Archive
Bahrain Freedom Movement
“غاندي” و “مانديلا” في المحكمة الخليفية الشعب هو الفيصل، وسوف يقول كلمته انشاء الله حول قضية “محاكمة” الابطال على ايدي القتلة، وستكون تلك الكلمة ماحقة للظلمة والمحتلين. فما أكثر الابطال الذين “حاكمهم” الطغاة، وحكموا بسجنهم او اعدامهم، ثم دارت الايام فاذا بالضحية تحاكم الجلاد، أليس ذلك سنة إلهية ثابتة؟ في 12 يونيو 1964 أصدر نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حكما ظالما بسجن نيلسون مانديلا وسبعة من رفاقه مدى الحياة بسبب نشاطهم ضد النظام العنصري. كان مانديلا أمينا عاما للمؤتمر الوطني الافريقي، واتهم مع الآخرين بارتكاب اعمال عنف ضد النظام.
وبسبب تلك المحاكمة الظالمة قضى مانديلا وراء القضبان سبعة وعشرين عاما، لكنه خرج بعدها بطلا تاريخيا ليس لنضال جنوب افريقيا ضد العنصرية، بل لكل من يناضل ضد الانظمة العنصرية والاستبدادية. وقد أرغم مانديلا جلاديه ومن يقف وراءهم على احترامه، حتى بلغ الامر ان تنحني الحكومة البريطانية التي كانت من اقوى داعمى نظام الفصل العنصري امام هذا القائد وتوافق على اقامة نصب تمثال له في ميدان البرلمان الى جانب تشرتشل. ويحوي التاريخ ايضا صفحة ناصعة اخرى لموقف سجله مناضل تاريخي آخر هو المهاتما غاندي. ففي الاول من اغسطس 1960، أطلق غاندي دعوته للشعب الهندي بعدم التعاون مع الحكومة. وبعد اعتقاله قدم للمحاكمة بسبب نشره ثلاثة مقالات هاجم فيها الحكومة واجراءاتها القمعية ضد النضال الوطني. وقالت السلطات ان المقالات “تحريضية” وانها تهدف لـ “اثارة الكراهية ضد الحكومة القائمة”.
السلطات حاكمت غاندي وفق المادة 124أ، ولكن غاندي طرح موقفه على اساس “القانون في مقابل الضمير”، متسائلا عن شرعية القانون اذا كان الالتزام به انتهاكا للحق والضمير. ومع انه “اعترف” بالذنب الا انه استطاع ان يحاكم السلطات البريطانية التي اعتقلته، واصفا المادة المذكورة بانها “صيغت من اجل قمع حريات المواطنين” مذكرا السلطات بان “الحب (للحكومة) لا يمكن ان يصنع او ينظم بالقانون”. واضاف: “اننا اعتبره أمرا حسنا ان أحرض ضد حكومة ارتكبت من الضرر بالهند ما لم يفعله اي نظام آخر”. واضاف: “ان اللاعنف اول المباديء التي اعتقد بها، وآخرها. وعلي ان اختار. فاما ان استسلم لنظام اعتبره مسؤولا عن الحاق ضرر لا يمكن اصلاحه لبلدي او اواجه احتمال غضب جنوني من شعبي عندما يسمعون الحقيقة من شفتي”. ثم توجه الى القاضي قائلا: “ان المجال المتاح لك ايها القاضي، اما ان تستقيل من منصبك، وانا اعلم ان ذلك مستحيل، وان تنآى بنفسك عن الشر اذا كنت تشعر ان القانون الذي يطلب منك تطبيقه أمر شر وانني في الواقع بريء، او ان تصدر بحقي أشد العقوبة اذا كنت تعتقد ان النظام والقانون اللذين تساعد على تطبيقهما هما لصالح شعب هذا البلد، وان نشاطي مضر بالصالح العام”. وبعد ان استمع القاضي لأقوال غاندي اصدر حكما قاسيا بحقه، بالسجن ستة اعوام، ثم توجه اليه قائلا: “ان من المستحيل ان اتجاهل حقيقة انك في عيون الملايين من شعبك مناضل وطني كبير وقائد عظيم”. ويمكن اعتبار تلك المحكمة بداية النهاية للنظام الذي احتل الهند، والنضال السلمي الذي قاده غاندي لاحقا.
نقرأ التاريخ لنرى فيه مرآة تعكس تجارب الشعوب والامم، حيث تتكرر مشاهد الجلاد والضحية، وانتصار الضحية على الجلاد في نهاية الصراع. الضحية لا تموت، الا عندما تستسلم، اما عندما تصر على مواجهة الطاغية، فانها منتصرة عليه طال الزمن ام قصر. فكلا الاستاذين الكريمين، حسن مشيمع وعبد الهادي الخواجة، واجها الجلادين من قبل وانتصرا عليهم. مشيمع قضى في زنزانات التعذيب الخليفية اكثر من ستة اعوام، ثم خرج منتصرا على الجلاوزة، ودخل الضمير الوطني من اوسع الابواب.
والسجن ليس جديدا على الخواجة الذي واجه القضاة الخليفيين بروح الاباء والشموخ، وكسر هيبتهم وكبرياءهم، وكشف للعالم هبوط قيمتهم حتى لدى الطاغية الاكبر الذي يستلمون الاوامر منه ويبلغون المتهمين باحكامه المعدة سلفا. فما ان يتفوه هؤلاء بتلك الاحكام، حتى يصدر الطاغية امرا بالافراج عنهم. فما أتفه هذا الوضع الذي يتصرف الحاكم فيه وكأنه اله قادر على التصرف كما يشاء بعيدا عن القانون. بل ان افراد حكومته يعترفون بالعبودية له، ولا يترددون في تبرير ممارساته بـ “انه فوق السلطات” وان “ذاته مصونة”، أما زلنا نعيش عالم الاقطاع البغيض؟ المشكلة ان لدى البعض القابلية للاستحمار، فيعتبر تجاوز الحاكم له “تفضلا” وينظر الى الاهانات المتكررة من القصر الملكي “ضربا من الحكمة”، وفيعتبر هذه التصرفات مقبولة، ولا يكل من تكرار مقولات “المشروع الاصلاحي” و يطالب الاحرار بـ “ان يضعوا ايديهم في يدي الملك”.
ان من الضروري التأكيد على ان جريمة التنكيل بالرموز الكبيرة لن تمر بدون عقاب، وان شعبنا بالمرصاد لهؤلاء الطغاة الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد. ان يوم محاكمة الابطال سيكون منازلة بلا هوادة بين طلاب الحق من اهل البحرين، والطغمة الحاكمة التي ما تظن انها قادرة على كسر شوكة ابطالنا الاشاوس. يتجاهل الطغاة وعبيدهم حقائق التاريخ القريب، وذلك بسبب جهلهم وضلالهم، ويظنون ان بامكانهم الاستمرار في التنكيل والتضليل وشراء المواقف والذمم والاقلام، وكسر غريزة الحرية المختزنة في نفوس المواطنين، وسوف يثبت اهل البحرين، عندما يزلزلون الارض تحت أقدام الغزاة والمحتلين والمستبدين والطغاة، ان “دولة الظلم ساعة، ودولة الحق الى قيام الساعة” و “ان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم”، وان كيدهم في تضليل ولن يتمكنوا من كسر روح البطولة والاقدام في نفوس الجيل المجاهد الذي اكتوى بنيرانهم وأصر على مواجهتهم وعدم التطبيع معهم. ان قدر اهل البحرين ان يواصلوا نضالهم العادل ضد استبداد الحكم التوارثي الفاسد، ويلقنوا افراده دروسا لا ينسونها ابدا، كما فعلت الشعوب الاخرى مع طغاتها. وكما انتفضت البحرين ضد آل خليفة المحتلين في 16 فبراير، عندما اعتقلوا الابطال الثلاثة، فسوف تنتفض مرات ومرات، في كل مرة يعتدون فيها على احد الرموز الكبيرة من ممثلي شعب البحرين. فلتكن الاستعدادات ليوم المنازلة الكبرى مع نظام الاستعباد الخليفي بمستوى التحدي، وليسمع العالم صرخة الشعب المظلوم واناته ونفثاته. فما دام اليزيديون يحكمون ارضنا وشعبنا، فان كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء،ايها المواطنون: لا تخشوا فرعون وخيله ورجله، فان ما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث اتي، وتوكلوا على الله مستمدين منه العون والنصر، فهو ناصر المظلومين وقاصم الجبارين، وهو على كل شيء قدير.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين.
حركة احرار البحرين الاسلامية
4 مايو 2007