Archive
Bahrain Freedom Movement
“لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم، ان الله يحب المقسطين. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم، ,من يتولهم فأولئك هم الظالمون” (الممتحنة 8 و 9).
لقد أعلنوها حربا طائفية ضد أبناء هذا الشعب (بسياسات التمييز في التوظيف والمناهج الدراسية وإثارة النعرات، وتجييش العواطف واستهداف الثقافة التاريخية والهوية التي عرفت بها البلاد منذ غابر الازمان)، وأخرجوا الناس من ديارهم (بالابعاد في الماضي، والتجنيس السياسي في الوقت الحاضر، وسياسة التهجير الجديدة التي طرحت بعنوان توفير فرص عمل في دول الخليج الاخرى). في ظل هذه الحقائق، فنحن منهيون بالمنطق القرآني عن تولي هؤلاء القوم، وان لم ننته عن ذلك التولي فنحن ظالمون. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فان حكم العائلة الخليفية الجاثمة على صدور ابناء البحرين نظام ظالم، فهو يحتل الارض والسواحل والبحر، ويستحوذ على اموال النفظ (يقدر لدكتور صلاح البندر ان مدخولات البحرين النفطية تتجاوز خمسة مليارات دولار، لا يدخل الميزانية منها سوى مليارين، ويذهب الباقي الى جيوب العائلة الخليفية)، ويمارس استبدادا واسعا في الحكم والتعامل مع اهل البحرين (يجب ان لا نغفل حقيقة مهمة وهي ان نصف المقاعد الوزارية مخصصة لأبناء العائلة الخليفية)، ويعتقل الناس على الشك الريبة، ويحمي المجرمين خصوصا مرتكبي جرائم التعذيب وعلى رأسهم عبد العزيز عطية الله آل خليفة وعادل فليفل وايان هندرسون وخالد الوزان، وكذلك رئيس المجموعة السرية التي تمارس أكبر جريمة بحق اهل البحرين، أحمد بن طية الله آل خليفة، ويمارس رأس النظام خطابا فرعونيا فاقعا “ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا طريق الرشاد”. وكما قال المواطن البطل، الشيخ عيسى الجودر في كلمته حول تقرير البندر : “لايمكن ايقاف مخطط التآمر على الشعب ووقف التجنيس السياسي ونهب الأراضي، مادام الديوان الملكي يتمتع بصلاحيات مطلقة في منح الجنسية بشكلها الاعتيادي او الاستثنائي، ويسيطر بشكل كامل على اراضي الدولة ويوزعها كيف يشاء، ويقوم بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شئون الحكومة والبرلمان والصحافة والامن. فيجب تنحية الفاسدين والطائفيين الذين كشف عن بعضهم تقرير البندر، وان يكون دور الديوان مجرد تصريف الشئون الملكية، وان يتم تقليص ميزانيته لتكون متناسبة مع مهامه المحددة. لا ان يصبح الحكومة الخفية في البلد”.امام هذه الحقائق التي يعرفها القاصي والداني، فان الموقف القرآني يدعونا لمواجهة هذا الظلم (والظلم هو أسوأ أشكال المنكر)، بكافة الوسائل. فان لم نستطع باليد او اللسان، فبالقلب، وذلك أضعف الايمان. وهذا يعني مقاطعته على كافة الصعدان، وعدم الابتسام بوجه زعمائه، وعدم التلفظ بالالقاب التي يضفيها على رموزه، بل السعي باستمرار لازدرائهم والتقليل من شأنهم، بالاضافة الى مقاطعتهم العملية والقلبية. فاذا أقنع البعض نفسه بذريعة شرعية لعدم المقاطعة، فان تلك الذريعة لا تجيز له منع من يمارس دوره الشرعي في التصدي للظلم والظالمين: عن عقبة بن ابي العيزار ان الحسين خطب اصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال:” من رآى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله صلى اللُه عليه وآله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيَّرْ عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يدخله مدخله”. وانها لظاهرة خطيرة ان يتصدى البعض لتعطيل الحكم الشرعي، بمطالبة المتصدين للظلم والمنكر بالتخلي عن ذلك الموقف، ودعوتهم لمسايرة الظالمين. فلم يحدث في التاريخ الاسلامي ان صدر منع من الائمة عليهم السلام والفقهاء الاعلام، للمتصدين. يقول الفضيل بن يسار:بعد قتل زيد ذهبت إلى المدينة لألتقي بالإمام الصادق (عليه السلام) وأخبره بنتائج الثورة، وبعد أن التقيته وسمع منّي مادار في المعركة قال:” … مضى واللهِ زيدٌ عمّي وأصحابه شهداء، مثل ما مضى عليه عليٌّ بن أبي طالب وأصحابه”. وجاء في كتاب (رجال الكشي) ان الامام زين العابدين عليه السلام لما بلغه مقتل عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد قال: «جزى الله المختار خيراً». نورد هذه الامثلة ليس بهدف الدعوة الى العنف، فقد رفضنا العنف وما نزال، خصوصا العنف الخليفي ضد ابناء البحرين، بل للاستدلال على حقيقة اساسية وهي ان الائمة عليهم السلام لم يمنعوا الآخرين قط من التصدي للظلم والظالمين. اما التعويل على رأس الحكم لوقف الجرائم التي ترتكب ضد البحرين وشعبها وهويته وثقافته ودينه وحقوقه، فهو رهان خاسر، فكل ما يجري في البلاد انما هو ضمن خطط البلاط، ولا يجرؤ أي شخص في النظام على تجاوز ذلك. ولا يمكن اعتبار مشروع أحمد عطية الله آل خليفة منفصلا عن مشاريع الشيخ حمد، وبالتالي فلن يغير الشيخ حمد مشاريعه الاستراتيجية الا بالضغط الشعبي والسياسي على اوسع نطاق في الداخل والخارج. والرجوع الى الشيخ حمد خيار لن يحقق شيئا: فهو اولا يكرس مفهوم المجالس المفتوحة البديلة لاية ممارسة سياسية قانونية، ويقر ثانيا سياسة المكرمات والعطايا، ويفترض ثالثا ان الشيخ حمد سوف يتراجع عن مشاريع يعتبرها استراتيجية لحكمه بمجرد عقد لقاء معه، ويتناسى رابعا ان الشيخ حمد لا يعترف بالحوار ولا يؤمن به، ولم يمارسه قط ، ولا يتقن الا أسلوب اصدار القوانين الملزمة بدون نقاش، ويتجاهل خامسا حقيقة مرة جدا وهي ان الشيخ حمد لا يلتزم بوعوده، وقد جرب اهل البحرين ذلك عمليا بعد اقرار الميثاق . في ظل هذه الحقائق فليس هناك بديل لمواجهة الظلم والاستبداد الخليفيين عن الاستمرار في النضال السلمي المتواصل، على كافة الصعدان، في الداخل والخارج، لتعرية هذا ال
نظام الذي ينتمي الى الماضي ولا يؤمن بمفهوم الشراكة السياسية، ولا يعترف بوجود الشعب ولا يقر له حقوقا سوى ما ترتئيه العائلة الخليفية. ونكرر دعوتنا لمقاطعة هذه العائلة الظالمة في كل مشاريعها السياسية وعدم توفير الشرعية لما تمارسه من ظلم بالمشاركة في تلك المشاريع الصورية. ان شعب البحرين يدرك هذه الحقائق، ولذلك لم يرض بغير طريق النضال بديلا. فقد يطول أمد الصراع، ولكن الظلم لا يمكن ان يدوم، والحق لا يضيع ما دام هناك من يطالب به، وان وعد الله للمظلومين الصابرين المحتسبين بالنصر على الظلم واهله وعد حق، لا يخلفه أبدا. اما اقرار الظلم ومسايرته فهو الطريق الى الفشل والهلاك، وهيهات ان يتغير الظلم من داخله، ومن لم يتحرك لمقارعة ذلك الظلم وهو خارج النظام لن يفعل شيئا وهو داخله، خصوصا مع وفرة العطاء والشراكة في الفساد. نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وندعوه سبحانه ان يمتعنا بالايمان والصبر والاستقامة، وان يجعل خير أيامنا خواتيمها، وان يتقبل صومنا وصلاتنا ودعاءنا، في هذا الشهر الفضيل، فهو نعم المولى ونعم النصير.اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندكحركةاحرار البحرين الاسلامية
13 اكتوبر 2006