Archive
Bahrain Freedom Movement
إن الديمقراطية هي حرية الاختيار، كما إنها قديمة قدم الإنسان وليست مرتبطة باليونان والرومان وغيرهم، إنها مرتبطة بالإنسان أينما كان في كل العصور، لكن ثقافتنا الغربية هي التي توهمنا بأن منبع الديمقراطية هي الغرب فقط والغرب وحده ، رغم احترامنا وتقديرنا للحضارة اليونانية العريقة والتطور الكبير الذي حصل في الغرب بعد أن انتقل إلى المرحلة الرأسمالية ، ولكننا لا نعرف الكثير عن الحضارة المصرية والصينية والهندية وغيرها من الحضارات العريقة التي قدمت الكثير للبشرية ويجري اليوم مصادرتها من قبل الغرب نفسه لنتعلق فقط بالغرب. الديمقراطية نسبية وتعتمد على تطور المجتمع.. ولا شك أن النظام الرأسمالي قد أوجد ظروفاً تختلف عن سابقه من المجتمعات الطبقية ، حيث بات من الضروري إشراك كل الناس … وأيضا العملية ضمن التطور وليست دفعة واحدة ، حيث شاركت المرأة لاحقاً في العملية الانتخابية في الكثير من البلدان الغربية، بالإضافة إلى العنصرية التي تبدّت بوضوح في الكثير من البلدان الغربية ، ولعل النموذج الصهيوني خير دليل على ثقافة الغرب وإفرازات النظام الرأسمالي ، ولكن التطور الإنساني وترابطه والعولمة التي نراها أمامنا قد خلقت قيماً مشتركة للبشرية جمعاء وعلينا أن نعتمد هذه المعايير العالمية التي هي بنت التطور والحاجة الموضوعية إليها من قبل المجتمع الإنساني .الآن نأتي إلى واقعنا البائس .. في البدء يجب الانطلاق من فوق ..من الطبقة الحاكمة .. من الأسرة الحاكمة .. من المجموعة المتنفذة التي تجد ضرورة تطوير أساليبها وتكتيكاتها في مواجهة القوى الاجتماعية الجديدة من التجار والصناعيين والعمال والمتعلمين والطبقة الوسطى بشرائحها ، بالإضافة إلى الأجانب الذين يريدون ديمقراطية توفر لهم المزيد من الإمكانيات للاستثمارات والرفاهية ، وبالتالي يريدون عالماً على شاكلة ما يعيشونه في بلدانهم .الطبقة الحاكمة لا تريد التخلي عن امتيازاتهاوالطبقة الحاكمة تريد أن يكون من بين أفراد المجتمع من يدعم توجهها، فلا تجد سوى أحزاب الموالاة، وأحزاب الموالاة في بلادنا يمتدون من الجمعيات الإسلامية السنية والشيعية إلى بعض الليبراليين… ويعتمدون في إبقاء الحال على حاله على إيديولوجيا دينية ، ولا يجب أن يفهم بأن كل الايدولوجيا الدينية متخلفة، بل إنهم يأخذون الجانب المتخلف من الايدولوجيا الدينية للترويج لمواقفهم ومصالحهم وإبقاء العفن على حاله… فالايدولوجيا التي تعبر عن مرحلة معينة من التطور الفكري بها الإيجابي وبها السلبي، لذا نرى التعددية في التيار الديني فمنهم المتنور ومنهم المتخلف والمتحنط .ولا شك أن التيار الديمقراطي الذي يعمل أن يكون متوافقاً في أطروحاته بين الواقع والفكر سيجد حاجة ماسة إلى الاستفادة من المتنور في مواجهة الأكثر تخلفاً.. حيث أننا بحاجة إلى مواجهة هذه القوى بأطروحات من عندها ، وهذه مهمة صعبة للغاية.. لكنها ليست مستحيلة إذا كنا نملك القدرة على التحليل العلمي للوقائع والمتغيرات .. ولا نعتمد على العواطف والظواهر وردود الفعل .ما جرى في الانتخابات الأخيرة هو استنفار شامل لا سابق له من قبل الطبقة الحاكمة ممثلة في كل الطاقم الحاكم للوقوف في وجه الشبح الجديد الذي يحوم في البحرين (وعد) ، إنه شبح حقيقي كان حديثهم اليومي المستمر .. وكان الحليف الأساسي للطبقة الحاكمة هو القوى الدينية الأكثر تخلفاً… ويمكن القول بأنهم كانوا يريدون انقسام المجتمع إلى معسكرين شيعة وسنة ، ومن المؤسف أن الوفاق قد وقعت في المطب عبر إصرارها على الاستحقاقات الحزبية الطائفية الضيقة .ولم تكن قادرة على تجاوز هذه الوضعية نتيجةً لتركيبتها وعلاقاتها مع العلماء بالإضافة إلى الجمهور الذي تمت تربيته بالطريقة التي وجدناها… وهي تربية تحمل الكثير من الايجابيات في الصراع ضد السلطة لكنها تحمل سلبيات في الاستحقاقات وفي حشد القوى في مواجهة السلطة حيث ستنعزل قوى اجتماعية كثيرة خوفاً من الأطروحات الطائفية التي تقدمها الوفاق أو جزء من الوفاق .الصيغة النموذجية لمواجهة السلطة هي الكتلة الوطنية الموحدة التي يمكن للوفاق أن يكون لها نصيب الأسد ، ولكن شريطة أن تقدم الوفاق أفضل ما تملكه وليس أفضل ما يملكه العلماء من رجال الدين.. وهنا إشكالية كبيرة يصعب على الوفاق تجاوزها إلا بعد فترة وبعد أن تتضح قدرات رجال الدين الذين زجوا بأنفسهم في المعركة .كان من المفيد لو خلقنا تحالفاً انتخابيا من رجالات الوفاق ووعد والمنبر الديمقراطي والمستقلين وبقية الجمعيات شريطة الكفاءة… فمن لا يملك كفاءة لا يجب أن يفتش عن محاصصة ، تلك صورة نموذجية لا يمكن تحقيقها على الأرض بما فيها جمعية وعد . فمن قال بأن وعد قد زجت برجالاتها إلى المعركة ؟… إن البعض قد رفض الدخول في المعركة لأنه مقاطع، إن البعض أراد النزول إلى المعركة دون قدرة على الحركة التي تقتضيها هذه المعركة ودون استعداد للمناورات التي تتطلبها المعركة ، وكنا نتصور بأن سلاحاً وحيداً .. خطاباً من طراز واحد .. ولا يجب تقديم تنازلات مؤقتة.. كنا نتصور أن هذا النمط من الخطاب هو القادر على تقديمنا للشارع ، ولم نكن نعرف الشارع بدقة ، ويمكن القول بأن المنبر الديمقراطي كان أتعس منا .إن أوهاماً كثيرة لدى الرفاق لا بد أن يغادروها من طراز أنهم ممثلون للطبقة العاملة ومن طراز أنهم أحفاد وأبناء جبهة التحرير وان جبهة التحرير كانت مكتسحة وأن.. وأن ، وقد يكون بعضنا يحمل أوهاما مثلهم.. فالجبهة الشعبية والقومي
ون العرب والبعثيون وغيرهم ..إنه تفكير غير ديالكتيكي .. جامد.. كتفكير أن رفاقنا رموز لا يجب إنزالهم إلى المعركة.أيها الأعزاء ..القوى الحديثة في المجتمع لم تبلور ممثليها السياسيين للوقت الحاضر.. لأنها سلّمت قيادتها للطبقة الحاكمة والتحم الكثير من رموزها في الطبقة الحاكمة ، وبالرغم من الصفعات المستمرة الموجهة للطبقة التجارية والوسطى من قبل رموز في النظام.. فإنهم يديرون الخد الأيمن كلما استلموا صفعة من خليفة بن سلمان أو غيره على الخد الأيسر . تلك صفة من صفات الجبن لدى الطبقة التجارية والوسطى التي لدينا في البحرين ، وعندما تتخلى الطبقات الاجتماعية عن تقديم ممثلين سياسيين لها.. وعندما تسلم قيادتها لجلاديها.. السياسيين والإيديولوجيين. وعندما يتوهم البعض بأن أفكاره وأطروحاته هي القادرة دون عمل يومي مضن ومواجهة مستمرة ضد الطبقة الحاكمة .. ضد ممثليها الإيديولوجيين والسياسيين.. دون مناورات … دون تكتيكات بارعة ..دون استنهاض قوى اجتماعية، دون استفادة من المناخ الديمقراطي وغير الديمقراطي العالمي، فإننا لن نتقدم بالشكل الذي نريد، لكنني أجزم بأن شبح وعد سيلاحقهم.لقد قدمنا برنامجاً به الكثير من الايجابيات وقدمنا رموزاً قالوا الكثير من الخطاب الجيد ، وقدمنا قادةً وجدت الطبقات الاجتماعية الصاعدة أنهم قادتها ويتعلقون بهم ويريدون المزيد من هؤلاء القادة ، وعلينا أن نفتش عن البراعم، فما نملك من القادة قليلين قياساً إلى ما تتطلبه المعركة القادمة ، والمعركة القادمة تتطلب التخلي عن الكثير من ردود الفعل والحساسيات السابقة رفاقاً وأخوة لنا في كل التيارات السياسية المناضلة من الوفاق والمنبر ووعد وغيرها .إننا بحاجة إلى تقييم موضوعي لحركة المعارضةإننا بحاجة إلى تفكير موضوعي ودراسة دقيقة لمكونات الحركة الإسلامية لخلخلة قواعد التيار الإسلامي السني لندخل إليه الشك في قيادته المستسلمة للسلطة والمرتبطة مع السلطة والتي لا تعبر عن حقيقة الإسلام المتجدد الذي نراه عالمياً ، حيث إننا نحترم قناعات الناس ، ونحترم بقاءهم في جمعياتهم ، لكننا نقول إن هذه جمعيات موالية.. ليست إسلامية .. إنها موالية ونحن نريد جمعيات سياسية حقيقية تعبر عن نبض الشارع وتتفاعل مع الآخر . ليست هذه جمعيات سياسية تؤمن بالعملية الديمقراطية .. إنها ضد الديمقراطية ولذلك أرادت الهيمنة على المسرح السياسي معتمدة على السلطة وإمكانياتها .معذرة على السرعة في طرح الأفكار ، لكن من الضروري الحوار حول ما جرى .كان زلزالاً كبيراً لم تصنعه الوفاق وإنما صنعته قوى المعارضة بتحالفها مع بعضها وكان بالإمكان أفضل لو كان لدينا وعي أفضل وتفكير عقلاني لا عاطفي ، تلك من المشاكل التي تعاني منها الحركة السياسية المعارضة في بلادنا ، ونحن بحاجة إلى تطهير أوضاعنا (الوعدية) لنتمكن فعلاً من إخراج من لا يريد التطور ومن يصر على طهرانيته ومن يصر على أنه الأفضل والأحسن والأجود وغير ذلك من صفات الفرقة الناجية ، ولا شك أن أصعب ما نواجهه هو صراعنا مع الذات للتخلص من السلبيات… وعرفة السلبيات والتخلص منها .
نحن مطالبون بعقلية الشك.. وليس بعقلية اليقين المستمر… فأن نضع كل أسلحتنا على الطاولة لمعرفة نجاعتها.. وأيها قادر على مواصلة العمل وأيها بات قديماً عاجزاً عن مواجهة المدفعية الثقيلة للسلطة وأزلامها.. وما هي الأسلحة الجديدة التي يجب إدخالها في المعركة . تلك تساؤلات كبيرة…من يجيب عليها يستحق قيادة الطبقات الاجتماعية التي تفتش عن مخارج سليمة .