الأرشيف

صحيفة الوطن الجزائري \\ رولا الصفار..شمس في ظلام سجون آل خليفة – حركة أحرار البحرين

28/07/2011م – 5:47 م | عدد القراء: 227

لم يكن غريبا على الدكتورة رولا الصفار رئيسة جمعية التمريض البحرينية أن تكون من ضمن المتطوعين لإسعاف جرحى التظاهرات السلمية في البحرين منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير المجيدة.

ومن قبل الثورة كانت رولا متطوعة في كل وقت تجد فيه من يحتاج إليها، فعندما تمر على حادث تصادم سيارات في الشارع توقف سيارتها جانبا وتهرع لترى عما إذا كان هناك ثمة مصابين يحتاجون إلى إسعافات أولية ريثما تصلهم سيارة الإسعاف أو ينقلون للمستشفى.
رولا كانت في كل مشاهد الدماء التي سقطت على أرض البحرين تدفع الأسرة التي تقل الجرحى من سيارات إلى داخل المستشفى وتداوي وتضمد الجراح، حيث شهد دوار اللؤلؤة حرب إبادة استهدفت المواطنين المعتصمين العزل في حادثة هي الأسوأ في تاريخ البحرين حتى قال المعتصمون”ندعو بسلم ومحبة..وجيشنا يقتل شعبه”.
وحيث أن السلطة في البحرين والأشقاء السعوديون الذين قدموا لسفك دماء البحرينيين قد استعملوا الأسلحة المحرمة دوليا مثل سلاح الشوزن وهو في الأساس أداة تستعمل لصيد الطيور والذي تم إلقائه على المعتصمين من مسافات قريبة ما أدى إلى أعداد هائلة من الإصابات البليغة التي قضى بعضها في وحدة العناية المركزة بالمستشفى المركزي في البلاد فضلا عن إطلاق الرصاص الحي والانشطاري ما جعل الإصابات مميتة وقاتلة.
كانت رولا هناك بينهم جميعا تضمد أوجاعهم وتخفف عنهم وتحتضن الممرضات حينما تفوق بشاعة الجراح قدرة العقل البشري على التحمل وقدرة القلب على التماسك وقدرة العين على النظر إلى مشاهد هي الأكثر دموية في تاريخ منطقتنا الخليجية، تشد رولا على أيدي الممرضات وهمهن جميعا هو إنقاذ الأرواح التي أُريد لها أن تُزهق، نعم هن ملائكة للرحمة حيثما ذهبن.
رولا التي كانت يوما ما في غزة شاهدة على بشاعة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين العزل هاهي اليوم شاهدة على بشاعة النظام الحاكم في البحرين والذي تجاوز كل الخطوط الحمراء فهدم المساجد ودور العبادة واستحل انتهاك الأعراض واقتحام حرمات البيوت في حرب مجنونة لا زالت مستمرة على الرغم من دعوات الحوار المزعومة التي يُراد بها إجهاض الثورة.
لم ير الأطباء والممرضون في البحرين في حياتهم هذه النوعية من الإصابات وهذه الحالات من الاختناق بغازات سامة والتي أُريد بها جميعا القتل والفتك والتنكيل بكل من تسول له نفسه التعبير عن رأيه أو المطالبة بحقوقه المشروعة التي كفلتها المواثيق الدولية التي من أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومن قبلها الشرائع السماوية.
رولا وفوق كل شهاداتها العلمية وخبراتها العملية في التمريض وتعليم التمريض وجودة الخدمات التمريضية وفوق تخريجها أجيالا من الملائكة الذين سخروا طاقاتهم لرعاية المرضى من جميع مكونات المجتمع هي إنسانة حية بالمعنى الحي للإنسانية الذي يحوي صفاء نبعها العطف والرحمة والعزة والكرامة وحب الخير للجميع.
رولا لم تقف لتتفرج ولم تسكن أو تستكين، رولا بيديها وقلبها كانت معكم أيها الكادر الطبي فكونوا معها فمازالت أشعة شمسها أسيرة ظلام سجون البحرين.

قلم حُر من البحرين المحتلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق