Archive

Bahrain Freedom Movement

لم تكن الأجواء السياسية و لا الأمنية في البحرين هادئة آو مستقرة منذ أن تم اعتقال الناشط السياسي المعارض الأستاذ حسن مشيمع (أمين عام حركة حق) و رفيقيه في ساعات الفجر الأولى من السادس و العشرين من شهر يناير الماضي حتى لحظة كتابة هذا المقال ,,, لم تكن البحرين أكثر قابلية للانفجار على كل صعيد من هذا الوقت بالذات و الذي ارتفع فيه مستوى الاحتقان السياسي و الأمني إلى أعلى مستوياته مصحوبا بتراجع دراماتيكي في مستوى الحريات العامة و الحقوق المدنية و السياسية و بشكل غير مسبوق و قل نظيره منذ أن تم التصويت الشعبي على ميثاق العمل الوطني قبل ثمان سنوات حسب تقدير المراقبين المحليين و الدوليين المهتمين بالشأن البحريني و تطوراته.

إن هذا الوضع المتأزم جعل من بعض الجمعيات السياسية و الشخصيات الدينية و السياسية و الثقافية و القوى المعارضة إلى أطلاق دعوات الحوار مع السلطة لحلحلة مسببات الوضع الراهن و العودة إلى لغة الحوار و التوافق في سبيل الوصول لحل للملفات العالقة و التي تعتبرها القوى المعارضة ملفات حساسة و مصيرية بالنسبة لها تبدأ بالتجنيس السياسي و لا تنتهي عند التميز الطائفي و الفساد و الدستور و العملية الديمقراطية و توزيع الدوائر الانتخابية ,,, إلا ان السلطة واجهت كل تلك الدعوات الصادقة بصمت مقصود و تجاهل مريب صاحبه أطلاق العنان لوزارة الداخلية و أفراد الأمن المدججين بالسلاح لقمع أي احتجاج أو اعتصام سلمي أو عبر إرسال رسائل التهديد و الوعيد و الحرب الطويلة الأمد ضد شعب اعزل لا يملك غير الصبر و الإرادة القوية للمطالبة بالحقوق المشروعة بطرق سلمية و حضاريه شهد لها المراقبين و المنظمات الحقوقية الدولية و التي لم يكن آخرها الاعتصام السلمي و الإضراب عن الطعام و الذي ينفذه بعض أهم رموز المعارضة البحرينية في منزل الأستاذ المناضل عبدالوهاب حسين.

في خضم تلك الأحداث اليومية المتسارعة في المشهد السياسي البحريني ,, دخلت على الخط أحداث و تطورات أخرى نالت اهتمام الرأي العام الداخلي فبعض تلك الأحداث داخلية و والبعض منها إقليمي و الآخر دولي عابر للقارات لتعطي نكهة أخرى للوضع الداخلي و يدفع به نحو التأرجح بين الهيجان العاطفي تارة و الضحك تارتا اخرى !

ففي السابع من هذا الشهر تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبر من قصر الرأسة في جمهورية أوغندا مفاده أن الرئيس الأوغندي موسيفيني قرر عرض الأبقار و المواشي (117 بقرة و 26 خروفا و 10 جداء) التي يملكها في المزاد العلني و تخصيص ريعها لاستكمال بعض المشاريع الوطنية العامة التي توقفت بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثرت منها أوغندا بشكل كبير ,, في نفس هذه الفترة كانت حكومة البحرين النفطية قد اتخذت قرارها بتوقيف معونة الغلاء المخصصة لذوي الدخل المحدود و البالغة الخمسون دينار شهريا (133 دولار امريكي) لكل رب اسرة في خطوة تقشف و ربط الحزام تبدأ و تنتهي بالفقراء فقط ,, الآمر الذي جعل الاوساط الشعبية تقارن بين حكومة البحرين النفطية البخيلة و كرم موسيفيني الأوغندي الفقير الذي باع أبقاره العزيزة علي قلبه لمساعدة شعبه!!!

لم تمضي بضع ايام على خبر ابقار أوغندا الا و جاء الخبر هذه المرة من دولة اقليمية كبرى هي ايران و من داخل برلمانها و على لسان الشيخ علي اكبر ناطق نوري في ادعاء لاحقبة ايران في البحرين و انها كانت المحافظة الرابعة عشر الايرانية و كان لها مقعد في برلمان الشاه المقبور و قد تخلى عنها شاه ايران مقابل الجزر الثلاث طنب الصغرى و الكبرى و ابو موسى … هذا الخبر او التصريح جاء وقعه على السلطة في البحرين كا الصاعقة من حيث لا تعلم و في توقيت يعتبر حرج للغاية على المستوى الداخلي حيث ان السلطة تعاني من اضمحلال و تباعد و عدم ثقة على مستوى الشعبي الداخلي ,, و احتجاجات يومية شعبية لم تتوقف و لم تهدأ و تأزم امني و سياسي غير مسبوق و اعتقالات لرموز شعبية معارضة لها وزنها التاريخي الشعبي و ناشطين و محاكمات و غلق مرافق دينية و غيرها من مظاهر التأزم ,, لهذا كانت السلطة في مأزق مما جعلها ان تفقد بوصلة الاتجاه و بان عليها الارتباك و التخبط .. حتى جاء الرد الصريح و الشديد اللهجة للتصريحات الايرانية من الشعب نفسه و من المعارضة المقموعة اصلا و من داخل البرلمان البحريني على لسان شيعي عربي بحريني .. ليعلن ان البحرين دولة عربية مستقلة و ستبقى دولة عربية مستقلة و ان الشعب البحريني بجميع اطيافة و انتماءاته و توجهاته السياسية يرفض تلك التصريحات و يرفض التبعية لاي دولة و انه قال كلمته في الاستفتاء التاريخي عام 1971 ليقرر مصيره و يتحرر من الهيمنة و الاحتلال ,,, !! فجاء الرد من المعارضة قبل ان يأتي من السلطة الرسمية ,, فأسقطت تصريحات المعارضة و مواقفها كل المحاولات السابقة و الاحقة للسلطة و ابوقها الاعلامية من لصق تهمة التبعية المعارضة للنظام الايراني !! الا ان السلطة لم تستثمر هذه المواقف الوطنية لصالحها و لم تقم بتدارك الوضع الدخلي و تصحيحه و وضع الامور في نصابها ,,, فما ان أتت التطمينات الرسمية الايرانية حتى راحت السلطة في البحرين ترتمي في حضن الخارج و الاستقواء به في مشهد مضحك للاستقواء بالانظمة العربية المتهالكة المتفككه التي لا تغني و لا تسمن من جوع !! مخالفة بذالك ابسط قاعدة استراتيجية للدفاع عند تعرض أي بلد في العالم لتهديد خارجي هو العمل على تقوية الجبهه الداخلية وضمان تماسكها و استقرارها !!

لم تهدأ زوبعة التصريحات الايرانية حتى الان ,,, و لكن تلقف البحرينيون و خاصة اتباع المذهب الشيعي خبر نقلته صحيفة محلية شبه رسمية ناطقة باللغة الانجليزية مفاده ان احد جنود الاسطول الخامس الامريكي في البحرين مع مجموعة من اربعة عشر جندي قاموا بسرقة احد الاعلام السوداء الخاصة بالشعائر الدينية للشيعة و التي عادة ما يتم تزين الشوارع و المنازل و المأتم بها حدادا و تخليدا لذكرى وفاة الامام الحسين بن علي (ع) حفيد رسول الله (ص) … و قد اعلنت قيادة الاسطول الامريكي عن اسفها لما بدر من الجنود الامريكان و ابدت اعتذارها الرسمي على ذلك التصرف و وعدت بفتح تحقيق بذلك و احالة الجنود للمحاكمة العسكرية !! انتهى الخبر ,,, لكن مفعوله لم ينتهي حتى هذه اللحظة ,,, امريكا تعتذر لشعب البحرين من تصرف فردي لاحد جنودها لسرقة احد الاعلام السوداء و التي تؤكد المصادر ان الجندي و من معه اخذوه للاحتفاض به للذكرى !! نعم تعتذر ,, فهذا ابسط ما يجب فعلة من دولة كبرى ديمقراطية تحترم معتقدات الاخرين ,, الا ان الشارع البحريني لم يهتم بالحاثة كثيرا ,, بقدر ما سلط الضوء على الانتهاكات و الاعتداءات المتكررة و الموثقة بالصور و الفيديو لمليشيا و افراد رجال الامن البحريني و هم يقومون بتمزيق الشعارات الدينية و الاعلام السوداء و حرقها و رميها في الشارع و تكسير المجسمات التعبيرية التي تخص مناسبة عاشوراء علاوة علة ذلك تقوم بأغلاق احد المساجد و محاصرته و من الخطابه و الصلاة فيه في تحدي سافر و ممنهح و تصاعدي ضد المعتقدات و المشاعر الدينية و ضرب كل المواثيق و العهود الدولية و قوانين البلاد و الدستور و الاخلاق و الاسلام و العروبة بعرض الحائط ,, كل هذا تفعله السلطة في البحرين و اكثر ,, و لكن لم تقدم و لا اعتذار واحد و لم نسمع بفتح تحقيق و لو كذبا ,, بل زادت في تعنتها و مسلسل مصادرتها للحقوق و الحريات الدينية في قوانين تحاول فرضها على المساجد و المنابر الدينية !!

شكرا ايران على التصريحات التي فضحت الحكومة و غباؤها و ابدت الموقف الصريح لشعب البحرين المتهم بوطنيته !!

شكرا امريكا ,, اعتذارك لشعب البحرين يكفي ,, و رسالتك في احترام معتقدات الاخرين نتمنى ان تكون وصلت للسلطة في البحرين التي امعنت مؤخرا في انتهاك الحقوق و الشعائر الدينية !!

شكرا لابقار الرئيس الاوغاندي و مواشيه التي عرفتنا كيف يجب ان يكون الحاكم ,,, ان تلك الابقار فضحت ملايين الدنانير التي تمتلئ بها خزائن الحكام عندنا !!

تبا لكي من حكومه غبية !!!

كتب : حدود الوطن 20- 2 – 2009 .

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close