Archive

Bahrain Freedom Movement

بعد تصاعد وتيرة الانتقادات الحقوقية والعالمية مؤخرا للسلطة والقبيلة في البحرين بممارسة التمييز ضد الشيعة ، والتي أدت إلى رد فعل غاضب من قبل الملك نفسه اتهم فيها بعض المواطنين باقامة علاقات خارجية وتحريض مع دول ومنظمات حقوقية تظر الوطن قائلا :

أن هؤلاء رهنوا انفسهم للسياسيات الغربية والاجنبية وان هؤلاء لن تفيدهم تلك العلاقات مذكرا هؤلاء بسجون ابي غريب في العراق ، وقد تناسى الملك في خطابه الغاضب علاقاته وعلاقات قبيلته التاريخية واتفاقياتهم السياسية والعسكرية وارتهانهم للسياسات البريطانية والامريكية واقامة القواعد العسكرية على الاراضي البحرينية التي تجعل البلد والمواطن في خطر وارتهان دائم للقوى الاجنبية في المنطقة ، ومتناسيا ان نظامه ونظام ابيه اسس سجونا ومعتقلات لاتقل سوءا عن معتقلات وسجون ابي غريب السيئة الصيت.

ملك البحرين الذي احتلت قبيلته الجزيرة البحرانية الوادعة قبل 230 عام تقريبا ، وبقيت منذ ذلك الوقت في علاقة توتر وشد وجذب مع المحيط البشري الجديد الذي أوجدت نفسها في قباله وقد انطبعت علاقة التوتر بشكل واضح على سيكيلوجية ونفسية القبيلة طوال فترات وجودها اللاحقة ، بحيث اصبح إبن الجزيرة الصغيرة (البحراني) يشكل حالة من القلق المتواصل لمؤسسة الحكم ، واصبح عقدة مستعصية تأسست عليهاعقلية الحكم وسياساته وبنائه السيكيلوجي وعلى حالة التنافر والاحساس المزمن بالقلق من جهته بشكل اساسي بشكل اصبح يلقي بضلاله على كل شيئ في قرارت الحكم والسياسة .

منذ احتلال القبيلة للجزيرة حتى الاحتلال البريطاني لاحقا بقيت مظاهر احتلال القبيلة للجزيرة بدائية وهمجية الشكل تتمثل في الاغارة على القرى والمناطق البحرانية الآمنة وسرقة البيوت ومصادرة الغلات الزراعية والاغتصاب ، وتطور نظام القبيلة البدائي لاحقا شيئا ما إلى النظام الاقطاعي ، حيث يقوم كل شيخ من القبيلة بحكم منطقة من الجزيرة واعتبار ماعليها من مزارع وبشر ملكا له يتصرف فيهم كيف ما يشاء ويصادر من الاراضي الزراعية والغلات ومايشاء يسخر من البشر في زراعة تلك الاراضي بما فيهم مالكيها الاصليين.

عندما جاء البريطانيين قدموا للقبيلة أعظم ثلاث خدمات على الاطلاق استمر عليها وجود القبيلة المحتلة لليوم:

الخدمة الاولى : نقلوا الحالة الادارية للقبيلة من الصورة البدائية إلى صورة أكثر عصرية وحداثة ، فبعد اسلوب الهجمات والنهب والاقطاع لاحقا في السيطرة على البلد اصبحت هناك مؤسسات وقوة منظمة من الشرطة ومستشارين اجانب تدار من خلالها البلد داخليا للسيطرة عليها خدمة لأمن الاحتلال.

الخدمة الثانية : قام الاستعمار البريطاني بإدارة وتهيئة العلاقات السياسية للقبيلة مع الانظمة الاقليمية والدولية وتحصيل الاعتراف المتبادل لها مع تلك الانظمة وخصوصا الانظمة المنظوية تحتج إدارة التاج البريطاني.

الخدمة الثالثة : كون وجود القبيلة قائم على احتلال للجزيرة ، فإن احتلال البريطانيين للجزيرة اسهم بشكل رئيسي في تزوير حقيقة كون انسحابه من الجزيرة لم يكن استقلالا لها ، بل تثبيتا من خلال الاتفاقيات المذلة لاحتلال سابق ، تم التعامل معه على أنه حكم وطني خليفة للاستعمار البريطاني على مصير شعب البحرين.

خرجت بريطانيا من البحرين بهذه الخدمات العظمى الرئيسية الثلاث للقبيلة المحتلة والمهاجمة للبحرين ،لكن القبيلة لم تستطع الخروج من عقلية الاحتلال والنهب والاستئثار التي بقيت تلقي بضلالها على سيكيلوجية القبيلة مع محيطها البشري الجديد طوال فترات وجودها اللاحقة ، كان ولازال هذا السلوك ينتج انماطا من التمييز والاقصاء والتهميش لأبناء البلد الاصليين ، وينتج اشكالا من القوانين والقرارات ويدفع النظام لاستحداث تكتلات (سياسطائفية) وتجنيس سياسي طائفي متأثرا بهواجسه القبلية تجاه ذلك المحيط البشري ومبنية على حالة القلق المزمن منه.

إن اكثر أخطاء المعارضات المتوالية لحكم القبيلة الحقيقية منها والمزيفة بعد الانتداب البريطاني أنها تعاملت مع فساد القبيلة واستئثارها ونهبها للثروات وتمييزها الطائفي والسياسي على انها عوارض فساد إداري وسياسي بدلا من معالجة تلك الجرائم والتجاوزات والانتهاكات على أنها نتيجة طبيعية لعقلية الاحتلال والنهب والاستئثار التي بقيت ملازمة لسيكيلوجية القبيلة منذ أول خطوة نهب واحتلال لها على هذه الجزيرة حتى هذه اللحظة، وللاسف الكثير من المعارضات المتعاقبة زورت اساس المشكلة مع القبيلة في عقول الجماهير طوال فترات وجودها ومعارضتها نتيجة لضعفها أو نتيجة لانخفاظ سقف مطالبها ، فالحلول الفاشلة والنتائج الهزيلة الدائمة لتلك المعارضات هو نتيجة للتشخيص الخاطئ أو المتعمد الخطأ لاساس المشكلة الذي يكمن في العقلية التي بنيت عليها إدارة البلد وهي عقلية الغزو والاحتلال والنهب والاستئثار.

لقد بقي امتلاك (البحارنة) لاي مصدر من مصادر القوة أو استعادتهم لجزء من حقوقهم وتمثيلهم السياسي يوازي حقيقة وجودهم الاصلي الديموغرافي في البلد محط ملاحظة وقلق شديدين من أنظمة القبيلة المتعاقبة وامرائها وملوكها ، خوفا من تأسيس البحارنة ما يعتقد النظام أنه يمكن ان يكون بذرة لقوة أو استقلال داخلي أو استعادة لوجود أو ما يمكن ان يشكل مكتسبات حقيقية مؤثرة لهم في ظل ماهيئه النظام من قشور اصلاح وديمقراطية.

لا شيئ يفسر قيام ملك البحرين بالتودد للجاليات اليهودية (المنتسبة ) للبحرين ودعوته لها للعودة إلى البحرين مع احتفاظهم بجنسياتهم المزدوجة ، بعيد تواتر التقارير الحقوقية والدولية حول (التمييز) الذي يعانيه البحارنة والشيعة في البلد ، لاشيئ يفسر محاولة ملك البحرين الالتفاف على تلك التقارير من خلال لفت الانظار لقضية يهود البحرين وعوائلهم المتواجدين بالخارج واستعداده لاستقبالهم واعطائهم لحقوقهم المزعومة في البلد وتمثيلهم وإرجاع حقوقهم وممتلكاتهم ، لاشيئ يفسر ذلك في قبال تصاعد التقارير عن تمييز نظامه وقبيلته ضد الشيعة إلا حالة القلق والتنافر التي طبعت عليها عقلية القبيلة وسكيلوجيتها طوال وجودها على هذه الارض جراء عملية احتلال .

فملك البحرين وقبيلته جراء تلك العقلية يفضلون أن يصلحوا أمرهم مع مجموعة من اليهود غير البحرينيين كانو يسكنون البحرين في فترة من فترات حكم جده وابيه وخرجوا من البحرين نتيجة تصاعد الصراع العربي الاسرائيلي ، وتعتبر قضيتهم قضية منتهية وميتة ، أن يحييها ملك البحرين فجأة في قبال دعوات الدول والمنظمات الحقوقية له ولنظامه بوقف التمييز ضد الشيعة ، لاشيئ يفسره سوى حجم القلق الذي يشكله البحارنة والشيعة في مخيلة النظام ونفسيته ونفسية حكامه.

إن اكثر الجهات احراجا اليوم من موقف الملك هي الجماعات (السلفمخابراتية ) التي أوجدها النظام داخليا لإدارة أوراق الصراع مع الطائفة الشيعية والبحارنة من أجل تحوير الصراع معهم إلى صراع طائفي يشكل خط دفاع أمامي ايديلوجي عن النظام ، فأبواق هؤلاء السلفية كانت ولازالت تغمز الشيعة في المنابر والمنتديات والمجالس بأنهم يخدمون اليهود وأنهم اخطر من اليهود وغيرها من الاتهامات الرخيصة ، ومع وجود نصوص نبوية معتمدة سلفيا بإخراج اليهود من جزيرة العرب وبلاد المسلمين ، فإن خطوة ملك البحرين قوبلت بصمت مطبق وغريب من قبل تلك الابواق السلفية الرخيصة التي كانت مستعدة أن تقيم مناحة كبرى لو ان طرفا شيعيا تورط في جزء بسيط من ذلك حتى لو كان ذلك محظ إشاعة.
——————————

صحيفة( اليهودي التام) الإسرائيلية: ملك البحرين يعرض الجنسية البحرينية على الأسر اليهودية في لقاءه معهم مع ضمان احتفاظها بجنسيتها الثانية وقبوله بازدواجية جنسيتهم.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close