Archive
Bahrain Freedom Movement
يا شريح: ستقول غدا ما يريده السلطان بحق الأبرياء، فما أعدل قضاءك. ألم تخرج يوم اعتقل هاني بن عروة واقتيد الى مجلس ابن زياد لتقول لقبيلته: ان هانيا حي ليتفرقوا عن مواجهة الطاغية؟ ألم تفت بأمر من ابن زياد بان الحسين “خرج على امام زمانه وان على المسلمين ان يقاتلوه؟” قضيت لصالح الطغاة بالامس، وتستعد لاطلاق الحكم الجائر بحق الابرياء غدا. فما أتعسك وأتعس الحكم الذي تذود عنه بهدر دماء الاحرار، والافتاء بغير عدل او ضمير.
لديك من علوم القضاء بعضها، ولكن ما قيمتها ما دمت قد بعت ضميرك له ولجلاوزته، وأصبحت دمية تحركها ايدي الظالمين، يضربون بك الابرياء بلا ورع او تقوى. واليوم لقد ضربك الطاغية عندما ألغى دورك في القضاء، وقال لك وللناس: أنا القانون، أنا أحيي وأميت، أنا أجرم الأبرياء ان شئت، او أبرئهم.
عندما يأتي فرعون بخيله وخيلائه ليقتل موسى ومن معه، فحذار أيها المؤمنون من الهروب امام زحفهم، فانهم مندحرون بعون الله، وان البحر منشق امام موسى وصحبه ليسلكوا الطريق الى النصر، وليبتلع القوم الظالمين الى غير رجعة. لقد كان في بقاء فرعون فساد الارض وابتلاء العباد والبلاد بمكره وجبروته، فجاءت نهايته بالطريقة البشعة ليكون عبرة لغيره: “فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية” انهم يسعون لادخال الخوف في قلوب الآمنين، ويسومون المؤمنين الصادقين سوء العذاب، ولكنهم خاسئون وخاسرون ومهزومون. اما المؤمنون الصامدون الذين يقرأون الكتاب كما جاء على لسان محمد واهل بيته، فلا يصيبهم ظمأ ولا مخمصة، ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح. ومن العمل الصالح مقارعة الظالمين، وهي مقارعة مطلوبة من المؤمنين، لان الساكت عن الحق شيطان أخرس، وان من أعظم الجهاد عند الله كلمة حق امام سلطان جائر.. ان ما يمارسه الحكم الخليفي من ظلم فاحش وتعد على حقوق الناس واستلاب خيراتهم واستضعافهم، منكر واضح لا يجوز السكوت عليه. وقد جاء في القرآن الكريم ان التخلي عن ذلك يستوجب غضب الله: “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون”. وقد نهى أئمة أهل البيت عليهم السلام عن التقاعس عن النهي عن المنكر: قال الإمام الباقر (عليه السلام): يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراءون يتقروؤن ويتنسكون حدثاء، سفهاء لا يوجبون أمرا بالمعروف ولا نهيا عن منكر، إلا إذا أمنوا الضرر. يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد عملهم. و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) أن في جهنم رحى تطحن، أفلا تسألوني ما طحنها؟ فقيل له: وما طحنها يا أمير المؤمنين، فقال (عليه السلام) العلماء الفجرة، والقراء الفسقة، والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة .
لم يجد الاخوة الكبار، الاستاذ حسن مشيمع والاستاذ عبد الهادي الخواجة، والاستاذ شاكر محمد، مجالا الا ان يلتزموا بالموقف الشرعي الذي يوجب عليهم ذلك الموقف. فصرحوا علنا بهذا الظلم، وانتقدوا الحاكم الجائر الذي يحذو حذو فرعون في الاستكبار والظلم والاستعباد. وهل هناك من ارتكب جرائم بحق اهل البحرين اكثر من هذا الحاكم الجاثم على الصدور، مستغلا ما استلبه من اموال النفط لاقامة كيان غاصب على بقايا الوطن السليب؟ وهل هناك حاكم في العالم كله، في ما عدا حكام اسرائيل، يعملون ليلا ونهارا بهدف القضاء على هوية الارض التي يحكمونها واهلها وتراثها بلا حياء او خجل؟ كان هذا الحاكم يظن ان السياج القانوني الذي أحاط به نفسه سوف يجعله بمنأى عن الشجب والاستنكار، ولكن الاحرار اخترقوا ذلك السياج، وأوضحوا للعالم ما يعانيه اهل البحرين من ظلم يفوق أي ظلم آخر، واستبداد مقنن لا نظير له، وخداع سياسي لم يمارسه الا القليلون من قبله. انها حدود وضعها الطاغية، واعانه على وضعها قوم آخرون جيء بهم من أقاصي الدنيا، تتناقض مع مفاهيم الانفتاح والاسرة الواحدة، وتكرس قيم الاستبداد والاستئصال. نحن اليوم في مواجهة شاملة مع النظام الخليفي الغاصب، وهي مواجهة تاريخية ازدادت حدة في السنوات الاخيرة بعد ان اتضح العداء الخليفي لكل ما هو بحراني. انها مواجهة بين الضحية والجلاد، بين صاحب الدار واللص الذي يتسلل لسرقة ممتلكاتها، بين المواطن والمستوطن، بين ابنائها البررة والمحتلين الذين سيطروا عليها بالحديد والنار. هذه حقائق تاريخية وواقعية لا يستطيع احد انكارها. ولقد كان بالامكان شرعنة الحكم الخليفي لولا اصرار الشيخ حمد وزبانيته على الغاء شعب البحرين من المعادلة وازالته كطرف في الشراكة السياسية.
يقول القتلة والسفاحون والغاصبون ان الاخوة الثلاثة متهمون بالتحريض على كراهية النظام، وهل يحتاج شعب يخضع للاحتلال الى من يحرضه للتحرك ضد ذلك الاحتلال؟ هل ثمة حاجة لاقناع اي مواطن بحراني (شيعي او سني) ان يستوعب الخطر الخليفي الذي حول البلاد الى ملك خاص، يتصرف الشيخ حمد بها كما يشاء، يهب اراضيها البحرية لامراء الخليج والانتهازيين، ويوزع جنسيتها على الغرباء من كل حدب وصوب، بينما يفتح زنزانات التعذيب للشرفاء من ابناء هذا الوطن، ويسلط المرتزقة من قوات الشغب على المطالبين بحقهم، بدون خجل او استحياء او انسانية. هل يحتاج ابناء البحرين الى من يحرضهم للمطالبة بحقهم في تقرير المصير؟ والعيش الآمن على ارضهم بدون الخشية من زوار الليل والمعذبين الذين يحميهم الشيخ حمد بقانونه السيء الصيت رقم 56 للعام 2002؟ هل اهل البحرين بحاجة الى من يذكرهم بان النظام الخليفي يمارس التمييز والتفرقة على اوسع نطاق، وان المنظمات الدولية تشجب سياساته هذه وتطالبه بالكف عنها والا تعرض للانتقاد والشجب؟ وهل يحتاجون الى من يحرضهم على كراهية هذا الحكم البائس عندما يسلط كلابه على المساجد والمصلين، كما فعل البارحة عندما تعرض اهلنا في مسجد الصادق والسنابس والمالكية وبقية المناطق لعدوان آثم من أعوان الظلمة؟
ان هذا النظام يتوهم بقدرته على تكميم الافواه عن طريق توجيه التهم جزافا لمن يرفض الاستعباد له. وهيهات له ذلك، فكل مواطن لا يرى ابراء ذمته الا بلعن هذا النظام واليوم الذي احتل فيه هذه الارض الطاهرة ودنسها بغزوه الشرير، وطموحاته الشيطانية. فكلنا نحرض ضد هذا النظام، ونطالب بسقوطه، وندعو الله ليلا ونهارا بان يزيله من ارضنا، لكي ننعم بالحرية والخير، نستمتع بخيرات ارضنا، ونتقاسم لقمة العيش في وئام بدون تمييز بين شيعي او سني، بل المساواة الكاملة على اساس المواطنة. نتطلع لليوم الذي ينتهي فيه هذا النظام الذي يمارس الفصل العنصري على اوسع نطاق، فلا يسمح لأغلبية المواطنين بتملك الاراضي في الرفاع، ومؤخرا في المحرق، ويضع يديه على كافة السواحل وما يحاذيها من اراض بحرية، ويسلب اموال النفط. فاذا كان “العم العزيز” يسرق مئات الملايين من دولارات النفط، فان صاحب “المشروع الاصلاحي” ينهب ما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار سنويا من اموال النفط.
ان مما يبعث على السخرية ان يحاكم الشرفاء المحرومون، ويظل المجرمون طلقاء يسرحون ويمرحون. فالطغمة القابعة في القصور هي الاجدر بالمقاضاة لما اقترفته من جرائم بحق هذا الوطن. والحاكم الذي عاث في الارض فسادا، ونهب اموال البلاد وصادر الاراضي البرية والبحرية، وعرض البلاد رخيصة في سوق النخاسة وحولها الى مستوطنات للغرباء وشذاذ الآفاق، هو الاجدر بالمحاكمة لما اقترفت يداه من جرائم. اما استدعاء الضحايا للمثول امام محكمة الجلاد فهو عين الظلم والجور والارهاب والفساد. فليسقط أشباه الرجال الذين يلوذون بالقتلة والسفاحين لحماية عروشهم، ويمارسون التضليل والكذب والخداع من اجل السيطرة وبسط النفوذ على الوطن. وليسقط المجرمون الذين تلطخت أيديهم بدماء شهدائنا البررة وآخرهم عباس الشاخوري، وقبله مهدي عبد الرحمن ومحمد جمعة الشاخوري ونوح خليل آل نوح، الذين مزق رصاص الغدر الخليفي أجسادهم ظلما وعدوانا. ولتخسأ النفوس الهابطة التي استحوذ عليها الشيطان فأنساها ذكرالله، وشجعها على ارتكاب المنكرات من اعتداءات على الابرياء وانتهاكات لحقوقهم، والمجد والخلود للأبطال الذين سطروا ملاحم النصر لهذا الشعب بدمائهم الزكية، وللأبطال الذين يساقون الى محاكم الجلادين والقتلة، بدون ذنب اقترفوه، ومرحى لهؤلاء الابطال الذين قالوا كلمة الحق وصدعوا بها غير آبهين بنظام الظلم الخليفي، وخيله وخيلائه، انهم من أفضل المجاهدين لان من أفضل الجهاد عند الله كلمة حق أمام سلطان جائر، فليقض هذا الحاكم الظالم ما هو قاض، فان الله له بالمرصاد، وسوف تجري سنة الله عليه، وسيقف يوما امام محكمة عادلة لينال جزاءه العادل. فان كان في شك من ذلك فليستذكر ما حدث لصدام ورهطه، ليعلم ان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. لقد خذله الله هذه المرة وأذله، ونكس رأسه، ونصر عباده المؤمنين، وجعل كلمته هي العليا، وكلمة الظالمين والطغاة هي السفلى.
ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك سوط عذاب، ان ربك لبالمرصاد.
بارك الله في سواعد أبطال الانتفاضة التي جددت شبابها يوم أمس وكادت تزلزل الارض تحت أقدام السفاحين والمستبدين. لقد أرعبتموهم، وأثبتم مجددا ان الصمود هو عنوان الموقف، وان الثبات امام زحف الظالمين يحقق النصر، وان هامات أهل البحرين لن تنحني امام المحتلين والمستوطنين يوما، وبارك الله لكم هذا النصر العظيم، ، فلقد أعزكم الله بنصره، فهو نعم المولى ونعم النصير.