Archive
Bahrain Freedom Movement
أما ماذا أعطى الشهيد؟ فأولها أنه تصدى وقدم أغلى ما يمكن لبني البشر وهي دمه الغالي ليروى شجرة المطالب الشعبية، ويعززها. وتقوم هذه الدماء الزكية محل المنشطات للحركة المطالبة بالحقوق، تتأكد من عدم ذبول تلك الشجرة، في ظل الجفاف الذي يحتوشها من كل جانب بغية قتلها وإزهاق روحها. في خط الشهيد
عبدالجليل السنكيس
31 ديسمبر 2007م
الدراز- البحرين
حتى نتعرف على حق الشهيد، لابد ان نسلط الضوء على ما تقدم به الشهيد ليحصد ذلك الإستحقاق، كما لابد أن نتعرف على الجهات التي يقع على عاتقها ذلك الحق. فماذا قدم الشهيد وماذا أعطى وما هي مؤهلات استحقاق الحق لديه؟
أما ماذا أعطى الشهيد؟ فأولها أنه تصدى وقدم أغلى ما يمكن لبني البشر وهي دمه الغالي ليروى شجرة المطالب الشعبية، ويعززها. وتقوم هذه الدماء الزكية محل المنشطات للحركة المطالبة بالحقوق، تتأكد من عدم ذبول تلك الشجرة، في ظل الجفاف الذي يحتوشها من كل جانب بغية قتلها وإزهاق روحها.
الشهيد قدم روحه، سافر من هذه الدنيا للاخرة، لكي تحي الأرواح الباقية على هذه الأرض. الشهيد، كما هو الحسين عليه السلام، قتل لكي تنتفض ارواحاً تناولها الكسل واليأس. الشهيد، ذهب جسده لكي تبقى روحه ترفرف علينا لتذهب عنا الإحباط والقنوط، وتبعث فينا الأمل في غد ملئه العطاء.
الشهادة ربيع المقاومين والمجاهدين من أجل حقوقهم المنزوعة والمسلوبة، ينهلون منها الوقود النفسي اللازم والطاقة الضرورية لمزيد من العطاء. وذكرى الشهيد هي الإصرار على ان نعيش الربيع، ومقاومة الخريف، خريف الرجال. وتعلمون ما هو خريف الرجال. فكما يعمل الخريف – خريف الوقت والزمان- في ورق الأشجار، ييبسها، ويذهب روح الحياة منها فتتقاذفها الرياح الى مكان بعيد. يعمل خريف الرجال على قسوة القلوب وإبعاد الأرواح عن مواقع التضحية والفداء وشذاها، فتصير عرضة لرياح الظلم والظلام، حيث تتقاذفها الى مكان سحيق، نعوذ بالله منه. ونسأل الله بحق الشهيد ان يديم علينا ربيع العطاء والتضحية، ويبعد عنا خريف الأنانية وحب الذات، والإنشغال بحب الدنيا، فهو رأس كل خطيئة، ونسأله أن يختم حياتنا في خير، كما بدأها في خير، بحق محمد والآل.
الشهيد ترك شجرة الحقوق التي رواها بدمه، وذهب ليرى كيف نخلفه فيها. تركها أمانة يحملها من بقى ومن الأجيال. ومن هنا يأتي إحياء ذكرى الشهيد، لكي نستلهم منه ونتزود من عطاءه. إن إحياء ذكرى الشهيد محطة تزود وشحن عاطفي وفكري. إنها إستراحة يتزود فيها المقاومون بالطاقة لمواصلة الدرب. ولا يمكن مقابلة ذلك العطاء إلا بالتخليد ليحي بذلك العطاء وليتجدد سنة بعد سنة وعاماً بعد عام.
ولهذا، فلا يمكن االتأكيد على إحياء ذكرى الشهداء، وحماية تلك الذكرى من نيل السلطة والمنتفعين من جو الخريف. إن الشهداء قد ضحوا بدمائهم لأجلنا، ولا يمكن السماح بفك الإرتباط بهم، في ذكراهم، وكذلك في عيدهم الأكبر، 17 ديسمبر الذي حظى بذكرى أكثر من شهيد، أولهم الشهيدان الهانيان السعيدان- هاني الوسطي وهاني خميس- وآخرهم الشهيد السعيد علي جاسم مكي. وجاء رحيل الأب العزيز سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري (طيب الله ثراه) في اليوم التالي – 18 ديسمبر- ليحمي ذلك اليوم من الضياع أو الإستهداف. وعليه، فإننا نسوف نواصل إحياء هذا اليوم، كعيد وطني لشهادئنا الأبرار نستلهم منه العطاء والإصرار على المطالب التي من أجلها استرخص أولئك الأبطال أرواحهم. ونقول لمن يريد أن يحي الشهداء في أي يوم من السنة، فله ذلك، ولكن يبقى يوم 17 ديسمبر هو اليوم المخلد منذ تدشينه في 2003م حتى تتحقق مطالب الشعب.
هل الشهيد محتاج لنا، أم نحن محتاجون له؟
لم يضح الشهيد لكي نبكيه، مع أن دموعنا تترقرق عند ذكره، وأهاتنا ترخص لذكرى فراقه، إلا إنه- أي الشهيد- ليس في حاجة لكل ذلك، مع تقديره لتلك المشاعر. فالشهيد كرمه الله بأن أوصله للمنية الكبرى في مقعد صدق عند مليك مقتدر. فهو لا يحتاج لنا، لا يحتاج لندبنا أو حزننا عليه. هو فائز وهل يحزن على من يفوز؟ هو قد وصل لما يتوق ويجتهد له كل مؤمن، فهل يُـنـدب من وصل لموقع الأنبياء والصالحين؟
إننا في الواقع من يحتاج إلى الشهيد. إننا نحتاج إلى دعاءه وتلطفه بأن يشفـّع فينا شهادته ودمائه الزكية، كي نثبت على الدرب. نحتاج منه أن يكون ملهماً نرى فيه الصمود والهمة، لكي يتجدد فينا العطاء. فماذا نحن فاعلون وكيف نرد كرم الشهيد، بعد كل ذلك العطاء؟
تصوروا شخصا سافر وترك لمعارفه نبتة صغيرة ليرعوها، فما على أولئك إلا رعايتها وحمايتها والعمل على أن تنمو. وهذا هو دور من يعتقد بدرو الشهيد، بانه روىبدمه شجرة الحرية والكرامة، بأن يعمل على استمرار نمو تلك الشجرة، والعمل على أن تستمر في مناطحة السماء، من خلال العمل الجاد على نشر مفاهيم الحرية والعيش بكرامة. وأن الإنسان يعز ما عزت قيمه، ولا يمكن التشبث بالدنيا في جو ملئه الإذلال والمهانة والإحتقار. وإن الموت بعز أفضل الحياة بذل، وهذا ما بشر به سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام. حين قال: “الموت أولى من ركوب العار، والعار أولى من دخول النار”.
لقد كانت تضحية الشهيد استثماراً في الأمة. فأقسى ما يواجه الشهيد بعد مماته، ليس هجران ذكره، فذلك يؤلم، ولكن أن يرى خطه والقيم التي ضحى من اجلها قد هجرت، وبأن تضحيته، لم تثمر في إحياء النفوس ووحثها على العطاء، فذلك الألم الأكبر.
نعم، إننا نفتقد الشهيد- ذلك الإنسان الذي كان بيننا دون أن نعرف قيمته، إلى أن انتجبه الله وأكرمه عبر الشهادة. ولكننا فرحين له، فرحين لفوزه بالجنة والرضوان. إنك إن تحب إنساناً فإنك تحب له الفوز في الدنيا الفانية المؤقتة، فما بالك في الفوز الأبدي. وعليه، فإننا نغبط الشهيد، وننظر الى مقامه بالسرور، حيث نرى تمثله ذلك المقام، بالبشر، والإبتسامة.
الشهيد، لا يندم على ما قدم، لأن الله سبحانه وتعالى أدخل في نفسه الغبطة الدائمة والرضا بعطاءه في سبيل الله، فكان راضياً مرضياَ.
إننا نطلب من الشهيد طلباً ونقول له:
أيها الفائز برحمة الله والمقام الكبير الذي أعطاك إياه بين الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، أن تدعو الله أن يثبتنا على درب العطاء، على درب الشهادة، على درب الجهاد والمقاومة، على درب المطالبة بالحقوق- حقوق الناس كل الناس، وليس حقوقنا الشخصية. أننا نتشفع الى الله بك أيها الفائز برضوانه وكرامته أن يجعل نهايتنا على دربك، الدرب الذي يوصلنا الى موقع الفوز والكرامة، مع محمد وآله الأطهار.
استهداف خط الشهداء
وبما أن هذا ما يصنعه الشهيد وخطه- خط مقاومة الظلم والطغيان والإصرار على المطالبة بالحقوق حتى وإن تطلب ذلك التضحية، فما ضاع حق وراءه مطالب. ولهذا صار الخط وما يمثله محل استهداف السلطة ولم تكن لتتحمل ما يبثه الإهتمام بالشهيد وخطه، من عودة الوعي الحركي، وانتشار رفض الظلم والبوح به خارج الصدور. ولهذا لابد وأن تعمل على وأده بكل الوسائل، منابر إعلامية من صحف ومنتديات، وممارسات على الأرض، إضافة لإستخدام الضربة الأمنية. ولهذا، كان قتل الشهيد علي جاسم.
كان النظام يتوقع أن إستخدام العنف بأعلى صوره وهو القتل، ومن ثم الإعتداءات على القرى وانتهاك حرمة المواطن ومصادة قدسية المساجد، ومداهمة البيوت، واعتقال النشطاء، وتوجيه التهم الكبيرة، من خلال المسرحية القديمة في العهد الجديد – مسرحية السلاح المسروق- سوف تسهم في قتل روح خط الشهيد. وإن الحملة الإعلامية التي تقودها جرائد الصافرية الصفراء على عيد الشهداء في محاولة للتذاكي على الناس في نقل موعده، وكان القضية هي في موعد العيد. القضية أكبر من يوم محدد، الهدف هو في قتل روح ذلك اليوم وذلك العيد. وعليه، فلا تنازل عن 17 ديسمبر وليعمل العاملون فلقد حفر ذلك اليوم في ذاكرة الأمة، وإنها حماقة من السلطة أن تسهم في ذلك من خلال قتلها الشهيد السعيد علي جاسم في ذلك اليوم،وكان ذلك يوماً مشهوداً. فلقد تعزز ذلك اليوم أكثر، ولايمكن الإستعاضة به بيوم آخر.
وأما عن المسرحية الهزلية التي يقودها جهاز الأمن الوطني بعنوان السلاح المفقود، فنقول بأنها تمثيلية مكشوفة للداخل والخارج. كان النظام يريد منها ضربة قاضية على خط الشهيد، يستنهض مرتزقة القلم وباقي قواه المساعدة، بحيث يجعل من ذلك السلاح قميص عثمان يرفعه في كل ملء ويحلبه ضرعاً عله يخرس الألسن وتنكفء النفوس في الصدور خوفاً وهلعاً ورعبأ ليتحقق السكوت على الجرائم التي تحاك في النهار على الوطن وأهله. ولكنها تنقلب عليهم حسرة.
فلقد اطلع العالم بأسره على ما تقوم به السلطة من تجاوزات، ولم يكن ليقبل بأن تقوم ما قامت به من اعتقالات للنشطاء، وانتهاك للحرمات، وأستخدام قوات مرتزقة صدامية وأجنبية لبث الرعب بين المواطنين صغاراً وكباراً نساءاً ورجالا. واقول وأنا مطمئن بأن مقومات استمرار هذه الحملة الهمجية وآثارها غير متوافرة، بل إن استمرارها تؤثر على النظام على جميع المستويات، وإن استمرار حبس النشطاء لن يدوم، وسيفرج عنهم عاجلاً أم آجلاً بغض النظر عن حجم التهم الموجهة لهم. بل أزيد بأن استمرار حبس أولئك النشطاء سوف يسهم في الدفع من أجل تغيير الوضع القائم، كما سيأتي لاحقا. نقول هذا ونحن نعول على الله سبحانه وتعالى ثم تفاعل العوامل الآتية:
1) الرفض الشعبي المستمر والإحتجاجات المتواصلة، سواء من أهالي المعتقلين، عبر الإعتصام اليومي عند النيابة، أو الإعتصامات المناطقية، أو المواقف الشريفة من لدن بعض المؤسسات والأفراد
2) الفضيحة الإعلامية التي لم تستطع السلطات أن تحتويها، فعنوان الإستقرار وموطن الإستثمار، صار مهدداً من خلال البيانات الإعلامية التي تصدرتها كبرى وكالات الإنباء، مما يؤثر بلا شك على هز الصورة التي صرف عليها النظام ملايين الدنانير من أجل التلميع. كما ساهمت تلك البيانات الإعلامية عن تسليط الضوء على:
أ- عدم استقرار الوضع العام في البلاد
ب- قضية ضحايا التعذيب والشهداء
ت- قضية التمييز الطائفي البغيض
ث- قضية الحقوق الإقتصادية المسلوبة
ج- قضية التغيير الديموغرافي وجلب المرتزقة الأجانب وتوطينهم
ح- قضية استخدام المليشيات الصدامية في مواجهة الإحتجاجات
خ- استهداف النشطاء والمعارضين ومصادرة حق المدافعين عن الحقوق في ممارسة عملهم
3) الوضع الإقليمي الداخلي الآمن في دول الجوار وخوفهم من تأثير الوضع غير المستقر أمنياً في البحرين على وضعهم الداخلي من جهة، وعدم رغبتهم في توتير الوضع على المستوى الخارجي في ظل الدق الأمريكي على طبول الحرب مع الجمهورية الإسلامية. فلا توجد رغبة أو قبول في وجود توتر أمني في أي من دول الخليج بالتحديد، ولا سيما البحرين التي تمتاز بوجود الأكثرية الشيعية المضطهدة من جهة، ووجود الإسطول الأمريكي الخامس على أراضيها من جهة أخرى.
4) أما الوضع الدولي، فإنه أيضا يرتبط بما تعبر عنه الولايات المتحدة من رغبة في نزع التوجه الأيراني تجاه التكنولوجيا النووية مما يحتم تحشيد دول المنطقة حكومات وشعوب ضد ايران، وهو أمر لا يمكن أن يكون، خصوصاً في البحرين، وأكثرها خصوصة في ظل الحملة الأمنية ضد المواطنين واستعدائهم من السلطات البحرينية.
5) الوضع الإستثماري في البلاد، فقد عمل النظام على سرقة المال العام والثروات ووضع مليارات الدولارات كما شجع العديد من رؤوس الأموال الخليجية بالتحديد في استثمار أموالا طائلة في البحرين، ولايمكن لاصحاب رؤوس الأموال تلك أن ترضى بان تضيع خاصة وأنها استثمرت في العقار الذي يتطلب نموه استقراراً أمنياً وهدوءاً، الأمر الذي لن يتحقق في ظل استمرار اعتقال النشطاء وتوتر الوضع الأمني. ومع أن بعض هذه المشاريع بعيدة عن مواطن التوتر بالتحديد، ولكن استمرار النفخ على الجمر، لا ينتج إلا النار التي إن اشتعلت، لن تفرق بين أخضر أو يابس.
6) وسيزيد الطين بلة أن يتم مراجعة سجل البحرين لحقوق الإنسان في ابريل القادم من قبل مجلس البحرين لحقوق الإنسان، في ظل التوتر الأمني ووجود النشطاء وراء القضبان، وصدور التقارير الدولية الموثقة لتلك الإنتهاكات.
7) وآخرها، هو نفس الإستمرار في مواجهة الإحتجاجات، الذي سينعكس على نفسيات المرتزقة والقوات الخاصة الأجنبية التي لن تتحمل أن تواصل على حالة الإستنفار لمدة 24 ساعة 7 أيام في الاسبوع و30 يوم في الشهر، وهي التي جاءت للبحرين لتتنعم بخيراتها. ومن المراهن عليه أن تسهم نفسية الجهاز الأمني، كما حدث في التسعينيات، الى المزيد من الأخطاء التي ستؤدي حتماً لصب الزيت على النار، وحينها سيتسع أوار المواجهات والحالة الأمنية، وهو أمر لن يرض به أي من الأطراف المحلية، أو الأقليمية أو الدولية كما أسلفت.
وعليه، فإنه كلما طال بقاء الأخوة الأعزاء وراء القضبان وهو أمر لا نريده، كلما كان له الأثر العكسي على النظام وستكون حسرة عليهم، والإيجابي على حركة المقاومة والحركة المطلبية في البلاد، خصوصاً بعد توافر الأجواء لتدشين الفعالية المطلبية التالية للإضراب الأحتجاجي عن الطعام على تعسف السلطة وقمعها وعلى قتل الشهيد السعيد علي جاسم.
عريضة “تنح”
لم يكن بداً من طرح مشروع احتجاجي شعبي آخر، رداً على استمرار الهجمة الأمنية التي دشنتها تصريحات رئيس الوزراء خليفة بن سلمان في جريدة السياسة الكويتية. فلقد أقر بانه المسئول عن الفترة الأمنية السابقة التي أدارها بدم بارد، و”قلب مطمئن، ودون قسوة” كما عبر. وقد أشار بأنه لا توجد ثنائية في القرار السياسي كما لايوجد تغيير في القرار السياسي. فكما كان القرار يطبخ وينفذ في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات، يطبخ أيضا عبر الآلية نفسها، وإن اختلفت بعض الوجوه في فترة الحكم الحالي. فلا فرق بين حكم سابق أو حالي.
لقد بدا واضحاَ استهداف خط الشهيد من تلك التصريحات التي بدت غير مكترثة بما عاني منه الضحايا وفي مقدمتهم ذوي الشهداء، ولم يكن هناك أدني اعتبار لمقدار التنازل الشعبي من أجل افساح المجال للتغيير من قبل النظام، وهو أمر لم يحصل. ولم تكن هناك مبالاة بالمطالب الشعبية السابقة والحالية للمشاركة في السلطة والثروة، بل جاءت محتقرة تلك المطالب، من خلال عدم الإعتراف بالشعب وبمطالبه التي قدم من أجله الشهداء. كما نبأت تلك التصريحات بالإصرار على المواصلة في نهج التنكر لتلك المطالب والتعالي عليها، وليرغب من يرغب، وليشرب من ماء البحر من يرفض. استمر رئيس الوزراء أكثر من 37 سنة في الحكم، ويريد أن يواصل منهجية الحكم في الإستئثار بالسلطة والثروة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين وعلى حساب جماجم الشهداء والمطالبين بالحرية والعزة والكرامة، كما أنه قد عبر عن مواصل السياسة القمعية التي تم إخفائها لفترة السنين السبع الماضية، وهذه الأيام تأكل تلك السنين، وتنبإ بالاصرار على مواصلة انتهاك حقوق الإنسان والمواطنين.
ولهذا لابد من التعبير السلمي الشعبي الصارخ برفض لغة النظام وصاحبها. واعلان الرفض الكامل لإستمرار هذه المنهجية، من خلال المطالبة بتنحي خليفة بن سلمان عن رئاسة الوزراء. وعليه، جاءت فكرة مشروع عريضة “تنح” الشعبية.
إنها تعزيز للمطالبات السابقة بتنحي رئيس الوزراء وجميع من تورط معه في انتهاكات حقوق الانسان في البحرين وتقديمهم للمحاكمة. إنها عريضة شعبية مشروطة بان تحظى الحكومة الجديدة بالقبول الشعبي وتكون مستقلة عن العائلة الحاكمة حتى يمكن مراقبتها ومحاسبتها.
وبغير ذلك لا يمكن تصور أن يكون هناك انتصاف للشهداء وضحايا ممارسات النظام، ولا اصلاح حقيقي على مستوى التشريعات، أو منع انتهاكات حقوق الانسان أو فضح ووقف الفساد المتربط بنهب الاراضي والمال العام أو مشروع الإستيطان وتغيير التركيبة السكانية.
سيعلن لاحقا تفاصيل تلك العريضة الشعبية، آملين أن يتجاوب الجميع لرفض استمرار هذا التجبر والظلم، وانتهاك الحقوق، والإصرارعلى التغير الحقيقي للأمور وفي مقدمتها تغيير رئيس الوزارء وحكومته المتسمة بالإرهاب المقننة والطائفية الرعناء.
ختاماً
أعزي نفسي وأعزيكم ببقائنا في هذه الدنيا ورحيل أحبتنا عنا. ذهبوا الى مقعد رفيع لا يناله إلا من ارتضى. فازوا وتركونا في البلاء، بحر نلاطم أمواجه، لا نعلم أن ننجو أو نكن من الخاسرين. ولهذا، فإننا ندعو الله بحق الشهيد أن يثبتنا على درب الشهيد، ويكرمنا بما كرم به الشهيد، بأن أراه الدرب وأناله الفوز العظيم.
وأهنئ شهداء الوطن الأبرار بفوزهم المحمود، ونيلهم رضا رب العالمين، ترفرف عليهم ملائكة الرب مع الأنبياء والصالحين. وأدعو من الله أن يقبل شفاعتهم لنا بالثبات على الخط، خط مقاومة الظالم، ونصرة المظلوم، خط الحسين عليه السلام الذي قال، إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلى فيا سيوف خذيني. فرخصاً للدماء في سبيل الحرية والكرامة، ورضى الرب.
فتحية لشهدائنا الأبرار ..ثبتنا الله على طريقهم، وأنالنا ما أنالهم من الكرامة، ورحم الله من يقرأ سورة الفاتحة ويهدي ثوابها للشهداء وأموات المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وصل الله على محمد وآله وسلم