Archive

حركة أحرار البحرين

إنَّ ما نشرته بعض الصحف من إعلان بعض الوزارات عن وظائف متوفرة لغير البحرينيين ليدلِّلُ على حالة من الاحتقار والاستخفاف بأبناء الوطن، ففي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات أبناء البلد من الخرِّيجين وحملة الشهادات مطالبةً بتوفير فرص العمل نجدُ بعضَ الوزارات – وبتخطيط مدروس- تسعى إلى الاستعانة بالأجانب واستقدامهم وتمكينهم في البلد.

خطبة الجمعة لسماحة العلامة

الشيخ عبد الجليل المقداد (حفظه الله تعالى)

المحرق – جامع الحياك

بتاريخ: 21شوال 1428هـ الموافق لــ 2/11/2007م.

sh_jalil_almeqdad_bhr1-3388368

سماحة الشيخ عبدالجليل المقداد – البلادي

هذه بعض الكلمات قد كتبتها من أجل تسليط الضوء على بعض المجريات، وبعض الأمور التي تحدث في هذا البلد فأقول مستعيناً بالله (سبحانه وتعالى) وأسأله العصمة والسداد.

أولاً: التهميش المتعمَّد على مستوى التوظيف:

إنَّ ما نشرته بعض الصحف من إعلان بعض الوزارات عن وظائف متوفرة لغير البحرينيين ليدلِّلُ على حالة من الاحتقار والاستخفاف بأبناء الوطن، ففي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات أبناء البلد من الخرِّيجين وحملة الشهادات مطالبةً بتوفير فرص العمل نجدُ بعضَ الوزارات – وبتخطيط مدروس- تسعى إلى الاستعانة بالأجانب واستقدامهم وتمكينهم في البلد.
بل هناك محاولة لتفريغ بعض المواقع والوظائف التي يشغلها المواطن لإحلال الأجانب فيها. وإن البلد ليتمتع بالكثير من أصحاب الكفاءة والقدرة اللازمة لملأ تلك المواقع وهم أولى بها من غيرهم، ولكن الطائفية التي عشعشت في صدور المتنفذين أبت إلا الاستجابة لدواعي الحقد والضغينة والعقد التي يحملونها تجاه أبناء البلد.
نعم، أبت تلك الأحقاد والضغائن إلا مواصلة المخطط الإقصائي الذي كشف عنه تقرير البندر ولا ينقضي العجب من أولئك النفر الذين يرفعون عقيرتهم بين الحين والآخر ويرفعون شعار الوطنية والإنتماء والولاء للوطن ويشككون في وطنية الآخرين وولائهم وحرصهم على أمن البلد وعزته واستقراره .
نعم، لا ينقضي العجب من أمر هؤلاء ! ولنا أن نتساءل:
أي الفريقين أشد ولاء ووطنية لهذا البلد وأكثر حرصاً على أمنه واستقراره وعزته وازدهاره؟
مَنْ يحرم أبناء هذا البلد من أبرز حقوقهم ويعمل جاهداً على إقصائهم ويستجيب لمصالحه الوقتية وإنْ أتت على حساب هذا البلد؟ هذا أشد حرصاً، أو من يريد الخير لأبنائه قاطبة ويرى أن بناء البلد لا يتم إلا بأيدي وسواعد أبنائه؟
أي الفريقين أشد ولاء لهذا البلد؟ مَنْ يرفع شعارات الولاء للوطن وقدسية الانتماء إليه في العلن وهو يتآمر على أبنائه ويخطط لتدميرهم وإقصائهم من وراء الكواليس؟ هذا أشد ولاءً وأكثر حرصاً على مصلحة الوطن أو مَنْ يسعى لإحقاق الحق ورفع النقاب عن الوجوه المتآمرة التي إنْ فرغت من تآمرها على طائفةٍ دارتْ بوجهها إلى طائفةٍ أخرى وعملت على إقصائها؟

ثانياً: مؤامرة التجنيس السياسي:

أي الفريقين أشد ولاء لهذا البلد؟ مَنْ يصرف مئات الملايين من أموال هذا البلد ومن أموال هذا الشعب على المجنسين الذين استجلبهم من أقطار شتى تحقيقاً لمصالحه وتنفيذاً لمخططاته ويحرم أبناء البلد من أوضح حقوقهم؟ هذا أكثر حرصاً أو من يسعى لصرف تلك الأموال على أبناء البلد وعلى ازدهاره ورقيِّه وتشييد بنيته التحتية؟
وأخيراً أي الفريقين أحرص على مصالح هذا البلد من استبد بمقدرات البلد ووضع اليد عليها وحرم منها أبناء هذا الوطن؟ أو من ينادي بالعدالة في تقسيم ثروات هذا الوطن وخيراته لينعم بها الجميع؟!!
إن أمر المتنفذين وتآمرهم على أبناء هذا البلد لم يعُد خافياً على أحد، وإنْ حاول البعض أن يتستر كذباً وزوراً بشعاراتٍ برّاقة لتحسين صورته القبيحة.
تقام الدنيا، ويتباكى البعضُ على الولاء للوطن وقدسيته، وعلى الانتماء فيما إذا رفع الإنسان صورةَ رمزٍ ديني لا يتدخل في شؤون هذا البلد، ولا يعمل على العبث بهذا البلد، ويريد الخير لأبنائه، ومواقفه واضحة، ويصوِّرون بأن هؤلاء الشيعة لا ولاء لهم، ولا يعطون قدسية لانتمائهم!!.
ولك أن تسأل هذا البعض: هذا أكثر خطراً وإضراراً بالبلد أم مواقفك المخزية القبيحة الخائنة التي خنتَ بها الأمة وخنت بها الشعب وخنت بها الوطن.
أن تستجلب مجنَّسين وتستجلب جماعات من هنا وهناك وتمنحهم الجنسية، وتوفر لهم الخدمات، وتقدمهم على أبناء هذا الوطن؟ لنتحاكم إلى حكم المنطق والقانون في أيهما أكثر خيانة لهذا الوطن؟
لقد آن الأوان لأن تجتمع الكلمة، وتتوحد الصفوف في مواجهة هذا الخطر العظيم الذي إن قُدر له بأن يستمر فلن يجني أبناء هذا البلد إلا الذل والهوان، وعندها سوف نعضُّ على الأصابع ندماً وحسرة.

ثالثاً: دعوة إلى الحوار والوحدة :

ولا يُقبل من أي إنسان كان أن يصرّ على قناعاته الشخصية دينيةً كانت أو سياسية وإنما المُحكَّم في هذا الأمر هو لغة الحوار وتحرِّي ما يرضي الله (سبحانه وتعالى).
ولا نرى مُبرِّراً يمنع من التحاور والتلاقي وإبداء المرونة والسعي للم الشمل والكلمة. ولا يُراد من الدعوة إلى التلاقي والحوار تحكيم قناعة خاصةٍ لبعض الأطراف على قناعات الآخرين الدينية أو السياسية.
وإنما يرجى من الحوار أن يساهم في بلورة موقفٍ موحّدٍ في وجه سياسات المتنفذين ولا داعي للتخوُّف من الحوار والتلاقي فلن يأتي الحوار بمواقف تتنكر لشرعة الله ولا تعيرها أهمية، كيف؟! ودعاة الحوار والتلاقي متشرعة لهم حظ من مخافة الله والتعبُّد بأحكامه والوقوف عند حدوده.
ولا يصحُّ في حكم الدين والعقل أن نبقى ندافع عن قناعاتنا ومواقفنا ونغفل عن مصلحة الطائفة التي أصبحت من مؤامرات تُحاك ضدها.
تعالوا – يرحمكم الله – لتشكيل جبهة قوية محكمة قائدها ودليلها الدين والهدى وهدفها إحقاق الحق واسترجاع الحق المسلوب، ووسائلها الكلمة الطيبة، وتحكيم منطق الدين والعقل، والثبات والاستقامة على طريق ذات الشوكة.
وإن جبهة كهذه لا أشك في أنها مشمولة بالعناية الإلهية وأن الملتحِقَ بها مأجور وسعيه مشكور, ولابد أن تحقق هذه الجبهة أهدافها عاجلاً أم آجلاً لأن ذلك وعد الله (سبحانه وتعالى) و لن يخلف الله (سبحانه وتعالى) وعده .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق