Archive
Bahrain Freedom Movement
العدد 818 الأحد 13 جمادة الأولى 1429 هـ – 18 مايو 2008
»أخبار وتقارير«
السفير البريطاني لـ «الوقت»
إزدهار الحياة البرلمانية أفسح المجال للمعارضة في البحرين
الوقت – تمام أبوصافي:قال السفير البريطاني لدى المنامة جيمي بودن إن البحرين أثبتت في العقود الماضية رغبتها في التغيير مما يدعو للتفاؤل لاسيما بشأن مستقبل تحقيق أهداف الإصلاحات وخصوصا الاقتصادية والتعليمية. وأشار السفير في حديث لـ «الوقت» إلى الدور القيادي المهم الذي تلعبه البحرين في منطقه الخليج من خلال قيادتها لقوات التحالف في المنطقة ,152 ونجاحها في خلق حوار بناء بشأن أمن المنطقة باستضافة «حوار المنامة» الذي يقام في شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام. واعتبر بودن أن وجود مواطنين بحرينيين في بريطانيا لا يشكل قوى معارضة، على اعتبار أن الحياة البرلمانية أفسحت المجال لجميع الأطراف أن تعبر عن مواقفها من دون الاضطرار للعيش خارج البحرين. وعلى الصعيد الإقليمي اعتبر السفير بودن إيران عنصرا قوياً ومؤثرا في استقرار وامن المنطقة، موضحاً أن إيران لديها الخيار بأن تفتح آفاقا للتعاون مع المجتمع الدولي بشأن نشاطها النووي.وفيما يأتي نص الحوار:
* كيف تقيم الإصلاحات في البحرين؟
** اعتقد أن التغيرات والإصلاحات في البحرين مهمة جداً وللقيادة البحرينية رؤية بشأن الإصلاحات والتنمية. فالإصلاحات السياسية والاقتصادية والتعليمية ترتبط مع بعضها البعض بشكل عميق. وأنا متفاءل جداً لمستقبل البحرين لأنني اعتقد أن البحرين أثبتت في العقود الماضية رغبتها في التطوير. وعلى الصعيد التعليمي فإن نسب التعليم في البحرين جيدة وتدعو للتفاؤل خصوصا وان الطالب الذي يذهب إلى المدرسة بات يدرك طبيعية سوق العمل في البحرين. المميز في الأمر أن الكثير من مخرجات التعليم تدخل سوق العمل وتتدرب بشكل جيد (…)، لست ملماً بالكثير من الجوانب التعليمية، ولكننا نستطيع أن ندرك من خلال الأرقام والإحصاءات التطور الملحوظ بمخرجات التعليم. والكثير من دول الخليج بدأت بالفعل تتطرق لاحتياجات سوق العمل وعلاقة ذلك بمخرجات التعليم (…)، كما أن الإصلاحات الأخيرة التي تهدف إلى تزويد الكوادر البحرينية بالتعليم والتدريب المهني الكافي لتأهيلها لدخول سوق العمل بجدارة أمر يستحق الاهتمام والتركيز على جعل البحريني الخيار المفضل بالنسبة لسوق العمل.
* كيف تقيم التقدم المحرز من خلال التجربة الديمقراطية في البحرين؟
** إن المشروع الإصلاحي الذي بدأه جلالة الملك منذ توليه الحكم في العام 1999 وحتى العام 2006 تضمن مشاركة كبيرة من قبل الشيعة في البحرين في الانتخابات البرلمانية، وقد أشار الملك في لقاءات عدة إلى ضرورة دعم الدول التي تتحرك نحو الديمقراطية (…)، لقد تم تحقيق الكثير من التغيرات في السنوات القليلة الماضية، ونحن ندرك أن ملف الديمقراطية لا يمكن أن يعطي ثماره أو نتائجه بين ليلة وضحاها، وكل دولة تأخذ باتجاه تبني الديمقراطية تحتاج هذه العملية إلى أن تأخذ مداها مع الأخذ بعين الاعتبار الحكومة والناس. أهمية العلاقات العسكرية
* هل لازالت بريطانيا تقدم الدعم والمشورة إلى البحرين لاسيما وان البحرين كانت تحت الحماية البريطانية؟
** هذا بلد عظيم فكيف يمكن ألا نمنحه الدعم؟. بريطانيا تتمتع بعلاقات جيدة مع دول الخليج العربي عموما، ولطالما كانت العلاقات الثنائية بين البلدين متميزة خصوصا على الصعيد السياسي. أما على الصعيد العملي فهناك علاقات لها تاريخ طويل على مستوى التعاون العسكري بين قوة دفاع البحرين والجيش البريطاني، الأمر الذي يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لنا وهذا عنصر مهم في العلاقات. هناك الكثير من البحرينيين الذين تلقوا تعليمهم العسكري في كليات عسكرية بريطانية (…)، وبلا شك إن قبول البحرين لقيادة القوات المشتركة لمنطقة 152 في الخليج يعطي انطباعاً جيداً، كما نرى في ذلك أنه قرار سياسي جيد يعكس الدور الريادي والقيادي للبحرين في منطقة الخليج سيما أن لدينا في منطقة 152 عددا من السفن البريطانية التابعة لقوات التحالف.أيضا هناك تبادل خبرات ومهارات عسكرية من خلال وجود عدد من المستشارين والمدربين البريطانيين في قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية وهذا بدوره يعتبر دعماً لتبادل الخبرات والتجارب وتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين.
* كم عدد الجالية البريطانية في البحرين؟
** في الواقع لا نستطيع أن نحدد الرقم تماماً، ولكن على الأقل هناك 8 آلاف مواطن بريطاني يعيشون في البحرين وهذا الرقم جيد. نحن بدورنا نشجع الجالية على تسجيل أسمائهم وعناوينهم لدى القنصليات بالخارج (…)، الأمر الجيد أن البريطانيين يشعرون بالارتياح وهذا أمر ايجابي بالنسبة لنا.
* هل تسعى بريطانيا لاستعادة مركزها التجاري المتقدم مع البحرين؟
** بالتأكيد. بريطانيا تريد أن تكون شريكا تجاريا متميزا مع الجميع. وفي الحقيقة هناك شركاء من التقليديين في التجارة مثل الدول الآسيوية وهي أسواق قوية. ولكن السوق البحريني سوق مهم بالنسبة لنا والكثير من الصادرات إلى البحرين تشكل عنصراً مهماً حيث تعتبر البحرين مركزاً تجارياً إقليمياً مهماً. ولا ننسى أن خامس اكبر مركز تجاري في أوروبا في ادنبره. فالمسألة لا تتركز فقط عند لندن. كما أن هناك الكثير من الوفود البريطانية التي تلتقي مع نظرائها البحرينيين لبحث مسائل تتعلق بالاستثمار والصناعة، والبحرين لديها قدرة على التطور في عدة مجالات (…)، وقد زار ولي عهد البحرين لندن أخيراً وأثار الإعجاب بآرائه وأفكاره المرتبطة بالمشروعات التنموية والتطور، كما كان الوفد المرافق له من اكبر الوفود، حيث القى الضوء على تصور البحرين في القطاع الخاص مستقبلاً، واعتقد أن ذلك يعكس الطموح الكبير المرتبط بعملية التنمية. معايير اللجوء السياسي
* كما ذكرت أن العلاقات الثنائية متميزة بين البلدين. ولو عدنا إلى الوراء نجد أن بريطانيا احتضنت بعض أطراف المعارضة البحرينية، ولازال هناك اتهامات في هذا الاتجاه. إلى أي مدى جدية هذه الاتهامات؟
– لا اعتقد أن هناك معارضة بحرينية تعيش خارج البحرين، حيث يمكن لأي شخص معارض أن يدخل البرلمان ويطرح آراءه من خلاله، وفق عملية ديمقراطية ولا يحتاج أن يعيش في الخارج كي يطرح آراءه أو يتخذ مواقف معارضة. ربما في الماضي كان هناك أطراف معارضة في الخارج ولكن الأمور تغيرت بشكل جذري (…)، هناك الكثير من البحرينيين الذين يعيشون في بريطانيا وقد فضلوا البقاء فيها وطالما هم ملتزمون باحترام القوانين ولا يحرضون على الإرهاب فلا مانع من بقائهم في بريطانيا ضمن ما يوفره لهم القانون البريطاني من حماية.
* ولكن ماذا عن مواطنين بحرينيين غير مطلوبين للسلطات البحرينية لأسباب سياسية ـ حسب تأكيدات السلطات البحرينية ـ ومع ذلك حصلوا على حق اللجوء السياسي؟ وما هي المعايير للحصول على حق اللجوء السياسي في بريطانيا؟
** في الواقع لا نستطيع أن نناقش قضايا فردية، ولكن عموما هناك قواعد أساسية يتم على بموجبها منح اللجوء السياسي (…)، بصراحة لا اعرف ما هي طبيعية الحالات التي تذكريها وما هي ظروفها، لكن بكل الأحوال هناك طلبات تقدم للحصول على اللجوء السياسي وهي تخضع لشروط ويتم بحثها، ووفقاً لهذه الشروط يمنح حق اللجوء السياسي، وهذا الأمر عادة يحتاج لوقت طويل. * لديك اهتمام شخصي بقضايا البيئة. كيف يمكن ان يسهم هذا الاهتمام بقضايا البيئة في البحرين؟ ** لدينا مشروع تعاون كبير في هذا المجال من خلال مذكرة التفاهم التي وقعت مع رئيس الهيئة العامة البحرينية لحماية الثروة البحرية والبيئية والحياة الفطرية الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة. ومن خلال هذا المشروع سيكون هناك الكثير من آفاق التعاون وفي مجالات عدة بين الجانب البريطاني والبحريني، وخصوصا على مستوى تبادل الخبرات وهو الأمر الذي من شأنه الاطلاع على الإجراءات المتبعة للحفاظ على البيئة وكيفية التحول التدريجي من اجل تحقيق هذه الأهداف. بلا شك أن عدم الاهتمام بالبيئة قد ينتج عنه خسائر على المدى البعيد.بريطانيا وأمن الخليج* أين تقف بريطانيا من قضية أمن الخليج العربي؟ ** قضية الأمن في الخليج تمثل بالنسبة لنا شراكة في غاية الأهمية فعندما نتكلم عن مسألة الأمن في الخليج فإننا نشمل بذلك دور الخليج بالنسبة للأسواق الصناعية الكبرى. وهذا الدور يؤثر أيضا على أميركا وإفريقيا واليابان ومناطق أخرى في العالم، ولكن بنسب متفاوتة. لذلك هي قضية مشتركة تترجم بالتعاون الايجابي على المستوى العسكري في المنطقة، وهي مسؤولية مشتركة. اعتقد أنه على المدى البعيد سيتم تفعيل آلية لحفظ الأمن في الخليج تشارك فيها جميع دول الخليج، وأيضا العراق وإيران (…). بريطانيا دائما جاهزة للمساعدة، والبحرين بدورها تقع في قلب هذه المنطقة (…)، هناك الكثير من الفعاليات المهمة التي تنعقد سنوياً لبحث هذا الموضوع، وقد نجحت البحرين في جذب عدد كبير من المسؤولين والوفود الأمنية للحوار بشأن هذه القضايا من خلال «حوار المنامة» الذي يقام في شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام. فالتصريحات التي تصدر لا تعني فقط الملفات التقليدية في المنطقة بل تتعدى ذلك إلى مناطق أخرى في العالم. لذلك نرى أن البحرين تلعب دوراً مهماً وفعالا في مسألة الأمن في الخليج. * كيف تقيم الدور الإيراني في منطقة الخليج لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار ملف إيران النووي وتأثيره على الوضع الأمني في العراق؟ ** بلا شك إيران دولة مؤثرة ولها أهمية كبيرة، وبدورنا لدينا اهتمام كبير باستقرار وأمن هذه المنطقة. وعندما نتحدث عن أمن المنطقة نشمل بذلك إيران (…)، وإيران تمتلك الخيار بأن تتعاون مع المجتمع الدولي، أو أن تتسبب في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. أيضا الأمم المتحدة لديها آراء واضحة في هذه المسألة من خلال مطالبتها لإيران بالتعاون بخصوص برنامجها النووي سيما ما عرضته المنظمة الدولية في العام 2006 بشأن مجالات استخدام الطاقة النووية مقابل التعاون والمساعدة في المجالات الاقتصادية والتجارية المختلفة، وقد شكل ذلك فرصة جيدة.في الواقع لست متأكداً من كيفية تعامل إيران مستقبلاً بشأن ملفها النووي، ولكن علينا أن ننتظر لنرى كيف ستسير الأمور. رابط المقال : http://www.alwaqt.com/art.php?aid=114275
© 2006 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.
www.alwaqt.com