الأرشيف
Bahrain Freedom Movement
رجلا أحمد مشلولتان كما يقول زميله «س.ج» إثر تعرضه لضرب قاس في أنحاء مختلفة من جسده وخصوصاً أسفل القدمين، ممّا شلّ حركة قدميه تماماً، وعليه أجريت له عملية لتركيب حديد في رجليه بعد أن تكسرت عظام رجليه بفعل الضرب الذي تعرض له وشباب آخرون بعد تحول الاعتصام إلى مواجهة بين قوات الأمن وبعض المعتصمين.
سلطان يطالب وزير الداخلية بمحاسبة «من انتهك حُرمة القرية»
أحمد خميس… رجلاه مشلولتان بعد «اعتصام المالكية»
الوسط – حيدر محمد
أحمد خميس ابن الحادية والعشرين واحد من بين عدة شبان أصيبوا في الاعتصام الاحتجاجي ضد حظور المالكية غير المرخصة، أصيب خميس على رغم أن الاعتصام الذي شارك فيه عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمجالس البلدية وعدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والبيئية عصر السبت الماضي كان سلمياً ومرخصاً.
رجلا أحمد مشلولتان كما يقول زميله «س.ج» إثر تعرضه لضرب قاس في أنحاء مختلفة من جسده وخصوصاً أسفل القدمين، ممّا شلّ حركة قدميه تماماً، وعليه أجريت له عملية لتركيب حديد في رجليه بعد أن تكسرت عظام رجليه بفعل الضرب الذي تعرض له وشباب آخرون بعد تحول الاعتصام إلى مواجهة بين قوات الأمن وبعض المعتصمين.
ويشرح زميله تفاصيل القصة قائلاً: «بعد مضي شطر كبير من الاعتصام حاول بعض الشباب النزول إلى البحر فانهالت مسيلات الدموع على المشاركين في الاعتصام وخصوصاً الشخصيات، والسبب أن الشرطة تحمي ما قام به المخالف للقانون من منع الأهالي من الاقتراب إلى البحر، وشمل الضرب الجميع، وحدثت مواجهات بين بعض الشباب وقوات الأمن، وانتقلت إلى نادي المالكية منذ الساعة الخامسة والنصف عصراً حتى التاسعة والنصف مساء من دون توقف. وشعر الأطفال والنساء وكبار السن بالحرقة بسبب مسيلات الدموع التي كانت كثيفة جداً، وأجرينا اتصالات بالإسعاف، لكنهم لم يتمكنوا من الدخول، لأن جميع منافذ القرية مغلقة».
ويشبّه «س.ج» المالكية بأنها تحولت إلى ساحة حرب حقيقية أثناء المواجهات التي دارت رحاها بالقرب من النادي، مضيفاً «بعد التاسعة والنصف مساء قامت قوات الأمن الكثيفة أي نحو 45 سيارة شرطة (جيب) باقتحام الشارع، وتمت محاصرة القرية، ودخلوا بعض البيوت، واعتقل ستة شباب، وفيما كان أحمد خميس واقفاً عند البقالة القريبة من منزله المطل على الشارع أصيب بالرصاص المطاطي ولم يستطع النهوض، فأمسكت به قوات الأمن وأوسعته ضرباً بأسياخ وأحطاب على رجليه لكي لا يستطيع الحركة، وسحبوه على طول شارع المالكية العام أمام مرأى الجميع.
ويوضح أن أحمد نقل بعد تعرضه للضرب إلى شرطة المنطقة الشمالية في مدينة حمد، وكانوا يسحبونه من يديه ليفرج عنه في الساعة الثانية صباحاً، وعلى الفور قام أخوه بنقله إلى طوارئ مجمع السلمانية الطبي فأدخل قسم العمليات الساعة السابعة من مساء اليوم التالي (الأحد)، واستغرقت العملية نحو ثلاث ساعات قاموا خلالها بتركيب حديد بديلاً عن عظام رجليه. الأطباء أكدوا أن أحمد سيبقى جالساً على الكرسي المتحرك لمدة شهرين تقريباً بعد أن تعرضت يداه وكتفه للرضّ ولكمات أخرى بالقرب من عينيه بانت على قسمات وجه، ومازالت آثار المطاط واضحة على فخذيه، وتم تجبيسه بالكامل يوم أمس، علماً أن والدته لا تعلم عن إصابته شيئاً، موضحاً أن الأهالي «ينتظرون من وزارة الداخلية أن تقوم بمحاسبة من قام بهذه التجاوزات، وندعو النواب إلى حماية الأهالي، لأن المواطن له حرمته الإنسانية والإسلامية والدستورية». وبدوره استنكر النائب الشيخ حسن سلطان ما قامت به قوات الأمن «من تعدٍ على بيوت ومساجد أهالي المالكية»، مندداً بدفاع أجهزة الأمن عن المخالفين، وطالب باستيعاب تطورات المرحلة الحالية التي يجب أن تدرك قوات الأمن فيها أننا نعيش في أجواء انفتاحية تستدعي أن يلتزم الجميع بسلطة القانون، وأتمنى من وزارة الداخلية أن تستوعب أننا لسنا في مرحلة امن الدولة».
ويؤكد سلطان أن «قوات الأمن قامت بتكسير أرجل وأيدي الشباب في مشهد مفزع يعكس موقفاً غير مسئول من قبل رجال الأمن (…) ويجب محاسبة من قام بالاعتداء على الأهالي، فما قام به رجال الأمن غير مبرر، ويجب أن تبتعد قوات الأمن عن استخدام العقاب الجماعي».
وعن موقف وزارة الداخلية أجرت «الوسط» اتصالاً مع مسئول كبير في الوزارة أوضح فيه أنه لم يتسن له متابعة حيثيات الموضوع لكونه في إجازة خلال الفترة الماضية.
مديرية شرطة المحافظة الشمالية:
الاعتصام أخلّ بالأمن وأتلف أملاكاً عامة
المنامة – وزارة الداخلية
صرّح مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية بأن قوات حفظ النظام لم تتدخل في سير مجريات الاعتصام إلا بعد أن خرجت مجموعة من المعتصمين عن الأهداف المعلنة للاعتصام، وقاموا بأعمال التخريب وإشاعة الفوضى الأمر الذي يوجب تدخل قوات حفظ النظام وفق الصلاحيات وفي إطار القانون.
وفي تعقيبه على مطالبة النائب حسن سلطان في صحيفة «الوسط» يوم أمس بمحاسبة قوات الأمن الذين اعتدوا – بحسب سلطان – على المعتصمين، قال مدير عام مديرية «الشمالية» إن «حق التعبير يكفله الدستور والقانون على أن يكون بالطرق السلمية، ولا يشكل خللاً في الأمن وتجاوزاً للقوانين وتعكيراً لصفو الأمن والاستقرار».
وأشار مدير عام مديرية شرطة الشمالية إلى أن «قوات حفظ النظام لم يسبق أن تدخلت لفض أو تفريق اعتصام قانوني ومرخص له وفق الأهداف التي نظم من أجلها إلا إذا وجدت أن الاعتصام تجاوز الأهداف المعلنة، وطال الأملاك العامة والخاصة بالتخريب والضرر».