Bahrain Freedom Movement

لم يكن مستغربا ما صرح به خليفة الظراني بالامس بما اسماه قرار برغبة مستعجلة بشأن تعويض المتضررين في املاكهم في حوادث التسعينات, الا ان الغريب هو تأكيده على تاريخه النزيه والملئ بالشرف والاخلاص !
فالقرار ” برغبة ” ينسجم مع تطلعات وتاريخ هذا الرجل وتاريخ وممارسات شريكه في هذا التاريخ الاسود ومن عينه من ضمن حاشية الفساد والتنكيل بالشعب  . من يعرف تاريخ هذا الرجل لا يستغرب أبدا قراره “برغبة”, فالرجل بدأ كعضو مجلس وطني في المجلس المنتخب في السبعينات, وسرعان ما اتضح ميله الشديد وولعه بنهج سيده السفاح خليفة بن سلمان . ولم يكن له دور يذكر في التصدي لقرار سيده بتعطيل بعض مواد الدستور العقدي , والذي أدى في النهاية للتعطيل الكامل لدستور البلاد , والذي ادخل البلاد في حقبه سوداء , إمتلأت بها السجون من الابرياء والاحرار, وقتل العشرات , وتشريد وتهجير المئات من أبناء البلاد, لا لشئ سوى تنفيذا لرغبات الجلاد الاكبر خليفة بن سلمان. الظهراني كان دائما العصى الناعمة التي تساعد على تمرير مخططات العائلة الخليفية خلال حقبة ما بعد الاستقلال بدءا بالمجلس الوطني السابق مرورا بالمجلس المعاق في الفترة بين 2002 و 2006 .
فهذا القرار المستعجل ليس إلا دليلا آخر على الاستمرار على النهج الذي خطه خليفة بن سلمان منذ توليه رئاسة الوزراء قبل أكثر من 35 عاما. إنه من أوضح الامور أن يستمر هذا النهج, وإن هذا القرار ليس إلا تكلمة لهذا المشوار الطويل من الايغال في توجيه الصفعات لمن يعتقد بإمكانية الحصول على ابسط الحقوق عبر مجالس الشيخ حمد وعمه . إن أغلبية شعب البحرين لا ترتجي من هذا المجلس الا المزيد من التضييق على الحريات ومصادرة للحقوق. فهل كان البعض ينتظر أن يتمخض عن هذا المجلس الذي يمسك بكل مفاصله حمد بن عيسى وعمه خليفة بن سلمان أي خطوة أيجابية نحو إنصاف ضحايا حقبة القمع والاضهاد؟ وهل سيعترف الجاني بجرائمه التي لم تستثني طفلا أو شيخا أو حتى إمرأة فضلا عن آلاف الضحايا من الشباب ؟
أن شعب البحرين إتخذ قرار برغبة صادقة نحو المضي في تحقيق أهدافه المشروعه من الحصول على دستور عقدي ونبذ القرارات التي ترمي لتغيير التركيبة السكانية , وإنصاف أهالي الشهداء و ضحايا التعذيب , وإن هذه القرارات لن تثنيه عن المضي قدما في تحقيق أهدافه . ,إن هذا المجلس المعاق برغابته الخليفية لا تساوي قطرة دم شهيد أو أنة معتقل تحت وطئة التعذيب أو حسرة مهجر قضي سني عمره بعيدا عن أهله ووطنه . بل إنه يؤكد يوما بعد يوم عن الاهداف والرغبات الخليفية التي أنشأ من أجلها , كما أنه يؤكد على التاريخ الاسود والذي لعب فيه خليفة بن سلمان وجلاوزته من أمثال خلييفة الظراني دورا بارزا في التنكيل بأبناء الشعب  وليس أمام شعب البحرين إلا التصدي لهذه الرغبات المستعجله .

 إن التاريخ الذي تكلم عنه خليفة الظهراني لازال في ذاكرة أبناء الشعب , فهل تنسى الامهات قتل ابناءهن  بالرصاص ؟ أم نسى المعتقلون أصوات السياط تتلوى على أجسادهم ؟ أم نسى المهجرون حسرتاهم على وطنهم وأهلهم ؟ وعليه أن يعلم بأن تلك الصفحات السوداء من تاريخه وتاريخ الغزاة لن تنطوي إلا بعد أحقاق الحق وعودته إلى أصحابه طال الزمان أم قصر . وليس أمام محاولاته بتزييف ذلك التاريخ الذي لن ينطلي على أحد إلا أن يشرب من ماء البحر إن سمح له أسياده بذلك .