الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

عدد من القضايا في الايام الاخيرة ساهمت في تكريس القناعة بضرورة تصعيد المواجهة ضد النظام الخليفي الاستبدادي، وأقنعت الكثيرين، داخل البلاد وخارجها، بان مشروع الشيخ حمد أدى الى نتائج عكسية للجميع.

فبدلا من تحسين اوضاع المواطنين، اصبح هناك شبه اجماع على فشله الذريع وانه أدى الى تداعي الاوضاع الامنية والسياسية والمعيشية بشكل خطير. وبدلا من تحقق دعم دولي لهذا المشروع اصبحت هناك ردة فعل متصاعدة لدى المنظمات والجهات السياسية والحقوقية ليس بسبب خواء المشروع فحسب، بل بمحاولته تضليل الرأي العام والتشويش على الحقائق. وبلغ الاحباط مستويات عالية حتى في اوساط ادعياء النظام ومناصريه ومن تحمس في البداية للالتحاق به معتقدا انه “مشروع اصلاحي” تجد هؤلاء اليوم مهزومين نفسيا، بعد ان اتضحت سذاجتهم وهم ينساقون وراء مشروع جوهره حماية نظام حكم توارثي مغاير لمسيرة المجتمعات الحديثة والامم الناهضة.

فبعد ان انتهى “ربيع الاحلام” حل موسم الصيف على ايقاعات  انغام اليأس والتراجع. وبدأت معاناة المواطنين مع تصاعد درجات الحرارة الى مستويات عالية، وبدأت معالم التشاؤم تعلو الوجوه. فالكهرباء في تقطع متواصل في بلد لا يتجاوز سكانه الاصليون (سنة وشيعة) نصف المليون انسان، ولا تبلغ مساحة ارضه الالف كيلومتر مربع. وبرغم تصاعد مدخولات النفط الى اكثر من ثلاثة اضعاف، ما تزال البحرين تعاني من انقطاع الكهرباء والماء في أصعب الفترات. فأين أموال النفط ايها اللصوص؟ وأين الأداء المهني في بلد يحمل ابناؤه اعلى الشهادات ويتمتعون بأفضل الخبرات؟ وأين الخطط والمشورات التي يقدمها “المستشارون” البريطانيون والامريكيون في الوزارات ومكاتب افراد العائلة الخليفية؟ لقد ادرك المواطنون مجددا ان العائلة الخليفية لم تنجح الا في ثلاثة مجالات: قمع اهل البحرين، واستلاب اموالهم واراضيهم، وبناء هيكل اعلامي ودعائي قادر على تزوير الحقائق والتصفيق للظلم والقمع والتعذيب والنهب والاحتلال. وفي ما عدا هذه المجالات فقد فشلت العائلة الخليفية في تنمية البلاد واسعاد المواطنين، والتوزيع العادل للثروة، واقناع اهل البحرين بوجود ادنى قدر من المودة والحب والاحترام المتبادل معهم. لفد فشل الشيخ حمد ومعه عصابته التي يديرها الرمز الطائفي الكبير، خالد بن أحمد آل خليفة، في تحسس احتياجات اهل البحرين خصوصا في أيام الصيف القاتلة.

في هذه الاجواء، يتواصل الحقد الخليفي باعتقال شباب البلاد والزج بهم في غرف التعذيب التي تدار بتوجيهات من خالد بن أحمد وعصابته، الامر الذي استدعى تدخلات من الجهات الحقوقية الدولية بعد ان بلغتها استغاثات الضحايا وذويهم. فهذه منظمة هيومن رايتس ووج تبعث برسائلها الى رأس النظام لتشجب سياسات عائلته، ولتطالبه باحترام حقوق ابناء البحرين، وهذه مؤسسات الامم المتحدة ومقرروها الخاصون يعبرون عن غضبهم ازاء سياسات الشيخ حمد وعصابته تجاه اهل البحرين، ويطالبونهم بتنظيف سجلهم الاسود في مجال حقوق الانسان، والا تعرضوا للتأديب الدولي. ثم تأتي وسائل الاعلام الاجنبية لتسلط الاضواء على معاناة اهل البحرين في ظل الحكم الخليفي البغيض. فتبث قناة سي ان ان الامريكية تقريرا مفصلا حول ظاهرة الفقر في البحرين، وهي الظاهرة التي تزداد اتساعا مع زيادة نهم الشيخ حمد ونجله (الذي استلب السواحل والمناطق البحرية حتى اطلق عليه لقب الشيخ بحر). وتأتي تقارير قناة “فوكس نيوز” و “الجزيرة” لتكشف بعض جرائم النظام الخليفي بحق ابناء البحرين، وهكذا تبدا قضية البحرين في التدويل، الامر الذي يفسر نجاح النشطاء البحرينيين في حمل قضية شعبهم الى العالم. هذه التطورات ساهمت في رفع معنويات المناضلين من المواطنين، خصوصا من جيل الشباب، الذين يشاهدون باعينهم حالة النهب والسلب التي يمارسها القراصنة الخليفيون الذين جاؤوا من وراء البحار واحتلوا البلاد وعاثوا فيها الفساد، حتى اصبحوا مصداقا للآية الكريمة: “ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون”. وما هذه العمارات الشاهقة والصروح العالية الا شاهد على الاستعباد والغطرسة والاستكبار، وعلى رغبة آل خليفة في محاكاة الآخرين، على حساب المستضعفين والمظلومين والمحرومين. انه صرح يشيد على دماء الأبرياء وجماجم الشهداء، فلا مجال لبقائه، ولا بد ان يسقط يوما باذن الله تعالى.

لم يكن غريبا، في ظل هذه الهجمة القوية ضد النظام الخليفي الاستبدادي ان يصدر خالد بن احمد آل خليفة اوامره للأبواق الرخيصة بشن الهجوم على المنظمات الدولية التي كشفت الجرائم الخليفية. وما أكثر الاقلام التي استطاع النظام الاستبدادي توظيفها للدفاع عنه والتصدي للمناضلين و المحرومين، في مقابل حفنة ممن المال المنهوب من بطون الجياع. هذا الهجوم يعبر عن حالة التوتر التي اصيب بها عناصر النظام وهم يرون انكشاف مشروعهم الخبيث ونجاح اهل البحرين في كشفه وايصال قضيتهم الى الخارج، بعد ان اصبحت واضحة في داخل البلاد. لقد نجح الجيل الجديد من المجاهدين الابطال في كشف هذا النظام، بعد ان توكلوا على ربهم، وشحذوا هممهم، وتوجهوا الى ساحات العمل بايمان راسخ بربهم وعدالة قضيتهم، معتمدين على انفسهم، راغبين في ما عند الله، فكان الله معينا لهم وناصرا. ان هناك اليوم ايمانا يتعمق في نفوس هذا الجيل الذي يسير على هدى من ربه ونبيه وأئمته عليهم السلام، ذلك الهدى الذي يمنع المؤمنين من السكوت على الظلم او مجاملة الظالمين او مسايرتهم او مخالطتهم. هذا الجيل يتعرض اليوم للتنكيل على ايدي مجرمي آل خليفة وكلابهم ومرتزقتهم. وما النشاط الذي تمارسه فرق الموت الا محاولة يائسة من الشيخ حمد وعصابته لكسر شوكة أهل البحرين، ولكنه لن يفلح في ذلك ابدا. فدماء عباس الشاخوري ومهدي عبد الرحمن ومحمد جمعة الشاخوري سوف تلاحقه وتقض مضجعه، حتى تقضي على حكمه بعون الله. وما تمزيق اجساد شباب البحرين خصوصا علي سعيد الخباز والسيد عباس السيد مهدي وحميد يوسف أحمد، وحسين عباس علي، الا بعض جرائم هذا النظام الوحشي الذي لجأ لهذه الاساليب آملا في القضاء على همم الجيل الجديد وتخويفهم وارهابهم. وهيهات له ذلك، فأشاوس أوال وأبطالها، قد عقدوا العزم على مواصلة طريق الشهداء، حتى القضاء على هذه الغدة الخبيثة الغريبة عن جسد شعبنا وتاريخه وثقافته. ان امر البلاد لن يستقيم ما دام القراصنة وقطاع الطرق واللصوص يرفضون قوانينهم على هذا الشعب الحر، فلتشحذ الهمم مجددا لمواصلة النضال حتى يتحقق النصر على عقلية الاحتلال والاستبداد والاستئصال والتوطين والتجنيس السياسي. وما ذلك على الله بعزيز.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
8 يونيو 2007

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق