Archive

Bahrain Freedom Movement

السلام على الحسين، وعلي علي بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى أنصار الحسين.

فقد صنعوا بدمائهم النصر، وذادوا عن دين الله، وكسروا عفنوان الطغاة. تلك هي الشهادة وفلسفتها في وجدان المجاهدين ضد الظلم والاستبداد. لم يكن موقف الحسين عدوانيا، بل قدم دمه الغالي بقرار شجاع من اجل كسر قبضة الجلادين على مقدرات الامة. كان يدرك ان الدم المسفوح هو الثمن الذي كان عليه ان يدفعه لحماية الاسلام من جور الحكم الاموي التوارثي الذي حول الخلافة الى ملك عضوض. لم يكن أشرا ولا بطرا، بل خرج مصلحا بعد ان رأى الحق لا يعمل به والمنكر لا يتناهي عنه. اعتبر الامام عليه السلام ان حكم يزيد منكر لا يجوز السكوت عليه، فحرك شفاهه رافضا، ووقف موقفه مجاهدا، وسار على نهج ابيه واخيه اللذين حضرا الوغى وشهدت لهما ساحات القتال بالكر والفر، وسجلا تاريخا وضاء حافلا بالشجاعة والفداء. لقد كان أبوعبد الله عليه السلام يدرك ان الطغاة لا يتغيرون، وان انظمتهم لا يمكن اصلاحها بالانخراط فيها، فقرر قراره التاريخي الذي هز به ضمير الامة، فأدركت هوية الحكم الاموي المقيت. ولولا ذلك الدم الطاهر المسفوح لنجح يزيد في تشويشه وتضليله، ولاستمرت الامة في سباتها. لقد بعث الحسين رسالة الى الاجيال، مفادها ان دولة الظلم ساعة، ودولة الحق الى قيام الساعة، وان  الدم ينتصر على السيف مهما طال الزمن، وان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم.

نعيش في هذا الموسم اجواء الحرية والعطاء، فقد علمنا الحسين عليه السلام ذلك، وبذل حياته لكي يزيل الغشاوة عن العقول والنفوس. لقد اختار طريق الاحرار، ورفع شعارات خالدة ما يزال المناضلون يرفعونها وهم يواجهون القتلة والسفاحين والمستبدين: “ألا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك”. فالحر لا يذل ولا يهين ولا يخنع، بل يمضي في دربه رافعا رأسه شامخا بهامته. البعض يسعى لاختصار حياة الانسان في حاجاته المادية، ويسلخه عن قيم العزة والكرامة والانسانية، اما الحسين فقد رفع شعار الكرامة والحرية والشهادة، وجعلها مصطلحات ملازمة للنهج الثوري الخالد الذي ميز مسيرة الشعوب والامم في نضالها ضد الاستبداد. لقد شعر ابو عبد الله عليه السلام بالرأفة وهو يرى أتباع يزيد قد سقطوا في مستنقع الذل والهوان، ينعقون وراء الناعقين، ويتخلون عن عقولهم وانسانيتهم، فصاح بهم صيحته الخالدة: “ان لم يكن لكم دين، فكونوا أحرار في دنياكم”. ان الحرية قيمة تعشعش في نفوس الاحرار فلا يستطيع حاكم او طاغية ان يستعبدهم. فهاهم اهلنا الابطال في ارض اوال، جياع، حفاة لا يملكون من حطام الدنيا شيئا، ولكنهم يعيشون الروح الحسينية في عزتها وكرامتها وحريتها. هذا برغم ما يبذله الخليفيون الظالمون من جهود لتضليلهم بهدف مواصلة الاستعباد والاستخفاف. أهل أوال قرأوا القرآن وسيرة الصالحين وعرفوا ان هؤلاء الظالمين انما يكررون ممارسات اسلافهم في الظلم والاستبداد. عرفوا ان فرعون “استخف قومه فأطاعوه” فرفضوا سياسة الفراعنة الجدد، وأبوا ان يستكينوا لاساليب الا ستخفاف، وبدأوا اساليب العصيان المدني لمواجهة القوانين الفرعونية واضعافها. فالشعوب انما تفقد حقوقها ووجودها عندما تستكين للظلم والاستعباد، وتختفي من نفوس ابنائها روح التمرد والرغبة في الاصلاح. ومن يقرأ ملحمة الحسين عليه السلام وسيرة أهل البيت عليهم السلام لا يمكن ان يستغفل او يستسلم لأساليب الاستخفاف والاستضعاف، ولا يسقط من قاموسه خيار المواجهة مع الظالمين والجلادين. وما نشهده هذه الايام من مشاركة واسعة لاحياء الشعائر الحسينية يؤكد عمق شعور أهل البحرين بالحرية وعشقهم لمقاومة الطغيان. فاذا ما واصلوا طريق الآباء والاجداد في رفض الاحتلال الخليفي المقيت، فسيكون النصر حليفهم، لان دولتهم ستؤول الى السقوط باذن الله، لانها قائمة على الظلم والاحتلال والنهب والسلب والاستضعاف، فلن يكون مصيرهم مختلفا عن مصير فرعون: “ان فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا، يستضعف طائفة منهم”.

أيها الحر الأبي، يا من تعشق الحسين ودربه: أنت امام خيارين، لا ثالث لهما: فاما ان تكون حسينيا، تدافع عن دينك ومبادئك وحريتك وحقوقك بما هو مشروع من الوسائل، او يزيديا تتسكع في قصور الحاكمين ومجالسهم التي هي مرتع للشيطان، ولا يذكر فيها اسم الله. كن حسينيا في حياتك، وارفع شعارات عاشوراء وانت تستلهم منها نهج حياتك، وتتمثل مسيرة ابطالها الخالدين. كن حسينيا، فلا تهادن الظالمين والطغاة والظالمين ومغتصبي ارضك ومالك، ومحاربي عقيدتك وقيمك. كن حسينيا فلا تستهويك عطاءات يزيد، فماله حرام لانه سلبه من بطون الجائعين، ولا تشعر بقيمة مناصبه وتشريفاته. شرفك ان ترفع رأسك حرا، متمردا على قيوده، مستخفا بألاعيبه، ضاحكا على سخف منطقه. كن حسينيا، ودافع عن المظلومين الرازحين في نزانات تعذيبه، وتذكر ان آلاف العلويين (من اخوتك وشباباك) اختطفوا من منازلهم وعذبوا ونكل بهم، لانهم رفضوا يزيد ونظامه وظلمه. اقرأ ملحمة عاشوراء، واستلهم منها نقاء الرسالة وشرف الموقف ونقاء العقيدة، وعمق الايمان بالله وحده دون سواه. واياك ان يخالطك الشرك، فتخشى يزيد وجبروته وغوغاءه، فمهما تفرعن، فسيظل بشرا يؤول امره الى الزوال، وحياته الى الفناء، ودولته الى السقوط. لقد رأيت بعينيك صنع الله بالطغاة، ليس في الازمان الغابرة، بل في عصرك الذي تعيش مقاطعه. رأيت كيف أصبح يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. بعد هذه المشاهدات، اياك ان يراودك الشك يوما في حتمية نفاذ السنن الالهية في المجتمعات والامم، فلن يستطيع احد ان يمنع سريان القانون الالهي، ولن يتمكن الظالمون من الافلات من العدالة الالهية.

ايها الحسيني: بشراك ان الله معك، وقلوب المؤمنين وأفئدة المستضعفين في شرق الارض وغربها. وحذار من الشيطان ووساوسه وحيله وأباطيله، فانك بعين الله، والله حافظك ومعينك. ان لك في الحسين وملحمته وبطولته درسا بليغا، تعيش فصوله لانه يتجدد، ويجدد معه دماء الامة ومشاعرها، فاغرف من هذا الموسم ما يشد ازرك، واستلهم من كربلاء الحسين شعاراتك، تحت راية الايمان والتوحيد،  واصرخ بملء فيك: هيهات منا الذلة

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
26 يناير 2007

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close