الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

الاعتصام الأخير في واشنطن كان بالنسبة للكثير نقلة نوعية وهذا الإعتصام على بساطته كان كبيرا في نفوس من كانوا يتواجدون فيه، وكانت الشعارات نارية وتصعيديه وهذا كان آخر الغيث من المعارضة في الخارج على النظام الذي بات يواجه الضغوط من كل جانب.

جاء الاعتصام والذي سيكون غير مهما لمن يقدس الحكومة في الوقت الذي نزلت على الحكومة عاصفة من جنوب البلاد وكان مقال الشريعتمداري بمثابة عصر الليمون على جراح الحكومة وما أكثرها، فمن بعد خروج البحرين من مجلس حقوق الإنسان وقضايا العنف الأهوج لوزارة الداخلية والاستقطاع المفروض من تحت قبة البرلمان والمواجهة الشعبية لهذا القانون الذي أخفقت فيه المعارضة في الداخل بكل ما تحمل كلمة أخفقت من معاني، فدفع الضرر قد سقط مع هذا الضرر، في خضم كل هذه المصائب واختفاء بوصلة الاطمئنان لدى المواطنين لابد لنا من وقفة وقراءة الوضع على الشارع العام في الداخل من خلال هذه النقاط:-
– هناك توجه عام لدى الحكومة في تأزيم الواقع المعيشي للمواطنين بدل العمل على الحل، فالكل ينتظر في البحرين الكلام عن الزيادة العامة لموظفي القطاع العام، ولكن الحديث في الجانب الآخر عن توجه واضح المعالم لدى التجار والجشع الذي يتصفون به في البحرين من اجل رفع الأسعار مع العلم بأن رقابة الأسعار حلم للمواطنين في البحرين.
– من بعد التراجع المخزي لأوضاع حقوق الإنسان في هذا العام ومن بعد الاعتداءات المتكررة على المواطنين وسياسة العقاب الجماعي بإغراق المناطق بالغازات الخانقة، وغلق الشوارع من اجل إيصال الرسائل بأن هذه الطريقة في الغلق بات أمرا ناجحا فالكل يتذمر وبات هناك صوت يسب ويشتم ويلعن في الشباب بدل توجيه الكلام لمن يريد ان يوصل الحال للشباب لهذا المستوى الذي يكون الخروج في الشارع هي لغة الخطاب للحكومة، من بعد هذا التراجع نتساءل علنا ما هي قيمة كرامة المواطنين في البحرين؟ فلو افترضنا جدلا بأن قوات حفظ الأمن لابد لها من استخدام القوة في تفريق المتظاهرين فلماذا معاقبة البيوت المجاورة والإسراف الشديد في استخدام هذه الغازات التي لا نعلم مدى ضررها على الصحة على المدى البعيد؟ هذا الهم تطور في هذا العام ونحن في منتصف هذا العام نكرر بأن العقاب الجماعي قمة الاعتداء على حقوق الإنسان وحقوق المواطنين فهل من مستجيب !
– ومن ضمن ما يثير المشاعر ويبين عمق الأزمة ان هناك مشاريع تنموية وسكنية للأثرياء فمن خور البحرين لدرة البحرين لأبراج اللؤلؤ وغيرها الكثير، ولكن أين دور الدولة في إيجاد حل إسكاني للمواطنين قبل حرق الاراضي وتوزيعها على من يملك المال لأجل بنائها وبقاء قائمة الانتظار بدون حل والتطبيل للحلول ليس طريقة لمواجهة المشكلة ، بدل التحرك بشجاعة على إنهاء المشكلة من الأساس، ان يكون هناك 5 أخوان من عائلة واحدة ويعملون بمرتبات تحت خط الفقر الوطني وكلهم لديهم طموح بالزواج والخروج من اجل السكن ولكن أين سيكون السكن؟ ومتى سيكون هناك تحرك في هذه القائمة الملعونة التي سببتها سياسة الحكومة في تجنيس قوات الامن وتوفير المنازل لهم من مختلف بقاع الأرض في إذلال واضح وكسر من عزيمة الشعب والكل يعلم في البحرين بان بمقدور الحكومة لو أرادت وعزمت على إنهاء هذه القائمة لوصلت الطلبات لغاية هذا العام وهو عام 2007، ولكن يبقى السؤال هل هناك عزيمة وإرادة حكومية تطبق على ارض الواقع أم هناك تصريحات وجرعات تخدير في وسائل الأعلام؟

ليست هي هذه الملفات الوحيدة الساخنة على أرض البحرين فالعلمانية أصابها كلام الشيخ عيسى أحمد قاسم بالهلع والتحرك من اجل النجدة وكتابة المقالات المضادة، ولا ننسى بأن البحرين تمر بالصيف في هذه الفترة من السنة ومع اشتداد الحر في البحرين تشتد الأزمات السياسية التي بات الكل يعرف أساسها وكيف ان هذا الأساس هو الذي يجب ان يدان بدل ان نوجه اللوم نحو آخرين، وهذا الأساس لكل هذا البلاء – بعد قضاء الله وقدره – الدعوة عليه تسبب لك بالسجن والكلام عنه تسبب لك السجن ولكن سيأتي الزمن القريب الذي سيعي الوطن كل الوطن مدى الخسائر التي سببها لنا أساس البلاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق