الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

الاعتقال الفاشل لرموز المعارضة يأتي في سياق المؤامرة الكبرى لابد في البداية من تسجيل وقفة فخر واعتزاز تجاه شعبنا الكريم المسالم، الذي أبى أن يكون مهمّشاً وبعيداً عن ساحة التأثير الوطني في كلّ مراحل الحركة الوطنية في البلاد، برغم كلّ الأطروحات والسياسات التفريغية التي حاولت شحنه بالإحباط واليأس وفلسفات الرضوخ للأمر الواقع. لقد وقفَ هذا الشعب مرةً أخرى في وجه السياسات التسلطية والقمعية وأعلن رفضه المباشر لعملية الاعتقال السّياسي الذي طال الأستاذ حسن مشيمع، والأستاذ عبد الهادي الخواجة، إضافة إلى المواطن شاكر محمد. لقد كانت تلك الوقفة الباسلة تعبيراً حياً عن يقظة الشعب ووعيه لما يدور في الساحة السياسية، وقدرته الفعليّة والمؤثرة على إفشال مؤامرات السلطة وخططها الخطيرة، فكانت تلك الوقفة الأبية العامل الرئيسي لإجبار السلطة على الإفراج عن المشيمع والخواجة. كما كانت دليلاً جديداً على فاعلية الحركة الشعبية في التوحيد الوطني وتهيئة الطريق لتوافق القوى الوطنية والتقائها على أهداف مشتركة.
وفي هذا الصّدد، وإيماناً من الحركة بضرورة المكاشفة مع أبناء شعبنا وأهمية أن تتبنه كلّ القوى الوطنية لما يُحاك ضد الوطن من دسائس خطرة، فإنّنا نود الإشارة إلى النقاط التالية لتكون دعوة مفتوحة للتدارس الوطني العاجل وإخراج الواقع السياسي من حالة التردي والمراوحة التي يمر بها في الوقت الحاضر والتعجيل في خلق المبادرات الإنقاذية قبل فوات الأوان:

– ليس صحيحاً أن إقدام السلطة على اعتقال المشيمع والخواجة، وبهذه الطريقة الهمجية، هو رد فعل تلقائي لخطابٍ أو كلمة معينة أُلقيت في هذا المكان أو ذاك. إنّ إعلام السلطة يحاول أن يمرّر هذا الوهم على بعض العقول، ولكن وضوح الحقيقة لا يتحمّل تصديق هذه الأكذوبة. فهذا الاعتقال لم يتم في سياق طبيعي على الإطلاق، فالبلاد منذ خمس سنوات وهي تطوق بحزمة من القوانين المصادرة للحريات، كما أن الاعتداءات المنظمة على شخصيات المعارضة لم تتوقف طيلة هذه السنوات. لقد جاءت محاولة الاعتقال الفاشلة الأخيرة في سياق تنفيذ المشروع التآمري الذي تحيكه السلطة بهدف تغيير معالم الوطن خلال مدة قصيرة لا تتجاوز العام 2010م.

– إنّ حركة حق تقرع الجرس لتقول للجميع: إن البحرين وأهلها الكرام، من الطائفتين الكريمتين، مستهدفون في عمقهم الوجودي والثقافي المستقبلي بهذه المؤامرات التي كشف عنها مركز الخليج والتي تُرشّح عنها تقرير البندر الأول، والثاني. ومخطئ منْ يظن أنه يستطيع أن يطوّق هذه المؤامرات بالأساليب التقليدية وعبر منهجية الثقة بالمؤسسة الرسمية الحالية. فما لم يحدث تغيير بنيوي في هذه المؤسسة وطرد رموز الفساد والتخريب فيها، فلن تجدي التطمينات والوعود نفعاً، وقد أثبتت التجارب أكثر من مرة صحة هذا الأمر.

– إن الكشف عن مؤامرات السلطة المبيتة لم يردعها عن الاستمرار في تنفيذها والمضي فيها، بل إنها مضت في المشروع التآمري وكأن شيئا لم يكن! وهذه إشارة إشارة إلى ما تتوفر عليه هذه السلطة من عنجهية واستخفاف بالحركة السياسية في البلاد. ولا شك أن ردود الأفعال غير الكافية والضعيفة للقوى السياسية والوطنية والمجتمعية أسهمت بشكل طبيعي في تشجيع السلطة على التمادي أكثر في الاستبداد والاستهتار وعدم الاكتراث بالاعتراضات والمحاولات المتفرقة لفضحها. وهذا الأمر يفرض على جميع قوانا الحية التأمل الجاد وإعادة التفكير المنهجي للوقوف وقفة وطنية حاسمة وبدون تردّد أو تأخير ضد هذه المخططات، وإلا فإن النتائج ستكون كارثية في المستقبل، وعلى الجميع.

– إن الحركة تؤمن بضرورة التوازيوالتوازن في العمل السياسي، ولكنها تشكك في جدوى أية مساع تقوم على التهاون في الاستراتيجيات لصالح الأمور الجزئية والمؤقتة، وهذا ما يقتضي مرة أخرى الدعوة لبلورة صيغ منهجية تراعي ترتيب الأولويات وفقاً لقاعدة الثوابت الإستراتيجية ومتطلبات الوضع المرحلي. فلا شك أن الأمور المعيشية مهمة جداً، ويجب أن نعمل عليها من الآن، ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عنالتصدي للمؤامرات الخطيرة للنظام وجعْل ذلك أولوية متأخرة وثانوية من الآن بحجة الانشغال بالأمور المعيشية والاقتصادية للناس، فالمؤامرات والمخططات التي ينفذها النظام تعمل على خراب دائم لبنية الوطن السياسية الاجتماعية والديموغرافية، وإذا نجحت السلطة في تنفيذ مخططها بسبب الصمت المطبق أو الردود الخجولة لقوى المعارضة؛ فذلك سيؤدي إلى خراب دائم للبلاد، وسيكون عليه مصير الأجيال القادمة في خطر.

يا أبناء شعبنا المسالم. أيها المواطنون الشرفاء.. أيها القادة والوطنيون الأحرار.. إن السنوات الثلاث الآتية ستكون اختباراً حقيقياً للجميع، لأنها ستكون محطة حاسمة في تحديد مستقبل أجيالنا ولعقود طويلة قادمة، فليستنفر الجميع للتشارك في وضع مبادرة وطنية جامعة تضع حدّاً للاستبداد والطغيان الرسمي وتجبر السلطة على إيقاف العمل بمشروعها التدميري ومخططها في اقتلاع الوطن والشعب. إنها دعوة مفتوحة ليُسجل الجميع موقفه التاريخي قبل أن تقع الكارثة…

وما ضاع حقّ وراءه مطالب…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق