الأرشيف

ملاحظات على “مقدمة” كتاب البحرين … قصة الصراع السياسي 1906-1956
للكاتبين محمد عبد القادر الجابر وسوسن علي الشاعر

بقلم : حسن عبد الله – يناير 2001 صدر مؤخرا كتاب “البحرين … قصة الصراع السياسي 1904-1956″ لمؤلفيه : محمد عبد القادر الجاسم وسوسن علي الشاعر ، يقع الكتاب في 384 صفحة ويتـألف من كلمة أولى وكلمة أخيرة وبينهما مقدمة وأربعة فصول .  يعتبر هذا الكتاب بشكل عام استمرارا للكتب التي تسعى جاهدة لإعادة كتابة التاريخ وفق النظرة المتزلفة لآل خليفة ، ولا يهمها إن تجاوزت بعض الحقائق أو غضت الطرف عن البعض الآخر في سبيل إرضاء من كتب الكتاب لأجلهم ، والمشكلة التي وقع فيها الكاتبان أنهما حاولا تجيير الحادثة التاريخية للفكرة التي من أجلها ألف الكتاب حتى لو كانت الحادثة لا يمكن تجييرها لذلك ، وهذا الأمر جعلهم يتخبطون ويكتبون أمورا لا يعرفون أو يعرفون لكن يتجاهلون أنها تتناقض مع بعضها البعض ، ولتوضيح شئ من ذلك سيتم طرح بعض الملاحظات التي اختصت بها المقدمة فقط دون باقي الفصول ، رغم أن الكتاب يحوي في مجمله الكثير من الأمور التي تجدر الإشارة إليها ، ولكن رغبة في إعطاء كل جزء حقه من النقد والملاحظة فسيتم عرض بعض الملاحظات حول المقدمة التي كان يهدف الكاتبان من خلالها إلى تلخيص بداية حكم آل خليفة للبحرين .  أولا : آل خليفة وتحرير البحرين من العجم !!  يذكر المؤلفان أن هدف آل خليفة من هجومهم على البحرين قبل عام 1700 كان لتحريرها من العجم .  التعليق :  من الصعب تمرير هذه الحجة التي توحي بمدى حرص آل خليفة على البلاد العربية ورغبتهم في تخليص البحرين العربية من المحتل الأجنبي المتمثل في العجم ، وذلك لأن تاريخ آل خليفة ملئ بالمواقف المتزلفة للأجنبي الذي يضمن بقاء كرسي الحكم لهم ، ولا يمكن أبدا تفسير هجوم آل خليفة على البحرين بأنه من أجل تحريرها من العجم وإنما كان الهدف هو الاستيلاء على البقعة التي تضمن لهم أكبر نصيب من الأموال ، ومما يدل على فساد الرأي القائل برغبة تحرير آل خليفة من العجم ما يلي :  1- حينما يتحدث المؤلفان عن أسباب خروج آل خليفة من الكويت يذكران رواية محمد علي التاجر صاحب كتاب عقد اللآل في تاريخ أوال ، حيث يقول :”إنه في عام 1154 هجري غزا طهماسب شاه الفارسي البصرة ، ووصل إلى الزبير والكويت فانتهبهما بعد أن حارابهما ، ولما عاين خليفة وفاضل أبناء الشيخ أحمد (آل خليفة) ما نالهم من التعدي الممقوت من العجم أنفا الذل وكرها الإقامة في بلاد تنازلهما فيه أيدي الأعاجم فخطرت ببالهما الهجرة” ، والسؤال المطروح : أين هي عروبة آل خليفة ؟ ولماذا لم يدافعوا عن الزبير والكويت وينازلوا الأعاجم ؟ أم أن العروبة تبرز فقط حينما يرغب آل خليفة في الاستيلاء على بلد اللؤلؤ والنخيل والأموال ؟!! . 2- تذكر مي محمد الخليفة في كتابها “مع شيخ الأدباء في البحرين الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة” أن الشيخ محمد بن خليفة الذي حكم البحرين لمدة 26 عاما من عام 1843-1869 م ، كان يضع “العلم التركي فوق البرج الغربي من قلعة أبي ماهر . ووضع العلم الإيراني فوق البرج الشرقي من القلعة نفسها” وذلك لكي إذا هاجتمه واحدة استند بالثانية عليها ، فأين هي الشهامة والعروبة المدعاة !! فإذا كان آل خليفة يرغبون في تحرير البحرين من العجم فلماذا يسمح الشيخ محمد بن خليفة لنفسه أن يرفع علم الأتراك فضلا عن الأعاجم ، وترى مي الخليفة أنه عمل ذلك على الرغم من عدم ولائه للدولتين وهذا صحيح ولكنه لا يبرر أبدا أن يفتح أبواب البحرين للمحتل التركي أو الفارسي وذلك من أجل أن يحافظ على كرسي حكمه ، وإذا علمنا ذلك علمنا تبعا له أن هجوم آل خليفة على البحرين لم يكن أبدا من أجل تحريرها من الأعاجم وإنما من أجل خيراتها ، وإلا فأين هي النزعة التحريرية في رفع علم الفرس والترك في آن واحد !! . ثانيا : أسباب خروج آل خليفة من الكويت .  يذكر المؤلفان روايتين حول أسباب خروج آل خليفة من الكويت ، وكلتا الروايتين تجعل السبب خارجيا ولا علاقة له بعلاقة آل خليفة مع آل صباح والجلاهمة وهم أصحابهم في الحلف ، فالرواية الأولى تذكر بني كعب كسبب للهجرة ، والرواية الثانية تذكر الفرس كسبب للهجرة .  التعليق :  لم يطرح الكاتبان وجهة نظر أخرى تقول بأن سبب الهجرة هو العقلية التجارية لآل خليفة والتي تجعلهم يؤثرون أنفسهم على غيرهم ولو كان بغيرهم خصاصة ، فهذه العقلية التجارية دفعت آل خليفة للرغبة في الاستئثار بكل عوائد التجارة وعدم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام كما يقضي بذلك الحلف القائم بين آل صباح والجلاهمة وآل خليفة حينما كانوا في الكويت ، إذ من المعروف تاريخيا أن العتوب حين وصلوا الكويت قسموا الأعمال فيما بينهم فكان الحكم لآل صباح وشئون البحر للجلاهمة والتجارة لآل خليفة ، ونترك الحديث الآن ل”فرنسيس واردن” عضو مجلس بومباي ، مساعد المقيم في الخليج حيث يقول :”إن جمع الثروة جعل الفرع التجاري راغبا في التحلل من التحالف القديم ، لكي ينفرد أصحابه بالتمتع بالغنى وبتحصيل الثروة”. ويضيف “غير أن الفرع التجاري (بني خليفة) اضطروا أن يسلكوا طريق المواربة ليحققوا مبتغاهم ، وتعهد خليفة بن محمد وكان زعيما داهية واسع الحيلة بتحقيق ذلك ، فصور للقبيلتين الأخريين مخايل الثراء التي تتراءى لعينيه من الانتقال إلى سواحل ذلك الجزء من الخليج حيث يكثر اللؤلؤ وانهم إذا أنشأوا مستوطنا في بقعة مجاورة استطاعوا أن يباشروا استخراج اللؤلؤ بأنفسهم ، وأغرتهم الفوائد المترقبة ، فأذنوا لشيخ بني خليفة بمغادرة الكويت مع قسم من قبيلته وعلى هذا مضى ونزل في الزبارة على الساحل العربي ، وسرعان ما حصل بذكائه وأمواله على قسم هام من مصايد اللؤلؤ ، وكما استطاع بسخائه
مع جيرانه من زعماء العرب ، ومع حلفائه السابقين ، أن يستدعي بقية قبيلته إلى هذا المستوطن الجديد. ومع الزمن انفصل تماما عن القبيلتين الأخريين واستقل في الزبارة” ويضيف أيضا “وبعد فوات الفرصة أدرك أبناء صباح والجلاهمة الدوافع الحقيقية التي وجهت سلوك آل خليفة لكنهم لم يكونوا يملكون التبرم بها” . (انظر : د. أبو حاكمة ، تاريخ الكويت ، الجزء الأول ، القسم الثاني ، ص: 173-174) .  إن سبب هجرة آل خليفة من الكويت هو رغبتهم في الاستئثار بعوائد التجارة المربحة في سواحل الخليج ، وإذا كان آل خليفة قد استخدموا طريق “المواربة” ضد من كانوا معه في حلف وهم من نفس قبائل العتوب التي ينتمي لها آل خليفة ، فكان الله في عون أهل البحرين وهم ليسوا في حلف مع آل خليفة وليسوا من العتوب .  ثالثا : الزبارة في حكم آل خليفة : يذكر الكاتبان أن آل خليفة “نحجوا بتحويل الزبارة خلال فترة قصيرة ، من بلدة فقيرة إلى غنية مزدهرة ، وكان ذلك بفضل حسن الإدارة ، وقوة العزيمة وسياسة الاستيراد والتصدير المتساهلة التي انعكست إيجابا عليهم” ص : 12 .  التعليق :  إذا كانت الزبارة قد وصلت إلى هذا الحد من النعيم والرفاه الاقتصادي فلماذا يا ترى يضيق صدر أهل قطر بآل خليفة ؟ إن المفروض على أهل قطر أن يرحبوا بمن جعل أرضهم عامرة بالخير والأموال ، هذا هو المفروض ، ولكن الواقع غير ذلك ، لقد تضايق أهل قطر من آل خليفة حتى اضطر آل خليفة لبناء قلعة مرير وبناء سور حول الزبارة لحماية أنفسهم !! حتى أن الكاتبين قد أوردا كلاما لمحمد علي التاجر في حادثة استيلاء آل خليفة على البحرين حيث يقول إن “أهل قطر كانوا متضايقين من آل خليفة ، فوجهوا أنظارهم إلى الاستيلاء على البحرين ، ليتخلصوا من مضايقتهم ومزاحمتهم لهم في بلادهم بهذه الوسيلة” ، ونحسب أن هذا الضيق عند أهل قطر كان نتيجة لاستئثار آل خليفة بكل الخيرات ، وإذا حق لأهل قطر هذا الضيق والتبرم من النزعة الاستئثارية لآل خليفة فيحق أيضا لأهل البحرين ذلك .  رابعا : آل خليفة والاستيلاء على البحرين : يذكر الكاتبان عن كيفية استيلاء آل خليفة على البحرين ما ذكره التاجر من أن مملوكا لآل خليفة حينما كانوا في الزبارة جاء لشراء جذوع النخل من جزيرة سترة في البحرين فحصل شجار بينه وبين أهل سترة “وكانت النتيجة قتل المملوك وإساءة عدة من رجاله” ، وأخذا بالثأر جاءت قوات آل خليفة “فقتلوا وزير سترة وجملة من الأهالي” ، ونتيجة لذلك استنجد أهل سترة بآل مذكور فغضب وقاد حملة ضد الزبارة انتهت باحتلال آل خليفة للبحرين .  التعليق : 1- ما هذه المعادلة القاسية عند آل خليفة ، فقتل مملوك آل خليفة (ان صح ذلك بالاساس) والإساءة إلى بعض رجاله تساوي قتل وزير من أهل البحرين وجملة من الأهالي ، وكل ذلك يصبح مقبولا استنادا إلى قاعدة “الأخذ بالثأر” ، ويبدو أن هذه القاعدة لازال معمولا بها في البحرين إلى هذا اليوم . 2- إن آل مذكور وعلى الرغم من أنهم ينتسبون إسميا إلى حكام فارس إلا أنهم كانوا يقدمون النجدة لأهل البحرين إذا ما طلبوها ، وخير دليل على ذلك حينما غضب آل مذكور لما فعله آل خليفة في أهل سترة وبسبب ذلك هاجموا الزبارة ، وفي مقابل آل مذكور نجد آل خليفة على عكس ذلك تماما ، فهم بدلا من أن يكونوا عونا للشعب أصبحوا فرعونا عليه ، وخير شاهد على ذلك كيفية تعامل آل خليفة مع أهل البحرين أثناء الغزو العماني ، إذ من المعروف أن آل خليفة هم الذين استنجدوا بحكام عمان لتخليصهم من الوهابيين ، ولكن آل خليفة على الرغم من ذلك قاموا باضطهاد وقتل وتعذيب أهل البحرين بحجة أن أهل البحرين هم الذين تسببوا في احتلال العمانيين للبحرين في إحدى الهجمات العمانية ، وقد ذكر ذلك السيابي وهو أحد الكتاب العمانيين .  خامسا : البحرين في السنوات الأولى من حكم آل خليفة :  يذكر الكاتبان أنه “في الثلاثين سنة الأولى من حكم آل خليفة حققت البحرين تقدما سريعا في النواحي التجارية ” . ص: 21 . التعليق :  لا ضير على آل خليفة في ذلك لأنهم اعتبروا البحرين غنيمة لهم وحدهم بعد أن نقضوا تحالفهم مع آل صباح والجلاهمة ، ويذكر الخوري في كتابه القبيلة والدولة في البحرين حينما يتحدث عن أحمد الفاتح ما نصه “اعتبرها (البحرين) منطقة محتلة تؤمن له ولاتباعه ما أمكن من الضرائب والأموال” ص: 47 ، فالبحرين كانت في نظر أحمد الفاتح منطقة محتلة تؤمن له موارده المالية أما كيف يعيش الشعب ، وكيف يقاسي ضنك الحياة فهذا ما لا شأن له فيه. ويذكر حمزة الحسن في كتابه الشيعة في المملكة العربية السعودية أنه “حينما سيطر آل خليفة سنة 1783 م على البحرين واحتلوها أمعنوا في الأهالي قتلا وسحقا ، ففر هؤلاء الشيعة إلى الأحساء ، ويذكر كرستن نيبور أنه في منتصف القرن الثامن عشر كان في البحرين 365 قرية ومدينة ، وبعد احتلال آل خليفة للبحرين بغزوهم لها من البر ، أصبحت لا تحتوي إلى على مدينة واحدة محصنة ، إلى جانب 40-50 قرية في حالة سيئة بسبب الحرب الطاحنة بين الغزاة والسكان الشيعة”. وتأييدا لما ذكر حول خراب المدن والقرى في البحرين نذكر بعض القرى التي خربت وقد ذكرها الشيخ علي البلادي في ثنايا كتابه أنوار البدرين :  1- “الرويس بالتشديد تصغير رأس قرية من قرى البحرين والظاهر أنها الآن خراب” . ص: 119 . 2- “الغريفة بالضم تصغير غرفة قرية من قرى بلادنا البحرين … في الطرف الجنوبي من قرية الشاخورة وقد خربت” ص: 82 .  3- “عالي حويص وهي الآن خراب” . ص: 217 .  4- “العسكر قرية من قرى البحرين في طرفها الجنوبي وهي الآن خراب غير مسكونة وقرية المعامير حدثت بعد خرابها وأهلها أهلها كذا قيل” ، وقد علق ا
لشيخ عبد الله بن أحمد العرب على ما قاله الشيخ البلادي بقوله :”والعسكر هذه تعرف بعسكر الشهداء ولم أقف على وجه نسبتها وقد سكن الآن في بعض نواحيها أناس من السنة يسمون آل أبي رميح” .  ومما تجدر الإشارة إليه أن قرية عسكر كانت قد أنجبت فقهاء قبل خرابها كما يبدو ومن فقهائها الشيخ علي ابن الشيخ حسين الشاطري العسكري الشهدائي .  سادسا : آل خليفة والحفاظ على كرسي الحكم : يقول الكاتبان :”مما لا شك فيه أن نجاح آل خليفة في الحفاظ على حكمهم طوال تلك السنوات – برغم عدم تمتعهم بقوة عسكرية – إنما هو دليل على كفاءة عالية ومهارة سياسية بالغة ، ولا يمكن لأي منصف ومتابع لتاريخ البحرين أن يغفل هذه الحقيقة” ص: 25 .  التعليق : ولا يمكن لأي منصف ومتابع لتاريخ البحرين أيضا أن يغفل عن حقيقة أن آل خليفة لم يستطيعوا البقاء على كرسي الحكم في البحرين إلا على أساس دعامتين ، الأولى : هي فتح الباب على مصراعيه للمحتل الذي يضمن بقاء الحكم لهم ، الثانية : اضطهاد شعب البحرين صاحب الأرض والتاريخ ، فعلى هاتين الدعاميتن اعتمد آل خليفة منذ أن وطأت أقدامهم أرض البحرين وإلى يوم الناس هذا ، ولا أدل على ذلك من فتح أبواب البحرين لبريطانيا سابقا ولأمريكا حاليا وقاعدة الجفير مثال حي على ذلك ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن اضطهاد شعب البحرين لم يتغير وإن تغيرت الشعارات البراقة التي تميز عهد الحاكم الجديد عن سابقه . وختاما .. بعد هذه الجولة السريعة لا يسعنا إلا أن نقول بأن مقدمة الكتاب حوت على مغالطات لا تنسجم مع العبارة التي كتبت لوحدها وبخط واضح في صفحة 3 حيث يقول الكاتبان :”نريد إرثا تاريخيا نقيا لا تخالطه نوازع .. ولا توجهه رغبات .. ولا تفسره انتماءات” ، وذلك لأن الكاتبين لم يلتزما بما ألزما به أنفسهم في هذه العبارة وكدليل على ذلك فإن الكتاب نفسه يقدم للقارئ فقرات جاهزة ما عليه سوى قصها ولزقها إلى جنب عبارة أخرى في نفس الكتاب ليتبين التناقض الواضح في بعض النقاط . ومما تجدر الإشارة إليه أيضا أن كتابة التاريخ حينما يقوم بها شخص متهادن مع الحكومة فإنه يخرج في كثير من الآراء على الآراء التي يقول بها الباحثون الآخرون من أهل الاختصاص ، ومن أمثلة ذلك نجد كتاب الخوري وكتاب محمد الرميحي يحتويان على الكثير من الآراء التي تصب في خانة الشعب وتوضح الأمر على حقيقته ، مما يجعل مهمة الباحث المنصف سهلة لوجود المصادر التي تؤيد مدعاه ، أما كل من يكتب من أجل الحكومة ولتبرير مواقف الحكومة الخاطئة فيجد نفسه خارج السرب ولذا يكون لزاما عليه أن ينقد النظرة المنصفة الأخرى مما يسبب له مهمة أخرى تفوق مهمة السرد التاريخي المجرد .

هذه ملاحظات حول “مقدمة” كتاب “البحرين … قصة الصراع السياسي 1904-1956” للكاتبين محمد عبد القادر الجابر وسوسن علي الشاعر ، ويتبعها إن شاء الله ملاحظات حول “الفصل الأول” من الكتاب ، فترقب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق