Archive

Bahrain Freedom Movement

06/05/2008 – 11:24 | مرات القراءة: 189

print_page-8023828 send_f-9475654 add_comment-4140998  

1179149029-9668878وفيما يبدو أن القوم كلما وجدوا فينا الوهن والضعف انفتحت شهيتهم! هم لهم شهية منفتحة ولكن كلما وجدوا فينا الوهن والضعف انفتحت شهيتهم أكثر واكثر من اجل تهميشنا وإضعافنا وسحب ما في أيدينا وتحويلنا إلى ثلة لا تقوى على تحريك ساكن ولا تسكين متحرك!

خطبة صلاة الجمعة
لسماحة الشيخ
عبد الجليل المقداد( حفظه الله تعالى)
في “جامع الحياك” بالمحرق
بتاريخ 26ربيع الثاني1429هـ
الموافق لـ: 2-5-2008م
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
الخطبة الثانية:
أحببت أن أطرح في هذه الخطبة موضوعين مهمين:
الموضوع الأول: العلاقة بين الطائفتين(الشيعية والسنية) في البلد:
منذ زمن بعيد والطائفتان الكريمتان( الشيعية والسنية) تعيشان في أمن وأمان، يعيشان الاخوة الإيمانية والتآخي، وليس بينهما ما يعكر الصفو وما يكدر.
ولكن السياسة عملت جاهدة وسعت سعياً حثيثاً من أجل خلق النفرة والتباعد بين أبناء الطائفتين، السياسة في أهدافها المشبوهة عملت من أجل إيجاد العداء بين هاتين الطائفتين وتخويف كل طائفة من الطائفة الأخرى.
المتنفذون في هذا النظام ومن أجل الوصول إلى اهدافهم وانطلاقاً من المبدأ القائل والقول المعروف ” فرق تسد” عملوا على تفريق أبناء أمة الإسلام في هذا البلد وفي البلدان الأخر التي يعيش فيها المسلمون سنة وشيعة.
رأوا ان مصالحهم وأهدافهم لا يتسنى لهم الوصول إليها إلا من خلال إيقاع الفرقة وإيجاد العداء بين أبناء الدين الواحد وبين أبناء هذه الأمة، وللأسف الشديد أن بعضاً قد راح ووقع ضحية هذه المؤامرة الخبيثة وغفل أو تغافل عن مصالح كبرى ومصالح أهم ينبغي أن يلتفت إليها ويعيرها الأهمية وتوهم أن عدوه هم أبناء تلك الطائفة، فخلا للمتنفذين وأصحاب المصالح الجو وتهيأت لهم الظروف في ظل هذا الاختلاف والتباعد بين أبناء الطائفتين وخلا لهم الجو من أجل أن يحققوا اهدافهم المشبوهة.
ومن هنا فإن الدعوة ملحة في أنه ينبغي أن يلتفت أبناء الطائفتين إلى أنهم أمام مؤامرة كبرى وأنهم مستهدفون، فينبغي للشرفاء والعقلاء وأصحاب الدين من الطائفتين ـ ودع عنك أصحاب المصالح ممن لا ترقى تصوراتهم ولا تتجاوز حدود الأنا فإنه لا خير فيهم فالخطاب للشرفاء والأحرارـ في أن يوحدوا صفوفهم وان يستمعوا إلى دعوة الإسلام الآمرة بالتآخي والتراحم والوحدة وجمع الكلمة.
ومن هنا فأرى أنه من الضروري أن ينبري ثلة من أبناء هذا الوطن، من مخلصيهم وشرفائهم إلى تكوين تجمع ـ لا يهم أن يكون تحت هذا المسمى أو ذاك ـ قوي لأبناء الطائفتين من أجل أن يؤكد إلى مضامين الوحدة والتعايش ويسحب البساط من تحت أقدام المتنفذين، ولا يعتقد الواحد أن الدنيا سوف تفرش له أجنحتها، ولئن كانت الدنيا معك في هذا اليوم فسوف تتنكر لك في يوم آخر.
إذن الدعوة مُلحّة من أجل تشكيل تجمع قوي، ولتكن بداية هذه الدعوة من هذه المدينة( المحرق) ومن هذه المنطقة، من أهاليها الشرفاء، هذه المنطقة التي لعلها من أكثر المناطق التي يتعايش فيها السنة والشيعة، فلتكن هذه المنطقة هي البداية من أجل انطلاق مشروع كبير يدعو على الوحدة بين السنة والشيعة في هذا البلد، وإذا أريد لمشروع هكذا أن يؤتي ثماره وأن يرى الوجود فينبغي أن ينأى ويبتعد كثيراً عن المظلة السياسية ولا يكون تحت المظلة السياسة وتحت مظلة المتنفذين، المتنفذون لا يضرهم وحدة بين الطائفتين تكون تحت مظلتهم وتحت السقف الذي هم يرونه، ولكنهم أخشى ما يخشون أن تكون الوحدة وحدة مستقلة هي التي تشخص المصالح بعيداً عن ضغوطات السياسة والنفعيات، وبعيداً عن أصحاب المصالح.
نسأل الله (سبحانه وتعالى) أن نرى هكذا وحدة في يوم من الأيام وإن كنت أظن قوياً أن السياسة تمنع من هكذا وحدة.
هل أبناء الطائفتين بمستوى من المسؤولية ومستوى يجعلهم يصرون غاية الإصرار على تشكيل هكذا تجمُّع، وإذا حسنت النوايا ـ يا أخي السني ـ فليس الشيعة أعداء لك، ويا أخي الشيعي ليس أهل السنة أعداء لك.
الذي يعمل على تهميش الطرفين معاً، الشيعة والسنة هو طرف آخر، فاستجيبوا لدعوة الدين والإسلام من أجل التأكيد على الوحدة وسوف نرى ثمارها إذا حسنت النوايا. هذا موضوع.
الموضوع الثاني: طمس المعالم الشيعية في البلد:
وهو ذو ارتباط بالموضوع الأول وهو أن هناك سعياً حثيثاً دؤوباً لتغيير هوية هذا البلد وطمس الآثار والمعالم المرتبطة بالطائفة الشيعية، وقلت لكم أكثر من مرة: بأنه ليس من الطائفية أن يطالب الإنسان بحقه أو أن يسعى لحفظ هويته وإنما الطائفية أن يسعى لظلم الآخرين وسحقهم بمجرد أنهم يختلفون معه في المذهب.
أما أن يتكلم الإنسان عن حقه فهذا ليس من الطائفية، ولئن شاء البعض أن يسمينا بأننا طائفيون فليسم، وهذا لن يجعلنا أن نتراجع عن طرحنا وعن قضايانا التي نؤمن بها.
هناك محاولة لطمس المعالم المرتبطة بالطائفة الشيعية في هذا البلد ومنذ زمن بعيد، وقد ازداد السعي لطمس تلك الآثار ولمحو تلك المعالم في السنوات الأخيرة، أضرب لكم من باب الأمثلة وليس من باب الحصر:
(1) مدرسة الخميس: اسمها الواقعي هو المدرسة العلوية المباركة. والشواهد والدلائل تؤكد ذلك فلماذا تتحول عن هذا الاسم إلى مسمى آخر وهو ” مدرسة الخميس”؟!
(2) مدرسة أبي بكر الصديق: في مدينة المنامة كانت في الأصل باسم “المدرسة الجعفرية”. فما الذي حوّلها إلى اسم آخر؟! لنا آثار وفي مناطق متعددة..
(3) مسجد الخميس: لماذا يصادر هذا المسجد؟ وقد كان في الأصل يسمى باسم ” مسجد الجامع أو مسجد المشهد” وهو تابع للأوقاف الجعفرية فلماذا يصادر ويجعل معلماً للآثار وتعطل مساجد الله التي أقيمت من أجل أن يذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى؟!
تعلمون لماذا؟
لأن هذا يدل على قدم راسخة للتشيّع في هذا البلد، والقوم لا يرضون بهذا. المسجد الآن معطل!
محاولة الإستيلاء على مسجدي صعصعة والشيخ إبراهيم:
ويصبُّ في هذا المصب المحاولة الأخيرة من أجل وضع اليد على مقامي ومسجدي ” صعصعة” و” الشيخ إبراهيم” فلماذا؟
هنا في “منطقة الدير” ـ وكما نقل الإخوة ـ مسجد صغير إلا أنه تابع للأوقاف السنية وهو في منطقة شيعية!
لماذا هذا العداء؟ هذه مقامات لنا والقرائن والشواهد كلها قائمة على أنها لنا وتحت أيدينا ونحن من له الحق بها فلماذا يتجرأ القوم ويحاولوا أن يضعوا اليد عليها؟! هذا لا يجوز.. هذا غصب واستيلاء محرّم.
وفيما يبدو أن القوم كلما وجدوا فينا الوهن والضعف انفتحت شهيتهم! هم لهم شهية منفتحة ولكن كلما وجدوا فينا الوهن والضعف انفتحت شهيتهم أكثر واكثر من اجل تهميشنا وإضعافنا وسحب ما في أيدينا وتحويلنا إلى ثلة لا تقوى على تحريك ساكن ولا تسكين متحرك!
فإلى متى نستيقظ من هذا السبات؟؟
أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن لا يطل هذا السبات فينا ونخشى أن نستيقظ من هذا السبات الطويل وليس ثمة شيء لنا تحت أيدينا.
الآن البلد سُرقت وفي وضح النهار وقد بقى شيء يسير في أيدينا والقوم يحاولون ويمنون أنفسهم أن يسلبوه منا؛ لأنهم رأونا أننا في سبات عميق.
خذ منه هذا ، مَنِّ نفسك أن تأخذ هذا ، خطط من أن تسلب منه هذا الشيء مادام نائماً ومادام في سبات..
نسأل الله (سبحانه وتعالى) أن لا يجعلنا من الغافلين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close