Archive

Bahrain Freedom Movement

إننا نعرب عن استيائنا لتعاطي السلطات الأمنية مع أولئك الشباب أثناء وبعد مداهمتهم في عملية الاعتقال. فلقد تم استباحة المنطقة والبيوت ولم تراع أي حرمة، كما تم التعامل مع الشباب كمجرمين هاربين من العدالة أثناء الاعتقال، حيث تعرضوا للضرب والسب والشتم والإهانات، حتى من قبل أن يتم التحقيق معهم.

 وفي الاعتقال، تعرض أبنائنا للتعذيب الشديد والضرب لكي يعترفوا بأمر لم يقوموا به وحتى حينما ذكروا أماكن تواجدهم وقت الاعتداء المزعوم على الباص، تم استدعاء الشهود الذين عوملوا بالضرب والإهانات والشتائم وتوجيه الأسئلة بطريقة تستهدف إدانة أولئك الشباب. وحين لم يحصل الجهاز الأمني على أي دليل أو شهادة تدينهم أطلق سراح الشهود، واحتفظ بالشباب لمزيد من التعذيب، حتى يقروا على أنفسهم في نهاية الأمر، حين لا يتحملوا ذلك.

ولكن حال الله سبحانه وتعالى، وصمود أولئك الشباب الأبطال دون ذلك. وفشلت خطة أصحاب الشبكات السرية في تلبيس هؤلاء الشباب بجرم الحرق المزعوم للباص الذي نعتقد بأنه نتيجة أيادي خفية، تريد أن تدخل الوطن في نفق اللاستقرار والتأزيم يدفع ثمنه أولئك الشبان من مستقبلهم وحياتهم.

إننا ندين الأيدي التي أعتدت بالضرب والتعذيب على أجسام الشباب ونطالب بتقديم المعذبين للمحاكمة والعدالة- سواء في هذه القضية أو في القضايا السابقة. فبدون أن ترضى الضحية وتستقر روحها وتطمئن من خلال القصاص والعدالة ، فلن يمكن أن ننطلق في آفاق مصالحة وطنية حقيقية. نعم، هناك ثمن وليس ببخس أو هين، ولكنه يحفظ الوطن ويؤسس لاستقرار دائم، وهو أمر لا يمكن أن يقاس بأي ثمن، الأمر الذي أدركته دول سبقتنا وسارت على دربه وحققت الأمن الحقيقي.

من الدروس التي تعلمناها من هذه القضية هي عدم الاطمئنان للسلطة التي ثبت أنها تكيد للشعب وتعيش أزمة الثقة به، وما فضيحة تقرير البندر عنا ببعيد. إنها تريد منا أن نكون أذلاء راكعين خانعين نعتاش بالفتات، ولكننا نقول لها نحن شعب العزة، نحن شعب الكرامة، نصبر على البلاء، لا نتنازل عن حقوقنا ولو بعد حين، وهيهات منا الذلة.

أيضاَ تعلمنا أن نكون صفاً واحداً ولكن مع الشعب ومع المظلوم والمضطهد. وأن لا نترك أحبتنا، وشبابنا وأهلنا في السجون، تلهبها أجسامهم سياط المعذبين وتحيك لها الجلاوزة كل الحيل لتغييبهم عن احبتهم. ولهم نقول إننا شعب، لا يترك أبناءه في السجون. ونذكر النظام في هذا المقطع بوجود ثلاثة شبان في مقتبل العمر: كميل عبدالحسن من المعامير وقد اقتيد بالقرب من مركز البحرين للمعارض، فنطالب بإطلاق سراحه وعودته الى أهله دون قيد أو شرط.

وحتى يثبت النظام بأن سجونه خالية من سجناء الرأي الذين اعتقلوا من مكان عام منذ 16 نوفمبر الماضي بسبب مطبوعات تدعو لمقاطعة الانتخابات الصورية الفائتة، فإننا نطالب بإطلاق سراح كل من الدكتور محمد سعيد السهلاوي وحسين عبدالعزيز الحبشي. وليثبت النظام للعالم بان سجونه خالية وبيضاء، وننتظر أن تصل الرسالة جيدا ويعيها المسئولون. فبوجود معتقلي الرأي- محمد وحسين- فلا يمكن أن يتشدقوا- مهما عملوا- بوجود أي مستوى متسطح من الديمقراطية، فهي ديمقراطية مزعومة.

إننا من جهة أخرى نشيد على أيدي تلك النفوس الأبية التي ترفض الذل والظلم من نساء ورجال أهالي ومناصري المعتقلين، ونقول لهم: إن البحرين وشعبها الأبي تفخر بكم وبهذه النفسية العالية الهمة وبهذا العطاء المتواصل وغير اليائس. إن هذه النفسية التي خرجت في البرد وصبرت عليه، وباح حسها وهي تنادي “هذا السجين نعيفه” و”هيهات ننسى السجناء” و”هيهات منا الذ لة”، هي التي ضغطت على الظالم وأفسدت عليه ما كان يكيد، ولله الحمد على كل حال. إن النصر قادم بإذن الله. وإننا شعب منتصر بإذن الله، ما استمر النضال وما استمرت المطالبة بالحقوق التي تؤخذ ولا تعطى. فلقد لاح الأمل ببروز هذه النفوس الحرة المصرة على استرجاع حقوقها.

أبارك لكم إباءكم، وشموخكم، وارتفاع هاماتكم، فأنتم أصحاب حق، ولن تتنازلوا عنه، طال الزمن أم قصر، وإن السنن الإلهية تقول بأن النصر حليف الشعوب، وإن الحكم يدوم بالعدل ولا يدوم بالظلم. دعائي لكم بنيل حقوقكم والعيش بعزة وكرامة الأحرار، فأنتم أبناء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ولكم الفخر في ذلك.

وما ضاع حق وراءه مطالب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close