الأرشيف
Bahrain Freedom Movement
لازال الوضع متوتراً في قرية بني جمرة -شمال غرب البحرين- حتى هذه اللحظة، حيث تطارد قوات الخاصة الملثمة الشاب “فاضل”، بعد محاصرة منزله بأعداد كبيرة ومنع أحد من التقرب من المنطقة. وهناك خشية على حياته، في ظل الطريقة التي جاءت بها قوات الأمن الخاصة الداعمة لجهاز المخبارات البحرينية، والحديث عن إعتداءات عشوائية لهذه الأجهزة في مناطق مختلفة في البحرين في الآزنة الأخيرة.
تجدر الإشارة الى إنه في مساء يوم أمس الأول، وبعد إنتهاء إحتفال ديني في قرية بني جمرة، ظهرت بعض الأنشطة الإحتجاجية عبر إشعال النيران في بعض الأطارات في وسط الشارع المحاذي لغرب القرية. حضرت القوات الخاصة الملثمة، وازاحت الإطارات من وسط الشارع، وقامت مباشرة بمحاصرة الشباب الموجود بالقرب من الحادث، وأوسعتهم ضرباً بإحذيتهم الثقيلة وباستخدام الهراوات والعصي الكهربائية. وفيما تمكن الجميع من الفرار من قبضة قوات الأمن الخاصة، تم القبض على جعفر سلمان فردان يوسف (23 سنة) من قرية كرانة، حيث اجتمعوا عليه وضربوه ضرباً مبرحاً واقتادوه لسجن مركز أمن “البديع” والدماء تسيل من وجهه ومناطق أخرى في بدنه. كما نقل شاب من نفس القرية إلى أحد المستشفيات القريبة لتلقي العلاج من إصابات نتيجة الضرب المبرح الذي تعرض له على أيدي القوات الخاصة التي هجمت على المنطقة بالقرب من برادات “الساتر” غرب قرية بني جمرة.
وفي مساء أمس 16/2/2007- أي بعد يوم من إعتقال جعفر، تم اعتقال رضي علي القصاب (22 سنة) من قرية أبو صيبع- غرب العاصمة المنامة، بعد أن إنتظروا قدومه، وحاصروه ثم هجموا على المنزل واعتقلوه أمام ناظري أسرته، التي رأت بعينها الإعتداء الشرس عليه والضرب المبرح من قبل القوات الخاصة الملثمة قبل أن تقتاده لمركز الإعتقال في “البديع”.
وفي نفس المساء، وفي سلوك مثير للريبة، قام عدد مدنيون ملثمون تساندهم القوات الخاصة بالإعتداء مساء على المواطن سعيد ابراهيم ( 32 سنة) من قرية “مروزان”- وهي قرية صغيرة تقع غرب قرية السنابس الواقعة 2 كيلومتر غرب العاصمة المنامة- دون سبب يذكر، حيث كان المجنى عليه متواجد مع والده داخل متجرهم الخاص ببيع المواد الغذائية. فقد قاموا بجره من داخل المتجر الى الشارع العام، وأوسعوه ضرباً حتى أسالوا دماءه ثم انطلقوا بعيداً عن المنطقة وتركوه بدمائه أمام أعين أسرته التي أخذته في الحال لأحد المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.
تجدر الإشارة الى أن هذه الإعتقالات والإعتداءات العشوائية قد جاءت إثر تزايد موجة الإحتجاجات على محاصرة حرية التعبير وانتقاص الحريات العامة والتي تتوجت بحبس سجناء التعبير والمطبوعات الدكتور محمد سعيد السهلاوي (طبيب أسنان،35 سنة) وحسين عبدالعزيز الحبشي (موظف تأمين، 32 سنة) برغم من النداءات التي وجهتها منظمات حقوقية دولية وأخرى محلية لإطلاق سراحهما. وكان آخر تلك الإحتجاجات الإعتصام السلمي الذي عقد في منطقة توبلي الذي نتج عنه الإعتداء والضرب المبرح لستة من المواطنين أفرج عنهم بعد أمرت النيابة بحبس خمسة منهم لمدة أسبوع، وأفرجت عن السادس في اليوم الثاني من إعتقالهم.
من جانب آخر، فقد أستدعت السلطات البحرينية يوم الخميس الماضي 8/2/2007م المواطن صادق حسين جعفر (20 عاماً) من سكنة منطقة الجنبية لمحاكمته في القضية المعروفة بقضية “مجمع الدانة” والتي جاءت إثر الإحتجاجات الشعبية لبمعتقلي قضية الرأي والتي عرفت بقضية “مطار البحرين”. تجدر الإشارة الى أنه صدر عفو ملكي عن جميع المشاركين في المسيرات والاعتصامات ومن بينهم قضية الموقوفين في مجمع الدانة يوم الأحد 24/9/2006م، الأمر الذي نتج عنه الإفراج عن جميع السجناء والمعتقلين والذين تجاوز عددهم 20. ولايعلم حقيقة الأسباب التي دعت سلطات الأمن البحرينية في إعادة فتح هذا الملف وفي هذا الوقت بالتحديد. ويتوقع أن يكون للإعتقالات والإعتداءات الأخيرة أثرها على إستقرار الوضع العام في البحرين، وتهيئة الأجواء لمزيد من الاضطرابات والمواجهات بين المحتجين والقوات البحرينية.
أما فيما يخص سجيني التعبير والمطبوعات- السهلاوي والحبشي، فلا زالت السلطات تماطل في موعد إستئناف الحكم الذي تقدم به محاميهما الذي تقدم به في خلال الأسبوع الأول من استلام حيثيات الحكم الذي صدر في 31 يناير الماضي. فيما طالبت منظمات ومؤسسات دولية معروفة بضرورة الإفراج عنهما دون قيد أو شرط، وفي مقدمتها منظمة هيومان رايتس وتش التي أعتبرت في بيانها الصادر بتاريخ 30 يناير 2007م “سجن إثنين من البحرينيين لمحاولة التعبير السلمي عن آرائهما السياسية ينتهك الحريات المكفولة بموجب الالتزامات الدولية للبحرين ودستور المملكة، وإن اضطهاد البحرين لحرية التعبير يسخر من عضويتها في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان”. كما ناشدت 49 منظمة حقوقية السلطات البحرينية بالإفراج عن السجينين واعتبرت ما قاما به، من نسخ لمطبوعة رأي، لا يخالف القوانين والأعراف والمواثيق.