Archive

محاور مناقشة المجنسين

همسة رياضية 

راصد

    لا نعلم الى أين يتجه بنا المركب الرياضي.. أم سفينتنا الرياضية؟ كل الذي نعلمه أننا نسير في الاتجاه المعاكس فالأمور التي تحيط بنا أو التي نسمعها ونلمسها تضعنا في حيرة من أمرنا ولا تدخل على قلوبنا البهجة أو التفاؤل بمستقبل رياضي زاهر.

هذا ليس تشاؤما انما محاولة لفهم الواقع الرياضي فهما يرتكز على العلم والشفافية ولا يرتكز على التهويل أو المبالغات أو الاستهلاك الاعلامي الجامد. لقد تحول التجنيس عندنا الى هم يؤرق كل الأجيال الرياضية الطالعة.. فبعد أن كانت اشاعة تجنيس الرياضيين المغاربة مجرد اشاعة تحولت إلى حقيقة دامغة هدفها فقط المكسب الوقتي.. دون النظر الى المستقبل ومدى تأثير هذا القرار على الأجيال القادمة التي ستبتعد بمحض ارادتها لأنها ستفقد الفرصة اللاحقة. وبينما كنا نعيش حيثيات هذه الاشاعة التي تحولت الى واقع.. ها نحن نعيش اشاعة جديدة بأن اتحاد الكرة الطائرة سوف يجلب لاعبات عربيات لتمثيل المنتخب النسوي في بطولة الخليج (نادي الشارقة للفتاة) القادمة. لقد طرحنا اشارتنا حول هذه النقطة وطالبنا اتحاد اللعبة بالتوضيح لكنه لم يستجب وبالتالي فإن السكوت يعني صحة هذه الاشاعة التي قد تتحول الى واقع جديد ومثلما تم تجنيس اللاعبين الذكور جاء دور تجنيس اللاعبات الاناث!

ان واقعا مثل هذا سوف يمنح لاعبات الكرة الطائرة من المواطنات البحرينيات شهادة الاعتزال بمن فيهم كبار السن وصغيرات السن أيضا، لأن وجود العنصر المجنس سيغلق الباب على انتاج الجديد من اللاعبات الطالعات المبتدئات. اننا لا نسبق الأحداث.. فكما ذكرنا ان الاشاعة يمكنها ان تتحول الى حقيقة.. وحقيقة دامغة ايضا فالأمر لا يعدو مجرد تداول إشاعة كخبر عادي لكن المخيف في الأمر ان تكون الاشاعة واقعا مفروضا على الجميع.. ولهذا نحن نحذر من عواقبه خاصة اذا كان اتحاد الكرة الطائرة جادا في نظرته أو قرارا مفروضا عليه. لقد كانت خطوة اعقبتها خطوات ونخشى ان تستمر هذه الأفكار ليتم تعميمها على بقية الاتحادات وحينها لن نجد مكانا لبحريني أو بحرينية. ان مثل هذه الموضوعات الحساسة تتطلب دراسة وبحثا وأنظمة وقوانين والانسان المتعلم يحترم القانون ويطبقه على نفسه لأنه كمتعلم يريد ان يعمم القانون على غيره وبالتالي اذا تم تعميمه لن يكون في مقدورنا غير تأسيس نظام رياضي صحيح تدخل ضمن معطياته مسائل كثيرة بما فيها التجنيس حتى لو كان سياسيا بحتا.

اننا في الصحافة الرياضية مطالبون لتتبع مثل هذه الموضوعات الهامة ومناقشتها وتحليلها والخروج بأفكار تخدم مصالحنا الرياضية ومصالح شبابنا وشاباتنا.. أما اذا تركنا الأمر يسير دون مناقشة فسوف نجد أنفسنا نجري لقاءات ونكتب تصريحات وننشر أخبارا مفروضة علينا فرضا.. عندها سنتحول الى مجرد آلات وهو واقع ان حدث سيكون مخيفا جدا، ولذلك اقول ان المركب الرياضي و سفينتنا الرياضية تسير أو يسير في طريق آخر غير المرسوم في أدمغتنا أو نجده أمامنا واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار. هكذا ينتابنا القلق الرياضي كلما تعمقنا فيه.. والذي يده في النار غير الذي يده في الثلج.. والفارق في الهواجس والأفكار وليس في ادعاء المعرفة وتغييب الحقائق وحجب المعلومات وبتر حقوق البشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق