Archive

Bahrain Freedom Movement

العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد: أنا شخصياً وقّعت على هذه العريضة وأدعمها

12/01/2008 – 18:17 | مرات القراءة: 638

print_page-3476404 send_f-3319835 add_comment-8939958  

العريضة الجماهيرية المطالبة بتنحية رئيس الوزراء: أخيراً يا أخوة: العريضة الجماهيرية التي سوف تعرض للتوقيع خلال أيام والتي مضمونها هو المطالبة بتنحية رئيس الوزراء. هذه العريضة تمثل خطوة سلمية، ومطلبها عادل، ولا يخالف القوانين، ولا يخالف الأنظمة وهذا من الحقوق السياسية الواضحة لكل الأمم والشعوب، ولسنا أناساً جئنا بأمرٍ على خلاف ما عليه الشعوب وعلى خلاف ما عليه الأمم. أنا شخصياً وقّعت على هذه العريضة وأدعمها، وأقول: من الراجح التوقيع عليها لأن فيها إصراراً على المطالبة بالعدل. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.

كلمة السبت( ) :

(1) بعض تحريفات ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)
(2) دور الأمة في التصدّي للتحريفات:
(3) تكثيف الحضور في المآتم
(4) التوقيع على العريضة المطالبة بتنحية رئيس الوزراء

لسماحة العلامة الشيخ
عبد الجليل المقداد (حفظه الله تعالى)
بمسجد الرفيع (جمالة) بالبلاد القديم
بيوم السبت 3محرم 1429هج
الموافق لـ: 12-1-2008م.

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

بعض التحريفات التي تتعرض لها الثورة الحسينية:
مدخل:
كانت ثورة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولا زالت تتعرّض لتحريفاتٍ، وبعض تلك التحريفات تأتي من قبل أعداء الدين، وبعضها قد تجري من أناسٍ لا يحملون غرضاً سيئاً ولكن قد تكون الأمور قد اختلطت أو اشتبهت عليهم.

تعريف ثورة الإمام الحسين(عليه السلام):
قبل أن نذكر بعض تلك التحريفات لابد أن نعطي تعريفاً إجمالياً لثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) لنعرف ما يمكن أن يطرح من تحريفات تبتعد بالثورة عن هويتها. ومن هنا فيكننا أن نقول بصورة مختصرة أن: ثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) هي ثورة في وجه الظلم والظالمين، الذين حاولوا العبث بأحكام الدين والتلاعب بها.
هذا التعريف، وهذا التحديد لثورة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لا يروق للكثيرين ويضرُّ بمصالح الظالمين، ومن هنا جرت الألسن وكتبت الأقلام وجاءت الدعوات من أجل تحريف مضمون هذه الثورة، وحذفوا الجانب المهم من ثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) وحاولوا أن يركِّزوا على جوانب مهمة إلا أنها تبعية ولا تمثل المضمون المحوري لثورة الإمام الحسين.
التحريف الأول: حصر الثورة في الأبعاد الإنسانية:
من تلك التحريفات التي نعيشها في زماننا هذا وهو تحريف مقصود يُراد منه حرف ثورة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهو القول بأنَّ ثورة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ثورة تحمل أبعاداً إنسانية، ومن أجل تحقيق العدالة فحسب، وهذا هو المضمون الذي يُراد ويطلب أن نلتقي عليه. ولذلك تأتي الدعوات بأن الإمام الحسين ليس للشيعة فقط، وإنما هو للمسلمين عامة، بل للإنسانية عامة.
ونحن أيضاً نقول نعم، هو كذلك (صلوات الله وسلامه عليه)، ولا يمكن لنا أن نفتري على الله الكذب ونقول بأن الإمام الحسين (عليه السلام) للشيعة فقط. ولكن من حقنا أن نقول لكم تعالوا من أجل أن نلتقي على الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) في معالم ثورته الحقيقية التي لا تتلاعب بها الأهواء، ولا تتلاعب فيها المصالح.
فلماذا تركز على أن ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) ذات بعد إنساني ومن أجل العدالة فقط، ولا تذكر ظلماً ولا ظالمين، ولا تشير إلى يزيد من قرب أو بعد، ولا تشير إلى بني أمية، ولا تشير إلى الخط الذي ثار الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) من أجل تغييره، وهو خط الظلمة والظالمين الذي أراد أن يشوِّه هذا الدين ويحرِّفه بحيث يصب في مصلحة الظلمة، وتحصر أهداف الثورة في الأبعاد الإنسانية، وكأن مشروع الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) النهضوي وثورته جاءت من أجل تأسيس جمعية خيرية، أو من أجل كفالة أيتام!
فماذا عن ظلم الظالمين؟ وماذا عن عبث الظالمين؟ ماذا عن مبدأ: (( من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله.)).
وماذا عن: ((… ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة…)) وماذا عن: (( وعلى الإسلام السلام إذا ابتُليت الأمة براع مثل يزيد ..)). وماذا عن هذا الكم الكثير من بيانات الإمام الحسين(عليه السلام)؟
فلو أردنا أن نجمع بيانات الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) فكلها تدور حول محور الظلم والظالمين الذين عبثوا بمقدّرات هذه الأمة وتلاعبوا بها وحرّفوا رسالة الدين.
فليس من الصحيح أن تقزّم ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) في هذا البعد الإنساني، وأن يتم تجريدها عن موقفها تجاه الظلم والظالمين، وتحريفهم لرسالة السماء، وعدم تناول الخط الأصيل المناوئ للظلمة والظالمين، فتختزل ثورة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في هذا البعد الإنساني. وهذا تحريف خطير ينبغي لنا الالتفات عن أن نقع في مصيدته.
إن الإسلام ليعطي أهمية كبيرة للأبعاد الإنسانية، والخُلقية وهي أيضاً كانت موجودة في ثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام)، ولكن أن تهمِّش الجانب الأساس والمحور الأساس في ثورة الإمام الحسين فتركز على أبعاد ـ برغم أهميتها ـ إلا أنها لا تشكِّل الحجر الأساس فهذا ليس صحياً.
فليكن البعد الإنساني منطوياً تحت محاربة الظلم والظالمين؛ وذلك لأن الظالمين إذا تمكنوا فسوف لن تتحقق حتى الأبعاد الإنسانية.
فينبغي الالتفات إلى هذه الدعوات المشبوهة، التي تركز على غير الجوانب الأساس والمحورية في ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) لئلا تضيع الأهداف المحورية من هذه الثورة المباركة، وهذا عينه ما يريده الظلمة.
فحذارِ حذارِ أن نقع في هذه الشباك والتأويلات والتحريفات لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) والتي هي ثورة من أجل مواجهة الظلم وإعادة رسالة السماء إلى مسارها الصحيح والتي لا يكون فيها حكم لظالم، ولا نفوذ لسلطان جائر، ولا يرتع فيها الظلمة، فهذه هي ثورة الإمام الحسين(عليه السلام).
فإذا كنتم تريدون الالتقاء على الإمام الحسين(عليه السلام) فلنلتقِ على الإمام الحسين(صلوات الله وسلامه عليه) في صراعه ضد الجور، وفي ثورته ضد الباطل، وفي قيامه ضد الاستبداد، وهذا هو الإمام الحسين(عليه السلام).
وهذه الدعوة التي يدعو إليها البعض هي من قبيل أن يأتيك الملحد، والمشرك ويقول: القرآن ليس لكم، فتعالوا من أجل أن نلتقي على هذا الكتاب الذي هو للإنسانية جمعاء. ونغفل قضية محاربة القرآن للوثنية وللشرك ونغفل قضية محاربة القرآن للصنمية، ونترك محاربة القرآن لكل شكل من أشكال العبودية لغير الله ونجرِّد الكتاب عن كل قيمه ونقول بأن الكتاب إنما هو رحمة للعالمين بهذا المعنى المجزوء والذي لا يطرح ـ إضافة لذلك ـ محاربة القرآن للوثنية، ولا محاربته للأصنام والاستبداد.
هل هذه دعوى مقبولة؟!
فتلك الدعوى القائلة بأن نلتقي جميعاً مع الإمام الحسين(عليه السلام) في ثورته في جانبها الإنساني، والتي تجرِّدها من كل الجوانب المحورية في ثورته هي كهذه الدعوى وهي تحريف لا ينبغي لنا أن نشتبه وأن نقع فيه.
التحريف الثاني: أن الإمام الحسين(عليه السلام) لم يثر باختياره وإنما اضطر للثورة:
هذا التحريف والذي يطرح أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان مضطراً في خروجه على يزيد ولم يكن مختاراً في منازلته لذلك المعسكر الذي اجتمع لقتاله.
ما هو المراد من أن الإمام (عليه السلام) كان مضطراً؟ وما هو المراد من القول بأن الإمام (عليه السلام) كان لا يريد القتال، وكان يتجنّب عن القتال، وعن منازلة القوم؟
الإحتمال الأول: كراهة الجهاد والميل إلى الراحة:
هل المراد من ذلك أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان يميل إلى حياة الدعة والراحة، ومن أجل ذلك كان يكره المنازلة والقتال؟!
لا أظن أن إنساناً مؤمناً ملتزماً يلتزم بهذا المضمون، وبهذه المقولة.
إذن أين شعار: “هيهات منا الذلة”؟
أين ذهب شعار ” لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد”؟
أين ذهبت هذه الشعارات إذا كان المقصود ـ والعياذ بالله ـ أن الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) كان متثاقلاً، وكان يكره قتال القوم، والجهاد بالسيف من أجل حياة الراحة عن كل هذه المسؤوليات!!
الاحتمال الثاني: السعي لإقامة الحجة على الظالمين:
وهو أن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يرد القتال ابتداءً وإنما أراد إقامة الحجة، وبعد إقامة الحجة فلا معنى للفرار، وإنما هي التضحية والثبات والاستقامة والمبدئية. وهذا المعنى صحيح. ولو رضخ القوم لحجة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام)، وما أقامه من أدلة وبيانات على انحراف يزيد، وعلى انحراف البيت الأموي وتركت الأمة يزيد، وتركت بني أمية فلن يصر الإمام (عليه السلام) على القتال بعد تحقق الهدف دون قتال.
ولكن ينبغي الالتفات ـ أيها الأخوة ـ إلى أن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) حتى لو لم تنتهِ إلى منازلة، وإلى قتال، أو بذل دماء فإنها تبقى ذات عطاء وعطاء وعطاء وتقيم الحجة بعد الحجة علينا.
فثورة الإمام الحسين(عليه السلام) حتى لو لم تنتهِ إلى بذل الدم ولكن انظر إلى البداية فإن الإمام (عليه السلام) رفض بيعة يزيد وقال: “على الإسلام السلام إذا ابتليت الأمة براعٍ مثل يزيد”.
وقال: “مثلي لا يبايع مثله”، وخرج بقلة الناصر بأهله وبنيه وبنسائه، أفلا يكفي هذا في أن يعطينا درساً قوياً في رفض الظلم ويقيم علينا الحجة؟؟
لماذا ندخل إلى المسألة من جهة أن الإمام لم يكن عنده إصرار على المنازلة، ولا ننظر إلى إصرار الإمام(عليه السلام) على عدم الاعتراف بيزيد؟!
فقد كان الإمام (عليه السلام) مصراً على عدم بيعته، وكان مصراً على أنه لابد أن يحدث تغييراً ولا يمكن أن تنتهي الأمور إلى بيعة يزيد. وهذه كلها دروس وحجج، ودلائل واضحة على أن الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) إنما خرج مضحياً، وإنما خرج باذلاً لنفسه ومهجته.
يأتي البعض ويقول أن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان مضطراً إلى الثورة!
هذه مفاهيم عائمة لا ينبغي أن تُطرح للناس إلا بتوضيح، حتى لا يقال بأن الإمام (عليه السلام) إذا كان مضطراً في ثورته فلو أمكنه أن يجد له سبيلاً إلى الراحة لفعل!
أليس في هذا ظلم لثورة الإمام الحسين؟؟
أليس في هذا تحريف لثورة الإمام الحسين؟؟
وهل يصح إنهاء المسألة هكذا بلا توضيح؟!
أقول ـ أيها الإخوة ـ : إن ثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) أمانة وميراث وتركة خلّفها لنا الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ومن بعده الأئمة(عليهم السلام) أصرّوا على حفظ هذه التركة، فلنلتفت ولنكن حذرين تجاه هذه الإشتباهات والتحريفات.
دور الأمة في التصدّي للتحريفات:
وهنا يأتي دور القائمين على المآتم في اختيار الخطباء المثقفين، الواعين، الذين يطرحون ثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام) طرحاً موضوعياً صحيحاً. وعلى الجماهير أن تلتفت أمام كل طرح يمكن أن تستشف منه اشتباهاً أو خطأ في تحديد هوية ثورة الإمام الحسين(عليه أفضل الصلاة والسلام).
دعوة إلى تكثيف الحضور في المآتم:
وعلينا ـ أيها الإخوة والأخوات ـ أن نتواجد، وأن نتواجد في مآتمنا؛ لأن مآتمنا تشتكي من قلة الحضور، والأمانة لا ينبغي أن يفرّط فيها إنسان، فالتفريط فيها يجعل الإنسان غير مكترث بالأمانة، وهذه مسؤولية عندكم، علينا أن نتواجد، وأن نتواجد، وبأسماع واعية، وبأعين باصرة وأن نحذر من أن يكون هناك تحريف أو تشويه لثورة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام).
العريضة الجماهيرية المطالبة بتنحية رئيس الوزراء:
أخيراً يا أخوة: العريضة الجماهيرية التي سوف تعرض للتوقيع خلال أيام والتي مضمونها هو المطالبة بتنحية رئيس الوزراء.
هذه العريضة تمثل خطوة سلمية، ومطلبها عادل، ولا يخالف القوانين، ولا يخالف الأنظمة وهذا من الحقوق السياسية الواضحة لكل الأمم والشعوب، ولسنا أناساً جئنا بأمرٍ على خلاف ما عليه الشعوب
وعلى خلاف ما عليه الأمم.
أنا شخصياً وقّعت على هذه العريضة وأدعمها، وأقول: من الراجح التوقيع عليها لأن فيها إصراراً على المطالبة بالعدل. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close