Archive
Bahrain Freedom Movement
حسين رمضان .. – 25/05/2007 – 3:36 | مرات القراءة: 285 |
الحالة الصحية للمعتقل علي سعيد الخباز 22 عاما، من سكنة منطقة القفول، تبث القلق قي قلوب عائلته التي لم يتسنى لها لقاء الابن منذ تاريخ اعتقاله لغاية كتابة هذه السطور، علي سعيد اعتقل في السنابس بتاريخ 20-5-2007 حيث كان هناك اعتداء من قبل قوات الأمن أو من يسمون بالساهرين على حماية المواطنين على هذه القرية من بعد ان أنهت الاعتداء على الاعتصام التضامني مع الأستاذ حسن مشميع في جدحفص، في هذا العهد الذي يتبجح علينا في كل يوم وزير الداخلية بأن وزارته تسهر من اجل حماية المواطنين نرى هذا الاعتداء القبيح من قبل قوات تحمل فكر التسعينات وهي تأتمر لضباط من المفترض إنهم مروا بمراحل من التدريب على احترام حقوق الإنسان، ان يتعرض علي سعيد لكسر في الأنف وتورم في العينين وانخلاع في الحنك وتمزقات في مختلف أنحاء جسده فهذا موقف لابد من الوقوف عليه بحزم وبدون مواراة.
انتهى عهد ان يكون هناك اعتداء من قبل هذه القوات وبهذه الصورة العبثية البربرية ويكون هناك صمت مطبق من قبل الجميع، هذه الجريمة التي أقدمت عليها قوات وزارة الداخلية تزامنت مع الاعتداء على المواطنين خارج أحدى البرادات في جزيرة سترة واعتداء هذه القوات على العديد من سيارات المواطنين في مختلف أرجاء البحرين، وهذه الجرعة من التصعيد الغير مبرر جملة وتفصيلا من قبل هذه القوات يثير القلق لدى المواطنين من مصداقية هذه القوات في فرض الأمن بأساليب القهر والجبر الصهيوني.
يقول وزير الداخلية عند حادثة حرق الجيب في النويدرات ان العمل الذي كاد ان يودي بحياة رجال الأمن يعد تصعيدا خطيرا وعملا جبانا يصنف من الأعمال الإرهابية، ونحن نقول لم لا تحاول السيطرة على القوات التي تعمل في وزارتك وتصدر الأوامر لضباط الصف باحترام حقوق الإنسان ولم لا تصرح بمثل هذه التصريحات النارية وأنت تعلم جيدا ان القوات التي كادت ان تكون في المقبرة هي ذات القوات التي كادت ان ترسل زهرة من زهور شباب البحرين للمقبرة لولا لطف الله؟ هل الاعتداء الجسدي بكل هذه الوحشية مبرر في وزارتك يا وزير الداخلية؟ ألا يتعارض هذا الاعتداء الهمجي مع ابسط حقوق الإنسان؟ ألا يكفي ان البحرين الذي كانت عضو في العام الماضي في لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لم تحصل في التصويت لعضوية هذه اللجنة في تاريخ 17-05-2007 سوى على صوت واحد وهذا دليل على الوضع المتردي للحقوق الإنسان في البحرين وعلى بقايا السمعة التي اكتسبتها البحرين من خلال سياسات التطبيل الإعلامي وشراء الأقلام المحلية والدولية وحملة العلاقات العامة للتزيين وجلسات الإنعاش لما يسمى بالمشروع الإصلاحي في البحرين.
ان يكون في البحرين الدولة الخليجية التي تريد ان تضاهي اعرق الديمقراطيات في العالم- ان يكون- هناك معتقل منذ خمسة أيام وما يزيد عن 120 ساعة وأهالي هذا المعتقل لا يدرون ولا يعلمون ما حاله لا أدري عن أي ديمقراطية يتكلمون؟، إلى أين يسير بنا الوضع الأمني المتردي في البحرين؟ وما هو الهدف من كل هذا التعسف الأمني وسياسة عرض العضلات على أجساد المواطنين العزل بدون وجه حق ومبرر؟ وبالذات في حالة علي سعيد الخباز الذي استخدمته قوات الاعتداء كدرع بشري من أجل الانسحاب بعد ان مرغوا جسده الشاب على شوارع السنابس ونالت قبضات أيديهم أشلها الله وأقدامهم لا بارك الله فيها من جسده، كانت الرسالة مفادها ان هذه القوات وفي هذه الجريمة البشعة بالذات لم تترك أي خط احمر لم تتجاوزه في الاعتداء كانوا يقولون بينما علي سعيد يتأوه تحت قبضاتهم ورفسات أرجلهم بان هذا هو جزاء من تقع عليه أيدينا حتى لو كان بعيدا عن منطقة المواجهات الأمنية وحتى لو كان لا ناقة له فيها ولا جمل.
وزارة الداخلية انتهكت المادة 5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو الحاطة بالكرامة)، وانتهكت مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن اعتمدت ونشرت علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 34/173 المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1988، حيث انتهكت المبدأ الأول وهو (يعامل جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن معاملة إنسانية وباحترام لكرامة الشخص الإنساني الأصيلة) والمبدأ السادس وهو (لا يجوز إخضاع أي شخص يتعرض لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهنية. ولا يجوز الاحتجاج بأي ظرف كان كمبرر للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهنية) والمبدأ 13 (تقوم السلطة المسؤولة عن إلقاء القبض أو الاحتجاز أو السجن على التوالي، بتزويد الشخص لحظة القبض عليه وعند بدء الاحتجاز أو السجن أو بعدهما مباشرة، بمعلومات عن حقوقه وبتفسير لهذه الحقوق وكيفية استعمالها) ولا أريد أن اذكر باقي الحقوق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها البحرين وضربت بها عرض الحائط في قضية علي سعيد والمعتقلين في الآونة الأخيرة.
المجتمع رفض هذه الجريمة وتكونت لجنة من اجل الدفاع والتضامن مع أهالي هذا المعتقل المظلوم والمعتدى عليه بكل بشاعة وبكل صلافة وبكل حقارة فترة امن الدولة التي يريد البعض ان تعود هذه المرة بمسمى جديد وهو قانون الإرهاب، ولم يسلم الاعتصام السلمي لهذه اللجنة في يوم الجمعة بتاريخ 25-5-2007 من تواجد لقوات الأمن التي كانت تريد تفريق الاعتصام السلمي أمام منزل المعتقل في القفول بالقوة على الرغم من عفوية الاعتصام وسلميته وابتعاده عن الشارع العام وعدم ارتكاب المعتصمين لأي تجني أو خروج على القانون.
ما كانت هذه السطور من اجل النقد الهدام بل خوفا على الوطن وأبناء هذا الوطن ونحن نراهم يتمزقون ويقعون ضحايا لاعتداء غاشم من قبل قوات تريد زيادة توتير الأجواء والأوضاع التي باتت قابلة للاشتعال منذ بداية هذا العام، هذا الأجرام الجديد في ملف حقوق الإنسان في البحرين كان من آخر فصول المعاناة وخطوة أخرى في مسيرة طويلة من الألم الذي يتجرعه المواطنين، فأجساد العاطلين مازالت تتذكر الهراوات بالقرب من الديوان الملكي، والشعب يتذكر الرصاصة المطاطية التي أخذت عمر الشهيد محمد جمعة الشاخوري، الآن لدينا جسم علي سعيد الخباز دليل آخر على لغة العن
ف الغير مبرر والغير مناسب في زمن التصالح مع الشعب إذا صح التعبير.
الندم لن يفيد بعد فوات الأوان، والبحرين ليست بحاجة لهذا التصعيد الميداني من قبل قوات وزارة الداخلية بل نحن بحاجة ماسة لعلاج البحرين من إمراضها المزمنة مثل التجنيس والتمييز الطائفي واحتقار حقوق الإنسان وتعويض ضحايا التسعينات الحقيقيين ممن افنوا عمرهم في سجون قانون أمن الدولة، البحرين ليست بحاجة لأجسام يتم تكسير عظامها واهانة للرموز الوطنية الشريفة التي تعمل من احل مصلحة الوطن، الفلتان الأمني والنهائي للوضع العام على الساحة الوطنية لن يكون في صالح الوطن كل الوطن سنة البحرين وشيعتها.
رفقا بهذه الجزيرة يا بشر، رفقا بالشباب وأجسامهم وطريقة التعامل الأمني وفض الاشتباكات والتجمعات، وعلى المواطنين ان يكونوا واعين جدا بالمستوى الخطير لهذه الجريمة والمردود السلبي لها على بقايا سمعة البحرين عالميا في حقوق الإنسان، حيث ان الجمرة التي انطفأت في قلوب الأمهات من بقاء أبنائهم خلف القضبان في البحرين بدون تهمة بدأت تشتعل من جديد وعادت نار اللوعة للقلوب، ساعد الله قلبك يا أم علي سعيد على التصبر على هذه الحالة التي وصل لها فلذة كبدك، وكلنا أبناءك وأيدينا مرفوعة بالدعاء إلى الجبار الواحد الأحد أن يفرج عنه في القريب العاجل ويرجعه لكم وتقر أعينكم برؤيته.
نسأل الله الفرج للمعتقل المظلوم علي سعيد الخباز والمعتقل حميد وكل المعتقلين والمحكومين السياسيين في البحرين وندعو الله ان لا يغير علينا نعمة الأمان ولا يعيد لنا أيام قانون أمن الدولة السوداء.