الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

من يلقى القبض على ليندا…

عباس ميرزا – 13/02/2007c – 19:20 | مرات القراءة: 545   

وزارة الداخلية وانتهاك القانون والسيادة ” ستكون ليندا شاهدة على أن هناك فضائح متستر عليها لا تقتصر على ضرب المواطنين عند اعتصامهم سلميا بالقنابل المسيلة للدموع والأعيرة النارية فقط وإنما على انتهاك سيادة وقانون هذا البلد من قبل قوات الأسطول الخامس . كما ستكون شاهدة على صراخ الطبالين والبوالين بالدفاع عن القانون وحرمة الوطن ليست إلا آهات بغية على فراش المتعة المحرمة…”

الصورة التي وزعتها وزارة الداخلية لفتاة تايلندية تحمل فيروس نقص المناعة ( الايدز) استطاعت بخبث إعلامي أن تحجب صور السحب الكثيفة لغازات المسيل الدموع وطلقات الأعيرة النارية التي غطت سماء وأرض مناطق متفرقة من البحرين الأسبوع المنصرم . صورة الفتاة صورة واحدة لا يتجاوز حجمها حجم الصورة الرسمية تغلبت على مئات الصور لقوات رجال الأمن البحرينية وهم يتعدون على مئات من المواطنين خرجوا احتجاجا على اعتقال الأستاذ حسن المشيمع والناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة واعتقال مجموعة من الشباب الناشط سياسيا.
ولكي لا نقع في السهو لم يكن باستطاعة صورة لندا أن تكون فعالة تغيير بؤرة الحدث و إرسال رسالة مغلوطة عن دور وزارة الداخلية في انتهاك حرمة أمن المواطن لو لا التغطية التي قام بها رجال المهمات القذرة او ما يطلق عليهم بالبوالين والطبالين في بعض الصحف خصوصا صحيفة الوطن وأخبار الخليج وتغطية نواب مراكز العامة في مجلس النواب .
لنرى مقارنة أخرى توضح حجم التلاعب بالحقيقة فليندا ما هي إلا واحدة من مئات الفتيات الأجنبيات الآتي يعملن في سوق البغاء البحريني ، ولا يخضعن هولاء البغايا لأي فحص طبي، كما لا يخلو أي فندق في البحرين منهن ويمارسون البغاء بعلم من وزارة الإعلام ووزارة الداخلية وفي الوقت نفسه فالأرقام الرسمية عن انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة ما تزال غامضة وغير دقيقة نتيجة لعجز وزارة الصحة عن إجراء تعداد حقيقي ومسح شامل أو حتى اتخاذ اجراءت وقائية لحصر المرض بينهن. هذا الإخفاء والتغطية يقابله إخفاء وتغطية أكبر وهي الاعتداءات المتكررة من قبل قوات الأمن على الاعتصامات السلمية التي تقيمها اللجان الأهلية في بعض القضايا الحقوقية بالذات. وقد جرت العادة أن تصدر تعليمات مشددة من قبل وزارة الداخلية لمنع نشر أيصورة تظهر رجال الأمن في حالة انتهاك للقانون .
المهتمون بالامر هنا لديهم هواجس وأسئلة جادة حول اهتمام وزارة الداخلية بقصة هذه الفتاة بالذات دون غيرها من فتيات البغاء والحاملين لفيروس الإيدز وهم يشككون في الجهة التي تقف خلف الدعاية المقننة لها حتى يبدو الأمر أنها القصة الوحيدة من نوعها وأن وزارة الداخلية والمسئولين لا علاقة لهم بفضائح رجال قوات مكافحة الشغب وانتهاكهم المستمر لأمن المواطن . يقول أحد المتابعين ” أن القصة برمتها لا تعدو أن تكون رغبة قوات المارنيز الأمريكية المتواجدة في البحرين في إلقاء القبض على هذه الفتاة لكونها نقلت المرض على بعض أفرادها وأن قيادة الأسطول الخامس هي أول من نشر تعميما حولها ونشر قصتها لكنها اليوم أصبحت بمثابة دعاية استهلاكية تستخدمها وزارة الداخلية في الأوقات الحرجة وكأنها استثمار لتغطية انتهاكات وزارة الداخلية وعجز الحكومة عن تلبية المطالب الشعبية المستمرة من أجل أصلاح سياسي حقيقي في البحرين” وتعليقا على هذا الرأي يقول أحد المختصين في الشأن السياسي أن قصة ليندا رغم الوظيفة القذرة التي توظفها وزارة الداخلية فهي تحيل إلى فتح ملف أكبر يتعلق بنفوذ قيادة الأسطول الخامس وانتهاكه لقانون السيادة السياسية للبحرين فأفراد هذه القوات لا يخضعون لأي إجراءت لدخول الأراضي البحرينية ويتمتعون بحصانة قانونية عالية تحميهم من الملاحقة القانونية فهم لا يخضعون لمحاكم البحرين و في حالة ارتكابهم لأي مخالفة تتولى القيادة العامة للأسطول متابعة قضاياهم الجنائية ويسترسل قائلا أن إصرار الجهات الأمنية على إلقاء القبض على الفتاة ليندا يأتي في هذا السياق فلو أصيب عشرات البحرينيين بالمرض منها لما تحركت تلك الجهات ولكن الأمر يتعلق بسيادة القانون الأمريكي على القانون البحريني”
ستبقى قصة ليندا جارية مجرى قصص أخرى تنشط فيها الماكينة الإعلامية لتغطية فضائح أكبر من القصة نفسها وستكون ليندا شاهدة على أن هناك فضائح متستر عليها لا تقتصر على ضرب المواطنين عند اعتصامهم سلميا بالقنابل المسيلة للدموع والأعيرة النارية فقط وإنما على انتهاك سيادة وقانون هذا البلد من قبل قوات الأسطول الخامس . كما ستكون شاهدة على صراخ الطبالين والبوالين بالدفاع عن القانون وحرمة الوطن ليست إلا آهات بغية على فراش المتعة المحرمة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق