Archive
Bahrain Freedom Movement
حركة أحرار البحرين الإسلامية – 10/11/2006 – 2:41 | مرات القراءة: 938 |
عدد من التطورات المهمة التي حدثت على الصعيد الدولي هذا الاسبوع تستوقفنا لنقرأ فيها معاني تتصل بالسنة الالهية التي لا مناص منها لطاغية، وهي السنة التي يجدر بشعبنا تعميق ثقته بها لانها قانون إلهي لا يستطيع أحد تجميده.
أول هذه التطورات صدور حكم الإعدام ضد صدام حسين رمز الاستبداد الاكبر في المنطقة، واثنين ممن ساهموا في قتل ابناء العراق. أوليس هذا مصداقا عمليا للدعاء الذي نقرأه في ليالي رمضان المبارك “الحمد لله قاصم الجبارين، مبير الظالمين، مدرك الهاربين”؟ صدام حسين، الذي كان المثل الأعلى لرئيس الوزراء الخليفي، يعيش آخر أيامه ذليلا، بعد ان حاكمه ضحاياه علنا، فرآه العالم مكسورا في قفص الاتهام، وقد سقطت هيبته وذهب ملكه وسطوته، وأصبح رمزا لسقوط الاستبداد والطغيان. وهذا ما يتحقق عندما تصمد الشعوب امام الطغاة، ترفض ألاعيبها وحيلها، وتقاطع مشاريعها وسياساتها، وتعمق الفجوة معها، وتقول لها: “يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين، فبئيس القرين”. لقد أجرى صدام حسين انتخابات عديدة لما كان يسميه “المجلس الوطني” ولكن شعب العراق، بقيادة علمائه ونشطائه قاطعوه، :ما قاطعوا كافة مشاريعه الاخرى، تماما، فبقي معزولا، حتى دارت الدائرة عليه (ولله في خلقه شؤون)، فسلط الله عليه من لا يرحمه وأذاقه الذل والهوان في الدنيا قبل الآخرة. لم تذهب دماء الشهداء هدرا، بل بقيت أرواح الشهداء ابتداء بأرواح الشهيد الشيخ عارف البصري واخوته الاربعة، مرورا بأرواح الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر وآلاف الشهداء في فترة استشهاده (1980-82)، وأرواح شهداء الانتفاضة الشعبانية المباركة (1991)، وصولا الى أرواح الشهيد آية الله السيد محمد صادق الصدر وبقية الفقهاء الكبار، تطارد الطاغية ونظامه، حتى حان وقت القصاص. فيا دماء شهداء العراق قري عينا، واطمئني نفسا، فقد أنجز الله وعده، ان الله لا يخلف الميعاد.
ثاني هذه التطورات، الهزيمة النفسية والسياسية التي مني بها الرئيس الامريكي، جورج بوش وحزبه الجمهوري، على ايدي الناخبين، وهي هزيمة اعتبرت زلزالا سياسيا لرئيس اعتقد انه يملك الدنيا، فعاث في الدنيا فسادا وقتلا وتدميرا. مارس الاحتلال، وسعى لفرض ارادته على شعب العراق، وحاول فرض دستور امريكي عليهم (كما فعل في البحرين)، ودعم العدوان الصهيوني على لبنان بلا حياء او خجل، وما يزال يتآمر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، بهدف ضربها استكمالا لمشروعه العدواني ضد العالم الاسلامي. كما وقف مع الاستبداد، ودعم علنا المشروع التخريبي الذي فرضه الشيخ حمد آل خليفة على البحرين. فماذا كانت النتيجة؟ لا نقول ان فوز الديمقراطيين بأغلبية المقاعد في مجلس النواب، وما يكفي من المقاعد للسيطرة على مجلس الشيوخ، سوف يحول أمريكا الى حكم يدعم الديمقراطية ويدافع عن المستضعفين، فذلك ما لن يحدث في المستقبل المنظور، ويخطيء من يعتمد على امريكا لاحداث اي تغيير ايجابي. ولكن الله أراد ان يذل بوش، كما أذل صدام، وهما يشاهدان سنن الله جارية فلا يملكان ردها. ولقد شاهد العالم الذل الذي لحق بوزير الدفاع الامريكي، دونالد رامسفلد، وهو يسقط، كما سقط صدام، بعد فشله في اداء مهمته، وهو الذي كان يتحدث للعالم بمنطق الاستكبار و الاستعلاء والتهديد. وكنا نأمل ان تفعل هذه السنن فعلها ضد طغاة بلدنا، ولكن حالة التراجع وعقلية المسايرة حالت دون ذلك. فالسنة لا تتحقق الا اذا تعالت صرخات المظلومين ضد الظالمين والجلادين. مع ذلك فان ثبات الثلة الصابرة المحتسبة على البلاء، سيمنع البلاء، بعون الله، عن هذا الشعب والارض.
التطور الثالث، الذي لا يقل أهمية، يتمثل بفوز دانيال أورتيغا، رئيسا لنيكاراغوا، بعد ان أدلى الشعب بصوته في الانتخابات الرئاسية. انها صفعة ثالثة للادارة الامريكية التي شاهدت وهي بكامل وعيها، سنن الله تتحقق بدون ان تكون لديها القدرة لمنع ذلك. فعودة أورتيغا الى الحكم جاءت بعد ستة عشر عاما حدثت خلالها تطورات كبيرة في امريكا اللاتينية، أضعفت النفوذ الامريكي في ما كان يسمى “الساحة الخلفية” لها. وفي السنوات الاخيرة تحولت هذه القارة الى ساحة محكومة برؤساء منتخبين من شعوبهم، أغلبهم محسوب على الاتجاه اليساري المناويء للسياسات الامريكية، وفي مقدمتهم هوجو تشافيز في فنزويلا، ولولا في البرازيل، تباري فازكويز في اوروغواي. هذا يعني ان واشنطن فشلت في فرض نفوذها السياسي على العالم برغم قوتها العسكرية المفرطة، وانها لم تعد قادرة على التأثير على توجهات الشعوب الحرة القادرة على صنع قرارها بعيدا عما تريده الولايات المتحدة الامريكية. وهذا ما حدث في العراق وفلسطين اللتين جاءت الانتخابات فيهما بمجموعات مغايرة للرغبات الامريكية.
انها قوانين الله النافذة في خلقه، ومن هذه القوانين:
تلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبه للمتقين.( القصص 83)
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله، والله مع الصابرين. (البقرة 249)
ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لانفسهم، انما نملي لهم ليزدادا اثما، ولهم عذاب عظيم. (آل عمران 178 )
ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون .( الانفال 59)
ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. (القصص 5)
ونمكن لهم في الارض نري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون. (القصص 6)
يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.( محمد 7)
ويلكم لا تفتروا علي الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افتري.( طه 61)
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعنا لمهلكم موعدا.(الكهف 59)
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون.(هود 117)
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (طه 69)
هذه بعض ملامح السنن الالهية، وهي تجري بارادة الله سبحانه، ولا يستطيع طاغية او متجبر وقف جريانها، او منع حدوثها. ان استيعابها يحتاج لنفسية ثابتة على الايمان، صادقة مع نفسها وربها، مطمئنة بايمانها، لا يشوب ذلك الايمان ضرب من الشك في قدرة الله وضعف من سواه ممن نصبوا أنفسهم على الناس بغير الحق. ان المفاصلة مع الظلم والظالمين شرط لتحقق ما يفيد بحتمية انتصار المظلومين وسحق الظالمين. ندعو الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا على القول الصالح في الحياة الدنيا، وان يجعل لنا مع الرسول سبيلا، ويباعد بيننا وبين الظالمين، في الدنيا والآخرة.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك
حركة احرار البحرين الاسلامية
10 نوفمبر 2006