واحد بكرامة وشموخ واقتدار. وها هو سيد المقاومة يطالب هذه الانظمة الخائرة بعمل شيء ما لتحرير 11 الف سجين فلسطيني وعربي. هذه الانظمة هي التي وقفت ضد العمل البطولي الذي قام به ابطال المقاومة في صيف 2006 عندما نفذوا خطتهم الناجحة بالعمل بالتأسيس لتفاوض من موقع القوة، وذلك بالحصول على اسرى صهاينة ليستطيعوا التفاوض من اجل اطلاق سراح اسراهم. فماذا كانت النتيجة؟ لقد وقف العالم معجبا بنصر الله الذي حققه للمؤمنين، ولكنه كان نصرا وفر المجاهدون شروطه، ولم يأت بمعجزة خارقة للعادة, بل ضمن قوانين الله الجارية في الخلق.

ان من يقاوم الاحتلال والظلم يستحق النصر، هذه قاعدة ثابتة ضمن السنن الالهية في المجتمعات والامم، لا يحيد عنها احد. وهاهم الثوار الماويون في النيبال يشكلون أول حكومة منتخبة ديمقراطيا بعد عقود من الكفاح، ادى الى اسقاط الحكم الملكي المدعوم من دول الغرب. ولو انتظروا المكرمات والمنح والهبات من الملك جياندرا شاه، لما تحقق لهم شيء. “إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34). سورة النمل – وكذلك المحتلون الذين يستعملون القوة لاذلال ابناء البلاد ومحو وجودهم وتاريخهم وثقافتهم، والتنكيل بالاحرار منهم. وان ما حققه حزب الله من انتصارات متتالية لم يكن ليتحقق لولا الجهاد المتواصل القائم على اسس من رفض الظلم والجور والعدوان والاحتلال، ولذلك حظي زعيم المقاومة بموقع في قلوب المتسضعفين والمظلومين من ابناء هذه الامة ومن شعوب العالم، لانه وقف كريما ومعه ثلة من المؤمنين الابطال واعلنوا رفضهم المطلق للظلم والعدوان وأعدوا للأعداء ما استطاعوا من قوة، فكان الله لهم خير ناصر ومعين. فطوبى لهم من ثلة وصف القرآن امثالهم بـ “أنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم  الله هدى، وربط على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والله لن نتخذ من دونه الها لقد قلنا اذا شططا”.

ما الفرق بين احتلال يمارسه اليهود في فلسطين، واحتلال تمارسه عائلة غادرة تمارس الفساد وتعبث بأمن الناس وتستغل خيراتهم لاقصائهم والتنكيل بهم؟ انها اليوم تسوق الاحرار الى السجون بأتفه التهم وأوهاها، بأساليب مستوحاة من افعال الصهاينة وسياساتهم، وتشير المعلومات الى توفر الخبرات الامنية الصهيونية لدى هذا النظام البائس بدون حياء او خجل. ولم يكن غريبا ان يكشف هذا النظام عن وجهه القبيح عندما منح المعذبين أعلى الاوسمة، وحرك أذنابه مؤخرا لاعادة الاعتبار الى الضابط الاستعماري البريطاني ايان هندرسون، مهندس التعذيب في البحرين، ومنحه المزيد من الاوسمة لما قام به من اعمال وحشية بحق ابناء البحرين. ولم يخجل ابدا عندما ساق الاحرار مجددا الى أقبية  السجون وزنزانات التعذيب، وفي مقدمتهم المجاهد البطل حسن عبد النبي الذي أصدرت العائلة الخليفية حكما ظالما بسجنه سبع سنوات لمطالبته بحقه في العمل ودفاعه عن المظلومين. قرار العائلة بسجن ابناء البحرين نطق به أحد أفرادها، محمد آل خليفة، مؤكدا ظلمها واجرامها وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الانسان. القاضي الخليفي أمر بسجن النشطاء المعروفين كل من: ميثم الشيخ، وعيسى عبد الله عيسى السرح، وناجي علي فتيل ومحمد عبد الله السنكيس بالسجن خمس سنوات، والسجن عاما واحدا لكل من علي أحمد عبد العزيز المهدي وحسين عبد الحسن خاتم واحمد جعفر محمد علي وحسين شاكر فردان ومحمود حسن صالح واحمد عبد الهادي سلمان. ما كان لهؤلاء البحرانيين من جرم الا انهم رفضوا الارهاب والظلم الخليفيين، ورفضوا الانحناء امام طواغيتهم، فأصدر فرعون احكامه القاسية ظلما وعدوانا. نحتسب هؤلاء عند الله، ونشكو اليه ظلم هذه العائلة الباغية  الطاغية التي تحفر قربها بأيديها وأيدي المؤمنين انشاء الله. فلقد تمادت في ظلمها وسيحق عليها العذاب، ويحل عليها غضب الله الذي تستحقه بطغيانها وظلمها ونهبها واعتدائها على الحرمات وتصديها للعلماء والاحرار بالاهانة والتنكيل. فاذا كانت “اسرائيل” تطلق سراح المجاهدين اللبنانيين، فقد آلى الخليفيون الا ان يكونوا أسوأ من الصهاينة بجرائمهم وافعالهم واستبدادهم واحتلالهم. فانا لله وانا اليه راجعون ومنه نستمد الدعم والعون، ونتوكل عليه، وندعوه ان ينصر عباده المؤمنين، وان يهدينا جميعا للصمود على طريق من سبقنا من المؤمنين، ومن بينهم المقاومة الباسلة في لبنان التي حققت أكبر الانتصارات ضد المحتلين والظالمين. انهم يسعون لادخال اليأس في النفوس، وهيهات لهم ذلك فانه ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. فالنصر يتجلى من تحت اقدام السجناء المظلومين، وسوف يجد الحاكم وزبانيته أنفسهم مرغمين على اطلاق الرهائن، :ما فعل السعوديون مع البحرانيين الثمانية  الابرياء الذين سجنوا ظلما بأمر خليفي في السجون السعودية. فتعسا لهؤلاء الظالمين، والمجد والحرية للصامدين، والنصر للاسلام ولهذا الشعب الصامد الصابر، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

اللهم ا رحم شهداءنا الأبرار، وفك قيد أسرانا، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close