Archive

Bahrain Freedom Movement

كل ما صدر من ممارسة على الأرض ومن تشريعات تؤكد منهجية النظام لأسلوب الإرهاب للمواطنين والمؤسسات الشعبية ورموزها، يؤكد ذلك أيضا هجوم أجهزته الأمنية بتاريخ 19 مايو على منصة احتفال النويدرات وتوجيه الرصاص المطاطي على المتواجدين عليها ومن ضمنهم أمين عام حركة حق وقيادات شعبية ونخبوية تعرضت للاستهداف والتصفية أمام الناس لولا توجه ثلة من الشباب الأبطال الذي انكبوا على تلك الشخصيات تحميها من الطلقات التي استقبلتها بظهورها بشجاعة متميزة يسجلها التاريخ لأولئك الذين استعدوا لتقديم الفداء والتضحية. شكر خاص وتقدير لأولئك الثلة المؤمنة المضحية، وشجب وإدانة لتلك القوات المرتزقة ومن قادها وأمرها بإطلاق الرصاص المطاطي بصورة إرهابية تعبر عن رغبة في التصفية والانتقام.

“حق”: كل الشواهد والوثائق تتهم النظام بتصدير الإرهاب وشرعنته وممارسته مع أفراد الشعب ومؤسساته

منذ أن تم الإعلان عن الموقف من المحاكمة الكيدية للأمين العام لحركة الحريات والديموقراطية “حق” ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان الخميس الماضي، لم تتوقف أجهزة النظام المهترئة من تحريك كل ما لديها من وسائل إرهاب وترهيب للمجتمع والمواطنين على مستويات شتى. ولن نذهب بعيداً في الماضي لنثبت ما نقول، ولكننا سوف نقتصر ذلك على المدة القصيرة الماضية القريبة من أو بعيد الإعلان عن مقاطعة حضور جلسات محاكمة القضاء البحريني- المدان دولياً- للنشطاء.

يعرف النظام أن الشعب البحريني لن يرضى لمحاولات النيل أو الانتقاص أو الإذلال لقياداته الشعبية أو تغييبهم عن الساحة، تحت أي مسمى أو ذريعة. ويذكر النظام سابقاً ما جرى على أرض بني جمرة الصمود حين قدمت جلاوزته لاعتقال الأب القائد الشيخ عبد الأمير الجمري (طاب ثراه) فيما عرف بـ”السبت الأسود” حيث لم يتوان الشعب – برجاله ونساءه وشبابه- من تقديم أغلى التضحيات. وحديثاً، لم ينس النظام ما حدث في 2 فبراير الماضي حيث اعتقلوا الأستاذين – المشيمع والخواجة- فكان الشعب بالمرصاد، حيث انتفض انتفاضة كرامة، ردّتهما لمنزلهما في نفس اليوم.   ولأن النظام يعرف كل ذلك، فقد قام جهازه الأمني- قبل الإعلان عن الموقف من المحاكمة الكيدية- من استدعاء العديد من النشطاء في مناطق مختلفة لمراكز التحقيق والتعذيب في مركز الخميس، ومدينة عيسى، والعاصمة والوسطى، وغيرها وتم تهديدهم بالوعيد والثبور وإلصاق التهم بهم إن برزت أي احتجاجات شعبية يوم المحاكمة المؤرخ بالاثنين 21 مايو الحالي. كما تم تهديدهم في أرزاقهم، وشتمهم وكيل السباب والمعاملة السيئة لهم، في إعادة الذاكرة لمراكز تحقيق أمن الدولة التي انتشرت أيام انتفاضة التسعينيات. وتبع ذلك، إرسال رسائل نصية قصيرة، بتكرار وبكثرة – عن طريق رقمي هاتفين مختلفين- للعديد من النشطاء وكوادر حركة “حق” والعاملين في اللجان الشعبية ومركز البحرين لحقوق الإنسان، ترعبهم، وترهبهم وتعدهم بالانتقام والنيل منهم.

أما عن الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم الخاصة من قبل عناصر النظام المتمثلة في أفراد أجهزة الأمن، فالقصة تطول، فقد تم توثيق بعض أصوات معاناة الناس من تلك التجاوزات التي لا يمكن أن تصدر إلا من خلال عقلية بنيت على الإرهاب والقمع والتنكيل الصهيونية. ففي منطقة البلاد، وبعد الانتهاء من احتفال تضامني مع الأستاذين المشيمع والخواجة- أيضاً قبل إعلان الموقف- نزلت القوات الخاصة بشكل مرهب للمواطنين، ولاحقت بعض من حضر ذلك الاحتفال، ومنهم ثلاثة شباب من منطقة توبلي (سامي أحمد مفتاح -27 سنة، محمد عبدالله إبراهيم -17 سنة،  سيد محمد سيد سعيد-16 سنة)، سحبتهم وهم ينوون ركوب سياراتهم، أوسعتهم ضربا، ووجهت لهم كيل سباب وشتمً- دون سبب يعلمونه- ثم اعتقلتهم. من كرزكان، حاول أحد شبابها (حسين جاسم المدهون- 28 سنة) الدخول للقرية راجعاً لمنزله حوالي الساعة 11:30 من مساء السبت 19 مايو، استوقفته قوات الشغب عند مركز الإطفاء في دمستان ومنعوه من دخول كرزكان ثم انزلوه من سيارته وأوسعوه ضرباً وشتماً ثم اعتقلوه، ولا يعلم مصير أولئك المواطنين لحد الآن.   ويذكر الجميع ما قام به جهاز الإرهاب للشاب علي سعيد (في الثلاثينات من عمره) من منطقة مروزان- غربي السنابس- منذ شهرين تقريباً، حينما سحب من برادة والده وهجموا عليه بشكل جماعي وأشبعوه ضرباً وركلا وأسالوا منه الدماء، كما كسروا أصبع رجل أخته التي جاءت بكل عفوية ونخوة لتدافع عن أخيها، ولم تسلم من الضرب والاعتداء.

وآخر، الاعتداءات الوحشية لجهاز الأمن الإرهابي هو ما حدث للشاب علي سعيد يعقوب الخباز (22 سنة) الذي تم محاصرته من قبل أعداد كبيرة من قوات الأمن “الضارية” عشية يوم المحاكمة (20 مايو) وتم ركله بالأحذية وضربه بالهراوات بشكل جماعي، بعد تركيعه على الأرض الإسفلتية ورض رأسه عليها. ولا يسمع لعلي الخباز- ذلك الشاب النحيف الجسم-   إلا صرخات الألم والمعاناة التي كانت محل استنكار المتواجدات من النساء اللاتي نلن من السب والشتم والإهانة من ضباط وقيادات تلك المجموعة المنشغلة في التنفيس عما يجول في نفسها من حقد وضغينة من خلال ضرب “علي”. ولم يكتف أولئك الضباط في شتم تلك النسوة، بل قاموا بركل سياراتهن وإحداث أكبر قدر من الإرهاب والتعنيف لمجرد أنهن شجبن ما يقوم به أولئك الجلاوزة بالشاب الأعزل. أما عن علي، فقد أصيب بكسر في جمجمته وأنفه، جروح وتمزقات في صدره وظهره، ورضوض في يديه ورجليه، وانخلاع في فكه، وتورم عينيه، وقد أخذ للمستشفى العسكري لأكثر من مرة، ويذكر شهود عيان غياب معالم ذلك الشاب اليافع، الذي يرفض الجهاز الأمني- ولحد الآن- أن تضطلع عائلته على وضعه الصحي المقلق، وهناك خوف شديد على حياته.

أما عن التعاطي مع الممتلكات العامة، فلم يتورع أفراد الجهاز الإرهابي من إحداث اكبر قدر ممكن من الخسائر في ممتلكات أفراد الشعب، فكلما دخلوا منطقة احتجاجات، قاموا بتهشيم السيارات الواقفة على جوانب الطرقات ونوافذ البيوت الآمنة، التي لم تسلم أصلاً من الرصاص المطاطي وحاويات الغازات المسيلة للدموع- المختلفة الشكل والحجم- التي تمطرها تلك القوات على البيوت والمناطق الآهلة بالسكان على منهجية العقاب الجماعي- المدان دولياً.

وأما آخر مسرحيات الإرهاب، فهي قصة حرق “سيارة الأمن” بالقرب من منطقة النويدرات، والتي يطبل عليها النظام هذه الأيام تمهيداً لضربة إرهابية أخرى على المنطقة وبقية أفراد الشعب، في محاولة لصرف النظر عن محاكمة النظام الكيدية للناشطين التي فشلت فشلاً ذريعاً بفضل تكاتف الشعب وقياداته وتفهم ودعم المؤسسات الدولية. إن هذه الحادثة تعيد للذاكرة ما كان يقوم به جهاز الأمن البحريني بين آونة وأخرى من افتعال أحداث “أمنية” بغية صرف الأنظار عن قضايا أساسية بدأ الشعب في الالتفات لها وتناولها، وحيازة الدعم والتغطية من مؤسسات المجتمع وأفراده لمزيد من برامج استهداف النشطاء والانقضاض عليهم وتغييبهم. أن الأجهزة الأمنية لا زالت مشكلة من نفس طاقم ضباط ومسئولي حقبة التعذيب السوداء، وهي نفسها التي اتهمت النشطاء- من قبل- بالعديد من محاولات الانقلاب المزعزمة، وهي التي تكذب باستمرار. ولا زلنا نتذكر اختلاقها لمزرعة التدريب المزعومة في بني جمرة وعرضها لصورة “مولوتوفات” مزعومة في هذه المزرعة وهي نفس الصورة التي تم عرضها قبل أشهر في مسرحية أخرى. هذه الأجهزة هي نفسها التي كذبت كذبها الصريح بشأن تحذير المشاركين في ندوة نويدرات قبل ضربها، وهذا ما نفاه الجميع، وهي نفسها التي تضرب المواطنين في تجمعاتهم السلمية بكل حقد وطغينة.   ان هذه السلطة غير مؤتمنة ولا يمكننا أبدا أن نثق في أخبارها وتحقيقاتها. إن هذه إحدى المسرحيات التي عودنا النظام عليها كلما بدأ الرأي العام يتعاطى مع قضية شأن عام بأن يحولها لقضايا أمنية، يغلفها ويخرجها كما يريد بتسخير ماكنته الإعلامية وأبواقه المتوزعة الى صحفه الصفراء – كما حدث في ملفي التوطين وتقريري البندر والآن في محاولة التضييق ومحاكمة قيادات تيار المقاومة الذي أفشله الالتفاف الشعبي والدعم الدولي.

ولا بد أن نشير الى حزمة التشريعات والقوانين التي أصدرها مؤخراً وتعنى بإرهاب المواطنين والنشطاء ومؤسسات المجتمع المدني على شاكلة قانون الجمعيات السياسية، وقانون التجمعات وقانون الإرهاب، وتعديلات بعض مواد قانون العقوبات الخاصة بنشر صور المعتقلين، إضافة لقانون النقابات، وقانون المطبوعات والنشر وقانون العقوبات السيئ الصيت. لقد أصدرت المنظمات الدولية المرموقة تقاريرها الخاصة بشجب هذه القوانين وإدانتها لأنها تصادر الحق وترهب من يمارسه، سواء كان حق تعبير أو تجمع أو مطالبة بالحريات. وقد كان أثر تلك التقارير الدولية جلياُ في حرمان البحرين من عضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتي نتجت انتخاباته بتاريخ 17 مايو الحالي عن خروج البحرين من المجموعة المترشحة للمجلس في دورته الجديدة.

إن كل ما صدر من ممارسة على الأرض ومن تشريعات تؤكد منهجية النظام لأسلوب الإرهاب للمواطنين والمؤسسات الشعبية ورموزها، يؤكد ذلك أيضا هجوم أجهزته الأمنية بتاريخ 19 مايو على منصة احتفال النويدرات وتوجيه الرصاص المطاطي على المتواجدين عليها ومن ضمنهم أمين عام حركة حق وقيادات شعبية ونخبوية تعرضت للاستهداف والتصفية أمام الناس لولا توجه ثلة من الشباب الأبطال الذي انكبوا على تلك الشخصيات تحميها من الطلقات التي استقبلتها بظهورها بشجاعة متميزة يسجلها التاريخ لأولئك الذين استعدوا لتقديم الفداء والتضحية. شكر خاص وتقدير لأولئك الثلة المؤمنة المضحية، وشجب وإدانة لتلك القوات المرتزقة ومن قادها وأمرها بإطلاق الرصاص المطاطي بصورة إرهابية تعبر عن رغبة في التصفية والانتقام.

إن حق على يقين بأن التغيير قادم لا محالة وإنها ستواصل منهج المقاومة والمطالبة بحقوق هذا الشعب المظلوم، وليعلم النظام بأن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، وإن كان للباطل جولة، فإن للحق ألف جولة، فانتظروا إنا منتظرون، وقريباً سيبزغ الفجر- فجر التغيير الحقيقي- أليس الصبح بقريب.

وما ضاع حق وراءه مطالب،،،

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close