الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلاً صدق الله العظيم الاعزاء عائلة فقيد الوطن الشيخ عبدالامير الجمري ايها الاخوات والاخوة

هناك اناس يعيشون بيننا، ولكنهم أموات يتحركون.. وهناك أناس يرحلون عنا، يغيبهم الموت.. فسيستمر حضورهم ويتصاعد في اللحظات والمحطات التاريخية، ويتذكرهم كل الناس.. انهم رجال من طراز سماحة الشيخ المرحوم فقيد الوطن، عبدالامير الجمري طيب الله ثراه .

في المنعطفات التي مر بها الوطن، ومنذ أن عدنا الى ارض الوطن في الثامن والعشرين من فبراير 2001، كان الجمري قبلها وبعدها حاضراً في زوايا الوطن.. في كل قضية من قضاياها الكبرى ..

في اللحظات التي ارادها رجالات امن الدولة ان تكون المعركة طائفية، مفتصرة على الشيعة، يساومونه على نبذ العلاقة مع الوطنيين والديمقراطيين، كان يردد (السجن أحب أي مما تدعونني اليه) فالوطنيون شركاء مع التيار الشيعي ومع التيار السني ومع كل التيارات السياسية المناضلة من اجل العدالة ومن اجل المساواة ومن اجل ان يكون الوطن للجميع ومن أجل أن يكون الشعب مصدر السلطات جميعاً، ومن أجل أن نكون مواطنين لا رعايا …

وعندما غُلّت  ايدي الجلادين، واضطر النظام للخروج من الازمة السياسية التي سببتها سياساتها الطائفية والقمعية، بالاستجابة لبعض المطالب العادلة التي رفعها شعب البحرين ممثلاً في العريضة الشعبية التاريخية والتي ركزت على العفو العام وتبييض السجون والسماح لجميع المبعدين بالعودة الى البلاد، والغاء فقانون امن الدولة ومحكمة امن الدولة واعطاء المرأة حقوقها السياسية، وتفعيل الدستور واعادة الحياة البرلمانية ، عندما استجاب الحكم للمطالب الثانوية التي هي افرازاً للقضية الاساسية: المشاركة الشعبية في صنع القرار أي تفعيل الدستور واعادة الحياة البرلمانية، كان الهم الاساسي لفضيلة الشيخ عبدالامير هو توحيد الصف الاسلامي اولاً ، وتوحيد الصف الاسلامي والوطني في الوقت ذاته.. وكانت خطوته الكبيرة مع الشيخ عيسى بن محمد الخليفة هو اللقاء التاريخي في جمعية الاصلاح، وبحضور كوكبة من رجال البحرين الذين تصدوا للطائفية واصروا على وحدة كل المناضلين من اجل حقوق الشعب، وفي مقدمتهم الشيخ عبداللطيف المحمود.. الذي لا يمكن ان ننسى انه اصر على الاستمرار في لجنة العريضة وان يكون اسمه باستمرار مع رجالاتها، رغم خلافه اللاحق مع بعض اعضائها، وبالتالي فان الاصرار من قبل الوطنيين ومعهم الشيخ عبدالامير الجمري والاستاذ عبدالوهاب حسين والشيخ عبداللطيف المحمود في ان يكونوا حاضرين باستمرار مع اخوانهم الوطنيين الآخرين في كل رسالة توجهها اللجنة الى الشعب او الى الراي العام الخارجي كان التعبير الدقيق عن الايمان بضرورة الوحدة الوطنية، وضرورة وقوف كل شعب البحرين في وجه سياسة زعماء مرحلة امن الدولة الذين ساروا على خطى من سبقهم من البريطانيين قبل الاستقلال وبعده بقيادة المرتزق البريطاني ايان هندرسون.. الذي لا نزال نواصل العمل من اجل تقديمه لمحاكمة عادلة في اي مكان في العالم، هو والجلادين الذين اراد مرسوم 56 أن يحميهم، في الوقت الذي لا يمكن ان تكون مصالحة وطنية دون طي تلك الصفحة السوداء من تاريخ البحرين والتي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والالاف من المعتقلين والمبعدين.. الذين لا تزال الدولة ورجالاتها يتقاذفون ملفات العائدين من مسؤول الى آخر، ويوزعون التصاريح حول مكرمات يقدمونها لابطال لولا تضحياتهم وتضحيات الالاف من ابناء شعب البحرين لما قدمت السلطة اية تنازل.. … أن دولة عاجزة عن حل مشكلة عدة مئات من المناضلين الذين قدموا الكثير من التضحيات خلال مرحلة امن الدولة هي نفس الدولة العاجزة عن حل مشكلة السكن ومشكلة الطرقات ومشكلة العاطلين ومشكلة الغلاء الفاحش .. انها حكومة مبدعة في الفساد وتسريب المال العام، وتدمير البيئة وردم السواحل بعد ان اكتشفت ان الاراضي المدفونة اغلى من براميل النفط!! انها الحكومة التي ترفض لعمالها ومستخدميها تشكيل نقابات للدفاع عن مصالحهم.. وهي الحكومة التي تريد خصخصة الماء والكهرباء بعد أن برهنت انها عاجزة عن حل مشكلة المياه في الايام الماضية، وقبلها فضيحة الاثنين الاسود… انها حكومة الاجور المتدنية.. انها حكومة تحكم على نفسها بالعجز والافلاس.. قبل ان يفتح الناس ملفات البندر والتجنيس وحبك المؤامرات لتمزيق الشعب.. وغيرها من ملفات يبرهن فيها بعض المسؤولين ان آخر همومهم هو الوحدة الوطنية وتقدم شعب البحرين وسعادته وتخفيف المعاناة عن ابنائه .

ايتها الاخوات والاخوة

نرفض طأفنة قضايا الوطن… لذلك نشارك في تأبين هذا الرجل الكبير، المناضل الراحل، فقيد الوطن الشيخ عبدالامير الجمري.. الذي نرى الحاجة الى حضوره والتعلم من مواقفه اليوم أكثر من اي يوم آخر.. حضوره اليوم لأننا بحاجة ماسة الى الوحدة الوطنية والى ضرورة التصدي للحشد والاحتقان والمتاجرة بقضايا الطائفة او الخوف على الطائفة… اننا ـ ايها الاخوة ـ نخاف على الوطن وعلى المواطنين قبل ان نخاف على اي شيء آخر.. أن الانسان هو اغلى راسمال.. أنه اغلى ما خلق الله على هذه الارض.. ولا يمكن لمخلوق أن يكون أفضل من أخيه الا بما يقدمه من خدمة للوطن ومن خدمة لشعبه.. وبالتالي يرضي خالقه..   فقد أكد رسولنا العظيم مراراً بقوله.. انما جئت للأتمم مكارم الاخلاق…

نتذكرك يافقيد الوطن هذه الايام.. وتحضرنا بقوة ونحن نشاهد الفيلم الامريكي السلطوي الطويل .. تقرير البندر .. تقرير التوازن الطائفي .. التجنيس السياسي.. الفساد.. نهب المال العام.. الاستيلاء على السواحل.. تدمير البيئة.. ضياع بحر البحرين.. تزييف الارادة الشعبية في الانتخابات.. من اجل ان يكون مجلس الخدمات البرلماني طائفياً بامتياز ليقول البعض من المتفرجين من اعلى بأن هذا الشعب لا يستحق الا رموزاً طائفية تعرف كيف تفرق ولا تعرف كيف توحد.. واننا .. واننا .. الملتزمون بالفصل بين السلطات نعرف جيداً كيف نفصّل هذا الفصل بين السلطات.. ولا يمكن لمثل هؤلاء الذي يديرون الامور من وراء حجاب أن يخدعونا … او يجعلونا نتراجع عن مطالب تاريخية لشعبنا.. ام يدفعونا الى الانكفاء عن خدمة شعبنا بالمؤامرات التي حاكوها في الانتخابات… اننا على خطى الرحيل الكبير .. نقول لن نستسلم للدعوات والبرامج والتقارير والبنادر والعطايا الطائفية… ان شعارنا الاساسي في هذه المرحلة والذي هو الراية التي رفعها فقيد الوطن… لا للطائفية.. نعم للوطن.. نعم للوحدة الوطنية …

ايتها الاخوات والاخوة

لقد علمنا الراحل الكبير ان نتمسك بالمبادئ.. في الوقت الذي نتمسك بالحوار والطرق السلمية ونبذ العنف.. والنفس الطويل.. وعدم الاستسلام او اليأس .. او تحويل المعارك والصراعات الثانوية الى صراعات ومعارك اساسية.. واحترام اختلاف الوطنيين على كيفية مواجهة تكتيك السلطة… وبالتالي فان علينا في كل موقع ان نتحد مع كل من يريد الخير لهذا الشعب.. سواء في المعترك السياسي او النقابي او البلدي او الاجتماعي.. وهناك الكثير من القضايا التي نتفق عليها.. وهناك ايضاً ما نختلف عليه.. لكن القضايا الكبرى التي تمس حياة الناس متفقون عليها.. وعلينا ان نعمل على تشكيل اوسع جبهة ضد الفقر   وضد الطائفية… فلسنا ايها الاخوة بحاجة الى تجربة بنغلادش لنعرف ان لدينا عشرات الاف من الفقراء .. ليكتشف عباقرة السلطة ضرورة انشاء بنك للفقراء يفكرون كيف يستولون على امواله قبل ان يوزعوها على الفقراء كما شاهدنا في صندوق التأمينات والتقاعد.. ولسنا بحاجة الى معرفة ما يجري في العراق لنعرف ان هناك متاجرين وجواسيس ومأجورين يريدون تأجيج الطائفية وتمزيق الصفوف الشعبية في البحرين ..

اننا لا ندعو فقط اخوتنا البرلمانيين الوفاقيين الى تبني قضايا الناس، بل ندعو كل الكتل النيابية من المستقلين الى الاصالة الى المنبر الاسلامي الى التصدي لهذا الغول الفاحش الذي يلتهم ليس الاجور المتدنية للطبقات الفقيرة وانما يزحف على كل المستويات الاجتماعية، فالجوع ايها النواب والشوروين كافر.. وليس مفيداً توزيع التهم على الفقراء بأنهم مخربون اذا اندلعت ثورة للجياع في هذا البلد.. فالسياسة الحكومية الحالية ستؤدي الى ان تبقى حفنة صغيرة فقط لا تعرف معنى الفقر ولا تعرف معاناة الناس، بل تمعن في النهب والتلاعب بالاسعار.. ولا تتردد عن توجيه التهم للمطالبين بحقوقهم بأنهم مخربون او يستلمون توجيهاتهم من الخارج …

ايها الراحل الكبير

نعاهدك ان نكون لكل الوطن… نعاهدك ان نكون متمسكين بالحقوق المشروعة لهذا الشعب … نعاهدك ان يكون الحوار هو طريقنا لاقناع كل الحريصين على مصلحة شعبنا بالسير في هذا الطريق… نعاهدك ان نناضل من اجل برلمان حقيقي.. دستور حقيقي .. مشاركة شعبية حقيقية في صنع القرار ..

رحمك الله واسكنك فسيح جنانه… وما يخفف خسارتنا برحيلك هو هؤلاء الرجال ابناؤك الذين يسيرون على هديك.. ورفاقك وابناء شعبك الذين عبروا عن حبهم لما تحمله من حب عميق لهم يوم رحيلك في تلك الليلة الشديدة البرودة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجمعة 16 فبراير 2007

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق