الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

ذكر احد النواب الموالين بأن (نكرات) قد تطاولت على رموز النظام.. وطالب بتطبيق القانون والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه.. الى آخره من المنشيتات التي تفننت بها احد الصحف المحترمة ايضاً. في البداية لابد من الاقرار بأن كل مواطن في هذا الوطن له كرامته ومكانته وهو على قدم المساوة مع أكبر شخصية في هذا البلد.. فالمواطنون ـ بموجب الدستور (اذا كان يعترف به سيادة النائب الموالي) ـ متساوون في الحقوق والواجبات.

والمسألة الثانية ان كل نائب، بمجرد وصوله الى المجلس يجب ان يعتبر نفسه ممثلاً لكل شعب البحرين، وليس ممثلاً للحكومة، وليس ممثلاً لطائفة، او قبيلة او عرق، او جمعية سياسية .. وبالتالي فعليه مسؤولية كبيرة تجاه كل مواطن.. وتجاه الوطن، ولا بد ان تكون لديه القدرة على التصرف الحكيم والقول المسؤول بحيث يصب كلامه فيما يفيد الناس، وما يفيد البلاد، وما يدرأ عنا خطر ما يجري في بلدان مجاورة كالعراق يتصرف بعض نوابها وحكومتها كممثلي ميليشيات يسعون لتصفية حسابات حزبية او طائفية او للسطو على المال العام!!

والمسألة الثالثة وهي الاهم هي ردود فعل الناس حيال ما قام به جهاز الامن الوطني من مبادرة سيئة يريد ان يستعيد فيها مرحلة هندرسون السيء الذكر. فاذا كانت ردود فعل الجماهير الشعبية المسحوقة التي لا يعرف وضعها غالبية النواب قد (باعت الغالي والرخيص) بهذه الطريقة العنيفة، وخرجت للشوارع لتشعلها استننكاراً للطريقة غير القانونية وغير اللائقة التي جرى بها اعتقال (هذا النكرة) بحيث وجدت السلطة نفسها (متسودنة) لا تدري اين ترسل شرطتها وقوات قمعها الى الدراز او سترة او كرزكان او عالي او المحرق، واتخذت قرارها باطلاق سراح (النكرة) قبل ان تتحول البحرين الى نكرة!! قبل معرفة ما قاله مشيمع حول القيادة السياسية (ولن أتحدث عن الاخوين الآخرين، فمشيمع احد الرموز التاريخية التي لا يعرفها بعض النواب ـ لأنهم لا يعرفون تاريخ نضالات شعب البحرين، ويبدو ان البعض لايعرف تاريخاً للبحرين قبل ان يُجلب الى المجلس النيابي ـ وهو عضو لجنة العريضة الشعبية التاريخية التي حتماً لم يوقع عليها نواب الصدفة والموالاة في الوقت الحاضر، وهو احد ابرزالقيادات الميدانية في الانتفاضة الشعبية التي اجبرت النظام على التراجع عن قوانينه التعسفية، وهو احد رموز لجنة المبادرة التي وجدت وزارة الداخلية ضرورة الدخول معها في مفاوضات مضنية وهم في السجن بعد أن عجزت اجهزتها عن السيطرة على الموقف الشعبي).. وبغض النظر عن مدى اتفاقنا او اختلافنا معه حول تشكيل حركة حق التي يبدو انه استلهم، ورفاقه، فكرتها من حركة كفاية المصرية التي قالت للرئيس المصري (كفاية توريث) واطلقت في الشارع المصري تلك الحيوية التي شهدناها في الاعوام الثلاثة المنصرمة. .. فان من المفيد الاشارة هنا أن التحقيق لم يركز على الموضوع الذي عالجه الاخوة في حركة حق في موسم عاشورا المبارك، والذي ناقشته الجمعيات السياسية وطرحته لجلالة الملك في لقائها الشهير معه، والذي أكد عدم معرفته به، وطالبت بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق حوله.. والذي ثبت بالملموس ان السلطة تسير على هديه، وتدفن رأسها في الرمال عندما ترفض السماح لأي صحفي ان يتطرق اليه والا سيكون مصيره مصير محمد السواد.. وخلال هذه الايام تتم مناقشة المجلد الثاني وقد يكون هناك مجلدات اخرى في حوزة الدكتور صلاح.. بل ركز التحقيق على ما قيل عن الافراد، عن المسوؤليين الاساسيين في البلاد، وهل استخدمت عبارات نابية بحقهم ام تم التمسك بالقانون ولم يتم التطاول عليهم!! فالمسؤليين مهما قاموا به من اعمال، أهم بكثير من الوطن وسمعته ومستقبله!!.

في معرض حديثي مع الاخوة كنت اقول بأن الناس قد خرجت مستنكرة الاعتقال والكيفية التي تم بها، فليس من حق الامن الوطني ان يبعث بعناصره لتتصرف بشكل غير لائق مع اي مواطن على الطريقة القديمة الفظة التي تعبر عن الحنين الى تلك الايام السوداء التي لا يتمنى شعب البحرين لحكومته ان تعود اليها، فالغالبية الساحقة من الناس الذين يعصرهم القهر السياسي والفقر والديون والضغوط النفسية والاجتماعية وغيرها والذين لا يزالون يطالبون بحقوقهم الدستورية وبتقديم القتلة والجلادين الذين ارتكبوا الموبقات في مرحلة امن الدولة الى العدالة لتصفى النفوس، هؤلاء المواطنين ـ لعلم المسؤولين ونواب الموالاة ـ بايعينها!! ويريدون فرصة للتعبير عن غضبهم واستنكارهم (ولن نقول كراهيتهم لنظام يصر على استمرار سياسة بالية ويعالج كافة القضايا بعقلية امنية وليس بعقلية سياسية). حباً في البحرين.. لا بد من معالجة اساس المشكلة.. فلن يكون لمشيمع او غيره مجالاً للحديث السلبي عن اي مسؤول اذا تمسكت الحكومة بالحقوق الاساسية للمواطنين، وعلى المساواة بين الجميع . بل وتعميق ثقافة التسامح والمساواة ومحاربة كل اشكال التمييز … وقبل ذلك وبعد ذلك، العدالة الاجتماعية بحيث يشعر الجميع بأن اموال البلاد تصرف بشكل صحيح ومن اجل رفع مستوى معيشة الناس. عندما تعتبر الحكومة ما ورد في تلك التقارير خطراً على مستقبل البحرين.. وتتخلى عن السياسات التي تشير الى انها ماضية في غيها ولا تريد اعادة النظر في الاخطاء و(الاستراتيجيات) التي رسمها (طلاح)… واول بند في ذلك هو وقف التجنيس السياسي.. فيمكنك معرفة حجم المشاكل التي ستعاني منها البحرين في مستقبل الايام ان خانك جسدك وصرت ضيفاً على مستشفى السلمانية او بات من الضروري بالنسبة لك ان تتزوج ويكون لك بيت يأويك او اكتشفت ان المياه المكررة لم تصل اليك بعد.. او ان السمك بات من غذاء الاغنياء، وان وجبتك الاساسية يجب ان تكون (صالونة الدال بدون بهارات حتى لا تصيبك تقرحات في معدتك)..

لكي تعرفوا ايها المسؤولين اين وصل مشروعكم (الاصلاحي)… اسمعوا ما يقول الناس من خارج البحرين عن هذا البلد الذي سكن عشقُه أهله!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق