الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

وفق العديد من المؤشرات فإن التنظيم السري وتنظيم البعث العراقي يعملان تحت أعين الديوان الملكي و بضوء أخضر من القيادات العليا لما تراه أنه يخدم مصالحه في تشطير المجتمع والتعامل معه وفق منطق الجماعات المتصارعة . إذ بات من المعروف أن حزب البعث العراقي لا يسمح لأعضائه بتكوين فروع إقليمية خارجة عن القيادة المركزية، و يعتبر كل عضو قطري خارج العراق، عضو منتمي للحزب الأم في العراق

عبدالله الاشعل و فضيحة بحرينية: هل انتقل تنظيم حزب البعث إلى البحرين

عباس ميرزا المرشد

أيا كان مصدر الخلاف في معهد التنمية السياسية وحول ما إذا كان يدور حول مراكز وصلاحيات و تصفية حسابات، فإن الرجل الكفء وصاحب المؤلفات التي تربو على 70 كتابا في القانون الدولي والقضايا السياسية الإقليمية، لن يعود إلى البحرين بعقد عمل مرة أخرى، حاله حال منبوذين قبله مثل صلاح البندر و فوزي جوليد مدير المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي في البحرين(NDI   ) و لاعب فريق المحرق المغربي محسن الحسن وفق نسخة الجواز البحريني و موحسن بلحسن وفق الوثيقة المغربية، فهؤلاء  يمثلون شريحة من الفئة المغضوب عليهم، ولكل منهم قصة خاصة.

باستثناء اللاعب المغربي، فالثلاثة قضاياهم، قضايا سياسية وكل واحد منهم خرج مهانا يحمل معه قصة  من قصص التنظيم السري في البحرين  الذي يمتلك النفوذ والقدرة على تحريك ملفات طائفية وسياسية وأشخاصه معروفين و يشغلون مراكز هامة في الدولة ولكن لا تطاولهم يد القانون، و لا توجهه إليهم تهمة تعكير الأمن المحلي أو التآمر على النظام .

في بداية خروجه أشار الأشعل إلى وجود عصابة تعمل من معهد التنمية لإفساد المشروع الإصلاحي، وتعكير كافة خطوط التواصل الممكنة بين مؤسسات الدولة والمجتمع . إلا أنه سرعان ما تطور التصريح إلى اتهام أشخاص محددين مفضلا عدم الكشف عن أسماء أخرى في مجلس الأمناء لدواعي شخصية . في تصريحه لصحيفة الوسط يوم الاثنين 23-7-2007 أكد الأشعل أنه لن يسلك ما سلكه غريمه المستشار صلاح البندر ويفضل عدم الكشف عن الأوراق التي يعرف مدى خطورتها ومدى تورط التنظيم السري التابع لأحمد عطية الله حيث لم ينفي الأشعل وجود هذا التنظيم وتغلغله في كافة أجهزة الدولة.

القوى المعارضة لا يبدو عليها الاهتمام الجدي بقضية الأشعل سوى تأكيد بعض مواقفها السابقة حول دور وأهمية معهد التنمية، في حين أن القضية بعد الضجة المثارة حول المعهد، لم تعد  قضية مؤسسة رسمية أو مركز دراسات وأبحاث، بقدر ما تحيل إلى أخطر قضية ينظر إليها الشارع البحريني منذ شيوعها في سبتمبر العام الماضي. فبفعل فاعلية هذا التنظيم السري ( العلني حاليا) لم يجد كثير من المراقبين حرجا في ربط الاثارات السياسية والطائفية السابقة والجديدة، بمخططات تنظيم عطية الله كان آخرها استغلال تصريحات شريعتمداري في تأسيس خلايا إرهابية في منطقة المحرق لمنع تعليق صور المراجع الشيعية أو أي كتابات لهم و إصدارهم بيانات مجهولة لنشر الخبر و ترويع الشيعية في المحرق.

ما يضيفه الأشعل في قصة هذا التنظيم أن ثمة علاقة قوية بين تنظيم عطية الله وبين بعض عناصر حزب البعث العراقي أبرزهم منذر العزاوي الذي يشغل مدير هيئة شؤون التدريس في جامعة البحرين حيث يؤكد الأشعل أن الرجل لا يحمل أي شهادة أكاديمية معترف بها وأنه  كان عنصرا فاعلا في الاستخبارات العراقية لحزب البعث و الشخص الآخر هم محمد المشهداني عميد كلية الحقوق في جامعة البحرين في حين يقف يوسف الهاشمي كحلقة وصل بين كل من التنظيم البعثي والتنظيم السري لأحمد عطية الله .

تصريحات الأشعل وما تتبعها من لقاءات تؤكد من جديد خطورة هذا التنظيم وتوسع علاقاته بما هو أكثر وأكبر من ما كشفه صلاح البندر، الذي يعتقد أنه كان منهدسا له في بعض مراحله وشريكا في جمع وترتيب المعلومات التنظيمية.  وفي الوقت نفسه تثير خطورة انتشار ونفوذ تنظيم البعث في البحرين، أسئلة قديمة حول وجود أعضاء فرق الموت الصدامية في البحرين وحصولهم على تسهيلات غير معقولة في العديد من مؤسسات الدولة، كارتفاع أعداد المدرسين في جامعة البحرين من الجنسية العراقية إلى أكثر من 40 عضو في هيئة التدريس أو تغلغلهم في سلك الجهاز الأمني وقوات مكافحة الشغب .

من شأن هذا التصريح أن يثير مخاوف العديد من دول المنطقة خصوصا الكويت و السعودية وكانت الكويت قد تحفظت على سياسية تجنيس البحرين للعديد من العراقيين بعد تسريبات صحفية تدعي قيام البحرين بتجنيس عناصر فرق الموت التابعة لصدام حسين و تزويدهم بجنسيات بحرينية تكفل لهم حرية التحرك في منطقة الخليج العربي . كما إن الإدارة الأمريكية تخشى بدورها من أن تكون البحرين مقرا ملائما لعناصر حزب البعث العراقي وقيامهم بإدارة العمليات الإرهابية في العراق من داخل أرضاي الحليف الاستراتيجي لها .

 وفق العديد من المؤشرات فإن التنظيم السري وتنظيم البعث العراقي يعملان تحت أعين الديوان الملكي و بضوء أخضر من القيادات العليا لما تراه أنه يخدم مصالحه في تشطير المجتمع والتعامل معه وفق منطق الجماعات المتصارعة . إذ  بات من المعروف أن حزب البعث العراقي لا يسمح لأعضائه بتكوين فروع إقليمية خارجة عن القيادة المركزية، و يعتبر كل عضو قطري خارج العراق، عضو منتمي للحزب الأم في العراق. وتعتبر سميرة رجب من أبرز الأعضاء البعثيين في البحرين،و تثير مقالاتها العديد من الإشكاليات المتعلقة بإثارة الفتنة الطائفية والتحريض على كراهية الشيعة، وهي الآن عضو في مجلس الشورى الذي يتم تعين أعضاءه بأمر من الملك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق