الأرشيف

حركة أحرار البحرين

دروس من نهج الامام الحسين

11/09/2007 – 1:40 | مرات القراءة: 48

  

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وأوسع منهجهم وألعن أعدائهم من الأوليين والأخرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سوف نطرح نقاط مكؤنة في رؤوس أقلام تلامس مكونات الواقع .. التي لا بد من نبذها وتركها وراء الظهور .. بحيث لا يحجبنا عن الحق أي حاجب أبداً إلا عين الواقع إنه لا يصلح الحاكم حتى تصلح الأمة , ولذلك فإن الحسين ( عليه السلام ) أراد بنهضته المباركة أن ينبه الأمة إلى ضرورة إصلاح نفسها والحذر الشديد من مواقع الفتن التي تنخر في كيانها الداخل .فالحسين ( عليه السلام ) أراد للناس أن يبصروا الطريق فلا يضلوا , ويتجنبوا عقبات الحياة وان يتحرروا من سلطة المفسدين والظالمين .قام الإمام الحسين ( عليه السلام ) وضحى بكل ما يملك ليحيي قيم الدين في نفوس الأمة , ويثير فيها حماسة الدفاع عن القيم والمبادئ الأصيلة وكل تعاليم السماء .. وهنالك حقيقة لا بد أن يعلمها الإنسان المؤمن الذي يريد التغيير والإصلاح ويتخذ الحسين ( عليه السلام ) مثالاً ونموذجاً وقدوة , وهذه الحقيقة هي أن القيام بالثورة يجب أن لا يستهدف مجرد إستلام السلطة .. وإنما يستهدف إقامة الحق وإزهاق الباطل وإنقاذ الأمة من ويلاتها وأزماتها والإنتصار للمستضعفين والمحرومين .الأيمان بالتغيير :فلذا لا يمكن أبداً أن نخطوة خطوة في سبيل التغيير قبل أن ندرك جيداً المسؤولية الملقاء على عاتق كل حر شريف يبتغي العيش بكرامة وعزة .. ومن أساسيات طلب التغيير هو الأيمان بالتغيير أولاً وعدم التراجع عند حلول الشدائد .. وإلا الحركة سوف تفتقد لأبسط مقومات الأيمان بالتغيير وهيا المواقف المبدائية المبنية على أساسية طلب التغيير وأن كنا نغض الطرف عن المهاترات الجانبية والقضاياة التي يختلقها النظام كي يشتت الجهود ويفرق الفرقاء .. إلا أن لا بد أن نتحرر من سياسة الذات والاناء فالثورة الحقيقة منبعثة أولاً من مقاومة الجبت الذي يفسد نفوس أبناء هذا الشعب وهذا هو التحرر .. ثم مواجهة الطاغوت الجاثم على صدر أبناء هذا الشعب والمتحكم في رقابهم وهذا هو التحرير المبنعث من أنفس مؤمنة لكي لا نرسخ ثقافة الأنتحار واليأس والقبول بالأمر الواقع :لا نريد أن نكؤن مثل شرائح المجتمع الكوفي .. حيث الأنقسام والغدر والنفاق وترك الأحرار في ساحة النزال وحدهم دون معين ولا نصير .. ولا نريد أن نكون مكرسين للخط المثبطين وخط الخذلان حيث يرفع هؤلاء شعار ( ما لنا والدخول بين السلاطين ) ! برغم أن الثقافة الخالدة لأهل البيت ( عليهم السلام ) تتعارض معا هكذا توجهه وسياسة .. وهذه السياسة التي تكرس أزمة قيم معاكسة للرؤية الأسلامية الثورية للتغيير .. كالتقاعس والخنوع تنم عن ضعف نفسي وخواء فكري .. لا ينظر بعين الله لما فرضه الله من سنن على عباده في أرضه .. وما بعث فيه من عزة الأسلام ومضامين الخلد التي تعطيه كل الكرامة .. والتي لا بد أن تكؤن دافع معنوي ونفسي للتقوية النفس والروح للسير على طريق ذات الشوكة دون ملل أو كلل أو وجل أو خوف الأعتقادات والأفكار الخاطئه : بينما يقال ويردد أن هذا الشعب وأعي ولديه ثقافة كبيرة جداً في أموره الحياتية الدينية والدنيوية .. إلا أن هذا الوعي وأن وجد ليس مركون في مكانه الصحيح حيث التطبيق العملي والفعلي لهذا الوعي ضحل جداً في مجتمعنا .. فما أكثر الشتات وما أكثر أختلاق المشاكل بين هذا الفريق وذاك .. فأن أتيت للأنقسام السياسي تجد العائق مكؤن في عدم وجود ألية وطريق عملي واحد وعدم توحيد الجهود وأختلاف السبل والطرق وعدم التطبيق والاكتفاء بالشعارات وعدم مجابهة التحديات التي تحط بهذا الشعب الى حضيض المعاناة .. وأن أتيت الى الأنقسام الفكري .. سوف ترى الكثير ومنها الأختلاف الذي حط بالأمة كمسائلة الحيدر والنزاعات الداخلية المختلفة في القرى ! وبرغم أن الدين والأسلام يأمرنا بالتعددية الفكرية .. إلا أننا نصر على أن هذا الطرف على خطاء وذاك على صواب .. ويبقى الشتات ويتفكك المجتمع الى أحزاب وفرق .. فمن أين يأتي صنع القرار وتوحيد الجهود أن كانت هذه الجوانب التي يجب أن لا تشغلنا عن قضيتنا الأم في هذا البلد تستشري وتمرس في المجتمع من دون توقف لا بد أن نغير الأعتقادات الخاطئه والأفكار الغير صحيحة .. لكي نتعايش في ما بيننا بحب وثقافة أسلامية حقه .. وأن كان على الشعب أن ينطلق للتغيير هذا الواقع المقيت .. ونستطيع توظيب التعددية الفكرية حسب ما تبتغيه الحركة التغييرية سوى كان في مجتمعنا أو الحركة النهضوية للتغير واقع الأستبداد والطغيان الساكت عن الحق شيطان أخرس : إن الحسين ( عليه السلام ) قتل لوجود الخلل العميق في الأمة , وأول علائم هذا الخلل سكوت الأمة على إنحراف الحاكم والذي أدى بدوره إلى فاجعة كرباء المريعة .إن الإمة في عهد بني أمية بشكل عام , وفي عهد يزيد بشكل خاص , أصيبت بالإنهيار في روحيتها وفي رؤيتها وفي قيمها . وقد وصلت درجة الإنهيار في الأمة إلى مستوى باتت فيه فاقدة لإحساسها , غافلة عن مصيرها تغط في سبات عميق ! وعلى ما يبدو .. أن هذا الواقع الذي عاشه المجتمع الأسلامي تلك الفترة وفي عهدة الأمام الحسين ( عليه السلام ) يعيشه الشعب البحريني الأن .. لكن من دون وجود منقد فعلي وتصدي حقيقي لكل ما يحصل .. إلا وأن بلغت بنا السذاجة أن نعلق كل أملنا دون عملنا بالإمام القائم المهدي ( روحي له الفداء ) ! فهنا يتضح جلياً الأتكال واليأس من تغيير الواقع .. وهذه الصفة لا تؤجد في نفس الأنسان المؤمن بالله سبحانه وتعالى .. فلو تأخر ظهور الإمام ! هل ستعيش الأمة لعنة السكوت والأنغماس في الظلم من دون يقظة أو
نهضة ! فكلنا يعلق أمله بمن سيكون مفزعاً للمظلوم العباد وناصراً لمن لا يجد ناصر غيره .. إلا أن ترسيخ فكرة السكوت بسبب هكذا نتيجة .. لن يجعل من الظلم الا في أزدياد .. فالسكوت يعني الرضاء والرضاء يعني أعطاء ضوء أخضر للممارسة الأضطهاد والأستكبار والأستبداد .. والله سبحانه وتعالى يقول ( قل أعملوا فسيرى الله عملكم ) ! كيف نعمل ونحن نرسخ فكرة الصبر والتحمل الى أن وصل الظلم حد قتل النفس المحرمة من دون ذنب .. وهذا الأسلام بكامل أركانه يتلاعب به يمنة وشمال .. فمن أين نقوم أولاً هل نقوم بأصلاح هذا الظلم أم نقوم بأصلاح الفكر ! يجب أن نبث روح المقاومة والممانعة ونرسخ النفس الأبية التي تسلط سيوفها حول من يعتدي ويتعدى على الأسلام والعباد ويسيسر في ظلمه دون أتعاظ لا بد أن نكرس قاعدة أن هذا الشعب لن يعيش حر ذو عزة وكرامة .. إلا وأن أقتلع هذه الشجرة الملعونة التي تتبع أسلافها وأجدادها من بني أمية .. ولكي ننطلق في رحاب النهضة الفكرية والثورة الحسينية التغييرية .. يجب أن نضع كل المعوقات التي تتشعب في طريق هذه النهضة وتلك الثورة وراء الظهور لكي نبصر عين الواقع .. مفسحين المجال فقط لأبراز الحق وحقيقة هذا النظام البائد هوامش : 1- الإمام الحسن ( عليه السلام ) نهج الهدى وسبيل النجاة .. للسماحة العلامة السيد محمد العلوي ( حفظه الله )

أخوكم ( منتظر القائم )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق