Archive

Bahrain Freedom Movement

هذه أيام شهر رمضان تصرمت ولياليه قد غادرت لتعود بعد سنة من الآن. لقد ودعنا شهر رمضان- شهر الصمود والإصرار على الثوابت، شهر نكران الذات والالتزام بالحق وإن خالف الهوى والطموح الشخصي، شهر الرجوع الى عالم الملكوت والكمال بعيداَ عن الدنيا ودرنها الذي ما أن علق بالنفس حتى دمرها. إنه شهر الإنتصار والفوز بالجنان- إذا ما عرف الصائم مفاتحه والتزم بمنهجية التقرب من الخالق عز وجل ورعى عيالها- فالخلق عيال الله، وأحبهم الى الله أحبهم لعياله، كما أنه خسارة لمن لم يغتنم فرصة التوبة والأوبة والرجوع للبارئ عز ذكره، والإلتفات الى ما لا يرضيه.

لقد  كان شهر شحذ للهمم وشحن للنفوس في مقارعة كل أنواع الظلم، ومن ضمنها ظلم النفس وظلم العباد. إن ظلم النفس يتضمن عدم الإكتراث بتوجيهها لدرب الحق والرشاد، وتزكيتها من كل ما يعلقها بماديات الدنيا والإرتباك بكل ما يبعد عن الله سبحانه وتعالي، كما يتضمن ظلم النفس تعميتها عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور- والدعوة له وتأييد العاملين على ذلك بكل ما يمكن من عناصر القوة والتمكين. وظلم النفس أن ترى الظالم يظلم ويزهق الأنفس ويصادر الوجود والهوية، وتسكت عنه، بل تدعو لعدم مقارعته بدعوى دفع الضرر. إن ذلك ظلم مركب، حين يظلم الأنسان نفسه، كما يظلم غيره، حيث يساعد الظالم على ظلمه، ويخذل المظلوم ولا ينصره ويعينه على مقاومة ما وقع عليه. وفي ظل إصرار الظالم على ظلمه وظهور الثوابت الملموسة والوثائق التي تدلل على ذلك، لايمكن قبول الخنوع للظلم والقبول بمبدأ آخر غير مقارعة الظالم حتى آخر رمق. فهناك خياران في هذه الحالة: إما أن يناضل الإنسان ويقارع الظالم حتى يحقق له الخالق إحدى الحسنيين، وإما أن يقبع في بيته ينتظر الموت الذي كتب عليه. وشتان ما بين الإثنين، فقد أكدت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية وتلك المروية عن أهل البيت عليهم السلام بضرورة مقارعة الظالم: فالذي يموت دون عرضه شهيد، والذي يموت دون ماله شهيد، والذي يموت دون أرضه شهيد، والذي يموت دون دينه شهيد، فما بال الذي يموت دون كل ذلك؟

تمثل آخر جمعة في رمضان المبارك محطة أخرى من محطات إعادة التذكير بقضية المسلمين الأولى- يوم القدس العالمي- وتوجيه البوصلة الى القضية الاساس في العالمين العربي والإسلامي، وهي إحتلال فلسطين وتدنيس القدس الشريف. إنها محطة نستذكر فيها ونؤكد على الثوابت وهي أن لا تطبيع مع المحتل الغاصب للحقوق مهما طال الزمان، ومهما اعترفت الدول الأخرى به. إن اعتراف الدول الاخرى بـ “إسرائيل” لايعني أن نستسلم بالأمر الواقع ونعترف نحن بها، ففي ذلك نكران للحق – لحق الفلسطينيين في الوجود، وحق القدس في البقاء كمدينة عربية إسلامية- و دعم للباطل الذي يمثله الكيان الصهيوني الذي زرع بالقوة في جسم الوطن العربي والإسلامي. فلا بد من الإصرار على مواصلة إحياء هذا اليوم العظيم حتى يتم تحرير آخر شبر من أرض فلسطين الغالية وعودة الحق لأهله. ونستغل هذه الفرصة لنبارك لكافة المسلمين حلول عيد الفطر المبارك داعين المولى عز وجل أن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية وهما ترفلان بالعز والكرامة وندعو ان يكون ذلك بتحرير القدس الشريف وكافة الأراضي العربية والإسلامية المحتلة.من جانب آخر، نبارك لأهلنا وشعبنا المظلوم في البحرين هذا العيد المبارك داعين المولى عز وجل ان يفك محنته وينقذه من براثن الظلمة من العائلة الخليفية التي تكيد له المكائد وتدبر الخطط لإذلاله بكل الوسائل من تفقير وتهجير ومحاصرة إقتصادية وإجتماعية ودينية – وذلك ما أكده تقرير مركز الخليج لتنمية الديمقراطية”مواطن” المعروف بنقرير “البندر”. وبعد ما صدر في التقرير من وثائق دامغة، هل سيأتي من يشكك في نوايا العائلة الخليفية الغازية التي لا تريد لأبناء شعب أوال خيراً؟ لقد أكدت الوثائق- التي تم رصد بعضها في تقرير “البندر” لبعض مما يجري على الأرض من ممارسات لا إنسانية- التوجه الحقيقي للعائلة الخليفية بانها لا تستطيع أن تتعايش مع هذا الشعب الأبي الذي يرفض الاذلال بكل معانيه، ويرفض منطق القبيلة والرعية، ويرفض أسلوب التعامل بلغة السيد والعبيد، ويرفض أن يهمش ويلغى من خارطة موطنه وموطنه آبائه. إن العائلة الغازية تصر- بكل صلافة- على مواصلة مشاريعها التخريبية غير آبهة بردة فعل شعبية أو بخطاب الرموز. فهي تعلم بان تلك الخطب والتصريحات والبيانات لا تغني ولا تسمن من جوع، ما دامت غير مستندة على تفعيل الورقة الشعبية الرافضة لكل عناوين الإستسلام. ففي مساء يوم أمس الأول ولوقت متأخر منه، شهدت دائرة الهجرة والجوازات البحرينية –  على غير العادة بالنسبة لوقت الدوام الرسمي- توافد أعداد كبيرة من الموطنين لإستلام جوازاتهم البحرينية – لهم ولعوائلهم الذين تم منحهم الجنسية البحرينية ضمن مخطط التلاعب بالتركيبة الديموغرافية الذي يقوده  الشيخ حمد بن عيسى.إن العائلة الخليفية الغازية بقيادة الشيخ حمد ماضية في برامجها من مسخ الهوية البحرينية، وتغيير تركيبنه السكانية، وتجويع الشعب بغية إذلاله ومحاصرته على جميع الأطر: السياسية، والإقتصادية، والثقافية، والإجتماعية، والدينية-على مستوى الشباب والمرأة-  كما جاء في تقرير البندر. ولقد كان حضور مدير عام مخطط الإقصاء- الذي فضحه تقرير البندر- أحمد عطية الله آل خليفة في الإجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء دليلا على إستمرار تنفيذ العائلة الخليفية لهذا المخطط بدون مبالاة لردود الفعل الشعبية والنخبوية. ولهذا، لا بد من إرسال رسائل عملية برفض لكل هذه المشاريع التدميرية للبحرين، وفي مقدمتها وبشكل واضح لا لبس فيه- مقاطعة مجالس الشيخ حمد التي تزور الإرادة الشعبية وتحنطها. إن المشاركة في الإنتخابات الصورية هي إشارات تقرأها العائلة الخليفية الغازية بأن ردة الفعل الشعبية تم إحتواؤها وتوجيهها بحيث لاينتج منها موقف رافض لما أفضى به تقرير البندر. والمطلوب أن تصل الرسائل برفض ما بدى من تلك العائلة من خلال فعاليات تعرب عن غضب الشعب لما تحيكه ضده في الظلام، وليس بأقل من ذلك مقاطعة الإنتخابات الصورية بشكل جماعي والدعوة الى لبس السواد والمكوث في البيوت أيام الإنتخابات وغيرها من الإنشطة لعكس صورة الرفض لمشاريع العائلة الغاشمة. فالمشاركة انجاح لها، وانجاحها انجاح لمشروع الشيخ حمد التخريبي، وشهادة زور امام العالم الخليجي باستقرار الوضع وتفاهم الشعب مع الحكم، وتذويب لمشروع المعارضة. اللهم ارحم شهداءنا الأبرار واجعل لهم قدم صدق عندك  يارب العالمين.حركة أحرار البحرين الإسلامية
20 اكتوبر 2006م

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close