Archive

Bahrain Freedom Movement

“وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العلي العزيز الحميد” لم يكن القمع الخليفي غريبا على هذا الوطن واهله يوما، فمنذ ان دنست أقدام هذه العائلة المحتلة أرض وطننا الحبيب، حل معها الظلم والجور والنهب والسلب والقتل، وسعت لإذلال أهلها بشتى الوسائل، وساومتهم على دينهم وحياتهم ورزقهم، فانا لله وانا اليه راجعون. وعلى مدى العصور والازمان لم يهنأ أهل البحرين بالعيش على ارضهم، وعندما أيقن المحتلون استحالة التعايش مع أهل هذه الارض بادروا لاستبدالهم بغيرهم. وها هي جحافل المستوطنين تداهم هذه الجزيرة الصغيرة لتحيل خضرتها يبابا، وتقضي على نضارتها وحيويتها وتاريخها وثقافتها. فأي جرم أكبر من ذلك؟

يخطيء من يظن ان علاقة آل خليفة بالبحرين وشعبها أزلية، فذلك مغاير للسنن الالهية والاجتماعية. وحيث انها قائمة على اساس الاضطهاد والاستضعاف والاستعباد، فانها غير مرشحة للدوام، فكلما ازداد ظلمهم وقمعهم وارهابهم، ازداد يوم رحيلهم قربا. فالحكم يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم.

لقد كان موقف قوات الشغب هذا اليوم مخزيا، وهم يتصدون لمسيرة سلمية تطالب بالتحقيق في تقرير البندر، ذلك التقرير الذي كشف بعضا قليلا من المستور في خبايا الضمير الخليفي الاسود. لم تحتمل هذه العائلة الظالمة سماع أصوات المظلومين ترتفع في ارضهم، فأصدرت اوامرها لمرتزقتها للتصدي لأبناء الوطن، وتهديدهم بالقتل او السجن ان أصروا على مواصلة الطريق. فالجريمة التي كشف عنها تقرير البندر أخطر من يعترف الحكم بها، ولكن الجريمة الاكبر ان يكون رأس الحكم هو المسؤول الاول عنها وعن تفصيلاتها. وعندما صدر التعميم الرسمي للاعلام الخليفي بالصمت على التقرير ومحتوياته، كان البعض يعتقد ان ذلك أحد أساليب الحل الهاديء. ولكن لم يحدث شيء في مجال الحل اطلاقا، بل بقي زعيم العصابة المتآمرة، أحمد عطية الله آل خليفة، متربعا على كرسي الوزارة، وكأنه لم يرتكب جرما. ان النظام الذي يحمي المجرمين امثال هذا الشخص وأخيه، المعذب المشهور، عبد العزيز، لا يمكن ان يرتجى منه خير مطلقا، فهو حري بالعزلة والمقاطعة، وتحفيز النفوس والهمم لمقاومته بكافة الوسائل السلمية، وتعريته امام العالم، وحرمانه الشرعية الشعبية التي يستند عليها لممارسة ظلمه وجوره. ان هذا النظام الذي يحمي الجلادين والمعذبين والمتآمرين ضد ابناء البحرين، يشعر ان مصدر الشرعية الوحيد لحكمه هو ابناء هذه البلاد. ومن هنا جاءت الدعوة لمقاطعته في كافة مفاصله، وفي مقدمتها مشروعه الانتخابي لمجلس كسيح لا فائدة ترجى منه لتحسين اوضاع الناس او انصافهم او اقامة ادنى مستوى من العدل والمساواة بين الناس.

وقد جاء اعتقال الناشط السياسي والحقوقي الدكتور محمد سعيد وزميله، حسين عبد العزيز الحبشي، استمرارا لعقلية القمع والتصفية والاقصاء، وهي السياسة التي أسس لها البريطاني البغيض، ايان هندرسون، وأقرها خليفة بن سلمان وعصابته. هذه العقلية ازدادت تطرفا في السنوات الاخيرة، واصبحت تحارب اهل البحرين، ليس في ازراقهم وامنهم فحسب، بل في وجودهم أيضا. الاخوان المرتهنان لدى العائلة الخليفية اصبحا عنوانا لظلامة هذا الشعب مجددا في عهد الشيخ حمد الذي يزداد سوءا يوما بعد آخر. انها تعبير عن الحفد الأسود لدى أحفاد “الفاتحين” ضد هذا الشعب المظلوم، ورسالة الى من يسعى لتحدي الظلم ومواجهة الاستبداد بان مصيره لن يكون أفضل من مصير هؤلاء الرهينتين. وقد عودنا الحاكم على هذا الاسلوب الرخيص. فقبيل اطلاق سراح السجناء السياسيين تحت الضغط الدولي الهائل في 2001 عمد مرتزقة آل خليفة للمزيد من الاعتقالات، ليظهر حجم “المكرمة” عندما يعلن عنها لاحقا. وفعل كذلك هذا العام عندما أمر باختيار صفوة الشباب الواعي من ابناء البحرين، للاعتقال والتعذيب والتنكيل. لقد كانوا رهائن في مقابل انجاح مشروعه التخريبي الخطير. وعندما أيقن لقرار البعض بالمشاركة، أصدر أمرا بـ “مكرمة” أخرى لاطلاق سراحهم. انه منطق فرعون الذي يخاطب الناس قائلا: انا أحيي وأميت. ان طاغية البحرين اليوم قادر على انتزاع حرية الناس واعادتها اليهم. أليس كذلك؟ انه اليوم يعتقل الدكتور محمد سعيد وزميله ليؤكد وجوده وسلطته وكبرياءه: أنا أعتفل، فأنا موجود. أنا أعذب فأنا موجود….

غريب أمر البشر الذين يرضخون لهذا المنطق الفرعوني، بدلا من مجابهته وكشفه امام العالم. فهل هناك طاغية تغير وأصبح ديمقراطيا؟ وهل يعتقد من يسعى للتصويت بـ “نعم” على الدستور الخليفي الاسبوع المقبل، بمشاركته في الانتخابات الخليفية انه ينقل المعارضة فعلا الى داخل النظام؟ لو كان الامر كذلك لأعلنها المشاركون، ولطرحوا شعارات أخرى تكشف ذلك التوجه. الكل يعلم ان القرارات الاساسية بيد العائلة الخليفية، ومن يشارك في مجالسهم فسوف يكون شريكا في القرارات الاجرامية مثل  قرار الاعتقالات والسجون والتعذيب،  وقرار التجنيس السياسي، وقرار مصادرة الاراضي البرية والبحرية، ونهب أموال النفط وحرمان الجياع منها وقرار التطبيع مع “اسرائيل”، وقرار استدعاء أمريكا لحماية النظام ومشاركة البحرين، من بين دول الخليج الاخرى، في المناورات المشتركة الاخيرة والمستقبلية. أنعيش في حلم أم يقظة؟

لطالما كان أملنا ان يتواصل الموقف الشعبي الصامد بوجه الاستبداد الخليفي الشرير، تحت شعار المقاومة المدنية التي أدنى مراتبها المقاطعة القلبية للنظام ورموزه وآلياته. ولطالما تمنينا ان يحفظ الله اخوتنا الذين يعلنون صراحة عن عزمهم على مشاركة العائلة الخليفية في قراراتها الجائرة، من زيف الادعاء واوهام الشيطان، وزخرف الدنيا، خصوصا ان بعضهم ممن كان له قدم صدق في النضال، ولم يخالجنا يوما شك في اخلاصه وايمانه. نقول للجميع، وقد بدأ الفصل الاسود الذي كان مؤجلا لما يسمى زورا “الاستحقاق الانتخابي” قبل موعده، باعتقال الأخوين الناشطين: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم، فانفروا ثبات او انفروا جميعا”. فالعدو واحد، وهو لا يميز بين ابناء البحرين في ظلمه، فما دامت عقلية الاحتلال (الذي يسميه الفتح) معشعشة في نفسيته، فسوف يستمر في تعامله مع الجميع كأسرى حرب مرتهنين لديه، يزج منهم من يشاكس في زنزانات التعذيب، ويترك الآخرين في السجن الكبير، ويدفع بالبعض الى دول الخليج الاخرى في اطار مشروع التهجير. ندعو الله سبحانه وتعالى ان يباعد بيننا وبين الظالمين، ويثبت أقدامنا على الصراط المسستقيم، بعيدا عن الظالمين والمستبدين والجلادين.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
17 نوفمبر 2006

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close